تتناقص قدرة المجتمعات والدول على توفير المياه الصالحة للشرب يوما بعد يوم، وبرغم ان توفير المياه الامنة الصالحة للشرب هي من ابسط الحقوق الانسانية التي تضمنها المواثيق الدولية، ومع ذلك فإن اكثر من مليار انسان حول العالم لا يحصلون على مياه صالحة للشرب .
هناك عدة اسباب تؤدي الى كون الماء غير صالح للشرب منها التلوث بمياه المجاري او بالنفايات او الملوثات الصناعية والكيميائية الخطرة ومنها ارتفاع نسبة الاملاح، ويشكل استهلاك مثل هذة المياه خطورة كبيرة على صحة الانسان اذ يسبب له عدة امراض منها ما هو بسيط كحالات الإسهال العرضية ومنها ما هو خطير كالسرطان .
تقع مسئولية تأمين المياه في المجتمعات المعاصرة على هيئات الحكم المحلي من بلديات ومجالس قروية وهيئات تنظيم قطاع المياه بينما تحصل بعض التجمعات الريفية والبدوية على المياه مباشرة من الانهار والبحيرات القريبة, كما تلجأ عدد من العائلات الى تجميع مياه الامطار في خزانات اسمنتية معدة لذلك.
كيفية معرفة صلاحية مياه الشرب
ويمكن اتباع عدة خطوات لضمان الحصول على مياه صحية وصالحة للشرب :
1- التأكد من سلامة المصدر الذي يتم الحصول على المياه منه ويفضل ان يكون خاضعا للرقابة الصحية من قبل الجهات المختصة
2- مياه الشرب ليس لها طعم او لون او رائحة وفي حال ظهور اي من هذة الخصائص في الماء فلا بد من التوقف عن استهلاك هذة المياه بقدر المستطاع والتوجه للجهات المختصة التي قد تساعد في اجراء فحوصات للمياه وكذلك مواد التعقيم كالكلور في حال الحاجة اليه, وان لم يكن هناك امكانية للحصول على مساعدة في هذا المجال او تعذر تغيير مصدر المياه يمكن اتباع وسائل تنقية بسيطة مثل الغلي او التصفية بقعطة قماش ريثما يتم الحصول على حل جذري .
3- في حال كان مصدر المياه هو ابار او خزانات تجميع مياه الامطار فلا بد ان تكون ذات جدران عازلة للمياه بشكل تام بحيث تمنع تسرب المياه من الخزان او اليه, من تنظيف البئر بشكل جيد قبل تخزين المياه فيه والتأكد من نظافة اسطح التجميع قبل موسم الامطار واستعمال وسائل تعقيم مناسبة مثل اقراص الكلور لضمان عدم وجود نمو بكتيري يؤثر في طعم المياه ولونها ورائحتها، ولضمان عدم تلوث مياه ابار الجمع يجب ان تترك مسافة لا تقل عن 15 متر بينها وبين اقرب حفرة لتجميع او امتصاص مياه المجاري وان يكون مستوى قاعدة بئر الجمع اعلى من مستوى حفرة مياه المجاري .
4- يمكن الاستعانة بمختبرات خاصة او حكومية لعمل فحص بسيط لتواجد البكتيريا البرازية والبكتيريا الكلية للتأكد من سلامة المياه من التلوث بمياه المجاري وهذا الفحص يمكن عمله للمياه من جميع المصادر من مياه جوفية او انهار او ابار جمع لمياه المطر.
5- يجب تجنب الفلاتر التي يتم تسويقها بصورة مضللة ويكون هدفها الاساسي نزع الجزء الاكبر من الاملاح المتواجدة في المياه، فمن المعروف ان الاملاح في المياه مفيدة للجسم اذا كانت ضمن الحدود المسموح بها وان ازالتها بشكل كلي يسبب اضرارا للكبد على المدى البعيد اذ تنصح منظمة االصحة العالمية ان لا يقل معدل الاملاح في المياه عن 100 ملغرام للتر فيما تسمح بعض الدول بإستهلاك المياه التي تصل الاملاح فيها الى 1000 ملغرام للتر كحد اقصى .
6- تلجأ كثير من الاسر في عدد من الدول العربية الى استعمال خزانات بسعة تتراوح بين 1-3 متر مكعب لضمان استمرارية التزود بالمياه لاطول فترة ممكنة وذلك لكون المياه متقطعة وهذا امر يزيد من احتمال ظهور نمو بكتيري بعد زوال تأثير التعقيم بتطاير الكلور المستخدم، بينما قد يصل روث بعض الطيور الى تلك الخزانات لعدم الاهتمام بتغطيتها بشكل محكم، كما ان كثير من الاسر تهمل في تنظيف الخزان بشكل دوري مما يزيد المواد المترسبة في قعر الخزان وبالتالي يشكل بيئة مناسبة للنمو البكتيري .
7- عند الحصول على مياه من مصدر سطحي كالانهار والبحيرات يجب التاكد من عدم اختلاط تلك المصادر بمياه المجاري والتأكد من خلو المياه من الملوثات الظاهرة والمؤثرة بشكل كبير في لون المياه وطعمها ورائحتها.
8- في حال حدوث اي اختلاف ولو بسيط في لو او طعم او رائحة مياه الشرب فإنه يجب البحث عن السبب بأسرع ما يمكن، فإن كان مصدر المياه ابار الجمع او مياه سطحية قريبة يمكمن ايجاد السبب بتفحص تلك المصادر اما ان كان المصدر هو شبكة المياه العامة فيجب الرجوع الى الجهة المزودة للمياه وطلب عمل فحص للتأكد من صلاحية المياه وان كان هناك امكانية لتغيير المصدر الذي يتم الحصول على المياه منه فيكون ذلك افضلو ريثما تعود الميه لوضعها السابق او يتم التأكد من سلامتها وعدم ارتباط ذلك التغير بحالة تلوث خطيرة.
ان مياه الشرب من اهم واخطر المواد التي تؤثر في صحة الانسان لأنه لايوجد من يستطيع الاستغناء عنها كذلك يمكن لأي ملوث او كائنات ممرضة ان تصل الى داخل جسم الانسان عن طريق مياه الشرب وهو ما يجعل التأكد من سلامة تلك المياه امر ضروري ويبج ان يكون في قائمة اولويات كل الجهات الصحية والتنفيذية في اي بلد كذلك لا بد لكل شخص ان يكون على علم ودراية بمدى خطورة التساهل في سلامة المياه التي تصل الى منزله.
مصدر الصورة : Copyright: suzi44 / 123RF Stock Photo
أضف تعليق