تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » الأناكوندا : تعرف على خفايا الثعبان المخيف الأكبر والأطول في الطبيعة

الأناكوندا : تعرف على خفايا الثعبان المخيف الأكبر والأطول في الطبيعة

الأناكوندا

لا شك أن الأناكوندا تثير في النفس الكثير من الرهبة، فهذا الثعبان ضخم الحجم، وغير السام، يعتصر فريسته مهما كان حجمها ويحيلها إلى مسحوق، هيا بنا نكتشفه.

تُعتبر الأناكوندا من أغرب الحيوانات الموجودة على وجه الأرض، وغرابة الأناكوندا تكمن في ماهيتها والطريقة التي تقتل بها، فهي حيوان بري يتبع جنس الزواحف، وتحديدًا الأفعى، وبالطبع معروف عن الأفاعي قدرتها الشديدة على اللدغ، لكنها بالرغم من ذلك لا تقتل بالسم مثل باقي الثعابين، وهو أمر غير مفهوم حتى الآن، دفع البعض إلى اصطياد الأناكوندا وتحليل جسدها للتأكد من وجود السم، وبالفعل تم العثور على السم كما هو الحال في باقي الثعابين، لكن، لماذا لا تستخدمه؟ وكيف تتمكن من القتل؟ هذا بالضبط ما سنتعرف عليه من خلال السطور الآتية، حيث الأناكوندا، حيوان البر الغريب.

الأناكوندا حيوان البر الغريب

ما هي الأناكوندا؟

تتبع الأناكوندا فصيلة النبوءات، والنبوءات لفظ أشمل للزواحف، أي أن الأناكوندا تتبع الزواحف، لكنها ليست مثلهم على الإطلاق، فطولها مثلًا يتجاوز العشرة أمتار، وهي قادرة على تقليص هذا الطول في أي وقت، خاصةً عند الشعور بالخطر، وهذه أفضلية، لا تتواجد في باقي جنس الأفاعي أو الزواحف عمومًا.

تعيش الأناكوندا في الجبال، لكن ليس كل الجبال بالطبع، بل تلك التي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وللمفارقة، أدى الاختلاف في مكان العيش إلى الاختلاف في طريقة التكاثر، فالأناكوندا التي تتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية تختلف تمامًا عن تلك التي موجودة في أستراليا، وليس معروفٌ حتى الآن أسباب هذا الاختلاف.

الأناكوندا والتكاثر

كما أسلفنا، تتكاثر الأناكوندا الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة مختلفة عن طريقة الأناكوندا الأسترالية، والتي تُسمى بالأناكوندا الغير متطورة، وذلك لأنها تتكاثر بالطريقة التقليدية، وهي التي تتم من خلال البيض، ثم احتضان البيض حتى الفقس، لكن، الأناكوندا الأمريكية، أو المتطورة، فهي تقوم بعملية التكاثر بصورة ذاتية داخلية، حيث تلد بداخل جسدها وتظل محتفظة بالبيضة حتى تفقس داخليًا ويخرج الجنين مرةً واحدة، وهذا ما يجعل البعض يتوهم أن الأناكوندا الأمريكية تلد ولا تبيض، وهذا غير صحيح، وإنما تدفعها البيئة المحيطة بها إلى عدم إخراج بيضها من جسدها إلى بعد الفقس وخروج الجنين، وتلك بالطبع أول الأشياء الغريبة فيما يتعلق بالأناكوندا.

أنواع الأناكوندا

بخلاف التنوع في التكاثر، هناك أيضًا تنوع في اللون، وتنقسم الأناكوندا على هذا الأساس إلى نوعين رئيسيين، هما الأناكوندا الخضراء والأناكوندا الصفراء.

الأناكوندا الخضراء، النوع الأشرس

تُعرف الأناكوندا الخضراء بالنوع الذي حطم الأرقام القياسية في وزن الأفاعي، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن وزن الأناكوندا الخضراء يتجاوز المائتي كيلو متر، هذا بخلاف الطول الذي يتجاوز عشرة أمتار كما ذكرنا، أما القطر فهو قليل مقارنةً بالحجم والوزن، حيث أنه لا يتجاوز الثلاثين سنتيمتر.

الأناكوندا الخضراء أيضًا تمتاز بتركيبة وجهها، والتي تتكون من عينين وأنف وأذن مثل باقي الوجوه، إلا أنها تختلف عنهم في موضع العينين، والذي يكون أعلى الرأس، وربما يرجع السبب لذلك إلى إعطاء الأناكوندا الخضراء قدرة على رؤية الفريسة والسباحة بحرية تحت الماء، وبالطبع سيكون غريبًا أن نقول بأن الأناكوندا الخضراء هي الأفعى الوحيدة التي تستطيع السباحة.

من حيث الحجم، فإن أنثى الأناكوندا الخضراء تتفوق على ذكرها، وهذا يرجع إلى الوزن الثقيل الذي تحمله بداخلها نتيجة الحمل، أما ما تتفوق به الأناكوندا الخضراء بشكل عام عن باقي الأفاعي، بل والحيوانات، هو أنها لا تحتاج للطعام سوى مرة أو مرتين فقط في السنة، لكن وجبتها لا تقل عن إنسان كامل، أو ما يُشبهه في الحجم من الحيوانات.

الأناكوندا الصفراء، صديق الإنسان

يختلف النوع الثاني من الأناكوندا عن النوع الأول تمامًا، فالأناكوندا الصفراء لا تبلغ ربع حجم الأناكوندا الخضراء، وكذلك الأمر في الوزن والقطر، لكن أهم ما تختلف به عن النوع الآخر هو أنها يمكن أن تتوجد في الغابات العامة وحدائق الحيوانات، فهي تمتاز بلون ذهبي جميل ووجه أليف إلى حدٍ ما، ويُقال أن عمر الأناكوندا الصفراء قد يصل خمسة وعشرين سنة، وهو عمر طويل جدًا مقارنةً بأعمار بعض الأفاعي، ويُرجع البعض ذلك إلى طبيعة الأناكوندا الصفراء المُسالمة، والتي لا تجعلها تدخل في صراعات مع باقي الحيوانات من أجل الغذاء، فهي تعتمد في غذائه على الحيوانات الميتة بالفعل، أو الأسماك، وذلك بسبب مهارتها الشديدة في السباحة.

طريقة صيد الأناكوندا

عندما نتحدث عن طريقة صيد الأناكوندا فإننا بذلك في حاجة إلى التطرق لأمرين منفصلين، الأول هو الطريقة التي تصطاد به الأناكوندا فريستها، والثانية هي الطريقة التي يتمكن من خلالها الصيادون من اصطياد أفعى الأناكوندا واقتيادها إلى حديقة الحيوان أو بيع جلودها والاستفادة منها، والأمرين كما ذكرنا مُنفصلين تمامًا.

الأناكوندا والفريسة

أما عن الطريقة التي تتمكن بها الأناكوندا من القضاء على فريستها فهي غريبة بعض الشيء، خاصةً إذا ما تعلقت بأفعى تستطيع ضخ السهم بسهولة وقتل فريستها دون عناء، فهي تقتل عن طريق احتضان فريستها وضمه حتى الموت، أو حتى تتكسر عظامه تحديدًا، ثم تقوم بعد ذلك بالتهامه، وللغرابة، عندما تجد أفعى الأناكوندا فريسة أخرى أثناء التهام فريستها الأولى فإنها تترك ما في يدها وتهرع إلى الفريسة الثانية، وهذا إن دل فيدل على الرغبة الشديدة في القتل، وتتمكن الأناكوندا من فعل كل ذلك بسبب طولها وفقراتها الكثيرة وأسنانها الفتاكة.

الأناكوندا فريسة

بخصوص ما يتعلق باصطياد الأناكوندا فهو أمر سهل جدًا، تم التوصل إليه عن طريق الممارسة والدراسة، فيكفي إحضار جثة أو هيكل أو حتى تمثال، وإلقائه أمام الأناكوندا والانتظار حتى تلتف حوله، ثم بعد ذلك تُصبح جاهزة للصيد عن طريق الشباك، ولا يفلح الأمر دون هذه الطريقة، إذا أن الأناكوندا تمتلك من القوة والطول ما يجعلها تتخلص من الشباك إذا لم تكن مُلتفة حول نفسها.

لماذا لا تستخدم السُم؟

أكثر ما يُحيّر الناس مُنذ قديم الأزل هو عدم استخدام أفعى الأناكوندا تحديدًا للسُم الذي تمتلكه في أحشائها، فهي تقريبًا النوع الوحيد الذي يفعل ذلك، لكن، إذا تتبعنا الأمر فسنجد أيضًا أنها النوع الوحيد من الزواحف الذي يمتلك طريقة أخرى مُناسبة للقتل، وهي طريقة الالتفاف والضم، وهذا تفسير منطقي جدًا لعدم استخدامه للسُم، فهي ببساطة لا تحتاجه، ومن ناحيةٍ أخرى، يرى البعض أن الأناكوندا إذا سممت فريستها فلن تتمكن من التهامها لأنها ستُصبح مسممة، لكن هذا تبرير غير منطقي لأن أغلب الأفاعي تأكل ضحيتها بعد قتلها بالسم دون حدوث أي تأثير.

الأناكوندا والسينما العالمية

بالم يمر حيوان الأناكوندا على السينما العالمية مرور الكرام، فقد قامت بعض الأفلام على فكرة الأناكوندا وأنواعه وخصاله، وخاصةً تلك التي تتعلق بعدم استخدام السم بالرغم من قدرته على ذلك، وأشهر تلك الأفلام تم إنتاجها عام 1994، ولكنها كانت من نوعية الرعب وتحكي عن فتاة تذهب إلى الغابة ثم تجد نفسها فجأة فريسة للأناكوندا، إلا أنها مع الوقت تُصادقها ولا تُقدم على أكلها، أما الرعب فيبدأ بعد أن تتجرع تلك الأناكوندا ما يُحولها إلى حيوان آخر مفترس، لتنطلق من هنا قصة الرعب ويبدأ اللهث طوال 126 دقيقة، وينتهي الفيلم بعودة الأناكوندا إلى حالتها الطبيعية من جديد، ومن المعروف أن هذا الفيلم قد فاز بعدة جوائز لكنه لم ينجح في شباك التذكر بسبب خوف الناس من البوستر الدعائي له.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × 5 =