تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » المستكشفين الغربيين : تعرف على أهم الرحالة في القارة الأوروبية

المستكشفين الغربيين : تعرف على أهم الرحالة في القارة الأوروبية

المستكشفين الغربيين

اكتشاف الأراضي الجديدة كان مسعى شائعًا في القرون الحديثة في أوروبا، وقد ساهم مجموعة من أهم المستكشفين الغربيين في اكتشاف العديد من بقاع العالم النائية.

هناك العديد من المستكشفين الغربيين الذين أثبتوا جدارتهم وصنعوا التاريخ، لكن بسبب مرور قرون على حياتهم فإن الشائعات تداخلت وأصبح من الصعب علينا معرفة الحقيقة من الكذب، لذا فإننا سنتتبع في هذا الموضوع كافة المصادر الموثوقة لنقدم لك أبرز الملامح العامة في حياة هؤلاء المستكشفين، والأهم أننا سنتعرض بإيجاز إلى أهم الإنجازات التي قاموا بها في خلال مسيرتهم الحافلة، وبالطبع لن ننسى التحدث عن المستكشف الأكثر شهرة كريستوفر كولومبوس وكذلك فاسكو دي جاما، لكننا في نفس الوقت سنتحدث عن بعض المستكشفين الغربيين الأقل شهرة مثل جون كابوت وليف إريكسون وغيرهما.

أهم المستكشفين الغربيين الذين وصلوا إلى أقاصي العالم

جون كابوت

ولد جون كابوت في إيطاليا في شهر ما من سنة 1450، إلا أن هذه معلومة غير مؤكدة تاريخيًا، واسمه الأصلي هو جيوفاني كابوتو، ولا نعرف معلومات واضحة عن السنين الأولى من حياته كبالغ، باستثناء أنه حصل على جنسية مدينة البندقية التي كانت جمهورية وقتذاك وذلك في سنة 1476، وفي الثمانينيات تزوج امرأة تدعى ماتيا ورزق بثلاثة أطفال، وفي العقد التالي انتقل إلى إسبانيا ثم إنجلترا، ويحتمل أن هذا بسبب تكاثر الدائنين عليه في إيطاليا.

بداية الطريق

بعد اكتشافات كريستوفر كولومبوس للهند الغربية والذي يعتبر أهم المستكشفين الغربيين ، كما كان الوصف شائعًا في ذلك الوقت، زادت حماسة جون كابوت ووضع خطة للإبحار باتجاه الغرب مع ميل أكبر للشمال، حيث اعتقد أن الرحلة من أوروبا ستكون أقصر، وفي مدينة بريستول الإنجليزية وجد مؤيدين لخططه، مع العلم أنها ثاني أكبر ميناء في إنجلترا، وفي سنة 1496 بدأ بالتحضير للرحلة الكبيرة بعد حصوله على الدعم من كبار المسئولين في المدينة، ولكن الرحلة باءت للفشل وعاد في نفس السنة، وفي السنة التالية وضع خطة جديدة للإبحار مع ابنه سباستيان و17 من البحارة، وهذه المرة تكللت الرحلة بالنجاح، واستطاع قارب تابع له يدعى “ماثيو” من الوصول إلى أرض هي الآن تدعى بجزيرة لبرادور ونيوفاوندلاند أو ربما جزيرة كيب بريتون، وهي الآن جزء من المناطق الشرقية لكندا، وقد تم هذا في الرابع والعشرين من يونيو 1497، وهذا بعد إثنين وخمسين يومًا في البحر، وأعلن جون كابوت ملكية هذه الأراضي للإمبراطورية البريطانية، واستكمل طريقه في اكتشاف تلك المناطق التي ظن أنها جزء من آسيا على غرار كولومبوس، ولكنه لم يجد أبدًا طريق الشمال الغربي الذي كان يبحث عنه.

نهاية الطريق

عاد كابوت وطاقمه على عجل إلى إنجلترا، وتم استقباله كبطل قومي واعتبروه واحدًا من أهم المستكشفين الغربيين ، وقابله الملك هنري السابع لتكريمه وقد وعده كابوت بأن الأرض المحيطة يمكن أن تحتوي على كنوز من الحرير والتوابل، وأخبره أن الأرض التي اكتشفها قريبة من اليابان، واقتنع الملك بكلامه وموّل رحلته التالية، والتي أبحرت في السنة التالية مباشرةً، وكانت أكبر بكثير من الرحلة السابقة من حيث التجهيزات، فقد أبحر بسفينتين ضخمتين و300 من البحارة، وأبحروا في نفس الطريق، إلا أنهم زادوا من الميل باتجاه الشمال بالقرب من جرينلاند، وعندما اقتربوا منها بدأ الطقس يتغير وتزيد البرودة القارصة بشكل غير عادي، وشاهد البحارة الجبال الثلجية الضخمة التي أفزعتهم، لذا قام الطاقم بعصيان على أوامر كابوت وأرغموه على الاتجاه نحو الجنوب، وهناك لم يقم بأية اكتشافات جديدة، وعادوا إلى إنجلترا في خريف 1498 وقد مات جون كابوت بعدها بفترة قصيرة، وبالرغم من أن خبراته في الملاحة البحرية والاستكشاف لم تستغرق أكثر من سنتين إلا أنه يعتبر من أهم المستكشفين الغربيين في التاريخ خاصةً في بريطانيا بسبب إعلانه ملكية مناطق كبيرة للتاج الملكي.

فرانسيس دريك

ولد السير فرانسيس دريك في شهر ما من العام 1540، وقد علم نفسه بنفسه كل ما يخص الملاحة البحرية عندما عمل في البداية على متن مركب صغير في بداية حياته، وخدم بعد ذلك كضابط بحري في سفينة لنقل العبيد الأفارقة في الفترة التي بدأت فيها هذه التجارة بالازدهار، أما الحادثة التي نقلته إلى مستوى آخر تمامًا وجعلته يصل إلى أعالي المجد فهي حادثة مأساوية، وذلك عندما تعرض هو وابن خاله جون هاوكنز إلى هجوم بواسطة سفينة إسبانية في خليج المكسيك، ونهبوا كل محتويات السفينة إلا أنهم تركوا فرانسيس وجون لينجوا بحياتهما، ولو كانوا يعلمون أن إطلاقهم لسراح فرانسيس دريك سيكلفهم خسارة فادحة للإمبراطورية الإسبانية فيما بعد لما تركوه، ومن هنا بدأ دريك بتكوين ضغينة عمياء تجاه الإسبانيين والكاثوليكية الإسبانية وسعى لبقية حياته حتى يأخذ بالثأر.

بداية الطريق

تحقق هذا له بالفعل عندما أمرته الملكة إليزابيث في سنة 1572 بالعمل كقرصان لمهاجمي الموانئ الإسبانية وسفنهم، وقد غادر البحر الكاريبي مع سفينتين و73 من البحارة، وفي البداية فشل في شن هجوم على الإسبانيين في نيكاراغوا حاليًا، لكنه استعد بذلك للتخطيط لخطة جديدة لمهاجم سفينة إسبانية ضخمة كانت تحمل على متنها كميات هائلة من الذهب والأحجار الكريمة الآتية من الإمبراطورية الآزتيكية في المكسيك أثناء احتلال الإسبانيين لها، وقد نجح هذه المرة في السيطرة على السفينة وسرقة كل ما عليها، وعاد إلى إنجلترا محملاً بالغنائم، فكافأتك الملكة بتعيينه قائد لرحلة استكشافية حول العالم، وهنا تحول طموح من مهاجمة الإسبانيين إلى طموح أكبر وهو استكشاف العالم حتى أصبح من أهم المستكشفين الغربيين ، وفي السابع عشر من ديسمبر من سنة 1577 بدأ برحلته الطويلة حول العالم خارجًا من إنجلترا مع ثلاث سفن وسفينتين للمؤن، ولكن البداية كانت نذير سوء بسبب الأحوال الطقسية المتقلبة، مما دعا بعض العاملين على السفينة إلى إعلان العصيان على القبطان، لكنهم لم ينجحوا في هذا واستطاع فرانسيس دريك السيطرة على زمام الأمور، وعندما وصلوا إلى ساحل أمريكا الجنوبية أتى دريك بقائد العصيان وهو توماس دوتي وأمر بقطع رقبته أمام كل البحارة ليكون عبرة لهم، وبعد العصيان تم تغيير اسم السفينة الرئيسية إلى الغزالة الذهبية.

مغامرة غير محسوبة العواقب

أبحر السفينة الجديدة نحو تشيلي، ولعل هذه الرحلة هي الأكثر تشويقًا في حياة دريك والتي ضمنت له إقرارًا بأنه ضمن أكثر المستكشفين الغربيين نجاحًا، لأنه كان يمر في منطقة مليئة بالسفن الإسبانية ومنها سفن قراصنة، لكن بسبب هطول الأمطار وسوء الطقس فإنهم لم يتعرفوا على سفن دريك، وعند اقترابه من بنما لاحظ دريك وجود سفينة إسبانية ضخمة تسمى كاكوفويجو وخطط لمهاجمتها، وفي الثالث من مارس 1579 حاصر دريك السفينة الإسبانية واستطاع سرقة كمية مهولة من المعادن النفيسة والمجوهرات، وكانت كمية الذهب فقط تساوي أكثر من 80 رطل، و2 طن من الفضة والأحجار الكريمة، وبسبب آثار المعركة اضطر دريك إلى الإبحار إلى ساحل كاليفورنيا حتى يصلح الأضرار التي حدثت لسفنه والتي تعتبر قليلة بالنسبة لما حدث لكاكوفويجو، ووضع المناطق القريبة من خليج سان فرانسيسكو ضمن ملكية التاج الملكي البريطاني، واستغرقت رحلة العودة إلى الوطن أكثر من سنة، وبهذا يكون أول المستكشفين الذين يقومون برحلة كاملة حول العالم، وبسبب مهارته في الملاحة البحرية فقد استطاع تجنب كافة السفن الإسبانية التي كانت تملأ المحيطات في مختلف الموانئ، وذلك مع وجود أوامر مباشرة من التاج الملكي الإسباني بقطع رقبة فرانسيس دريك، لكنه وصل إلى إنجلترا بأمان ودون أية مواجهات، ولهذا كافأته الملكة إليزابيث وجعلته يحظى بلقب فارس واعتبر من وقتها ضمن أكثر المستكشفين الغربيين نجاحًا، وتم تعيينه كقائد للأسطول الإنجليزي الذي واجه الأسطول الإسباني في مواجهات دامية واستمرت حروب القرصنة بينهم لسنين طويلة.

قاهر الإسبانيين

عندما أعلنت إسبانيا الحرب على إنجلترا في سنة 1585، قاد دريك الأسطول الإنجليزي وحاصر السفن الإسبانية في ميناء قادس الإسباني واستطاع التغلب عليهم في معركة مهمة كان غرضها دخول القوات الإسبانية إلى القناة الإنجليزية، لذا فإن بعض المؤرخين ينسبون إليه فضل الانتصار بشكل أساسي ويعتبرونه واحدًا من أهم المستكشفين الغربيين ، وقد مات فرانسيس دريك في سنة 1596 بالقرب من ساحل بنما.

فاسكو دي جاما

ولد في 1469 وتوفى في 1524، وهو من المستكشفين الغربيين البارزين أو قد يكون أكثرهم شهرة بعد كولومبوس، وهو برتغالي الجنسية، واستطاع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح الذي يعتبر من أهم الطرق الاستراتيجية في تاريخ البشرية، وهو أول المستكشفين الغربيين الذين وصلوا إلى الهند عبر البحر، وقد وصل للمرة الأولى في سنة 1498.

كريستوفر كولومبوس

كريستوفر كولومبوس هو مستكشف إيطالي وخبير في الملاحة البحرية ومُستعمر، وسابقًا حصل على جنسية جمهورية جنوا، وبناء على أوامر التاج الملكي الإسباني قام بأربع رحلات طويلة باتجاه الغرب من أوروبا لاستكشاف طريق جديد يؤدي إلى آسيا بسبب طول الطرق المعروفة سابقًا، وبعد وصوله إلى الأراضي الجديدة ظن أنها جزء من آسيا إلا أنها في الحقيقة كانت العالم الجديد وبالتحديد هيسبانيولا وجزر الكاريبي وكوبا، وبسبب هذه الاكتشافات العظيمة انقلبت موازين العالم، فهناك أرض جديدة بالكامل ومليئة بمواد هامة مثل التبغ والتوابل، وهناك سكان أصليون لم يعرفهم العالم من قبل، لذا تحركت الإمبراطوريات الاستعمارية في سباق هائل للسيطرة على الكمية الكبرى من الأراضي، وفي خلال رحلته الأولى في 1492 ظن كولومبوس أنه وصل إلى اليابان، إلا أنها كانت جزيرة ضمن جزر الباهاما تدعى بسان سلفادور.

حياة أهم المستكشفين الغربيين

ولد كولومبوس في 31 أكتوبر 1451 وتوفى في 20 مايو 1506، أي أنه عمّر 54 سنة، وقبيل موته لم يكن معروفًا بشكل كبير، وفي خلال رحلته الأخيرة ألمّ به مرض متلازمة ريتر وتعرضت عيناه إلى الإنهاك الشديد والنزيف وعانى آلامًا عديدة في مفاصله وأجزاء أخرى من جسمه، كما أن بعض النزاعات حدثت بينه وبين الملك فرديناند بسبب الوعود الكاذبة التي وعدها به والتي ذكرها في كتاب كامل، وقد واجه ورثته نزاعات طويلة الأمد امتدت لقرون مع التاج الملكي. كان يعمل والد كولومبوس في تجارة الصوف وكذلك والد زوجته الأولى، لكنه كان يكره العمل التقليدي وتوجهت اهتماماته منذ الصغر نحو البحر والمغامرات، وهجر الدراسة مبكرًا وبدأ بالعمل كمساعد على متن بعض السفن التجارية الصغيرة، ومن هنا تعلم الملاحة البحرية عبر سنوات طويلة من الخبرات المتراكمة، وكان جسمه يمتاز بحدة الملامح وطول القامة القريب من مترين، ومن الجدير بالذكر أنه تزوج من فيليبا مونيز بيريستيرلو ورزق منها بابن، ودخل في علاقة مشبوهة مع بياتريز إنريكيز دو أرانا.

العالم الجديد

كولومبوس هو الحاكم الأول للجزر الهندية كما كانت تسمى وقت ذاك، وتم تعيينه بواسطة الملكة إيزابيلا، وخلفه في الحكم فرانشيسكو دي بوباديلا. وأيضًا هو تاجر عبيد وصاحب فضل كبير في انتشار التجارة على نطاق عالمي ودخول إمبراطوريات أخرى فيها، وكان العالم الجديد ملجأ للعبيد الآتين من أفريقيا، وهو من أكثر الخبراء في الملاحة البحرية وشؤون البحار على مر التاريخ، فقد استطاع النجاة عدة مرات من مخاطر محتمة منها هجوم قراصنة وتعرض سفنه إلى التلف ونفاذ المؤن منه في إحدى الجزر البعيدة، بل أن حوالي نصف رحلاته كانت صعبة جدًا وقتل بسببها بعض البحارة، وتشير بعض المصادر إلى أنه عمل كقرصان ماهر في فترة من حياته، ويذكر أيضًا أنه كان مدمنًا على معاقرة الخمر.

مغامر بلا حدود

بدأت رحلة كريستوفر كولومبوس الثانية في 24 سبتمبر 1493 مع أسطول مكون من 17 سفينة ويضم 1.200 رجل مع مؤن ومعدات لبداية استعمار العالم الجديد، وقد ضم الأسطول قساوسة وفلاحين وجنود ومهندسين، وقال تقرير صادر من واشنطن بوست أن السفن حملت عدد كبير من العبيد الأفارقة، وكما حدث في الرحلة الأولى فقد توقف الأسطول في جزر الكناري، ورحل منها في 13 أكتوبر، وبدأ بالاتجاه بدرجة أكبر نحو الجنوب بالمقارنة مع الرحلة السابقة، وفي 3 نوفمبر لمح كولومبوس جزيرة وأسماها دومينيكا (والتي تعني يوم الأحد في اللاتينية)، وفي نفس اليوم وصل إلى جزيرة ماري-جالانتي، وهناك اختلافات بين المؤرخين حول الأماكن التي وصل إليها كولومبوس في تلك الرحلة، إلا أن المناطق التالية هي مؤكدة:

  • جزيرة مونتسرات: سماها على اسم القديسة ماريا التي سكنت مونتسرات في إسبانيا)، وهي ضمن جزر الكاريبي، وهي تتبع بريطانيا الآن، وتمتد 16 كيلومتر طولاً و11 كيلومتر عرضًا، ويشبه البعض الجزيرة بأيرلندا، ويبلغ عدد سكانها وفقًا لإحصاء 2012 حوالي خمسة آلاف نسمة، وعاصمتها بلايموث وأكبر مدنها براديس، ويتحدث أغلب سكانها الإنجليزية، والقوميات المنتشرة هناك الأفارقة الآتين من غرب أفريقيا وبعض الأيرلنديين.
  • أنتيجا: تعرف أيضًا باسم والادلي أو وادادلي بين السكان الأصليين، وقد أصبحت بلدة مستقلة في مطلع نوفمبر 1981، وتعني الكلمة “العتيق” في الإسبانية وهي ترمز إلى القديسة ماريا، والاسم أيضًا لكنيسة في مدينة سيفيل الإسبانية. ومساحتها 281 كيلومتر مربع ويمتد ساحلها بطول 87 كيلومتر، وأعلى نقطة فيها هي قمة أوباما، ويعيش في العاصمة حاليًا حوالي 32.000 نسمة وهي القديس جورج مع أعداد أقل في المدن الأخرى مثل ليبرتا.
  • ريدوندا: هي جزيرة غير مأهولة بالسكان، طولها 1.6 كيلومتر وعرضها 0.5 كيلومتر، وهناك أعداد كبيرة ومتنوعة من الطيور البحرية، ومعناها في الإسبانية “المستديرة” في إشارة إلى شكل الجزيرة والعذراء، أي مريم العذراء المستديرة.

الرحلة الثالثة لأهم المستكشفين الغربيين

بدأت رحلته الثالثة في 30 مايو 1498 خارجةً من سانلوكار في إسبانيا مع 6 سفن، واتجهت ثلاث سفن مباشرةً إلى هيسبانيولا مع المؤن بينما أخذ كولومبوس السفن الثلاثة الأخرى لاكتشاف ما يمكن أن يجده في الأجزاء الجنوبية من جزر الكاريبي والأهم هو إيجاد طريق مباشر إلى آسيا، ولكنه قاد الأسطول إلى جزيرة بورتو سانتو التي كانت تابعة للبرتغال وهي موطن زوجته، ثم أبحر باتجاه مادييرا وقضى بعض الوقت مع بحارة برتغالي يدعى خواو جونكالفيس دا كامارا، ثم أبحر إلى جزر الكناري وكيب فيرد، وخلال عبوره المحيط الأطلنطي اكتشف كولومبوس أن هناك اختلاف في زاوية الشمال بين البوصلة المغناطيسية والحساب بالاعتماد على النجم القطبي، وهي ظاهرة تعرف الآن بالشمال المغناطيسي.

معلومات هامة

كولومبوس ليس أول مستكشف أوروبي يصل إلى العالم الجديدة، فقد سبقه بعض المستكشفين من الفايكينج، وأيضًا توجد آثار عديدة تدل على وصول المسلمين إلى أمريكا قبله بقرون عديدة. كان كولومبوس يتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بإخلاص، وهو من أكثر الشخصيات المتشددة للمسيحية عبر التاريخ، وهذا ما دفعه إلى ازدراء ديانات أخرى وبالتحديد الإسلام، ومع ذلك فإن المؤرخين أثبتوا اعتماده في رحلاته الطويلة على خرائط رسمها علماء مسلمين، بل أن طموحه الاستكشافي والاستعماري كان له حافز ديني كبير وهو تبشير السكان الأصليين بالديانة المسيحية، وكان يحمل معه دومًا نسخة من الإنجيل، ومع ذلك فإنه إنسان سفاح للدماء ودمر حضارات كاملة مثل شعب التاينو.

جيوفاني دا فيراتسانو

ولد جيوفاني دا فيراتسانو في شهر ما من سنة 1485 في القلعة الخاصة بعائلته والمعروفة بقلعة فيراتسانو والواقعة في فال ديد جريف، وهو إيطالي الجنسية، وفي 1507 انتقل إلى مدينة ديبي على أمل العمل في وظيفة تتعلق بالبحر حيث أنه كان عشقه منذ الصغر، وخلال إقامته في ديبي قام برحلات في الجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، ولكنه لم يكن ضمن المستكشفين الغربيين ، بل كان قرصانًا من الدرجة الأولى، وذاع اسمه في العالم كله بسبب وحشيته المفرطة ومهارته في الملاحة البحرية وبالطبع قدرة رجاله على القتل والنهب، وبالتحديد كان يهاجم السفن الإسبانية والبرتغالية، وتشير التقديرات إلى أنه سرق كميات كبيرة من الذهب تقدر بمليوني دولار من السفن الإسبانية فقط والتي كانت تعود محملة بكميات وفيرة منها من المكسيك والتي سرقوها بدورهم من الإمبراطورية الآزتيكية.

بداية الطريق

تم اختيار جيوفاني دا فيراتسانو في سنة 1524 بواسطة ملك فرنسا فرانسيس الأول ليقود رحلة لاكتشاف طريق الشمال الغربي إلى آسيا من خلال أمريكا الشمالية، ورحل على متن سفينته “لا دوفين” في شهر يناير، وفي مطلع مارس وصل إلى كيب فير في كارولينا الشمالية وتقدم نحو الشمال لاستكشاف السواحل، واعتقد وقتذاك أنه شاهد بالفعل المحيط الهادئ عند اكتشافه ساحل كارولينا الشمالية من الجانب الآخر لمساحة صغيرة من الأرض ، لكن ما وجده بالفعل هو البحيرة الشاطئية بامليكو التي تعتبر كبرى البحيرات الشاطئية في الولايات المتحدة، وهي تعتبر جزء من المحيط الأطلنطي، وبسبب اعتقاده فقد انتشر الخطأ وتكرر في عدد كبير من الخرائط التي رسمت في أوروبا، ولم يتم استدراك الخطأ إلا بعد قرن كامل.

نهاية الطريق

عندما اكتشف فيراتسانو سواحل أمريكا الشمالية في المحيط الأطلنطي، فقد اكتشف ميناء نيو يورك وجزيرة بلوك، ولكن بسبب أنه كان يرسو عادةً بعيدًا عن الشاطئ فإنه لم يستطع اكتشاف خليج تشيسابيك وخليج ديلاوير، وأبحر أكثر نحو الشمال إلى مين وجزيرة نيوفاوندلاند، ثم عاد بعدها إلى فرنسا، وبعد ذلك قام فيراتسانو برحلتين إلى الأمريكتين، وفي الرحلة الثانية قتل بواسطة السكان الأصليين لجزيرة جوادالوب.

أهم المستكشفين الغربيين

روال أمندسن: ولد في 1827 وتوفى في 1928، وهو مستكشف نرويجي ويعتبر من أهم من أبحروا باتجاه القارة القطبية الجنوبية، واستطاع بالفعل استكشاف القارة فيما بين سنوات 1910 – 1912 حيث وصل إلى القطب الجنوب، وبعد بضعة سنوات وصل إلى القطب الشمالي، كما أنه نجح في إتمام الرحلة الأولى إلى ممر شمال الغرب.
جيمس كوك: ولد في 1728 وتوفى في 1779 وهو بريطاني الجنسية وقام برحلات خارقة للخيال عبر المحيط الهادئ، واستطاع أن يقوم بالتواصل الأوروبي الأول مع الساحل الشرقي لأستراليا وكذلك الجزر من نيوزيلندا حتى هاواي.
ليف إريكسون: ولد في 970 وتوفى في 1020، وكما يتفق أغلب المؤرخين فهو الأوروبي الأول الذي يقوم برحلة إلى أمريكا الشمالية، ويعتقد أنه ولد في آيسلندا.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

12 − تسعة =