تسعة بيئة
ساعة الارض
بيئة » الطبيعة » ساعة الارض : تنبيه للبشر الى مسئوليتهم عن تخريب كوكبهم

ساعة الارض : تنبيه للبشر الى مسئوليتهم عن تخريب كوكبهم

يتم اقامة ساعة الارض يوم 29 اذار من كل سنة, وفيه تغرق مدن العالم في الظلام لمدة ساعة كاملة وهي تنبيه للناس الى مسئوليتهم عن سلامة كوكب الارض وعدم تخريبه

ادى النشاط الصناعي في القرن العشرين الى احداث ضرر بالغ بالغلاف الجوي وبالغابات وبالبيئة على كوكب الارض بشكل عام , وكان الاحتباس الحراري كما صار يعرف اليوم اهم النتائج السلبية لتلك الثورة الصناعية غير المنضبطة , وقد زادت الامور سوءا مع عدم الاكتراث من غالبية البشر تجاه ذلك التخريب في بيئة كوكبهم , ولذا قررت بعض المطاعم في مدينة سيدني الاسترالية ان تطفيء جميع انوارها لمدة ساعة كاملة إحتجاجا على تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري , ويبدو ان الفكرة راقت للكثيرين فما هي الا سنوات حتى صار هذا الحدث عالميا وتعدت المدن المشاركة فيه حول العالم الالف مدينة وتجمع سكاني .

يتم اقامة ساعة الارض يوم 29 اذار من كل سنة , وفي هذا اليوم تغرق مدن العالم في الظلام لمدة ساعة كاملة , وقد انطلقت احتفالية ساعة الارض في عام 2007 بعد ان اتفقت بعض المطاعم في مدينة سيدني على تنفيذ نشاط تضامني مع كوكب الارض للتعبير عن رفضها لظاهرة الاحتباس الحراري التي تسبب بها ذلك السباق المجنون نحو تطوير صناعات تستهلك كميات هائلة من الوقود وتنبعث منها ايضا كميات هائلة من الغازات الضارة, وساعة الارض ببساطة كما اطلق عليها منظمو هذة الساعة الاحتجاجية او التضامنية مع كوكب الارض تهدف الى توعية جميع سكان العالم بخطورة الافراط في استعمال الطاقة دون النظر الى المشكلات التي تسببها الغازات المنبعثة من احتراق الوقود الازم لانتاج الطاقة , وتقوم المدن المشاركة بالحدث في اطفاء غالبية الأضواء المعتمدة على انواع الطاقة الحديثة من كهرباء ووقود احفوري وتكتفي اما بالشموع او بالظلام الدامس بديلا عنها .

يقوم على تنظيم ساعة الارض سنويا مؤسسة لها عدة فروع في مدن مختلفة من العالم وتستقبل طلبات الانضمام الى الحدث من اي مدينة او جمعية في العالم ولها موقع على الانترنت يمكن للشخص التسجيل فيه وارسال نشاطه اثناء هذا الحدث العالمي مباشرة , وهذا زاد من حجم الاقبال والمشاركة في هذا الحدث سنة بعد سنة , وقد انضمت العديد من المدن العربية الى ساعة الارض.

ترشيد الاستهلاك كحل لتخفيف الاحتباس الحراري

تثبت الدراسات الاحصائية التي تجريها هيئات الطاقة العالمية والاقليمية ان الطاقة المتجددة والنظيفة لن تكون بديلا لطاقة الوقود الاحفوري الملوثة للبيئة في السنوات العشرين القادمة على الاقل وهي بذلك لن تكون مؤثرة في تخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري كما يتأمل المساندين لإستخدام الطاقة المتجددة في كافة قطاعات الحياة , فحتى عام 2050 لن تستطيع الطاقة البديلة ان تستحوذ على اكثر من 20% من الطاقة العالمية , ولذا يرى خبراء الطاقة ان البحث في ترشيد الطاقة وكذلك رفع كفاءة الطاقة في الاجهزة المنزلية وفي المصانع سيكون هو الحل الاسرع في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري , وهو ما جعل كثير من هيئات الطاقة في العالم تساند احتفالية ساعة الارض وتقدم لها الدعم المادي وتساعد في انتشارها في كافة مدن العالم.

ويقصد بكفاءة الطاقة النسبة بين الطاقة الناتجة عن اي جهاز الى الطاقة المستخدمة لذلك الجهاز وتعتمد كثير من شركات تصنيع الاجهزة الكهربائية على رفع كفاءة الطاقة للاجهزة التي تنتجها كوسيلة لجذب عدد اكبر من الزبائن وللحصول على شهادات من الهيئات الدولية تحسن سمعتها البيئية , وهناك تصنيف عالمي للاجهزة الكهربائية يعتمد على الاحرف الانجليزية A,B,C,D  ويهدف هذا التصنيف الى وضع معايير لكفاءة الاجهزة الكهربائية لمساعدة المستهلكين في اختيار الاجهزة الاكثر توفيرا للطاقة .

لم يكتف خبراء المناخ والطاقة في العالم بتقليل انتاج غازات الدفيئة المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعلى رأسها غاز ثاني اوكسيد الكربون , بل اتجهوا لتطوير التقنيات اللازمة لتخليص الغلاف الجوي من الكميات المتراكمة من غاز ثاني اوكسيد الكربون , كذلك تم تغيير عدد من خطوط الانتاج في المصانع التي تنتج كميات كبيرة من غازات الدفيئة , واستعمال التكنولوجيا المتطورة في السيطرة على الانبعاثات .

لم تعد احتفالية ساعة الارض مجرد نشاط محدود في استراليا او في بعض مدن العالم بل صارت احد اهم الاحداث البيئية التي تشارك فيها المدن من كل العالم بغض النظر كانت مدن صناعية متطورة او مدن فقيرة وبسيطة , فالحدث قد انتشر بسرعة لم يكن اكثر المتفائلين من الذين اطلقوا الحدث يتوقع ان تصل الى ما وصلت اليه.

Copyright: 123RF Stock Photo : مصدر الصورة

بلال الشايب

- مرحبا ، انا بلال الشايب ، بكالوريوس هندسة كيميائية وباحث بيئي من فلسطين
اعمل في مجال الطاقة المتجددة والمياه وعضو في جمعية مركز الاعلام البيئي.
ناشط متطوع في عدة جمعيات منها جمعية الحياة البرية وجمعية اصدقاء البيئة العرب اساعد في تحريرالمقالات العلمية التي تنشر في الصحف المحلية ومواقع الاخبار وتتحدث عن الواقع البيئي المحلي

أضف تعليق

1 × واحد =