تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » خرافات علمية آمن بها العلماء في السابق وثبت خطؤها

خرافات علمية آمن بها العلماء في السابق وثبت خطؤها

خرافات علمية

عدد كبير من الأمور العلمية ثبت خطؤها في ما بعد، لكن العلم لا يتوقف أبدًا، ويحاول أن يصحح نفسه، نستعرض خرافات علمية آمن بها العلماء في يوم ما.

نستعرض لك في هذا المقال خرافات علمية اعتقد العلماء سابقًا أنها صحيحة، لكن مع تطور التفكير العلمي واعتماد التجربة العلمية في إثبات الحقائق، تبينت الكثير من الحقائق التي صدمت الناس حول العالم، بل أنك ستصدم عندما تقرأ المعلومات التالية، حيث ستعرف أن الناس لم يكونوا على علم بمخاطر التدخين إلا في وقت متأخر، وأن الأطباء نصحوا المرضى بالتدخين لعلاج الربو وأمراض أخرى، ستجد أيضًا بعض النظريات العلمية الغريبة مثل الاعتقاد بميلاد الذباب من المواد المتعفنة والعلاج بالإشعاع النووي وبالزئبق وغيرها من خرافات علمية مبنية على افتراضات ونظريات.

7 خرافات علمية آمن بها العلماء في يوم ما

السجائر مفيدة للصحة

في بداية الحديث عن خرافات علمية غريبة ستكون هذه النقطة هي الأهم، يدرك أي إنسان في العالم في وقتنا الحالي مدى خطورة التدخين، أو على الأقل يملك خلفية بسيطة عن الآثار المدمرة للتدخين على المدى الطويل بالنسبة للإنسان، لكن هذه المعلومة كانت غائبة عن كل الناس سواء كانوا علماء أو من العامة، بل اعتقد بعض الأطباء أن التدخين مفيد للصحة في عدة نواحي ويمكن أن يستخدم كعلاج، وظلت مثل هذه الممارسات مستخدمة وموجودة حتى منتصف الستينيات، وفي ذلك الوقت فقط بدأت المفاهيم تتغير وبدأ الناس يدركون مخاطر التدخين، ومع ذلك فإن الأمر قد استغرق منهم عشرين سنة ليصلوا إلى القطاع الأكبر من الشعب، لذا فإن النسبة الأكبر من البشر لم يعرفوا آثار التدخين الضارة إلا في نهاية القرن العشرين، أي منذ بضعة عقود فقط، في حين أن التدخين هو عادة موجودة منذ آلاف السنين.

التدخين كعلاج الربو

لكن المثير للغرابة هو أن التدخين كان يستخدم لعلاج الربو الذي يعتبر العرض الأكثر انتشارًا بسبب التدخين، حيث نصح الأطباء مرضاهم بالتدخين في أوقات معينة كل يوم للحد من المرض، وأيضًا لتقليل الوزن، وانتشرت الإعلانات في الصحف حول العالم والتي توضح أن الأطباء ينصحون دومًا بالتدخين لعلاج أصعب الأمراض إلى حد أنه بإمكاننا اعتبار هذه الأفكار خرافات علمية أثرت في الوعي الجمعي سابقًا في عصور مختلفة، حيث اعتبر أنه يساعد النساء في تخفيف آلام الولادة ويجعل حجم الجنين أصغر مما يسهل من خروجه من الرحم، في حين أنه قد يتسبب في تشوه فظيع للجنين والعديد من المخاطر الأخرى لجسده وللأم أيضًا.

نظرية التوالد الذاتي

اعتقد العلماء لقرون طويلة أن الكائنات الحية يمكن أن تخرج من المواد غير الحية، وذلك في بعض الحالات المعينة مثل خروج الحشرات من الأكوام المتعفنة من المواد أو الطعام الفاسد، فاعتقدوا أن الذباب يتوالد ذاتيًا من تلك المواد، وبالرغم من غرابة تلك النظرية إلا أنها كانت مسيطرة بشكل كامل في الوسط العلمي ولم تكن هناك أية نظريات بديلة لها تفسر نشأة الكائنات الدقيقة، إلى أن قام العالم الإيطالي فرانشيسكو ريدي بإجراء تجربة بسيطة قام فيها بوضع قطعة لحم فاسد مغطاة وأخرى غير مغطاة في نفس المكان، ليثبت أن تلك الكائنات تأتي إلى المواد العفنة ولا تتوالد منها، لكن لم تكن إثباتًا قاطعًا بالنسبة للبعض، ولم يتم التأكد من صحة المعلومة إلا عند اختراع المجهر على يد العالم أنطوني ليفينهوك وذلك في القرن الثامن عشر، أي أن العالم ظل يصدق هذه النظرية حتى تلك الفترة.

العلاج بالزئبق : خرافات علمية ذات تأثير بالغ الخطورة

الزئبق هو مادة سامة بشكل خطير، لكن قبل تطور علم الكيمياء لم يعرف العلماء مدى خطورة ذلك العنصر الهام، واستخدموه كعلاج لبعض الأمراض، واستمر ذلك حتى بداية القرن العشرين، واستخدم كمُلين وكخافض لدرجة الحرارة مع الأطفال، وأيضًا كمقوي لأسنان الأطفال، بل بالغ بعض الأطباء في استخدامه ووصفوه كعلاج لآلام الحمل والاكتئاب ومرض الزهري (وهو بالفعل يساهم في علاجه، لكن بسبب سميته فإنه لا يستخدم الآن). ولكن الحقيقة أنه يمكن أن يتسبب الزئبق في الكثير من الأعراض الجانبية القوية كالحمى الشديدة ويمكن أن يسبب تلف الدماغ والجنون وقد يؤدي إلى الموت بشكل مباشر.

العلاج بالإشعاع

من الصعب أن نصدق أن العلماء اعتقدوا بعدم خطورة الإشعاعات النووية وغيرها من الإشعاعات الضارة، وذلك حتى مطلع القرن العشرين، بل اعتقدوا العكس تمامًا، حيث ظنوا أنها قد تكون مفيدة للصحة، وتزامن ذلك مع ظهور بعض الأجهزة الإلكترونية المحتوية على إشعاعات والتي حققت نسبة مبيعات كبيرة، لكن الغريب أنهم اعتقدوا أنها قد تكون علاج لأمراض صعبة مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل، وذلك من خلال شرب الماء المحتوي على الإشعاع أو غسل الأسنان باستخدام معجون أسنان مركز بالإشعاع، أو الاستلقاء على رمال غنية باليورانيوم، كل تلك الطرق كانت بمثابة علاج للعديد من الأمراض في أمريكا وأوروبا حتى الخمسينيات من القرن الماضي.
سجلت حالات وفاة عديدة لكن لم يتم ربطها بالآثار الخطيرة للإشعاعات بالرغم من تحذير بعض العلماء من مخاطرها مثل ماري كوري الحائزة على جائزة نوبل والتي نددت باستغلال الشركات المصنعة للأجهزة المخرجة للإشعاعات، وكوري نفسها تعرضت إلى آثار خطيرة للإشعاع النووي أثناء قيامها بالتجارب في مختبرها، وحدث لها عمى شبه كامل وآثار جسدية أخرى حتى موتها، بل أن متعلقاتها الخاصة المحفوظة الآن تحتوي على نسبة إشعاع يمكن أن تؤثر على الصحة، لكن جهود ماري كوري وغيرها ذهبت هباء وظل عدد كبير من العلماء مقتنعين بنظريتهم في العلاج بواسطة الإشعاع إلى أن أثبتت التجارب أن هذا خطأ طبي فادح.

نظرية العالم الجليدي

هي نظرية وضعها العالم النمساوي هانز هوربيجر في سنة 1894 والتي تتلخص فحواها في أن كل المواد الموجودة في الكون أتت من الثلوج، تحدث هوربيجر عن أقمار الثلوج وكواكب الثلوج وكل شيء مغطى بالثلوج، ولم يعتمد هوربيجر على الأسس العلمية خاصةً قوانين الحركة في تحليلاته، بل اعتمد على الحس الداخلي، واعتمد أيضًا على تعاونه مع بعض علماء الفلك الألمان قبل أن ينشر نظريته. وطبقًا لما كتبه فإن النظام الشمسي بدأ عندما اصطدم نجمان هائلان في الحجم، ونتاج هذا الانفجار تطايرت الكتل الضخمة في الفضاء إلى أن تجمدت بفعل عوامل معينة لم يحددها، وتلك القطع الجليدية هي التي كونت مجرة درب التبانة وبقية المجرات الأخرى، وتكونت الكواكب والنجوم من خلال التصادمات المتعددة التي تمت بين الكتل الجليدية، وقد صدق الكثيرون من العلماء والعامة تلك النظرية واعتمدوها كتفسير علمي لأصل الكون، واعتمد هتلر النظرية وجعلها النظرية الرسمية في ألمانيا خلال فترة حكم الحزب النازي، وهي ضمن خرافات علمية كثيرة أخرى اعتمدتها حكومات دول مختلفة على مر التاريخ واعتبرت الحقيقة الرسمية التي تدرس في المدارس والجامعات.

تحويل النحاس إلى ذهب وإكسير الحياة

اقتنع الخيميائيون قديمًا بأنهم قادرين على تحويل المعادن الرخيصة مثل النحاس والرصاص إلى معادن نفيسة كالذهب والألماس واعتبرت ، واقتنعوا بأنهم قادرين على خلق حجر الفلاسفة والوصول إلى إكسير الحياة وإلى فكرة الخلود اللانهائي وعدم الموت، كل ذلك كان مجرد أحلام بالنسبة لهم، لكنهم تشبثوا بتلك الأحلام على مدار قرون وتمادوا في أحلامهم لدرجة أن ألبيرتوس ماجنوس (أول من اكتشف الزرنيخ) ادعى أنه رأى بعينيه تحول صخرة مكونة من معادن مختلطة إلى ذهب صاف، وآمن أكبر العلماء في العصور القديمة بعلم الخيمياء وبتلك الطرق الغريبة، مثل إسحاق نيوتن الذي قضى الجزء الأكبر من عمره وهو يبحث في تلك التجارب (أكثر من الفترة التي قضاها في إنجازاته الفيزيائية والرياضية الأخرى كقوانين الحركة).

لكن هل هذا يعني أن الخيمياء مجرد خرافات علمية ؟ الإجابة هي لا. فالتجارب الخيميائية هي نواة الكيمياء الحديثة وهي التي تسببت في اكتشاف بعض العناصر الهامة، فمثلاً عندما راودت هينيج براند فكرة تحويل بول الإنسان إلى ذهب، لم يكن يعلم أن البول يحتوي على نسبة من الفوسفات المتحللة، ليكتشف بعدها أنه حصل على مادة متوهجة وغريبة، ليصبح أول من اكتشف الفوسفور.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

أربعة × 3 =