تُعتبر عملية زراعة البذور واحدة من أهم العمليات الواقعة ضمن نطاق العملية الزراعية برُمتها، بل يمكن القول إنها الترس الأول في عجلة إنتاج المحاصيل بكافة أنواعها، وما يُميز زراعة البذور في الغالب هو إمكانية القيام بها في أي وقت وبأي مكان، بما في ذلك المنازل والمزارع الصغيرة، كما أنها حين تُنتج تكون هامة جدًا ومفيدة صحيًا وغذائيًا، ولكل هذا، كان موضوع السطور الآتية هو زراعة البذور من حيث كيفيتها ومكانها، ليس هذا فقط، بل أننا سنتناول أيضًا أهم تلك البذور، فدعونا نتعرف على كل ذلك سويًا.
عملية زراعة البذور ، كيف تتم وما هي أهميتها؟
ما المقصود بالبذور؟
قبل أن نتناول زراعة البذور بالتفصيل دعونا أولًا نتعرف على البذرة، والتي هي في الأساس القوام الرئيس للعملية الزراعية بأكملها، حيث تعود الوسيلة الأولى والرئيسية لعملية تكاثر الحيوان، أو نبات جيني، يؤدي فيما بعد إلى نباتات حاملة لنفس صفات هذا الجين من حيث الشكل والحجم والطعم، فمثلًا إذا كنا نتحدث عن بذرة ثمرة التفاح، فإن تلك البذرة بعد أن يتم زراعتها تٌنتج نبات كامل حامل لصفات التفاح من حيث اللون والطعم والرائحة، فهي عملية شبه مُستقرة، تُماثل عملية الجينات بالنسبة للإنسان، لذلك تُسمى البذرة غالبًا بويضة مُخصبة، لأنها تحمل هذه الجينات، والمعروف أن فكرة الجينات يعتمد عليها كل شيء ينبض في الحياة بهذا الكون، سواء كان نبات أم إنسان أم حيوان.
كيفية زراعة البذور
من مميزات زراعة البذور أنها يُمكن أن تتم في أي مكان، سواء كان حقل عادي أو مزرعة أو منزل، إلا أنه في الآونة الأخيرة كثُرت الزراعة في المزرعة بسبب الربح الكبير الذي يحصل عليه أصحاب تلك المزارع، كما أن بعض المُزارعين في الحقول باتوا ينتظرون المزارع الجاهزة من المزارع دون الانخراط في زراعته المُرهقة، وعدا المزارع، ثمة البعض ممن يفضلون زراعتها في بيوتهم أمام أعينهم، لذلك سنتناول زراعة البذور في المزارع والبيوت.
زراعة البذور في المزارع
من المعروف أن المزرعة عبارة عن قطعة أرض مُغطاة ومزودة بعدة مُعدات تجعلها مُجهزة للزراعة، أو بمعنى أدق، هي تصغير للأراضي الزراعية العادية، وفي هذه المزارع تتم زراعة البذور بعد الحرث مباشرةً، والذي يسبقه خطوه بديهية يتم فيها تجهيز التربة لهذا الحرث ومن ثَّم الزراعة، ثم بعد ذلك تحدث عملية التنقية، والتي يكون الهدف منها قتل الحشرات والآفات الضارة، وبالطبع بعد الحرث والتنقية وتوفير سبل التهوية تُصبح المزرعة جاهزة لاستقبال البذور في صورتها الأولية، والتي تتحول فيما بعد إلى نبات ناضج ينبض بالحياة، بل ويمنحها إلى غيره من البشر.
زراعة البذور في البيوت
يمكن أن تأخذ زراعة البذور في البيوت أكثر من طريقة، أهمها الطريقة الرئيسية التي تقوم على شراء شتلات الزروع جاهزة ومُتابعتها فقط، وهذه الطريقة بالطبع لا تُكلف المُزارع المنزلي خطوات هو في غنى عنها، لكن، ثمة البعض يُفضلّ أخذ الطريق من بدايته، حيث يبدأ بتجهيز التربة والمكان المُناسبين ثم يأخذ مرحلة البذرة ومنها إلى التدرج المُتعارف عليه، وبالطبع هذه خطوة تُعد صعبة على المُزارع المنزلي الذي لم يعتد على مثل هذه الأمور، لذلك نجد أن أغلبهم ينتهجون نهج الشتلات الجاهزة، أو على الأقل يقومون بالخطوات الأولية داخل البيت ثم ينتقلون بعد ذلك بزرعهم إلى الحديقة.
توقيتات الزراعة المنزلية
الوقت المناسب لعملية زراعة البذور في المنزل هو بداية شهر فبراير أو مارس، لأن الطقس يُصبح دافئًا بين مايو ويوليو فيُمكن فيهما نقل النبتة إلى الخارج، والمقصود بالخارج هنا حديقة البيت أو البُستان، أما إذا كانت عملية الزراعة تتم بتخصص، وتم تجهيز غرف زجاجية على أعلى مستوى ومدّها بما تحتاج من ضوء وهواء، فإن الزراعة تُصبح غير مُلتزمة بوقت مُحدد للبداية، إذ يُمكن أن تكون في أي وقت طالما وجدت في مكانٍ كهذا، ويندرج تحت ذلك أيضًا البلدان الدافئة بالفطرة، التي لا تتوافر فيها حرارة شديدة أو برودة مُثلجة قاحلة.
أهم البذور
هناك أنواع كثيرة من البذور يُمكن زراعتها في المزارع أو البيوت، لكننا سنكتفي في السطور الآتية بذكر أهم هذه البذور وفوائدها للإنسان.
بذرة الرمان
تُعتبر بذرة الرمان من أهم ثمار زراعة البذور وأكثرها فائدة، فهي غنية بمضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم، مما ينتج عنه زيادة كبيرة في نسبة الأكسجين الداخلة للجسم، كما أنه يُسهم في المحافظة على الدم من التجلط ويُمكنه من التدفق بحرية، وهذا ما يُحسن عملية التنفس برمتها سواء كانت إدخال الأكسجين أو إخراج ثاني أكسيد الكربون.
بذرة القرع
لا تقل بذرة القرع أهمية عن أي بذرة من مُنتجات زراعة البذور، فهي على الأقل تمنع من وجود أي حصى على الكلى، كما أن منظمة الصحة العالمية قد أوصت باستخدامها لاحتوائها على عدة أنواع من المُغذيات والمُكملات، وأهم هذه المكملات الموجودة في بذرة القرع هي عنصر الحديد، والحديد كما نعرف يُسهم في ارتفاع نسبة الطاقة بالجسم.
بذرة القنب
تُعد بذرة القنب كذلك من أهم منتجات زراعة البذور، فهي تُساعد على تقوية المناعة وتمد الجسم بالبروتينات، كما أنها تُساهم في عملية حرق الدهون وتقوية العضلات، لذلك دائمًا ما نجد الأطباء ينصحون الرياضيين بوضع بذرة القنب مع العصائر التي يتناولونها عقب التمرينات.
بذرة السمسم
أهمية بذرة السمسم تكمن في قدرتها على تقوية عضلة القلب وتسهيل عملية جريان الدم، ويمكن أن تُصبح بذرة السمسم مُكمل غذائي في كافة الأطعمة إذا تم عدّها كعنصر أساسي من عناصر سلطة الخضروات.
بلاد البذور
إن كانت زراعة البذور يمكن أن تتم في البيوت والحقول والمزارع فإنه بالتأكيد ثمة دول تمتاز بهذا النوع من الزراعة وتُكثر فيه، وهذه الدول على رأسها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بالرغم من عدم امتلاكها الأراضي الكافية للزراعة واعتمادها على الاستيراد إلا أنها لا تدخر جهدًا فيما يتعلق بهذا النوع من الزراعة بالتحديد، تليها استراليا والهند، وبالتأكيد لسنا في حاجة إلى التذكير بين الدول الرائجة في زراعة البذور والدول الرائجة في صناعتها من حيث الاستيراد والتصدير، فالنوع الثاني مثلا تتقدمه اليابان بجدارة، يليها ألمانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالث، أما بقية دول العالم التي تهتم بالبذور وزراعتها فهي تقوم على فكرة الاكتفاء والحاجة، لذلك لا نجد لهم أي وجود في كلا القائمتين.
تهيجن البذور
بخلاف زراعة البذور الطبيعية هناك بعض المحاولات الآن لعمل عملية تهجين يمكن من خلالها إنتاج نوع جديد مُهجن من البذور أكثر حجمًا وأسرع في النمو، والحقيقة أنه بالرغم من الحاجة إلى مثل هذا النوع من البذور إلا أنه ليست هناك أي ضمانات على البذور التي ستنتج من عملية التهجين تلك، وما يمكن أن تحمله من أمراض وأضرار، لكن بغض النظر عن ذلك تبقى زراعة البذور وصناعتها بشكل عام واحدة من أهم المشاريع الموجودة بالبيئة الزراعية.
أضف تعليق