تُعتبر زراعة عيش الغراب واحدة من أغرب أنواع الزروع، وهذا بالطبع لا يتنافى أبدًا مع أهميتها، حيثُ يعتبر ذلك النوع من الطعام أحد أهم أنواع العيش الموجودة، وأكثر استخدامًا، خاصةً من أولئك الذين يعرفون فائدة عيش الغراب بالنسبة لجسم الإنسان، حيثُ يُعامل مُعاملة اللحوم والأسماك من حيث احتواءه على البروتين والفيتامينات، لكن كل ذلك لا يُمثلّ أي شيء مُقارنةً بالفرصة التي يُعطيها عيش الغراب بقابليته للزراعة المنزلية، وهذا ما أدى بالطبع لزيادة الكميات المزروعة منه، لذلك، دعونا نتناول سويًا في السطور الآتية عيش الغراب من حيث أهميته وكيفية زراعته.
عيش الغراب من أهم النباتات الغذائية فما هو؟
ما هو عيش الغراب؟
يُعد عيش الغراب أحد أنواع النباتات الفطرية، أي أنه ينتمي إلى فصيلة تُعرف باسم الفطريات، وربما كان هذا سببًا في بروز الاسم المشهور به عيش الغراب في أغلب الأماكن وهو فطر المشروم.
عيش الغراب، بما أنه نبات كما ذكرنا، يتكون من ساق نباتية عادية تعلوها طبقة من الخبز، وهي تلك التي تُستخدم في الطعام، أما باقي الجسم فغالبًا لا يتم الاستفادة منه في شيء، لكن، في بعض الأحيان يُمكن استخدامه كبذرة عيش غراب جديدة صالحة للزراعة وإنتاج ثمرة أخرى، وبعيدًا عن كل ذلك، لا بد أن ثمة سؤال يدور الآن في أذهانكم، وهو سبب تسمية نبات فطري باسم عيش الغراب.
لماذا سُمي بهذا الاسم؟
سُميّ عيش الغراب بهذا الاسم نسبة إلى استخدامه، فالشِق الأول من الاسم جاء نتيجة كون هذا النبات، أو الطبقة العليا منه تحديدًا، تُشبه العيش أو الخبز، أما النصف الثاني من الاسم، الغراب، فيرجع إلى كون عيش الغراب الطعام المُفضّل لدى الغراب، ولذلك تم تجميع الأمرين معًا ليُصبح الاسم النهائي والمُتداول بين الجميع هو عيش الغراب، والحقيقة أن هذا الاسم كان سببًا في توهم البعض أن عيش الغراب لا يصلُح إلا لطائر الغراب فقط، لكن مع البحث والسؤال تم التوصل إلى أنه يصلح للبشر كما يصلح للحيوانات تمامًا، لكن، بما أنه غذاء للبشر والحيوانات، فما هو غذاء هذا النبات؟
ظهور عيش الغراب
بالرغم من كون عيش الغراب نبات هام وشبه أساسي في حياة البعض إلا أنه ظهوره جاء مُتأخرًا للغاية، فلم يعرفه العالم إلا مطلع القرن الثامن عشر، وتحديدًا أوروبا، والتي كانت صاحبة الأسبقية في استخدامها ثم تناقلت طُرق زراعته إلى باقي البلدان، ويرجح البعض أن أسباب تأخر زراعة عيش الغراب تكمن في طرق زراعته وتغذيته، والتي لم تكن متوفرة من قبل، حتى أن البعض يرى أن كيفية زراعة عيش الغراب تُعد اكتشافًا علميًا يُمكن تدوينه باسم من أقدم عليه لأول مرة، والذي لم يتم التعرّف عليه حتى الآن.
كيفية الغذاء
يتغذى البشر والطيور على عيش الغراب، أما عيش الغراب نفسه فيتغذى على تحلل مواد السيليلوز، وهي طريقة تجعله لا يعتمد على نفسه في عملية الغذاء، لكنها الشيء الوحيد المُتاح له بسبب تضمنه لمادة الكلوروفيل، صبغتها تحديدًا، ولذلك نجد أن عيش الغراب لا يأخذ وقتًا في النمو مثل باقي النباتات، وهي في الحقيقة تُعد ميزة وعيب في نفس الوقت، لأن عدم وجود مادة السيليلوز معناه ببساطة عدم نمو زراعة عيش الغراب.
الأنواع والألوان
يُشبه عيش الغراب الزهرة من حيث الشكل، فهو يأخذ عدة ألوان مُختلفة حسب نوع البذرة، منها البنفسج والأحمر والأزرق والأخضر، وغيرها الكثير من الألوان التي أصبحت تُطلب بالاسم، فمثلًا هناك أشخاص لا يأكلون سوى عيش الغراب ذو اللون الأحمر، وآخرين لا يأكلون إلا ذو اللون البنفسجي أو الأخضر، وهكذا باختلاف الألوان، بالرغم من أن الطعم في النهاية يظل واحدًا دون تغيير.
بخلاف الألوان، يأخذ عيش الغراب عدة أنواع مُختلفة أيضًا، أشهر النوع المعروف باسم الشيتاكي، والآخر المُسمى المحاري، وهناك الأجاريكس، والكثير غيرهم من الأنواع، لكن ما ذُكر هو الأشهر كما ذكرنا.
أدوات الزراعة
عقب معرفة إمكانية زراعة عيش الغراب في البيوت، فإن أهم ما يشغل البعض، وخاصةً أولئك الذين يسمعون عن عيش الغراب لأول مرة، هي الأدوات أو المستلزمات المطلوبة لإتمام هذه الزراعة، والتي أهمها على الإطلاق أجهزة المراقبة، سواء تلك التي تراقب الرطوبة أو الأخرى المسئولة عن الحرارة، إضافةً إلى المراوح، والتي تكون مهمتها الوحيد الترطيب، والمعني بالترطيب هنا هو الجو.
الرشاشات والتهوية
الشيء الأخر، والضروري جدًا في عملية زراعة عيش الغراب، الرشاشات، ويُفضل أن يكون معها مواد شطف وتعقيم، ثم يوضع كل ذلك في غرفة تحتوي على تهوية جيدة ذات إضاءة ورطوبة لا تقل كفاءة عن التهوية، فكل ذلك يجعلنا في النهاية أشبه بالمتحكمين في درجة حرارة المكان، وهو الأمر الأكثر أهمية في العملية برمتها.
هناك أشياء أخرى هامة أيضًا لكن ليست بنفس قدر الأشياء السابق ذكرها، وذلك مثل الأرض الإسمنتية المغطاة بالبلاط دون التراب، وأن تُسد كل طرق الحشرات، والتي تأتي غالبًا عن طريق الشقوق، والواقع أن كل ذلك لا يتحقق سوى بالنظافة والعناية الدائمة لمكان الزراعة.
فوائد عيش الغراب
أهم ما قد يُقصد عند زراعة عيش الغراب هو البروتين الذي يكون متوافرًا بكثرة فيه، وبذلك نكون قد وجدنا بدلًا أقل تكلفة من اللحوم والأسماك، أما الفائدة الثانية فهي سهولة الهضم، وهو أمر لا يوفره الكثير من الخضروات والنباتات، كذلك الفيتامينات، والتي يحتاجها الجسم بكثرة، تكون أيضًا متوفرة في عيش الغراب.
من المعروف عن عيش الغراب أنه لا يحتوي على الكوليسترول، وهو أمر يُحبذه مرضى القلب وتصلّب الشرايين، كذلك الدهون لا تعرف طريقها أبدًا إلى عيش الغراب، مما يُساعد على تخسيس الوزن، وهو أمر يُحبذه الجميع أيضًا، أي أن عيش الغراب ببساطة جاء لإرضاء كافة الأطراف بلا استثناء.
أسعار عيش الغراب
بعيدًا عن طرق زراعة عيش الغراب والعناء الذي قد يتحمله المُزارع إلا أن المُستهلك أيضًا لا يحصل على هذا الخبز بسهوله، حيث ترتفع أسعاره غالبًا وتُصبح في متناول الطبقة العُليا أو المتوسطة على الأقل، وربما لذلك نجد أن أغلب الناس يتعجبون عندما يعرفون بوجود ما يُسمى بعيش الغراب، وذلك لأنه ببساطة غير درج في أوساطهم مثل باقي أنواع الخبز، والتي تكون من القمح أو ما شابه، وإن كانت الآونة الأخيرة قد شهدت انتشارًا ملحوظًا لعيش الغراب حتى في الدول النامية أو الفقيرة، فطالما أنه يُزرع فبالتأكيد سيجد من يشتريه ويتحملّ تكلفته.
أماكن توافر عيش الغراب
يتوافر عيش الغراب في أي مكان تتم فيه عملية زراعة عيش الغراب، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا هما أكثر دولتين الأماكن توافرًا، يليهما في أسيا اليابان وأستراليا وفي أفريقيا تونس والجزائر، وهذا بالطبع يختلف عن أكثر الدولة زراعة لعيش الغراب، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تترأسهم أيضًا، لكن يليها شيلي والبرازيل واليابان، وتجدر الإشارة أيضًا أن عيش الغراب منذ بداية الألفية الثالثة وهو في توسع دائم بكافة الدول، وهذا التوسع إن دل فيدل على أن العالم يبدو وكأنه اكتشف عيش الغرابة فجأة واكتشف أيضًا أنه غذاء هام له.
أضف تعليق