تسعة اولاد
الرئيسية » أحياء » كيف يتم استخراج الزيوت وما هي أهم الطرق المستخدمة ؟

كيف يتم استخراج الزيوت وما هي أهم الطرق المستخدمة ؟

استخراج الزيوت

هناك عدة أنواع من الزيوت مثل العطرية والنباتية والعشبية وكل نوع منهما له طرق متعددة في استخراجه، فطرق استخراج الزيوت النباتية لن تكون مثل الزيوت العطرية وهكذا، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل تعرف أيًا من طرق استخراج هذه الزيوت؟

عملية استخراج الزيوت تختلف من زيت لأخر أو من نوع لأخر فمثلًا الزيوت المستخرجة من النباتات تتم عن طريق العصر على البارد، والعصر على الساخن، والاستخراج بالتسخين مع المياه، وهذا بالطبع لن يكون موجود في الطرق الأخرى وإن وجد في طريقة ما فسيكون مختلف في بعض الأمور أو الإضافات، فإن كنت لا تعرف أيٍ من هذه الطرق فيتوجب عليك أن تتابع هذا المقال إلى نهايته حتى تتعرف على كافة الطرق المستعملة في استخراج جميع الزيوت، ونحن هنا سوف نتحدث استخراج الزيوت بأشهر أنواعها مثل الزيوت العطرية والزيوت العشبية والزيوت النباتية وهكذا، فإن كنت تنوي القيام باستخراج نوع ما من تلك الزيوت سواء لاستخدام شخصي أو لإدخاله في مشروع كبير، فيجب أن تتحرى الدقة في مشروعك وتختار الطريقة المناسبة التي ستستخرج بها الزيوت، فكل طريقة تختلف من حيث جودة المنتج أي الزيوت التي تخرج منها وهذا بالطبع سيسهل أو يصعب من عملية الاستخراج، لذا فلابد من التدقيق في الأمر وحسب الأمور جيدًا قبل الخروج إلى السوق.

استخراج الزيوت العطرية

تعتبر الزيوت العطرية هي الأكثر تميزًا واختلافًا عن الزيوت المستخرجة من الأعشاب أو النباتات، حيث أنها لا تترك أثرًا خلفها فتتبخر بشكل كامل وهي أيضًا زيوت طيارة أي سهلة التطاير لذلك يجب المحافظة عليها بعد استخراجها، وهناك طرق عديدة لاستخراج الزيوت العطرية منها على سبيل المثال طريقة الحرارة والتبخر، وهي تتم عن طريق جلب كمية من أوراق النباتات أو الأعشاب التي لها رائحة عطرية فواحة، ثم نضع تلك الكمية وعاء به زيت نباتي أيًا كان على سبيل المثال زيت البندق أو اللوز، بعد ذلك نقوم بوضع هذا الإناء على النار مع عد تغطيته ونتركه على النار لمدة لا تقل عن الستة ساعات، وخلال هذه المدة يتم تقليب الخليط من وقت لأخر باستمرار حتى تخرج الزيوت العطرية من أوراق النبات.

ولابد أن تكون درجة حرارة النار حوالي ثلاثين درجة مئوية لا تزيد ولا تقل عن ذلك، عامة بعد انقضاء مدة الست ساعات ننزل الوعاء من على النار ونتركه حتى يبرد بشكل تام، بعدها نقوم بتصفية الزيت الخارج من الأعشاب وهذا يتم بعدة أشكال وأفضلها هو جلب وعاء جديد ووضع قطعة من القماش فوقه، ثم نقوم بتفريغ الزيت من الوعاء الأول على القماشة حتى يصفى وينزل بالوعاء السفلي، ثم نضغط على أوراق النبات حتى يصفى ويخرج ما به تمامًا، بعدها نضع الزيت في زجاجات ونغلق عليها وبذلك يصبح الزيت العطري جاهزًا للاستخدام.

استخراج الزيوت من الأعشاب

يتم استخراج الزيوت من الأعشاب بوضعها مع زيت مستخرج من نوع معين من النباتات على سبيل المثال زيت الزيتون، وهذه العملية تسمى استخراج زيوت الأعشاب عن طريق زيوت النقع، وهي لا تحدد بزيت الزيتون فقط ولكن يعد الزيتون هو الأكفأ في تلك العملية حيث يخرج لنا أكبر قدر من زيوت الأعشاب، وأكثر ما يتم استخراجه عن طريق زيت الزيتون هي الزيوت المستخدمة في العلاجات الطبية مثل المراهم بكافة أنواعها والمكياج أيضًا، عامة توجد طريقتين يتم عن بهما استخراج الزيوت من الأعشاب أولى هاتين الطريقتين هي النقع في الماء.

حيث سنجلب الأعشاب التي نود استخراج الزيوت منها ثم نضعها في المياه لمدة لا تقل عن الأربعة وعشرين ساعة، ولابد من كون هذه المياه دافئة وتميل إلى السخونة حيث لا تقل درجة حرارتها عن الأربعين درجة مئوية، وبعد انقضاء المدة المحددة وهي الأربعة وعشرين ساعة سنقوم بتدفئة المياه مع تواجد الأعشاب بها لفترة قصيرة، وبعدها نقوم بتصفية المياه حتى نخرج الزيوت من الأعشاب وبذلك تنتهي عملية استخراج الزيت من الأعشاب، وهذه تعد هي أسهل الطرق المستعملة في ذلك الأمر وفي الغالب يتم توظيف الزيوت الخارجة منها في الطهي.

الطريقة الثانية في الأعشاب

نأتي بعد ذلك للطريقة الثانية من طرق استخراج الزيوت من الأعشاب وهي طريقة طويلة بعد الشيء ولكنها الأكثر شيوعًا وكفاءة من بين الطرق الأخرى، وسنبدأ هذه الطريقة بجلب كمية من الأعشاب التي نود أخذ الزيوت منها ولابد من كونها جافة، ثم نقوم بتفتيت كوب من تلك الأعشاب ونضعه في وعاء واسع ونسكب عليهم كمية لا بأس بها من زيت الزيتون أو أي زيت نباتي، ولابد من أن تغطي كمية الزيت النباتي الأعشاب حتى تصبح مغطاة تمامًا بالزيت، بعدها نقوم بتقليب هذا الخليط جيدًا ونتركه على هيئته هذه لمدة لا تقل عن اليوم ونصف، وبعد انقضاء تلك المدة نضع كمية من نفس الزيت النباتي مرة أخرى ولكنها في هذه المرة كمية قليلة، بعد ذلك نترك المزيج على نفس حالته لمدة أسبوع ولابد من تفقده مرة كل يوم، وفي كل مرة يتم تفقد فيها المزيج نقوم بتقليبه أو هزه بشكل جيد حتى تختلط المحتويات ويحدث تجديد في العمل.

ويجب أيضًا أن يتم وضع الوعاء الذي به المزيج خلال الأسبوع في درجة حرارة دافئة لا تقل عن الاثنين وعشرين ولا تزيد عن السبعة وعشرين، ومن الجدير بالذكر أنه خلال الأسبوع يقوم الزيت بأخذ فائدة وخواص ورائحة أوراق العشب، ويتحول لزيت عشبي وليس نباتي وهذا بالطبع هو المطلوب، وبعد انقضاء مدة الأسبوع نقوم بجلب وعاء جديد نظيف ونضع عليه قماشة نقية ثم نسكب الزيت فوقها، حتى تبقى أوراق الأعشاب فوق القماشة ويتخلل الزيت لينزل في الوعاء، ويمكنك الضغط على الأعشاب بيدك أثناء هذه العملية حتى تُعصر وينزل الزيت الموجود بها فهو يكون أجود زيت مستخلص من الأعشاب، بعدها نأخذ الزيت المستخرج ونحتفظ به في مكان بارد وبذلك يصبح جاهز للاستخدام في أي غرض كان، وهناك بعد الناس الذين يقومون بجلب الكمية المتبقية من أوراق الأعشاب بعد تفتيتها على نفس السياق الأول، ثم نضع الأعشاب في الزيت المستخرج ونبقيه أسبوع أخر، وبذلك يصبح نقع مضاعف وتكون الفائدة أكبر بكثير من النقع العادي.

استخراج الزيوت من النباتات

كعادة جميع الزيوت التي تحدثنا عنها بالأعلى هناك عدة طرق متبعة لكي تتم عملية استخراج الزيوت من النباتات، وإذا نظرنا بشكل عميق إلى الطرق التي تتبعها الشركات في تصنيع الزيوت النباتية، فسنجد أنها تستخدم بعض المواد الكيميائية في استخراج تلك الزيوت النباتية وهنا تفقد الأخيرة الكثير من فوائدها، عامة أولى الطرق المستعملة في استخراج الزيوت النباتية هي بالتسخين مع الماء، حيث سنقوم بجلب كمية من البذور النباتية ثم نقوم بتكسيرها وتفتيتها حتى تصبح صغيرة في الحجم ورقيقة في السمك، بعدها سنجمع تلك البذور المفتتة داخل وعاء معدني كبير وإن كانت كمية البذور تتخطى الوعاء الواحد فيمكننا جلب أكثر من وعاء حتى يشمل جميع البذور الموجودة.

بعدها سنقوم بوضع كمية من الماء داخل كل وعاء ولابد من كون كمية الماء تغطي البذور جيدًا، ثم سنقوم بوضع الوعاء على النار حتى يغلي عدة مرات ففي كل مرة يغلي فيها تخرج الزيوت من البذور وتطفو على سطح الماء، بعدها ننزل الوعاء ونتركه حتى يبرد بشكل جيد ثم نصفيه ونتخلص من الماء الموجود في الوعاء عن طريق التبخر، وبعد هذا التبخر الذي سيحدث للمياه سيتبقى الزيت فقط وبذلك تنتهي هذه الطريقة التي تعد الأسهل على الإطلاق بالمقارنة مع الطرق الأخرى، هذا بجانب كوها قليلة في التكاليف المادية ولكن للأسف هذا الزيت المستخرج من تلك الطريقة يكون قليل في القيمة الغذائية، وذلك لأنه يفقد القليل من قيمته الغذائية أثناء عملية الاستخراج عن طريق التسخين.

العصر على الساخن

هناك طريقتين أخيرتين للقيام بعملية استخراج الزيوت النباتية وهما العصر على الساخن والعصر على البارد، فالعصر على الساخن يتم من خلال بعض المواد الكيميائية حيث توضع في مكابس آلية أو يدوية، ثم قوم برفع درجة الحرارة عليها حتى تسخن البذور والزيت الذي يخرج منها وتكون درجة حرارتهم مرتفعة جدًا، فدرجة الحرارة المرتفعة تقوم بسحب و استخراج الزيوت الموجود في البذور النباتية بشكل كامل، ولكن للأسف أثناء عملية الاستخراج على الساخن تفقد الزيوت الكثير من قيمتها الغذائية وخواصها الطبيعية، وذلك لكون الفيتامينات الموجودة بها تتكسر وتذوب في الدهون بشكل شبه كامل، ومن الجدير بالذكر أن أشهر الفيتامينات التي تكون موجودة في الزيوت النباتية هي فيتامين أ د ك هـ، وبالطبع هذه الفيتامينات ضرورية جدًا لصحة الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال.

ونظرًا لكل ذلك فإن هذه النوعية من الزيوت المستخرجة بتلك الطريقة يتم بيعها بأثمان رخيصة جدًا بالمقارنة مع الزيوت المعصورة على البارد، وعادة ما نجد الزيوت التي عصرت على الساخن في الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث، نظرًا لكون الدول الكبرى لا تسمح بدخول مثل هذه الأنواع القليلة في القيمة والفائدة الغذائية، ومن أشهر الزيوت المستخرجة من تلك الطريقة هو زيت النخيل فهو أكبر مثال على أن الهدف من تلك الزيوت الاستخدام في الأغراض المنزلية فقط.

العصر على البارد

نأتي هنا للحديث عن استخراج الزيوت النباتية بالطريقة الأخرى وهي ضد العصر على الساخن، ويعتبر العصر على البارد هو الأجود والأرقى من بين جميع الطرق المستعملة في هذا الصدد، ولذلك نجده يستخدم بشكل شاسع في دول العالم الأول والثاني فهي تهتم بالقيمة الغذائية قبل الاستخدام، عامة تتم عملية استخراج الزيوت عن طريق العصر على البارد بواسطة المكابس الآلية أو اليدوية ولكنها هنا مكابس هيدروليكية، وتمر الزيوت النباتية هنا بعدة مراحل حتى تصبح جاهزة لدخول الأسواق، فلابد من تنقيتها وتجهيزها بصورة جيدة جدًا حتى لا تلقى أية ردود سيئة من قبل المستهلكين، وهذا لكون تلك الزيوت المستخرجة من طريقة العصر على البارد هي زيوت عالية في السعر وتصنف كدرجة أولى لذا لابد من استيفاءها كافة الشروط حتى تنال إعجاب الجميع.

ومن الجدير بالذكر أن الزيوت هنا تكون ذات قيمة غذائية وصحية كبيرة جدًا تفوق جميع الزيوت المستخرجة من أية طريقة أخرى، ولذلك نجدها تستعمل بشكل كبير في الأغراض الطبية سواء الأدوية الخاصة بالأمراض أو أدوية التجميل، ونادرًا ما نجد تلك الزيوت في دول العالم الثالث فإن وجدت فستكون في المولات الكبيرة وبأسعار مرتفعة جدًا بالمقارنة مع أسعار الزيوت العادية المستخرجة من الطرق الأخرى.

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

أربعة عشر + سبعة =