تُعتبر مكونات الهواء الموجودة حولنا أحد أهم النعم التي رزق الله الأرض بها، لأن تلك الغازات إذا كانت مُتفرقة فإن كل غاز بذاته يُصبح ضارًا، لكن إذا اجتمعت تلك المكونات فإنها تكون الهواء الذي لا غنى عنه، والحقيقة أنه بالرغم من الغازات الكثيرة الموجودة داخل تلك الكتلة، إلا أن الأكسجين والنيتروجين يُعتبران أكثر الغازات نسبةً وتأثيرًا، ولأن أغلبنا يعيش على هذه الأرض ويتنفس من الهواء الموجود حوله دون معرفة بمكوناته، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على أهم مكونات الهواء وتأثيرها على البيئة من حولنا.
محتويات
ما هو الهواء؟
قبل أن نتعرف على مكونات الهواء دعونا أولًا نتعرف على الهواء نفسه، فهو العناصر الأهم بين كل العناصر المتواجدة في هذا الكون، ونقول الكون لأنه قد ثبت وجود الهواء في بعض الكواكب المُحيطة بنا في الفضاء، كما أنه يُعد عامل جذب وتقييم، تتحدد به أهمية الكوكب وهل هو صالح للحياة أم لا.
هناك من يعتقد أن كلمة هواء يُقصد بها الأُكسجين أو ثاني أكسيد الكربون فقط، والحقيقة أن هذا الاعتقاد السائد خاطئ تمامًا، إذ أن الهواء مجموعة من الغازات، منها غاز رئيسي هو الأكسجين، لكن هناك بالإضافة إليه النيتروجين والنيون والهليوم والأرغون، بمعنى أدق، هناك ما يُعرف بمكونات الهواء.
مكونات الهواء
يتكون الهواء من مجموعة ليست بالقليلة من الغازات، لكن في النهاية تبقى ثلاثة غازات فقط هم الأعظم نسبة وفائدة، وهي بالترتيب الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون، والحقيقة أن الغازات الثلاث تلك ظلت محل دراسة منذ أن رُصدت مكونات الهواء وحتى الآن، وبالتأكيد من الأفضل أن تكون بداية تناولنا مع غاز الأكسجين العظيم.
الأكسجين، أهم مكونات الهواء
يُعتبر غاز الأُكسجين بلا شك من أعظم مكونات الهواء، هذا إذ لم يكن الأعظم على الاطلاق، والحقيقة أنه في حالة عدم توصلنا إلى البداية الحقيقية لغاز الأكسجين على الأرض فإننا قادرين على استنباط ذلك من تكوينه الذي يعتمد على ضوء الشمس بصورة أساسية، فهو غاز ثنائي ينتج عن تفاعله مع الضوء، خاصةً في المناطق الاستوائية شديدة الحرارة، وإن كنتم تسألون عن كيفية وصول ذلك الغاز إلى المناطق الباردة فإن كلمة السر تكمن في الرياح، والتي تُحرك الغاز وتُخزنه في المناطق الباردة وكل مكان على الأرض عمومًا، الغرابة الحقيقية تكمن في أنه لا أحد يشعر بهذه العملية وقت حدوثها.
يتواجد الأكسجين على الأرض منذ بدايتها، لكنه اكتشافها وتسميته وتوثيقه كان على يد عالم فرنسي يُدعى أنطوان لافوزييه، وقد قام بذلك في عام 1775، كما استطاع كذلك تحديد النسبة التي يأخذها من مكونات الهواء، وهي 21%.
النيتروجين، الغاز صاحب النسبة الأكبر
أهمية النيتروجين بوصفه أحد مكونات الهواء تكمن في كونه الغاز صاحب النسبة الأكبر على الإطلاق، والحقيقة أنها ليست مجرد نسبة كبيرة فقط، وإنما مهولة وكاسحة أيضًا، فالنيتروجين يُمثل ثمانية وسبعين بالمئة من إجمالي نسبة مكونات الهواء مجتمعة، وبذلك يكون النيتروجين والأكسجين يُمثلان حوالي تسعة وتسعين بالمئة من النسبة الإجمالية.
استخدامات النيتروجين لا تتعلق بقريب أو بعيد بالتنفس، فهذه العملية تُسيطر عليها غازات أخرى مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، لكن النيتروجين يتم الحصول عليه واستخدامه في المواد الحافظة أو التبريد، أي أن فائدته صناعية أكثر من كونها بيئية، لكنه في النهاية يبقى عنصر هام وحيوي في مكونات الهواء، وإلا ما كان صاحب النسبة الأكبر فيها.
ثاني أكسيد الكربون، الأقل والأكثر ضررًا
يُعد غاز ثاني أكسيد الكربون من الغازات الأقل نسبة في البيئة، فهو ومجموعة أخرى كبيرة من الغازات لا يُمثلون سوى واحد بالمئة فقط من إجمالي الغازات الموجودة، وعلى رغم من ذلك نجد أنه من أكثر مكونات الهواء ضررًا، هذا إذ لم يكن الأكثر على الاطلاق، وفي الحقيقة ينتج ثاني أكسيد الكربون نتيجة لعدة تفاعلات يكون الإنسان عنصرًا رئيسيًا فيه، لكن مع ذلك تبقى النسبة القليلة التي يشغلها مانعة للأضرار الكبرى التي تُتوقع منه، فلكم أن تتخيلوا أن نسبة الأكسجين هي نسبة ثاني أكسيد الكربون والعكس، بالتأكيد ستكون الحياة عبارة عن كتلة من اللهب أليس كذلك!
خصائص خاصة بالهواء
بعد أن تعرفنا على أهم مكونات الهواء علينا أن نتعرف كذلك على أهم الخصائص التي تُميز ذلك الهواء، والتي تمنحها القيمة التي اتفقنا عليها كأهم عنصر لهذه الحياة بعد الماء، ومن أهم هذه الخصائص انعدام الطعم والرائحة، فالهواء شيء مجرد غير مرئي أو محسوس، لكنه يُمكن أن يكون ملموس، حيث يلمس الشخص تأثير الهواء وشدته وضعفه، وسخونته وبرودته، وهناك أيضًا أمر آخر لا يجب أن نغفل عنه، وهو أننا نحن من نُشكلّ الهواء إذا أردنا، والدليل على ذلك أن البالون المليء بالهواء يُصبح له شكل مُحدد، وعلى النقيض تمامًا إذا كانت نفس الكمية غير موجودة في حيز يحتويها.
يمتلك كتلة مثل باقي الأشياء
أي شيء في الوجود يجب أن تكون له كتلة، لكن البعض قد يعتقد أن مكونات الهواء الخفيفة والغير مرئية تلك قد لا تسمح بوجود كتله له، والحقيقة أن ذلك الأمر عارٍ تمامًا من الصحة، والدليل على ذلك أننا عندما نُمسك بالكرة مثلًا يكون حجمها أكثر من الأربعمائة جرام، لكنا إذا ثقبنا هذه الكرة وأخرجنا الهواء منها فسنجد أن الحجم قد تقلص لأقل من مئة جرام، وهو ما يُثبت وجود كتلة معقولة للهواء.
الانتشار والتأثر بالحرارة
من خصائص الهواء أيضًا أنه قابل للانتشار، بمعنى أننا إذا افترضنا مثلًا وجود نفس الكرة، فإنه عند ثقبها تخرج مكونات الهواء منها وتبدأ في الانتشار بكل مكانة وبسرعة فائقة، كما أن الحرارة تعمل دورًا كبيرًا في عمل هذا الهواء، فإذا كانت مرتفعة فإنها تجعله مُتمددًا وشاغلًا لمساحة أكبر، أما إذا كانت تلك الحرارة منخفضة فإن العكس تمامًا هو ما سيحدث، وسنجد أن انتشار الهواء وتواجده قد قلا بصورة كبيرة، عمومًا، يُقال من قبل البعض أن الحرارة ليست في الأصل سوى جزء أساسي من الهواء، لكن هذا الأمر ليس محل اتفاق بين الجميع.
العزل والحرارة
من ضمن الخصائص العظيمة لمجموعة مكونات الهواء أنها لا تتفاعل مع الكهرباء بأي شكل من الأشكال، والحقيقة أن خلاف ذلك الأمر كان سيؤدي إلى كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معان، لأننا نتحدث عن شيء موجود في مكان، وهو الهواء، والكهرباء كذلك أصبحت تتواجد في كل مكان، ولكم أن تتخيلوا ما يُمكن أن يؤول إليه هذا التفاعل من دمار.
أيضًا هناك أمر مميز جدًا فيما يتعلق بخصائص الهواء، وهو أن الوزن قد يتفاوت مع نفس الكمية، لمجرد أنه ثمة حرارة في مجموعة الهواء تلك وليس هناك حرارة في مجموعة الهواء الأخرى، أي أن السخونة ببساطة تمنح الهواء ثقلًا.
أضف تعليق