تسعة بيئة
التنوع الحيوي والجغرافي
بيئة » الطبيعة » مناطق شديدة التنوع الحيوي والجغرافي في الأرض

مناطق شديدة التنوع الحيوي والجغرافي في الأرض

هناك مناطق على الأرض تتمتع بقوة التنوع الحيوي والجغرافي فيها، نحاول أن نسلط الضوء على مجموعة من هذه المناطق وتبيين دورها في الحفاظ على التوازن البيئي.

التنوع الحيوي والجغرافي ربما هو السمة المميزة للعديد من المناطق على كوكب الأرض، فبالرغم من اختلاف كافة المناطق البرية والبحرية في شدة التنوع الحيوي والجغرافي بها إلا أن كافة تلك المناطق لا تخلو من الكائنات الحية العديدة والمتنوعة والنادرة، فبداية من قمم الجبال والمرتفعات مرورًا بالغابات وحتى قيعان المحيطات تتواجد عشرات الآلاف من النباتات والحيوانات والطيور، والتي تتكامل وتتكاتف فيما بينها لتكون نسيجًا حيويًا رائعًا على كوكبنا؛ لدرجة أن تعرض أية أنواع من هذه النيابات أو الطيور أوالحيوانات للانقراض يتسبب في إحداث خلل في المنظومة البيئية، لكن وبالرغم من ذلك فإن حكمة الله جعلت هناك تنوع وتميز بين المناطق الجغرافية وبعضها فيما يتعلق بـ ” التنوع الحيوي والجغرافي ” حيث تتميز كل منطقة سواء كانت برية أو بحرية بكائناتها التي تجعل لها طابعًا خاصًا ومميزًا عن غيرها من باقي بقاع الأرض.

أبرز مناطق التنوع الحيوي والجغرافي حول العالم

من مميزات الطبيعة والمناطق الجغرافية على كوكبنا أن هناك مناطق عديدة حول العالم تتميز بشدة التنوع الحيوي والجغرافي بها، سواء كانت هذه المناطق على الأرض أو في البحر، لدرجة أن هناك بعض المناطق البرية تحتوي على قرابة نصف الأنواع الحيوية المعروفة لدى الإنسان؛ ومن المناطق البرية والبحرية التي تتمتع بدرجة كبيرة من التنوع الحيوي والجغرافي ما يلي:

الغابات الاستوائية

التنوع الحيوي والجغرافي في غابات المناطق الاستوائية؛ حيث تتميز هذه الغابات بشدة ” التنوع الحيوي والجغرافي ” لدرجة أنها تحتوي على مئات الأنواع من النباتات والأشجار والفقاريات البرية، وبالرغم من وقوع هذه الغابات على مساحة ليست بالكبيرة بالنسبة للمساحة الإجمالية لمساحة اليابسة على الكرة الأرضية إلا أن التنوع الحيوي والجغرافي في هذه الغابات كبير للغاية، حيث تحتوي على ما يزيد عن 50% من إجمالي الأنواع الحيوية على كوكب الأرض، وبالتالي فتعد هذه الغابات أحد أكبر المناطق من حيث التنوع الحيوي والجغرافي حول العالم.

السافانا

التنوع الحيوي والجغرافي في “السافانا” شمال وجنوب الغابات الاستوائية؛ ويطلق على هذه المناطق بأنها “حديقة حيوانات طبيعية” نظرًا لاحتوائها على أعلى نسبة من الحيوانات على مستوى العالم نتيجة وجود كميات كبيرة من الحشائش في هذه المناطق التي ترتفع بها درجات الحرارة وتقل نسبة سقوط الأمطار بها، وبالتالي تعد أحد أكبر مناطق العالم من حيث التنوع الحيوي والجغرافي ، وتقع العديد من الدول حول العالم في هذه المنطقة، حيث يوجد منها دول في قارة أفريقيا مثل “غينيا، النيجر، مالي، السودان، ومساحات من موريتانيا”، إلى جانب دول “الهند، واستراليا، وأمريكا الجنوبية”.

نهر الأمازون

التنوع الحيوي في نهر الأمازون؛ كما يطلق البعض على الغابات الاستوائية أنها أكبر الغابات في العالم من حيث تنوع الأشجار والنباتات؛ فإن البعض الآخر يطلق على نهر الأمازون أنه أكثر أنهار العالم من حيث التنوع الحيوي والسمكي، حيث يوجد بنهر الأمازون ما يزيد عن 3 آلاف نوع من الأسماك وبالتالي يعد واحدًا من أكثر مناطق التنوع الحيوي حول العالم، بجانب ذلك فيحتوي نهر الأمازون على كميات ضخمة من أسماك “البيرانا، والأيروانا، والأسماك آكلة اللحوم، والبوتو أو دولفين نهر الأمازون”، وبذلك يعد هذا النهر هو ملجأ لمختلف أنواع السمك التي هي في تزايد مستمر وبالتالي تستحق أن تكون من أكثر مناطق التنوع الحيوي في العالم.

التنوع الحيوي في جنوب المحيط الهادي

من خلال الفحص الدقيق للتنوع الحيوي في البحار والمحيطات والحياة البحرية خلال العقود الطويلة الماضية نجد أن الشعب المرجانية استطاعت أن تتمركز في إحدى مناطق جنوب المحيط الهادي لتشكل وتكون مركزًا ضخمًا للتنوع الحيوي في المحيط الهادي؛ يضاف إلى ما سبق فإن منطقة جنوب المحيط الهندي تحتوي على نحو ألفين نوعًا من الأسماك وأيضًا مئات الأنواع من المرجان والرخويات وغيرها من الكائنات البحرية التي تعيش في الشعب المرجانية والتي لم يتم تصنيفها، بجانب ذلك فتحتوي استراليا على ما يزيد عن 3 آلاف نوعًا من الكائنات الحية البحرية وبالتالي فهي أحد أبرز مناطق التنوع الحيوي حول العالم.

التنوع الحيوي والجغرافي وعلاقته بالتوازن البيئي

بمجرد الحديث عن التنوع الحيوي والجغرافي حول العالم، فلابد من التطرق إلى الحديث عن علاقة هذا التنوع بالتوازن البيئي على كوكبنا، فعلاقة كلا المحورين ببعضهما وثيقة للغاية لدرجة تصل إلى أن تعرض أي نوع من الحيوانات أو النباتات إلى الانقراض أو فقدانه لأي سبب كان فغالبًا ما يتبعه خللًا بالمنظومة البيئية بأكملها، نتيجة فقدان عنصرًا من نسيج المكون البيئي بالمجتمع، وربما كان للتغيرات المناخية التي وقعت على مدار العقود الماضية دورًا كبيرًا في إحداث بعض الخلل فيما يتعلق بـ ” التنوع الحيوي والجغرافي ” نتيجة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على حياة النباتات والحيوانات سواء في اليابسة أو البحار والمحيطات، لذلك فقد خرجت العديد من الجهات الدولية خلال الفترات الماضية للمناداة بضرورة توحد حكومات العالم للحفاظ على التوازن البيئي من خلال خلق بيئة مواتية لاستمرار حياة الحيوانات والنباتات وضمان تحقيق التوازن البيئي المطلوب.

حماية التنوع الحيوي والجغرافي حول العالم

بعد أن أيقن الجميع خلال العقود الماضية أهمية التنوع الحيوي والجغرافي ، فقد بدأ عدد كبير من خبراء البيئة وممثلي حكومات دول العالم في المطالبة بضرورة حماية هذا التنوع الحيوي خوفًا من التعرض لخطر انقراض عدد كبير من النباتات والحيوانات حول العالم، لذلك فقد بدأ التوجه إلى توقيع عدد من المعاهدات والاتفاقيات العالمية للحفاظ على التنوع الحيوي وحماية البيئة وأصبح حماية التنوع الحيوي هو الهم الشاغل لدول العالم خلال الفترة الماضية، ومع دخول عام 1992 فقد بدأ الاتجاه فعليًا نحو صياغة اتفاقية جديدة للحفاظ على التنوع الحيوي وتم صياغة “اتفاقية التنوع البيولوجي” بالفعل لتكون أولى خطوات تحقيق التوازن البيئي من خلال الحفاظ على التنوع الحيوي، وتم صياغة الاتفاقية بشكل نهائي في مايو من العام نفسه، وعلى الفور بدأت عمليات التوقيع على هذه الاتفاقية في منتصف عام 1992 عندما بدأت عمليات التوقيع خلال مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية، وقد مثلت هذه الاتفاقية أحد أهم الخطوات التي توحد حولها عدد كبير من دول العالم لحماية التنوع الحيوي والجغرافي حول العالم.

من اليقين أن التنوع الحيوي والجغرافي على كوكبنا غير متساوي في كافة المناطق البرية والبحرية، حيث تتواجد أعداد غفيرة ونادرة من النباتات والحيوانات في مناطق معدودة حول العالم لا تتعدى أصابع اليدين كما هو معلوم، وقد يرجع السبب في تمركز الكائنات الحية في تلك المناطق إلى الاستقرار البيئي بها، الأمر الذي يعطي هذه الكائنات قدر كبير من الخصوصية وبالتالي ندرة مسببات تعرض مختلف الكائنات للانقراض، ونتيجة لتزايد اهتمام دول العالم بـ ” التنوع الحيوي والجغرافي ” فقد بدأ السعي إلى حماية هذا التنوع يتنامى بشكل كبير وهذا ما ظهر من خلال بدء إنشاء عدد من المحميات الطبيعية في بعض الدول حول العالم للحفاظ على التنوع الحيوي والجغرافي ، وحماية الكائنات الحية من التعرض للانقراض، وفي ظل تزايد أسباب الانقراض ومنها الملوثات البيئية والخلل البيئي فقد أصبح تكاتف دول العالم مع خبراء البيئة حتمي لإيجاد مجموعة من الآليات التي تضمن زيادة التنوع الحيوي والجغرافي وتحقيق التوازن في البيئة خلال الفترة الحالية.

 

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

واحد + خمسة =