يُعد طائر القطرس أحد الطيور النادرة التي تعيش بالماء وفي الماء، فهذا القطرس يقضي معظم أوقاته سابحًا، وغالبًا ما لا يخرج إلى اليابسة سوى في موسم التزاوج، وهو كذلك يمتلك جناح فريد يُقال إنه أكبر جناح لطائر في العصر الحالي، وطبعًا دخل ذلك الطائر في وقت من الأوقات ضمن الطيور الأليفة التي تُستخدم غالبًا في التربية، لكنه انسل من هذه القائمة بسبب صعوبة الحصول عليه في أغلب الأحيان، حيث أنه يُجيد الاختباء والسباحة مثل الأسماك، لكن، وبالرغم من كل ذلك، أصبح القطرس في الآونة الأخيرة مُهددًا بالانقراض، ونحن هنا لا نتحدث عن انقراض أعداد بل أنواع كاملة، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتحدث عن طائر القطرس الجميع وحياته الغريبة التي يعيشها في البحار والمحيطات، والأهم من كل ذلك بالتأكيد أن نتعرف على الأسباب التي جعلته قابعًا على رأس قائمة التهديد بالانقراض.
محتويات
طائر القطرس
ربما يستغرب البعض وجود ما يُسمى بالطيور البحرية، لكنها في الحقيقة موجود وبكثرة، ومن ضمن هذه الطيور طائر القطرس الذي نتحدث عنه في موضوعنا هذا، فهو طائر بحري يعيش ثلثي حياته تقريبًا في البحر والمُحيطات، وهذا بالطبع ما يُصعب احتكاك الإنسان به، ذلك الإنسان الذي اكتشف القطرس قبل حوالي خمسة آلاف عام واستطاع أن يصل من خلال البحث والدراسة إلى طوله وعرض، واللذان غالبًا ما يكونا ثابتين في كل أنواع تلك الفصيلة.
بالنسبة للوزن فهو عادة ما يكون اثنين وعشرين رطلًا، وهو بالطبع وزن كبير مقارنةً بطائر من المفترض أنه يحتاج إلى الخِفة من أجل القدرة على الطيران، أما الطول فهو المبالغة بعينها، حيث يُمكن أن يصل إلى خمسة وخمسين بوصة دفعة واحدة، لكن كل ما سبق قد يبدو عاديًا عندما نتحدث عن أجنحة ذلك الطائر الغريب، حيث أن جناحيه يصلان في الطول إلى إحدى عشر قدمًا، وهذا بالطبع يجعلها أكبر أجنحة لطائر لا يزال على قيد الحياة.
أوصاف طائر القطرس
ما سبق ذكره كان يتعلق بالحجم والطول والعرض والأجنحة، لكن تلك الأوصاف لن تُمكنك من التعرف على القطرس فور رؤيته، وإنما ستكون في حاجة إلى أوصاف لشكله من أجل مُطابقتها بأوصاف حجمه والحصول في النهاية على صورة مُكتملة له، فبالنسبة لألوان الريش مثلًا سوف نجد أنفسنا في حيرة كبيرة لأن طائرنا يمتلك الكثير من الألوان، وهي الأسود والأبيض والأصفر والبني والأحمر، كل لون من هذه الألوان يأخذ جزء ليس بالصغير من جسد القطرس ويُغطيه، أما بالنسبة للرأس فهي من ذوات الحجم الكبير، وكذلك المنقار معقوف وكبير، والواقع أن كبر حجم المنقار والرأس ليس من فراغ، وإنما يرجع إلى قابلية المساعدة خلال عملية الصيد، والآن، وبعد أن عرفت كل شيء يتعلق بأوصاف ذلك الطائر الغريب سوف تكون بحاجة بالطبع إلى معرفة الأماكن التي يتواجد بها بالضبط.
أماكن تواجد القطرس
يتوزع طائر القطرس بين نصف الكرة الجنوبي ونصف الكرة الشمالي، لكن الأغلب أن نصف الكرة الجنوبي يحتوي على معظم أعداد القطرس المتواجدة في العالم بأكمله، فتقريبًا ثمة 21 نوع متوزعين في مناطق كبيرة بهذا النصف مثل جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، أما نصف الكرة الشمالي، والذي تتواجد به الأنواع النادرة فقط، فأعداده تتوزع في مناطق مثل هاواي وألاسكا، عمومًا، تواجد القطرس في أي مكان يكون متبوعًا لتواجد الماء، ابحث عن المحيطات والبحار والأنهار وستجد القطرس هناك بلا أدنى شك.
غذاء طائر القطرس
بسبب تواجد القطرس شبه الدائم في البحار فإن الغذاء يكون معظمه من المأكولات المتواجدة في ذلك المكان، ببساطة، أكثر الطعام يكون من الأسماك واللحوم البحرية، فأصلًا تصنيف القطرس أنه حيوان من آكلي اللحوم، وفي حالات أخرى كان من الممكن أن يواجه ذلك الطائر صعوبة شديدة في الصيد، إلا أنها لا تتعرض لذلك بسبب حاسة الشم القوية التي تتمتع بها، والتي تُمكنها من تحديد مكان الفريسة بسهولة، وأيضًا حاسة بصر أقوى تُساعد في نفس الغرض، وطبعًا من البديهي أن تكون هاتين الحاستين هما القوام الرئيسي لأي طائر يُحبذ الصيد، فدونهما قد يجد معاناة في الحصول على طعامه، وبالتالي معاناة في العيش عمومًا.
حقائق حول طائر القطرس
عندما تُريد التعرف حقًا على طائر من الطيور فإنك بالتأكيد تكون في حاجة إلى التعرف عنه من خلال الحقائق المتوافرة، وأول تلك الحقائق أن القطرس من الحيوانات التي تُحبذ التواجد دائمًا داخل المُحيط، فهو يرى فيه ملاذه الأول والأخير، وأيضًا يُحبذ القطرس النهار أكثر من الليل، لذلك يُعرف بالحيوان الليلي، والحقيقة أن التالية أن القطرس سريع جدًا في السباحة، ومهما كانت المسافة التي يقطعها فإنه لا يكون في حاجة أبدًا إلى الراحة، وربما هذا بسبب الجناحين الكبيرين اللذان يتمتع بهما ذلك الطائر الغريب.
مما يّذكر كذلك من حقائق عن طائر القطرس أنه لا يُربي أعداء في أي ظرف من الظروف، فطبعًا من المنطقي أن يكون لكل كائن حي أعداء في كل مكان، وذلك ببساطة لأن تصرفات البعض لا تكون على أهواء البعض الآخر، لكن القطرس على النقيض تمامًا تمكن من خلق علاقات طيبة وكسب ثقة وحب بقية الحيوانات، عدا حيوان واحد وهو نمر القرش الذي يعيش في البحر ويُماثل كثيرًا ذلك النمر المتوحش الذي يعيش في البر، عمومًا من المعروف عن نمر القرش أصلًا أنه عدو لكل الحيوانات بلا استثناء، ولذلك لم يكن من الغريب أبدًا تواجد القطرس ضمن هذه القائمة.
طائر القطرس والتكاثر
ثمة عادة غريبة لطيور القطرس تحدث عندما يُريد الأزواج التزاوج، فهما يذهبان إلى جزيرة نائية ويقومان هناك بكل مراسم التزاوج المنطقية ثم يمكثان حتى تفقس البيضة ويُعودان بالمولود إلى البحر، وإذا كان هذا الأمر من المفترض أن يلفت انتباهكم إلى شيء فهو كون القطرس طائر مُنعزل بطبعه لا يقبل الاختلاط مع الآخرين وخاصة في تلك الأمور الحساسة المُتعلق بالتزاوج والإنجاب، وهنا تجد الإشارة أن تلك العملية لا تحدث باستمرار، بل إن الفارق بين المرة الأولى والثانية قد يصل إلى ثمانية عشر شهر، وهذا ما يُفسر بالطبع قلة الأعداد المتواجدة من هذه الفصيلة، لأنها ببساطة لا تُحبذ التكاثر.
بعد أن يتم الوضع والفقس يظل المولود حوالي خمسة عشر شهرًا في عناية والديه، فهما تقريبًا يفعلان له كل شيء في هذه الفترة، بعدها يبدأ في الاعتماد على نفسه، لكنه لا يبدأ دورة التزاوج سوى بعد خمس أو سبع سنوات، حيث يعاود الكرة في الجزيرة مثلما فعل أبويه وتستمر الحياة، تلك الحياة التي قد تتجاوز في أغلب الأحيان الخمسين عام، ولهذا يُعتبر القطرس كذلك من أكثر الحيوانات طولًا من حيث العمر.
القطرس وخطر الانقراض
بدأ طائر القطرس مؤخرًا في الاقتراب من قائمة الحيوانات المُهددة بالانقراض، والحقيقة أن ذلك ليس لكونه مُعرض للصيد أو القتل، فقد ذكرنا أن له عدو واحد وهو قرش النمر، لكن الخطر يأتي من التكاثر الضعيف له، فهو تقريبًا يزيد بنسبة اثنين بالمئة فقط كل عام، وفي نفس الوقت تموت أعداد منه نتيجة للظروف المناخية الصعبة في بعض البحار التي يتواجد بها ذلك الطائر، ولهذا لاح في الأفق خطر الانقراض.
أضف تعليق