تسعة بيئة
الماموث الصوفي
بيئة » الطبيعة » تعرف على الماموث الصوفي من أكبر الثدييات المنقرضة حديثاً

تعرف على الماموث الصوفي من أكبر الثدييات المنقرضة حديثاً

الماموث الصوفي حيوان مُنقرض منذ ما يقرب من عشرة آلاف عام، وقد عاش هذا الحيوان في كل شبرٍ من الأرض تقريبًا، وكان يُشبه حيوان الفيل أشهر حيوانات الغابة.

يُعتبر الماموث الصوفي واحدة من أهم الأشياء التي فقدتها البشرية على مدار تاريخها، فقد اكتشاف العلماء منذ وقت قريب أن الرفات التي تم العثور عليها في روسيًا كانت تتبع آخر أُنثى من حيوان الماموث الصوفي، وبتحليلها اكتُشف أنها قد قضت قبل ما يقرب من عشرة آلاف عام، أما معرفة الإنسان بها فهو أمر يُسأل عنه الانسان الأول القديم فقط، لأنه هو الوحيد الذي شاهدها، فقد ظهرت لأول مرة منذ مليون عام، قبل أن تنقرض وتختفي للأبد، عمومًا، في السطور التالية سوف نقترب أكثر من حيوان الماموث الصوفي ونعرف كل شيء عن حياته بالتفصيل منذ ظهوره وحتى انقراضه.

ما هو الماموث الصوفي؟

بالتأكيد أي وصف لحيوان الماموث الصوفي لن يكون مُنصفًا وعادلًا، وذلك لأننا نتحدث ببساطة عن حيوان انقرض حتى قبل أن يظهر التاريخ والتأريخ، لكن على قدر الإمكان سنحاول أن نكون قريبين من الحقيقة حسبما ذكرت الوثائق الرسمية.

الماموث هو المعنى الآخر لحيوان شهير جدًا بالنسبة لنا، وهو حيوان الفيل، وبالتأكيد لم يُفكر أحد في وجود أنوع مُختلفة من الأفيال، لأننا لم نرى سوى نوع واحد فقط، لكن التاريخ يقول إنه كان هناك وجود لأنواع أخرى وبأوصاف مُختلفة، والتي كان من أهمها بلا شك الماموث الصوفي.

أوصاف الماموث الصوفي

إذا ما رأيت الماموث الصوفي مُقبلٌ عليك من بعيد فإن أول ما سيجول بذهنك أن ثمة فيل عادي يقترب منك، لكن مع التدقيق والاقتراب أكثر ستجد نفسك أمام حيوان يشبهه فقط، لكنه مُختلف عنه في الكثير من الأشياء.

بالنسبة للارتفاع فإن ارتفاع الماموث الصوفي يمكن أن يصل إلى أربعة أمتار أو أربعة أمتار ونصف على الأكثر، وبالطبع كان هناك الخرطوم الذي يجعله يتشابه كثيرًا مع الفيل، لكنه كان أكبر طولًا منه، وكان هذا الخرطوم مُحاطًا بناب يبدأ من أسفل الفك ثم يرتفع ليشمل أعلاه، كل هذا إضافةً إلى أحجام متفاوتة بين الذكور والإناث لا تزيد بأية حال من الأحوال عن ستة أطنان، ولا تقل عن اثنين.

لماذا سُمي بالماموث الصوفي؟

سُمي الماموث الصوفي بهذا الاسم لأن وجوده الكبير وسط جليد أوروبا جعله يكتسي بطبقة من الفرو كانت تُستخدم في صناعة الصوف، كما أنه أيضًا كان يقوم بالمهمة التي يقوم بها الصوف، وهي تدفئة جسد الماموث.

لم يعش الماموث الصوفي في أوروبا والمناطق الباردة فقط، وإنما عاش كذلك في بعض مناطق قارات أسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، والغالب أنه كان حيوانًا مفترسًا ومتوحشًا بامتياز، فقد ثبت أنه قد قام بالتغذي على الحيوانات الموجودة حوله في هذه الأماكن منذ اكتشافه قبل مليون عام وحتى انقراضه الذي مضي عليه عشرة آلاف عام.

ظهور الماموث الصوفي

ظهر الماموث الصوفي في هذا العالم لأول مرة قبل مليون عام، حيث كان ظهوره وقتها بمثابة فاتحة خير على الإنسان الأول القديم، والذي وجد في هذا الحيوان الملاذ الآمن من كل شيء، بداية من الجوع الذي قضى عليه لحم الماموث، والبرد الذي انتهى أيضًا باستخدام صوف الماموث الصوفي.

استمرت معرفة الانسان القديم بالماموث الصوفي حتى عشرة آلاف عام مضت، وقد يسأل البعض عن كيفية معرفة الإنسان الحديث بهذا الأمر، والإجابة ببساطة تكمن في الشيء الوحيد الذي كان يستطيع الإنسان القديم فعله، وهو النقش والرسم على الجدران، حيث عُثر بالفعل على رسوم للموث الصوفي داخل بعض الكهوف، كما أن أول عهد البشر بالكتابة شهد أيضًا تدوين بعض المعلومات عنه، لكن، كل ذلك انتهى مع انقراض الماموث الصوفي للأبد.

انقراض الماموث الصوفي

كما ذكرنا، انقرض الماموث الصوفي من الأرض تمامًا قبل عشرة آلاف عام، وذلك بعد أن امتد وجوده لمليون عام قبلهم، لكن بالرغم من ذلك لم يسلم من بعض الأسباب التي أدت إلى انقراضه، والتي اختلف البعض في أقربها للحقيقة، إلا أنها تبقى كلها أسباب منطقية وممكنة.

السبب الأول لانقراض الماموث الصوفي حسبما يرى البعض هو زيادة الصيد عليه من قِبل البشر في أوقات المجاعات، وهو تفسير منطقي ومقبول لأي حيوان مُنقرض، لكن كافة الدراسات تُشير إلى وجود أعداد مهولة منه لا تسمح بالانقراض، وهذا ما يأخذنا إلى الاحتمال الثاني، وهو ظهور وباء نادر قام بقتل كل الماموث الصوفي الموجود بعد تفشيه، لكن لم يثبت أيضًا أن ثمة وباء قد استهدف نوع واحد فقط من الحيوانات، ليبقى الاحتمال الثالث هو الأقوى، والذي يقول بأن الماموث الصوفي لم يتحمل بعض الظروف المناخية بسبب طبيعة جسده فأخذ بالسقوط حتى فنيت آخر أنثى منه قبل عشرة آلاف عام، ليتم العثور على رفاتها عام 1799.

اكتشاف الماموث الصوفي

كما ذكرنا، لم يكن العالم يعرف حتى وقت قريب بأنه ثمة وجود لحيوان يشبه الفيل ويُسمى الماموث الصوفي، لذلك كان اكتشاف رفات وهيكل آخر ماموث صوفي عام 1799 بمثابة معجزة صغيرة وحدث يستحق الاحتفاء.

اكتُشف الماموث الصوفي لأول مرة على شكل مجموعة من العظام المتفرقة، تولى أحد العلماء تجميعها حتى خرج في النهاية بهيكل كامل ادعى أنه هيكل الماموث الصوفي، لكن فيما بعد أكتُشف أن العظام فعلًا عظام الماموث لكن الهيكل تم تجميعه بصورة خاطئة، ومع التصحيح ظهر لنا هذا الحيوان بالصورة التي تُماثل الرسومات الموجودة في الكهف، كما أنه قد حدث في عام 2012 اكتشاف لبعض الرفات في المناطق الجليدية بروسيا، اتضح فيما بعد أنها تتبع الماموث أيضًا، لتتحول عملية البحث عن رفات الماموث الصوفي إلى تجارة مُربحة.

تجارة الماموث الصوفي

هناك ميزة أخرى يُمكن تفضيل الماموث الصوفي بها عن الفيل، وهي أن الأنياب الموجودة مع الرفات التي يتم العثور عليها غير مُحرمة التجارة بها، وهذا الأمر في الحقيقة كان من الممكن أن يُستغل جيدًا إذا كان ذلك الماموث الصوفي لا يزال موجودًا، أو ربما كان الممكن منعه لنفس الأسباب التي يُمنع من أجلها صيد الفيلة الآن، وهو الخوف من انقراضها، عمومًا، في الآونة الأخيرة، وبعد العثور على الرفات واحتمالية العثور على أخرى، ظهر اقتراح جديد، بعيد كل البعد عن تجارة الماموث الصوفي، بل إنه يتعلق في الحقيقة بإعطاء أمل جديد للبشرية، ألا وهو، عودة الماموث الصوفي من جديد.

عودة الماموث الصوفي

ولماذا لا يعود؟ كان هذا السؤال هو السؤال البديهي الأول الذي خرج من أصحاب اقتراح عودة الماموث الصوفي، وذلك ردًا على المُستنكرين لهذا الأمر والمُستبعدين لحدوثه، والحقيقة أن توضيح القائلين بعودته كان منطقيًا جدًا، فقد زعموا أنهم سيقومون باستنساخه من الرفات التي تم العثور عليها في روسيا، تمامًا مثلما حدث مع النعجة دوللي، والتي استُنسخت من أنسجة نعجة أخرى ماتت قبل عدة سنوات، عمومًا، ليس لدينا في الأيام القادمة سوى الانتظار مع الأمل.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × 2 =