تسعة اولاد
الرئيسية » فلك وفضاء » تعرف على أحدث أخبار الاكتشافات العلمية للفضاء

تعرف على أحدث أخبار الاكتشافات العلمية للفضاء

الاكتشافات العلمية للفضاء

لا يتوقف علماء الفضاء يومًا واحدًا عن القيام بالمزيد من الاكتشافات كل يوم، في هذه السطور نتعرف على أحدث الاكتشافات العلمية للفضاء في السنوات الأخيرة.

الاكتشافات العلمية للفضاء وصلت إلى مستوى متقدم جدًا في السنين الخمسة الأخيرة، أو ربما مع بداية الألفية الجديدة وتطور علم صناعة الروبوتات وعلم الفلك والفضاء، أصبح الإنسان الآن يملك إدراكًا أوسع للكون من حوله وأصبح يدرك بعض المعلومات الهامة عن الكواكب والنجوم والمجرات البعيدة عنا بملايين السنين الضوئية، وهذا ما سنعرضه لك في الموضوع التالي، وسنضع تركيزنا على الاكتشافات الأحدث التي ظهرت في السنتين الأخيرتين مثل اكتشاف الكويكب الذي يحمل ست ذيول والتعرف على القشرة الأرضية للقمر وتوثيق سهول من الجليد في بلوتو.

تعرف على أحدث الاكتشافات العلمية للفضاء

اكتشاف الماء في المريخ

مرت عدة سنين على هذا الاكتشاف، لكنه يعتبر من أهم اكتشافات الفضاء الحديثة والتي جعلت البعض يفكر جديًا في غزو المريخ، والمياه في المريخ تتواجد في صورة ثلوج وبكميات صغيرة في صورة بخار ماء في الجو، وأيضًا في التربة بنسب ضئيلة في محلول ملحي.

اكتشاف مجرات على بعد 13 مليار سنة ضوئية

في السابق لم يملك العلماء أي تصور عن مدى بعد المجرات الأخرى عن مجرتنا، ولم يتوقعوا وجود هذه المجرات البعيدة والقديمة في تشكلها، ومنذ فترة قصيرة فقط ومن خلال تلسكوب سابارو الموجود في هاواي والذي يتم إدارته من قبل مؤسسة يابانية، تم اكتشاف 7 مجرات من أقدم المجرات على الإطلاق، وهي على بعد 13 مليار سنة ضوئية، وظهروا على شكل خطوط بسيطة جدًا من الضوء وغير مرئية حتى بالنسبة للتلسكوب العملاق سابورو والذي ظل يرسل إشارات مكثفة لمدة 100 ساعة لتظهر. وقد تشكلت تلك المجرات بعد 700 سنة فقط من الانفجار الكبير الذي حدث، أي أن تلك المجرات هي واحدة من أقدم الأشياء الموجودة في الكون، وهي تتميز بكثافة الهيدروجين فيها وتقل فيها بعض المواد الثقيلة.

اكتشاف قلب بلوتو المحتوي على ثلوج

هل فكرت من قبل في احتمال أن يحتوي الكوكب القزم بلوتو على أي نوع من أنواع المياه أو الثلوج؟ في الواقع فإن العلماء لم يتوقعوا هذا أبدًا، لكن ما وجدوه كان مذهلاً حقًا، ففي يوم 14 يوليو من عام 2015 تم اكتشاف سهول في سطح بلوتو على شكل قلب، وهي عبارة عن أنواع مختلفة من الجليد، ووجدوا أن سطح بلوتو يحتوي على مواد عضوية غريبة ذات لون برتقالي في تربته، بالإضافة إلى قطع ضخمة من الجليد النيتروجيني والذي تكون حديثًا، ولم يحدد العلماء حتى الآن طبيعة تلك المواد وكيف يمكن دراسة هذا الكوكب القزم المذهل بشكل أكبر.

كويكب الست ذيول

كشف مؤخرًا التلسكوب هابل عن كويكب والذي يتصرف كأنه مذنب. بينما يتم تمييز المذنبات من ذيولها اللامعة في الليل وحتى بعضها دون استخدام التلسكوبات ولكن الكويكبات عادةً لا تمتلك تلك الميزات حيث أنها تمتلك القليل من الثلج داخل تجاويفها وتكون غالبًا مكونة من عناصر ثقيلة لا تحترق بسهولة. لذلك رصد كويكب لا بذيل واحد بل بست ذيول يعتبر ضربًا من الخيال.

الكويكب P2013 P5 يمتلك ست ذيول تنفث من مواده في الكون الفسيح، مازال سبب ذلك غير واضح. تفترض إحدى النظريات أنه يدور بسرعة كبيرة لدرجة أنه قد يفنى قريبًا. جاذبيته الضعيفة لا تضاهي الجاذبية التي تؤثر عليه وتجعله يدور بهذا الشكل الانتحاري.

على كل حال يعرف الفلكيون أن هذا الكويكب هو ما تبقى من اصطدام سابق. الذيول التي يمتلكها لا تحتوي بداخلها على أي ثلج، حيث أن المياه المتجمدة قد لا تبقى على وضعها في حالة اصطدام فلكي هائل بدرجة حرارة تفوق 800 درجة مئوية.

اكتشاف نوع غريب من الصخور في القمر

قبل هذا الاكتشاف الحديث، كانت هناك ثلاثة مصادر فقط للصخور من المريخ وهي التي حصلت عليها أمريكا في رحلات أبولو بالإضافة إلى رحلات السوفيتي، والمصدر الأخير هو العينات الطبيعية، أي التي وصلت إلى الأرض من خلال تصادم القمر مع النيازك، لكن كل تلك العينات لم توضح لهم أية معلومات واضحة عن تكوين قشرة القمر. وعندما جاء هذا الاكتشاف في عام 2015، اكتشف يوتو روفر (Yutu Rover)، وهو روبوت جوال تابع للصين، بعض الأنواع الغريبة من الصخور على سطح قمرنا، والتي أثبتت أن تكوين القمر معقد أكثر مما توقعناه بكثير.

اكتشاف تسارع توسع الكون

يتوسع الكون بنسبة من خمسة إلى تسعة في المائة أكثر مما توقعه العلماء حسب دراسة علمية جديدة، فقد اكتشفوا بعض الأدلة الهامة لفهم تلك الأجزاء الغامضة من الكون والتي تمثل أكثر من 95% من كل شيء، ولكنها لا تصدر ضوء، تلك الأجزاء المكونة من المادة والطاقة المظلمة بشكل كبير، ولذلك لا يمكننا رؤيتها.

آدم ريس، عالم فيزياء فلكية والذي تقاسم جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011 لاكتشافه أن توسع الكون يتسارع عبر دراسة 2,400 نجم نابض، وهي من النجوم الكبيرة بحيث تصل أحجامها إلى 200 مرة ضعف الشمس والتي تصدر ضوء على دورات زمنية ثابتة مما يمكننا من دراسة التغير في أماكنها مع الوقت ومعرفة نسبة توسع الكون وتباعد مجراته عن بعضها البعض.

جزيرة تايتان الغامضة

يعد تايتان قمر زحل أكثر موقع محتمل لوجود حياة عليه داخل مجموعتنا الشمسية لما يحتويه من مقومات للحياة، فهو يحتوي على غلاف جوي وسوائل وتقترح بعض الدراسات وجود نشاط جيولوجي على سطحه. في عام 2013 التقطت المركبة كاسيني صور تظهر قطعة كبيرة من الأرض والتي ظهرت بشكل غامض بداخل ثاني أكبر بحار تايتان، المثير للغموض أنها عادت مجددًا للاختفاء بعدها بفترة قصيرة داخل بحر الميثان (الإيثان السائل على سطح قمر زحل). ظهور مثل تلك القطع أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن سطح قمر زحل تايتان ديناميكي ومتغير ويجتاحه النشاط الجيولوجي كما على أرضنا الأم، مازال العلماء عاجزون عن تقديم تفسير مقنع عن كيفية ظهور واختفاء تلك الجزيرة الغامضة خصوصًا وأنها عادت للظهور مرة أخرى ولكن بضعف حجمها المرصود سابقًا، أي تضاعف قطرها من 50 إلى 100 كيلومتر.

أورانوس مليء بالعواصف الآن

أورانوس هو من الكواكب الهادئة طوال السنين، لكن العلماء رصدوا حدوث عواصف قوية عليه بالرغم من عدم حصوله على طاقة الشمس كعنصر مساعد أساسي، وأورانوس هو كوكب يدور حول الشمس بشكل موازي تقريبًا من مستوى مداره، وهذا يجعل أغلب كتلته باردة جدًا خاصة وأنه من أبعد الكواكب في المجموعة الشخصية، ولم يعرف العلماء حتى الآن سبب تركز البرودة في خط الاستواء مع أن المناطق القطبية هي من تتعرض إلى أشعة الشمس بالنسبة الأكبر، ويرجح العلماء ظهور العواصف بسبب وجود طبقة كبيرة من الميثان المجمد، وبعض تلك العواصف قريبة من حجم كوكب الأرض نفسه، وهي تستمر لآلاف الأميال.

اكتشاف كويكب ذو حلقات

من المعروف أن عمالقة مجموعتنا الشمسية الغازية (زحل والمشترى) تحيطهم حلقات غازية من الغبار والأجسام الصغيرة، ولكن يبدو أنها لم تعد من أهم مميزاتهم وحدهم. حيث اكتشف كويكب جديد بعرض 250 كيلومتر تدور حوله حلقات كما في حالة العمالقة الغازية. الكويكب والذي سمي فيما بعد باسم شاريكلو تم اكتشافه أول مرة في الفضاء السحيق عندما اختفى من أمام العلماء نجمًا كانوا يتابعونه. البصمة الضوئية للكويكب أثارت ارتباكًا للعلماء في البداية. ليتضح فيما بعد أن الكويكب يدور حوله حلقتان من الجليد. أكبرهما حلقة بعرض 7 كيلومتر وأصغرهما حلقة بعرض 3 كيلومتر تحتضنان الكويكب.

وبينما تمتلك بعض الكويكبات أقمار صغيرة تدور حولها إلا أنها المرة الأولى التي يظهر فيها كويكب يمتلك حلقات عديدة من الغبار والأحجار الغنية بالعناصر المعدنية. فسر بعض العلماء تلك الحلقات بأنها ناشئة عن الاصطدام بشيء ما، قد تكون بقايا جسم ما اصطدم بشاريكلو أو أجزاء من شاريكلو نفسه والتي تبعثرت نتيجة الحادث.

لأول مرة يكتشف العلماء النظام الشمسي الثلاثي

يحدث دومًا أن تظهر بعض البيانات التي يصعب فهمها في البداية ولكن بعد أن يطلع عليها عدد من العلماء تبدو مقنعة أكثر. كما حدث مع مرصد كيبلر الفضائي والذي يكون عادة مشغول بالمراقبة والبحث عن كواكب جديدة. إلا أنه قضى أربع سنوات طويلة يرصد نظام شمسي بثلاث شموس بدلاً من واحدة كالتي تقبع في منتصف مجموعتنا الشمسية، النجوم المعروفة باسم KIC2856960 تكون نظام شمسي عبارة عن إثنين من النجوم القزمة والتي يدور حولها شمس ثالثة. حتى الآن يبدو الأمر طبيعيًا أليس كذلك؟

رصد كيبلر أربعة انبعاثات ضوئية كل ست ساعات عندما تدور النجمتان القزمة حول بعضها، وظهر أيضًا خفوت في الضوء المرصود كل 204 يوم بسبب كسوف الشمس الثالثة التي تدور حولهم ولذلك لابد أنها تدور دورة كاملة كل 204 يوم. قد تعتقد أن أربعة سنين من الرصد كافية لمعرفة كل شئ يمكن معرفته عن KIC2856960 ولكن بعد عرض المعلومات التي تم جمعها ومحاولات العلماء أن يفسروا مراكز الثقل في ذلك النظام الشمسي يتضح أنه لا يمكن تفسير ما تم جمعه في ضوء المعادلات الرياضية التي نعرفها حاليًا فكل محاولة لتفسير الأمر باءت بالفشل ولا نعرف لماذا.

حتى الآن يظل الثلاثي الشمسي لغزًا يحير العلماء والفلكيين حول العالم. هناك إجابة ممكنة والتي توافق الحسابات الفلكية ولكنها تنافي المنطق، إنها إجابة تشطح بالخيال إلى ما لا يمكن تخيله. النظام الشمسي المذكور قد يحتوي على نجم رابع، أي أن الثلاثة وجدوا لهم أخًا رابعًا لا يظهر ويدور حول النجمتين القزمتين محاكيًا النجمة الثالثة الكبرى ولذلك لا نستطيع تمييزه من النجم الثالث.

مجال القمر المغناطيسي المذهل

ظل مجال القمر المغناطيسي خاملاً لفترات طويلة من الزمن، خاملاً لدرجة جعلتنا نسلم بالأمر ولا نفكر فيه. ولكن بحث جديد أثار الأمر مجددًا واقترح أن الأمر لم يكن هكذا دائمًا. فمنذ أربعة مليارات سنة كان المركز المنصهر للقمر يدور عكس قشرة القمر الخارجية، تمامًا مثل الأرض في أيامنا تلك. ولكن نظرًا لحجمه الصغير فقد كان من المتوقع أن يكون المجال أضعف من مجال الأرض الحالي. وتأتي المفاجأة ويكشف البحث أن مجال القمر المغناطيسي السابق كان أقوى من المجال المغناطيسي للأرض.

يعتقد البعض أن النيازك التي ضربت القمر منذ أربعة مليارات سنة والتي نرى فوهاتها بوضوح في كل ليلة نرى فيها بدرًا في السماء ساعدت على إبقاء الأمر قويًا لفترة طويلة. ولكن بعد حوالي 200 مليون سنة بدأ المجال بالتلاشي نتيجة تصلب محتوياته الداخلية وضعف دورانها عكس قشرة القمر الخارجية.

ما زالت محتويات القمر الداخلية من صخور منصهرة قليلاً ولكن ليس بما يكفي لتوليد المجال الذي كان فيما سبق أقوى من مجالنا.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

18 + 4 =