تسعة بيئة
زهرة السولار الذكية
بيئة » الطاقة الشمسية » زهرة السولار الذكية : تعرف على أحدث زهرة لتوفير الطاقة الشمسية

زهرة السولار الذكية : تعرف على أحدث زهرة لتوفير الطاقة الشمسية

يبذل العلماء جهودًا مستميتة لتطوير عمل الخلايا الشمسية، و زهرة السولار الذكية هي باكورة هذه المحاولات بأيدي نمساوية، هيا نتعرف على زهرة السولار الذكية .

تُعد زهرة السولار الذكية محاولة جديدة من محاولات العالم المستميتة لخلق أكبر عدد ممكن من فرص توليد الكهرباء، فتلك الزهرة، التي قامت على أيادي نمساوية، قادرة على توليد الكهرباء بإجمالي أربعة أضعاف عن معدلات التوليد الطبيعية، وهذه معجزة، لم يكن العالم يطمح في تحقيقها بحلول القرن الحادي والعشرين، بل وهناك أيضًا الكثير من المميزات لهذا المشروع بخلاف توليد الكهرباء، وجب علينا ذكرها في السطور التالية عرفانًا لمجهودات تلك الزهرة في توفير أهم ما تحتاج إليه البشرية في العصر الحديث، لكن، دعونا نتعرف أولًا على زهرة السولار الذكية من حيث الشكل والتكوين.

زهرة السولار الذكية وأفضل كفاءة لتوليد الطاقة من الشمس

بداية زهرة السولار

بدأ تأسيس زهرة السولار الذكية مطلع العام الماضي، وذلك على يد مهندسين صغيرين نمساويين هما ميشائيل اوفرمان والكسندر شفاتيك، وقد كان المشروع في بدايته غير قابل للتنفيذ بسبب عدم توافر السيولة المادية اللازمة لتمويل المشروع لدى الشابين، إلا أن المشروع بعد عرضه على الحكومة لقى قبولًا ودعمًا كبيرًا، بل ودخل في المشروع أيضًا رجال الأعمال والمُستثمرين، والذين لم يروا جميعًا عائقًا في وضع أموالهم بهذا المشروع الواعد، وبالفعل خرج إلى النور بعد أقل من عام.

لم تنتظر زهرة السولار الذكية كثيرًا في الأسواق، حيث تلقفها المُستهلكون بحفاوة شديدة، فقد ساعدت على جعل الكهرباء آخر اهتماماتهم، حتى أن المهندس المؤسس الكسندر شفاتيك قال أنه خلال عام واحد سيتم مضاعفة القدرة الإنتاجية أملًا في تغطية احتياجات السوق الهائلة، وهو ما يُعد دليلًا على النجاح الساحق للشركة، شركة زهرة السولار الذكية.

زهرة السولار الذكية

إذا ما نظرنا إلى زهرة السولار الذكية فسنجد أنها تأخذ شكل النخلة الصغيرة المُنبثق منها سعفات صغيرة عريضة، وربما كان هذا الشكل سببًا في تسميتها بداية ظهورها بنخلة السولار الذكية، لكن مشابهة الزهرة أو النخلة ليس الشيء الوحيد الذي يُميز شكل هذا الجهاز الهام، فإذا أمعنا النظر فسنجد أنها تتشابه أيضًا مع المراوح الإسبانية اليدوية، والتشابه هنا في الحركة أكثر من الشكل، لأنها حينما تدور تختفي أوراقها التي تندمج وتنطوي داخل الشجرة، فتُصبح وكأنها عمود عادي، لا يُمكن أن يُتَصور أبدًا عند النظر إليه أنه سيولد الكهرباء، لكن هذا ما يحدث عندما تُنتشر الأوراق من جديد وتأخذ وِجهة الشمس.

عمل زهرة السولار

كما أسلفنا، تعمل زهرة السولار الذكية إذا ما تم انطواء أوراقها ونشرها باتجاه الشمس، وقد يتعجب البعض من كيفية حدوث هذا الأمر، وبالطبع نحن في هذه الحالة مُضطرون لكشف سر من أسرار زهرة السولار الخلابة، وهو أن هذه الأوراق ليست في الحقيقة إلا ألواح سولارية مُخصصة لسحب طاقة الشمس في مساحة تقترب من الثمانية عشر متر مربع.

أوراق زهرة السولار، أو ألواحها السولارية بمعنى أدق، تدور حول محورٍ مُعين بشكلٍ دائم، قاصدةً بذلك مواجهة الشمس، وهي تُشبه بذلك زهرة عباد الشمس، لكن الفارق بينهما أن زهرة السولار تستطيع، من خلال عملية الدوران تلك، إنتاج الكهرباء، بل وبسرعة ودقة تفوق الألواح الزجاجية العادية التي تُوضع على البيوت وتُستخدم في نفس الغرض، فعلى الأقل تتمكن زهرة السولار من الدوران حتى 90 درجة للبحث عن طاقة الشمس، وهو ما لا تستطيع الألواح فعله، لكن، هل هذا كل ما تتميز به زهرة السولار على الألواح الزجاجية؟

مميزات زهرة السولار

زهرة السولار مثلها مثل أي آلة، تتعرض للسخونة وارتفاع درجة الحرارة من كثرة الاستعمال، لكنها تتغلب على ذلك بشكلها المُزخرف الذي يسمح بدخول الهواء وانتشاره داخل الزهرة وتبريدها بالكامل، كما أنها تتمتع بسطح مُشكّل كزهرة اللوتس، وهو ما يجعلها تنظف نفسها بنفسها، فلا وجود للغبار أو الأمطار، وفي الواقع، يدل ذلك الأمر على براعة المُهندسين الذين قاموا بتصميمها، والذين لم يغفلوا أيضًا تزويد الأسطح السُفلية بشعيرات تحل محل المكنسة الداخلية للزهرة.

أما الميزة الأهم في زهرة السولار فهي في تصميمها، حيث حرص المُهندسان اللذان قام بتصميمها على مراعاة سرعة الرياح ووطأة الشمس، والمساحة المُحددة في كل بيت وصغرها، لذلك جعلوا حجمها عند الانكماش يبدو اقل بكثير، وذلك عن طريق القدرة على الانكماش الذاتي، مما أكسبها قوة وأفضلية لدى المُستهلك.

زهرة السولار والتوفير

بحسبةٍ بسيطة، وعندما تعرف أن سعر زهرة السولار الذكية هو عشرة آلاف دولار فقط، فستجد أنك قد قمت بتوفير أضعاف هذا المبلغ، فالعمر الافتراضي لتلك الزهرة هو خمسة عشر سنة، وهذا حسب آخر قياس للبطاريات، والتي تأتي مع الزهرة والألواح، ويكون سعرها منفردة خمسة آلاف جنيه، وإذا علمنا أن الكهرباء التي تكفي بيت من أربعة أطفال ووالديهم لن تتجاوز الأربعة آلاف ميجا وات، بينما تنتج الزهرة ستة آلاف ميجا وات، مما يعني أن المستهلك لن يُعاني من الكهرباء أو خطر انقطاعها مرة أخرى، مع توفير ألف دولار شهريًا.

أما بالنسبة للحكومة، فالأشخاص الذين يستخدمون زهرة السولار الذكية لن يكونوا في حاجة إلى كهرباء الدولة، وهو ما سيُساعد في تخفيف الحمل على المحولات التي تعمل بمصادر الطاقة الأخرى كالفحم والبترول، أي أن عملية التوفير ستشمل كل شيء من المستهلك إلى بلاد المستهلك ومصادر الطاقة المُستخدمة في بلاد المُستهلك.

مشاكل زهرة السولار الذكية

مع أن مشروع زهرة السولار الذكية يُعد من أهم المشاريع في الآونة الأخيرة إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب الطفيفة، والتي لا تؤثر على جودة وانتشار المنتج في شيء وإنما فقط وجب ذكرها من باب تناول الأمر من كافة جوانبه، سواء الإيجابية، وهي كثيرة، أو السلبية، وهي أقل بقليل ولا تُحدث أي فارق.

احتمالية الانفجار، أكبر المشاكل

كما أسلفنا، تتعرض زهرة السولار الذكية طوال اليوم إلى أشعة الشمس، كما أنها تعمل عن طريق البطاريات، لذلك يحدث في حالات نادرة أن يؤدي هذا الضغط إلى انفجار الزهرة، وإن كانت هذه أولى مشاكل هذا الاختراع فلا يجب أيضًا أن نغفل دور المُخترعين لحل هذه المشكلة، والذين قاموا بدورهم بعمل مُبردات داخلية تُساعد على تبريد جسم الزهرة وأوراقها طوال الوقت، كما زودوا البطاريات بمواد عازلة عن الحرارة أو السخونة، وللأمانة، فإن هذه المشكلة لم تحدث سوى مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة وفي بداية تشغيل الزهرة أيضًا، ثم لم تتكرر بعدها، مما يؤكد على سعي الشركة لحل كافة الحلول التي تواجه الشركة.

الحجم، مشكلة المنازل الصغيرة

ثاني مشكلات زهرة السولار الذكية هي الحجم، فهذا الاختراع المذهل جعل الجميع في حاجة إلى الاستعانة بخدماته واستخدامه في توليد الكهرباء ببيوتهم، إلا أن مُشكلة الحجم الكبير إلى حدٍ ما تجعل المنازل الضيقة أو صغيرة المساحة غير قادرة على الاستفادة من الزهرة، والواقع إن هذه المشكلة ليس للشركة أي ذنب فيها، لأنها بالطبع تلتزم بأحجام معينة حتى تحدث عملية توليد الكهرباء، إلا أنها بالرغم من كل ذلك سعت لحل هذه المشكلة والتقليل بالفعل من حجم الزهرة حتى تتمكن من دخول أكبر عدد ممكن من البيوت، وهذا هو ما يحمله المستقبل بلى أدنى شك.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

خمسة عشر + 16 =