يعرف الغش التجاري لاغذية على انه بيع الغذاء غير المطابق للمواصفات الموضوعة من الجهات الرقابية المختصة وتكون عدم مطابقته اما بزيادة مواد غير مسموح بها اليه او عن طريق نقص احد المتطلبات الاساسية فيه ، ويمكن للغش ان يكون متعمدا او نتيجة تقصير لكنه بالنهاية يعامل بنفس العقاب عند اكتشافه ، وقد يصل الغش بصاحبه الى ان يقضي فترة طويلة في السجن وخاصة في حالات الغش الخطيرة التي قد تودي بحياة الاشخاص الذين يتناولون الاطعمة المغشوشة ، وقد لا يضر الطعام المغشوش بالمستهلك صحيا لكنه بالتأكيد يضره ماديا لانه يضطر لدفع مبلغ اكبر لمنتج لا يستحقه، وقد يقوم على الغش شخص او عدة اشخاص وقد تقوم به شركات لها مكانتها في السوق.
ويعد الربح المادي اهم اسباب الغش ان لم يكن السبب الوحيد في غالب حالات الغش المعروفة فالهدف من اضافة مادة غير مطابقة هو تحسين مظهر الطعام او طعمه ليكون اكثر جاذيبة للناس ، وكذلك الاستعاظة عن المواد الفعالة المفيدة والتي تكون مرتفعة الثمن بأخرى رخيصة وغير ذات فائدة ، وكذلك تغيير تاريخ الانتهاء يهدف الى عدم الاضطرار الى اتلاف المواد الغذائية وبقاءها اطول فترة في المتاجر ، كما يشكل عدم الالتزام بالمعايير الصحية المكلفة احد اوجه الغش التجاري ايضا وقد يسبب الضرر من خلال التلوث الميكروبي او الكيميائي للاطعمة المعدة في اماكن غير صحية ، وطبعا من المؤكد ان تتعرض الاطعمة عالية القيمة مثل اللحوم والزيوت النباتية او بعض انواع الفوكه لعمليات غش بصورة اكبر من الاطعمة الرخيصة التي لا يوجد جدوى كبيرة في غشها ، لذا نجد ان معظم حالات الغش المسجلة في الاطعمة منخفضة القيمة تكون بعدم اتباع الطرق الصحية في تجهيزها نتيجة التقصير وليس لاسباب اجرامية.
تقع مسئولية الرقابة على المنتجات الغذائية على الحكومة في اي بلد بغض النظر عن الذراع المنبثق عنها من وزارة او هيئة فمثلا هناك وزارة التموين في بعض البلدان او هئية حماية الدواء والغذاء في البعض الاخر فيما انشأت بعض الدول شرطة متخصصة لملاحقة الغش في الاغذية ، وتتفاوت الدول في مدى صرامة القوانين التي تفرضها على منتجي الاغذية الطازجة والمعلبة فبعض الدول تفرض على منتجي الاغذية اتباع طرق محددة بحيث يتم تطبيق اعلى درجات الرقابة الذاتية والحكومية على كل خطوة في عملية الانتاج وبذلك فهي تعامل الاغذية مثل الادوية بينما يتم تصنيع اعداد الاطعمة في عدد من الدول دون تدخل واضح من الدولة ولكن في الغالب تتخذ الدول اجراءت بحق المخالفين لضمان سلامة مواطنيها، وتعد دول جنوب شرق اسيا من اكثر الدول التي يحدث فيها غش اجرامي خطير للاغذية بينما سجلت الحوادث السابقة انتشار عمليات الغش على اختلاف انواعها في كافة دول العالم.
غش الاغذية : من اشهر قضايا الغش او الفضائح العالمية للاغذية :
1- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] استعمال الملامين في حليب الاطفال :
وقد سجلت هذة القضية في الصين في عام 2008 وما بعدها حيث تم بيع ملايين علب حليب الاطفال التي تحوي مادة الملامين وهي تضاف لغش المحتوى البروتيني في الحليب اذ تؤدي الى تضليل فحص البروتين وتجعله يعطي تراكيز اعلى ومن اهم اضراره هو زيادة الاحتمالية للاصابة بحصوات الكلى.
2- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] استعمال لحوم الخيل :
بدأت هذة الفضيحة بالظهور والتوسع في اوروبا في 2010 و2011 مع انه تم اكتشاف حالات محدودة قبل ذلك ، وقد ثبت استعمال لحوم الخيل في عدد من منتجات اللحوم التي تصنعها شركات عملاقة في اوروبا وكذلك في بعض الدول الاسيوية وما زالت تأثيرات الفضيحة مستمرة الى وقتنا الحاضر ، اذ يتم ذبح الخيل في المكسيك غالبا ثم تصدر الى اوروبا وباقي العالم .
3- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] استعمال لحوم فاسدة ومنتهية الصلاحية :
وهذة القضية اصلا تم اكتشافها في الصين في عام 2014 إذ تبين ان اكبر شركة منتجة للحوم في الصين تقوم بتغيير تواريخ الانتهاء لمنتجات اللحوم ثم تبيعها للمطاعم ومن اشهر المتأثرين بهذة الفضيحة هي سلسلة مطاعم ماكدونالز و ال ( KFC) و ال (YUM YUM) ومن تداعيات هذة القضية تكبد تلك الشركات خسائر بالملايين على مدى ثلاثة اشهر .
4- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] عمليات غش الحليب :
وهي منتشرة بكثرة في الهند اذ يتم خلط الحليب بالماء وتقدر السلطات في الهند ان حجم الغش قد يصل الى النصف في الحليب ، كما ان الاسواق الهندية تعد الاكثر تضررا بالمنتجات المغشوشة ، فحسب اخر احصائيات هيئة الغذاء والدواء الهندية فإن 20% من المنتجات التي تباع في الاسواق الهندية مغشوشة ، وتشمل الحلويات والارز والشاي والبهارات والزيت النباتي وغيرها.
5- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] علميات غش المشروبات الكحولية :
وتشتهر في دول جنوب شرق اسيا وفي بعض الدول الافريقية اذ يتم تصنيع المنتجات الكحولية ملحيا ثم تعبأ بعبوات تحمل اسماء ماركات عالمية وغاليا ما تنهتي عمليات غش الكحول بكوارث نتيجة تلوثه بالميثانول السام الناتج عن خلل في التصنيع .
6- [icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#66CC66″] معاملة الفواكهة بمواد سامة ومسرطنة :
للحفاظ على شكلها الجذاب وتتم هذة العمليات في كل من الهند وما حولها مثل بنغلادش وفي بعض الدول الافريقية مثل كينيا.
بالاضافة الى هذة الحالات تشتهر بعض الدول بغش زيت الزيتون واخرى بغش عسل النحل فيما يعد التلوث بالبكتيريا الممرضة احد اشكال الغش في الولايات المتحدة واوروبا وقد سجلت عدة حالات انتهت بعضها نهايات مأساوية بموت عدد من الاشخاص نتيجة تناول اللحوم او بعض الاطعمة الجاهزة الملوثة ، كذلك سجل في الهند غش البهارات ببعض الاصباغ وغش الشاي بنشارة الخشب ويشتهر مادة بروكسيد الهيدروجين او الماء الثقيل في عمليات التبيض ، وبالتالي فأن غش الاغذية لا يقتصر على تغيير تاريخ الانتهاء انما يتعداه الى ادخال مواد قاتلة احيانا الى الغذاء ، ويرتبط الغش غالبا بعمليات التهريب اذ لا تخضع المواد المهربة للرقابة ويتم تسريبها الى الاسواق الشعبية وتباع بأسعار منخفضة تجعل الناس يقبلون عليها وتضمن انتهاءها قبل افتضاح امرها ووقوعها بيد الجهات الرقابية .
تلجأ كثير من الدول الىالرقابة اليومية على الاسواق والحدود واماكن التصنيع وذلك لتخفيف من عمليات الغش لكن ذلك كله لا يكفي الا بتعاون المستهلك وابلاغه عن الاطعمة المغشوشة واتباع كافة الوسائل التي تحميه من خطرها، ولعل افضل طريقة لتجنب الوقوع في الغش هو التقليل من الاطعمة الجاهزة مجهولة المصدر او المجهزة بصورة غير معروفة والاتجاه الى الاغذية الطازجة او المعدة محليا بطرق معروفة وواضحة .
موووضوع رائع