تسعة بيئة
عصر العمالقة
بيئة » الطبيعة » عصر العمالقة : كيف كان حجم الحيوانات بالعصر الجليدي ؟

عصر العمالقة : كيف كان حجم الحيوانات بالعصر الجليدي ؟

لم تكن أحجام الحيوانات في العصر الجيدي كما هي عليه الآن، بل كانت كبيرة لدرجة أن العصر يدعى من قبل علماء الحيوان عصر العمالقة ، تابع لتعرف المزيد.

عصر العمالقة هو ذلك العصر الذي عاشت فيه الأرض حالة من التجمد وكان الجليد يغطي نصف مساحة القارات، مما دفع الطبيعية لتفضيل الكائنات الأكبر حجماً لأنه القادرة على تحمل البرودة القارصة واستغلال أقل موارد الطعام التي تواجدت على مسافات بعيدة. عصر العمالقة كان قبل 10000 عام ولكن الهياكل العظمية التي وجدها العلماء في الكثير من مناطق العالم تحكي عن ذلك العصر. بعيداً عن حجم الدينوصورات الضخم بأنواعها المتعددة وجد العلماء كائنات أخرى ضخمة جداً كانت تعيش في ذلك الزمن ثم انقرضت، وفي هذا المقال قائمة بالعماليق الذين عاشوا في الأرض قبل أو مع وجود الإنسان.

العصر الجليدي عصر العمالقة

الجمل الضخم

منذ بضعة سنوات تم اكتشاف عظام لكائن ضخم بسوريا ولم يتمكن أحد معرفة نوع الكائن إلا بعد مدة حين تم اكتشاف باقي عظام هيكله العظمي. الكائن هو عبارة عن جمل بسنام واحد فقط وهو غير اعتيادي لأن طوله أكثر من أربعة أمتار. العلماء تعجبوا جداً لهذا الاكتشاف إذا يرجع عمر العظام إلى مئة ألف سنة أي بعصر العمالقة الجليدي، ولم يكن أحد يعلم أن بتلك المنطقة كانت تعيش تلك الأنواع من الحيوانات. الجمل كان قد قتل وهو يشرب من إحدى برك المياه المنتشرة وقتها بتلك المنطقة، وبجانبه بعض الرفات البشرية تعود لنفس التاريخ. العظام البشرية تعود للإنسان الحديث أما الأسنان تعود إلى الإنسان البدائي (نياندرتال) وكأنها مرحلة انتقالية.

الماموث عاش في عصر العمالقة

الماموث هو النوع الأول للأفيال ولكنه أكبر حجماً وأكثر فروة. بالعصر الجليدي كانت تعيش ما لا يقل عن 12 نوع من الماموث، كلهم يأكلون الأعشاب وأوراق الشجر ويعيشون بالمناطق الدافئة الجنوبية، ماعدا الماموث ذو الشعر الصوفي. هذا النوع كان يتميز بفروة الكثيفة خاصة تلك المتجمعة فوق رأسه، والتي منحته القدرة على الحياة في المناطق الشمالية الباردة جداً، وكان يزن 12 طن أكثر وطوله خمسة أمتار. سبب انقراض هذا الماموث كان الإنسان لأنه كان يعيش مسالماً حتى بدأ الإنسان الأول باجتياح المناطق الشمالية وهناك بدأ باصطياد الماموث، الدليل على ذلك وجود بعض أثار البيوت أو المساكن التي عاش بها الإنسان في شرق أوروبا مبنية من عظام الماموث الضخمة والقوية جداً، بالإضافة إلى أنيابه القوية التي يمكن أن تستخدم كسلاح.

وحيد القرن من عصر العمالقة

وحيد القرن ذو الشعر الصوفي أيضاً كان يعيش في العصر الجليدي قبل ألاف السنين. وكان يتميز بجلد سميك وفروة كثيفة مكنته من البقاء دافئاً. كان يتغذى على الحشائش وعندما تغير المناخ للأدفأ فقد طعامه فكان سبب انقراضه ولكن الإنسان حاول اصطياده أيضاً فكان ذلك سبباً أخر. كان يزن خمسة أطنان أو أكثر وطوله أربعة أمتار.

الغزال الإيرلندي

غزال Megaloceros giganteus هو نوع من الغزلان التي عاشت بعصر العمالقة. ارتفاعه ذو المترين ووزنه الذي تخطى الـ 800 كيلو غرام مما يجعلها أكبر من أي نوع غزلان في وقتنا الحاضر، لم يكن ميزته الوحيدة. هذا النوع امتلك قرون طويلة جداً وصلت لأكثر من ثلاثة أمتار ووزنها يمثل 20 كيلو غرام. لم يعيش هذا الغزال سوى لمدة 400 ألف سنة من تاريخ الأرض، لأن الحشائش التي أكلها بالعصر الجليدي كانت تحتوي المعادن اللازمة لتنمو قرونه بذلك الشكل وبعد تغير المناخ تغيرت الأوضاع ولم تعد القرون تنمو هكذا. تلك القرون كان مصدر للصيد مهم جداً وسهل جداً بذات الوقت بسبب روعتها الفريدة.

كسلان من عمالقة عصر العمالقة من أمريكا الجنوبية

حيوان الكسلان هو نوع من الحيوانات البطيئة جداً ويقرب في شكله من الدب إلا إنه بالطبع صغير جداً في هذه الأيام، أما كسلان عصر العمالقة كان عملاقاً بحجم دب أو فيل وكان طوله يصل إلى أربعة أمتار وأكبر واحد تم اكتشافه وصل طوله إلى ستة أمتار. كان يتمتع بقدمين خلفيتين قويتين وذيل طويل وقوي فيستطيع الاستناد عليهم لرفع نفسه عالياً وقطف الأرواق بيديه. بعد تغير المناخ استطاعت الأنواع الصغيرة التلاؤم أفضل من الكبيرة فانقرضت وبقيت الصغيرة التي تستخدم المخالب للتسلق ببطيء.

كليبتودونت: سلحفاة عصر العمالقة

كليبتودونت هو حيوان من عصر العمالقة يتهيأ لك حين تراه لأول مرة أنه نوع من السلحفاة كبيرة الحجم جداً. كان يعيش في أمريكا اللاتينية ويصل طولع إلى أربعة وأحياناً خمسة أمتار، ووزنه لا يتعدى الطن الواحد. أما ما يميز هذا الحيوان فعلاً هو درع الحماية الخاص به، والذي يحمله على ظهره تماماً كالسلحفاة، بالإضافة إلى زيله الطويل والذي استخدمه أيضاً لحماية نفسه وبعض الأنواع لديها ما يشبه الكرة في نهاية الذيل أو ما يشبه الأوتار. سبب انقراض ذلك الحيوان هو المنافسة الشرسة على الطعام مع باقي الحيوانات لأنه كان يأكل الحشائش، رغم أن درعه كان يحميه إلا إن الإنسان كان قادر على القضاء عليه والاستفادة من ذلك الدرع لحماية نفسه.

نمر عصر العمالقة

هل شاهدت فيلم Ice age؟ إذاً فأنت تعرف ماني الماموث وصديقه دييجو النمر مع أنيابه الطويلة. تكلمنا قبلاً عن الماموث أما النمر فهل تعتقد أنه مجرد خيال لشخصية كرتونية؟ لا لأن دييجو هو وحي من النمر الضخم الذي عاش بعصر العمالقة قبل أكثر من 10 ألاف عام. هذا النمر يختلف عن ذلك الذي في أيامنا بسبب قوة جسده وعضلاته وفروته التي تغطي جسده، وبالطبع أنيابه الطويلة التي تصل إلى 28 سنتيمتر، وكان وزنه أكثر من 400 كيلوغرام وهو أكبر من النمر السيبيري الآن. هذا النمر انقرض بسبب الإنسان لأنه كان يشكل خطراً على فرائس الإنسان فكان يقتله باستمرار وأيضاً ليستفيد من نابه الذي كان على شكل خنجر يستطيع قتل أي حيوان.

ديبروتودون عملاق أستراليا

ديبروتودون هو أكبر الحيوانات الكيسية التي تشتهر بها أستراليا. رغم إن أستراليا لم تدخلت يوماً في العصر الجليدي إلا إن العصر الجليدي تزامن مع جفاف كبير في كل الأرض ودرجات حرارة باردة حتى في أستراليا. كان طوله ثلاثة أمتار ووزنه ثلاثة طن ولا يعيش منه الآن سوى أقرابه صغار الحجم. كان يعيش على حدود الغابات وتلك المناطق هي التي تأثرت بالإنسان عند وصوله إلى أستراليا أكثر من أي منطقة فانقرض بسبب الحرائق التي أشعلها الإنسان.

الكنغر العملاق

لم يكن الكنغر الأسترالي كما نعرفه اليوم هو نفسه الذي عاش بعصر العملاقة حتى قبل 18 ألف عام. لأنه كان أكبر بالحجم فيصل إلى ثلاثة أمتار إلا إنه لم يختلف في الشكل وطريقة الحياة عن الكنغر الحالي، إلا إنه تغذى على الحشائش الغنية بالأملاح المعدنية. وعند قدوم الإنسان وتدميره للغابات انقرض ذلك الكنغر.

الآن تعرف عزيزي القارئ أن عماليق الحيوانات عاشت بالعصور الماضية، ولم تكن الدينوصورات وحدها هي الأضخم وإنما هي الأضخم على الإطلاق. ومن ثم ذلك التاريخ وتحدي الإنسان تلك الحيوانات كلها ووحده من فاز وانقرضت كلها ومازال حتى اليوم يفعل ذلك مع الكثير من الفصائل. وذلك النضال تجده مرسوم على الكهوف التي عاش فيها الإنسان، وواحدة منها عمرها 32 ألف عام وكانت لدب أضخم من الدببة الحالية كان يسمى دب المغارات وانقرض منذ 27 ألف عام. فإلى متى سيظل الإنسان يهزم الطبيعة ومتى سترد له الصاع صاعين؟

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

واحد × خمسة =