تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » كيف تحافظ على ورد القرآن اليومي وتجعله عادة لك من الصغر؟

كيف تحافظ على ورد القرآن اليومي وتجعله عادة لك من الصغر؟

ورد القرآن

ورد القرآن اليومي من الأمور الإيجابية التي يجب الحفاظ عليها، فهي تُنمي الجانب الديني بشكل كبير وتجعل العبد أكثر اتصالًا بربه، فكيف يا تُرى يُمكننا الحفاظ على هذا الورد وتعليم الأطفال تحديدًا التمسك به، هذا هو سؤالنا الذي نجيب عليه.

ورد القرآن من الأشياء الهامة جدًا في حياة أي شخص مسلم ملتزم، فالقرآن هو الكتاب الأول والأهم في الديانة الإسلامية، وبالتالي فإن قراءة هذا الكتاب باستمرار أمر شبه بديهي، لكن بعض الناس لا يقومون بذلك والبعض الآخر على النقيض تمامًا يفعله باستمرار، والاستمرار هنا يُقصد به جعل قراءة القرآن أكثر بكثير من مجرد أمر يتم القيام به بشكل عشوائي، بل ويتم الأمر أيضًا في صورة ورد يومي، ولكي تقوم عزيزي القارئ بهذا الأمر فأنت بكل تأكيد ستكون في حاجة إلى ما هو أكثر من تذكر وردك أو مثلًا الالتزام بعادات معينة، وربما لهذا السبب تحديدًا تأتي السطور القليلة المُقبلة، حيث أننا خلالها سنقوم سويًا بالتعريف بأهم الطرق التي يُمكن من خلالها المحافظة على ورد القرآن وجعله عادة حميدة يتم انتهاجها منذ الصغر، فكيف يا تُرى يُمكننا القيام بذلك الأمر؟ الإجابة تأتينا في السطور المُقبلة كما أوضحنا.

لماذا نقرأ القرآن؟

قبل أن نذكر لك عزيزي القارئ أهم الطرق التي يُمكن من خلالها الحفاظ على ورد القرآن فنحن بحاجة قبل ذلك إلى الوقوف على وصف دقيق ومناسب لما نحن بصدد التحدث عنه من الأساس، فالقرآن الكريم هو كلام الله المُنزل على نبيه محمد، وقد تعرض هذا الكتاب لأكثر من محاولة تحريف لكنها في النهاية باءت بالفشل حتى أصبح القرآن الموجود في أيدينا الآن هو الأدق والأصح والغير مُحرّف بالمرة، وقد نزل القرآن باللغة العربية، لكن هذا لا يمنع أبدًا من أن العجم بمقدورهم قراءة القرآن أيضًا، وهو المؤلف من مجموعة من السور القرآنية، تلك السور مؤلفة من عدة آيات تُبرز لنا في النهاية ذلك النسيج القوي الذي نتحدث عنه، أما فيما يتعلق بالسبب خلف قراءتنا لهذا النسيج فهذا أمر آخر مُختلف.

يقرأ الناس القرآن لأنه يُمثل الصلة الأقوى بينهم وبين ربهم، القرآن كلام الله، وإذا أردت أن يُكلمك الله فاقرأ القرآن، كذلك القرآن زاخر بالعبر والمواعظ والقصص والأمثال وأي شيء آخر قد تعتقد أنك في حاجة إليه بيوم من الأيام، أي سؤال ديني إجابته موجودة في القرآن، وقد صدق تمامًا من أطلق عليه طبيب النفوس، ولأن الحديث عن أسباب قراءة القرآن يُمكن أن يطول إلى الدرجة التي لا تتخيلونها فدعونا نبدأ سريعًا في الطرق أو الكيفية الملائمة لحفاظنا على ورد يومي من هذا القرآن.

كيفية الحفاظ على ورد القرآن ؟

لا يخفى على أحد طبعًا أن حفاظ الإنسان على عادة من عادتها واحدة من الأمور الصعبة جدًا والتي باتت لا تحدث في وقتنا الحالي، وربما يكون هذا الأمر أوضح فيما يتعلق بعملية الحفاظ على ورد القرآن تحديدًا، هذا يعني ببساطة أننا سنحتاج إلى طرق فعالة من أجل تحقيق هذا الغرض، ومن أهم هذه الطرق وضع المُحفزات والمنبهات.

وضع المُحفزات والمنبهات

لا شك طبعًا أن المُحفزات والمنبهات هي السبب الرئيسي والأهم خلف قيامنا بأي شيء مهما كان، وإذا طبقنا هذا الأمر على ورد القرآن فإننا لن نحتاج إلى عناء طويل حتى يكون بمقدورنا المحافظة على هذا الورد، إذ أنه كل ما يطلبه الأمر منا مجرد وضع المحفزات والمنبهات الخاصة بهذه العملية في أذهاننا، كأن نتذكر مثلًا ثواب قراءة القرآن أو أن نُحفز أنفسنا بفعل شيء ما حال الانتهاء من هذه العملية، وهو أمر سهل جدًا لا يحتاج منك سوى أن تضع في اعتبارك أو ضمن معلوماتك فوائد القرآن أو عملية القراءة الخاصة به على وجه التحديد، يُمكنك الاستعانة في ذلك بمواقع الإنترنت أو الكتب المتخصصة، أو حتى يُمكنك قراءة القرآن والتعرف بنفسك على ما ينتظرك خلال عملية القراءة هذه.

فيما يتعلق بالمنبهات فإن الأمور لا تختلف كثيرًا، وقد يقصد بالمنبهات تلك التي تُستخدم عادةً في عملية القراءة بشكل عام وليس القرآن فقط، وذلك مثل المشروبات الدافئة على سبيل المثال، لكن لا يُحبذ التسالي أو المقرمشات أو الأشياء التي من شأنها إلهاءك عن عملية القراءة، فالقرآن طبعًا له احترامه ورونقه الخاص المتنافي تمامًا مع مثل هذه الأمور، لذلك فإن المنبهات تقتصر على المشروبات والأشياء من هذا القبيل.

الاستعانة بشركاء الشغف

كل نجاح غالبًا ما يكون ممتلكًا لما نُطلق عليهم شركاء الشغف، وهم الذين يتشاركون معك في فعل الشيء بشغف شديد ويكونون عونًا لنا في طريقنا نحو تحقيق ما نوي تحقيقه، وهنا تكمن الأهمية، فعند قراءة ورد القرآن، ومع بدء هذه العادة، من الطبيعي جدًا أن يأتي وقت ويشعر فيه الإنسان بالملل، وهو أمر بالتأكيد لا يتعلق بالقرآن وإنما بك أنت عزيزي الإنسان، فأنت لا تمتلك تلك القدرة على فعل الشيء الواحد لمرات كثيرة بشكل طبيعي، وربما أنت هنا ليس لديك أي حل سوى الاستعانة بمُثير خارجي قوي سوف يعمل على إعادة هذا الأمل إلى جحره من جديد، ببساطة شديدة، نحن نتحدث عن شريك الشغف، وهو الشخص الذي من المفترض أنه يقوم أيضًا بنفس ما تقوم به.

شريك الشغف لن يجعلك تتوقف عن قراءة ورد القرآن الخاص بك، وبشكل أكثر تحديدًا إذا كان ذلك الشريك في الأساس شخص ينافسك فيما تفعله، بمعنى أنه لا يُشاركك فقط بل هو أيضًا يتحداك وينافسك، وهذا مُثير فطري آخر سيجعلك تُحافظ على ما تفعله بأفضل صورة ممكنة حتى تنجح في النهاية، والنجاح هنا قد يكون مقصودًا به بشكل رئيسي النجاح في التفوق على صديقك أو شريكك، لذا يُفضل عزيزي القارئ أن تبحث، عند رغبتك في قراءة ورد القرآن بشكل يومي، عن شخص يُفضل أيضًا فعل ذلك، ثم لاحقًا سوف تسري الأمور على أفضل نحو بسبب العملية التنافسية، جرب ذلك ولن تندم.

عدم الانشغال بأمور مُلهية

من الأشياء التي يرتكبها صاحب ورد القرآن وتُسهم بشكل كبير في عدم تأديته لمهمته على أكمل وجه أن يتم الانشغال عن تلك القراءة ببعض الأمور المُلهية، فبكل أمانة، وبسبب طبيعة البشر السيئة جدًا، لن تتمكن من مقاومة وجود تلفاز أو انترنت أو جهاز ألعاب كمبيوتر في غرفتك أو في مكان قريب منك وتترك كل ذلك وتذهب لقراءة القرآن، الشيطان بكل أسف يلعب على تلك النقطة، أيضًا أولئك الذين تتعلق قلوبهم بمباراة كرة قدم وينتظرون بشغف مثل هذه المواعيد لن يتمكنوا كذلك من تركها والبدء في قراءة ورد القرآن، هذا الأمر سيكون في غاية الصعوبة وخصوصًا مع وجود الشيطان الذي يتحين مثل هذه الفرص، والسؤال الآن بالتأكيد، كيف يُمكننا التغلب على هذه المشكلة؟

الحل بسيط، أو أقرب إلى البساطة إن جاز التعبير، فكل ما عليك عزيزي القارئ هو عدم الانشغال بمثل هذه الأمور الملهية أو التخلص منها، مثلًا ورد القرآن ومباراة كرة القدم، عليك أن تحدد هل ستقوم بعملية القراءة قبل المباراة أو بعدها، ثم تنظر في الوقت الملائم الذي لا تكون هناك عادةً أي مباريات به ثم تقوم بعملية القراءة فيه، وفيما يتعلق بالملهيات الأخرى فنحن لا نطلب منك بالتأكيد التخلص منها بشكل نهائي، وإنما يُمكنك على سبيل المثال إخراجها من مكان القراءة أو أن تجعل مكان الورد الخاص بك مثلًا هو المسجد أو أي مكان خارجي يُمكنه أن يُخصص لهذا الغرض، هكذا ينجح الوضع في النهاية.

تذكر فوائد قراءة القرآن

أيضًا ضمن الطرق التي تجعلنا في النهاية نصل إلى النتيجة التي نبحث عنها وهي المحافظة على ورد القرآن أن يكون هناك بالأساس تذكر دائم للفوائد التي تخرج من نهاية القرآن، فنحن نتحدث عن أمر مفهوم لدى البعض أهميته، لكن كي يشرع الآخرين في قراءة القرآن أيضًا فعليهم أن يعوا كذلك الفائدة من القراءة، فالإنسان يصلي ويصوم ويفعل الخيرات وهو يعرف الفائدة التي سيحصل عليها، لكن في نفس الوقت فإنه قد لا يكون على علم بأن قراءة القرآن الكريم شكل من أشكال العبادة التي نتحدث عنها، فكيف هذا يا تُرى؟ هذا هو السؤال الذي ستحقق لنا إجابته ما نود قوله بالضبط.

فوائد القرآن ليس هناك أكثر منها، فهو تقرب أكثر من الله ويوفر لك فرصة محادثته، كما أن فيه الكثير من العظات والعبر التي نحتاج إليها بخلاف أيضًا تواجد قصص السابقين والأحكام الدينية الهامة، وكل شيء آخر تبحث عنه سوف تجده داخل القرآن الكريم، ومن هنا تنبع الأهمية، فأنت لن تكون مجرد قارئ، وإنما أيضًا شخص يُجيد الاستيعاب، ولو نجحت فعلًا في القيام بذلك فسوف تكون الأمور جيدة على نحو لا يُصدق فعلًا.

ختامًا عزيزي القارئ ليس عليك أبدًا الاعتقاد بكون ورد القرآن شيء من شأنه تعطيلك عما تفعله، بل هو في الحقيقة أمر من شأنه زيادة طاقتك وقدرتك، فالقرآن له العديد من الفوائد التي يطول الحديث لذكرها، ما عليك أن تعرفه فقط أن الالتزام بورد يومي سوف يُسهل عليك كثيرًا الأمور اليومية، جرب ولن تندم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

17 + ثمانية =