الاحتباس الحراري على رأس المشكلات التي يعاني منها كوكبنا. كوكبنا يعاني من كثير من الأزمات والمشاكل التي تسببنا بها نتيجة جهلنا أو استهتارنا و سوء استخدامنا للموارد الطبيعية التي منحنا الله إياها، و عدم اهتمامنا بتأثير أنشطتنا المختلفة على البيئة. يمر كوكب الأرض بكثير من التغيرات في الوقت الحالي، وهي ليست تغيرات طبيعية بفعل التطور أو بفعل العوامل المؤثرة من الفضاء الخارجي، وإنما هي تغيرات ناتجة من أفعال جنس البشر، وتأثيراتهم السلبية على الأرض التي يعيشون فيها والهواء الذي يتنفسونه والمياه التي يشربونها. من أحد أكبر المشاكل التي تسبب فيها الإنسان هي ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي يُقصد بها احتباس الموجات الحرارية بداخل طبقات الأرض، مما يؤدي إلى تغيرات جذرية في المناخ.
الاحتباس الحراري : مشكلة عالمية
ما هي مشكلة الاحتباس الحراري ؟
مشكلة الاحتباس الحراري ترجع في الأساس إلى الغازات الدفيئة، والتي سميت بهذا الاسم لأنها تحبس بداخلها أشعة الشمس، وأخطرها ثاني أكسيد الكربون، والذي ينتج بكميات هائلة من عوادم المركبات وبعض الأجهزة الكهربائية. الاحتباس الحراري له أضرار كارثية على المناخ وعلى التوزيع الجغرافي لكثير من الجزر والمدن، فهو بدأ بالفعل في التسبب في كثير من الجفاف في مناطق والفيضانات في مناطق أخرى.يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة درجات الحرارة بشكل ملحوظ، فنجد أنه كل عام تزيد درجات الحرارة عن العام السابق بمقدار 0.8 س.
دفئ الطقس
عندما يكون الطقس أكثر دفئًا –نتيجة الاحتباس الحراري- فإن معدل التبخر في المياه و اليابسة يزداد، وهذه قد تكون مشكلة كبيرة في بعض المناطق التي لا يعوض البخار المتصاعد منه بالأمطار، لكونها مناطق صحراوية أو قليلة الأمطار بالفعل، وبالتالي يكون زيادة البخار المتصاعد منها ليس في صالحها، لأنه يعرضها لمشاكل الجفاف ونقص رطوبة التربة بدرجة كبيرة مما سيؤدي إلى قحط شديد خاصة في الدول النامية مما يؤدي كثير من المشاكل في الزراعة والمحصول الغذائي، مما يزيد من المجاعات الموجودة أصلًا في تلك الدول.
ذوبان الجليد
نشاهد في كثير من الأفلام تخيل لليوم الذي تذوب فيه أجزاء من القطبين الشمالي أو الجنوبي، وما يحدث للبشر في مختلف المدن، في الواقع هذه التخيلات مهما كانت دقتها فهي لا تماثل ما سيحدث في الواقع إذا استمر معدل ذوبان جليد القطبين بالسرعة الحالية، لأن ذوبان الجليد سيسبب ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، وهذه الزيادة بالإضافة للزيادة الطبيعية نتيجة عملية التوسع الحراري للبحر، من حسن الحظ أن تلك الزيادة نتيجة التوسع الحراري تستغرق وقتًا طويلًا.
ما حدث بالفعل
بحسب الكثير من الدراسات فإن انهيار أجزاء من الجليد و زيادة منسوب مياه البحار و المحيطات سيؤدي إلى غرق كثير من الجزء المنخفضة والمدن الساحلية تدريجيًا. وقد حدث بالفعل أنه في جبال الهيمالايا، وجد حوالي 24 بحيرة جليدية في بوتان قد غمرت بالمياه الذائبة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما يهدد المزروعات والأراضي بالغرق.
إن الضرر الناتج من الاحتباس الحراري قد وقع بالفعل، وسيظهر أثره في السنوات القادمة، ربما بحلول عام 2050، ولا يمكن أن ننكر أننا من تسببنا فيما سيحدث لكثير من الأجيال القادمة من كوارث بيئية وتأثيرات سلبية على المناخ و بالتالي على كثير من جوانب الحياة بشكل عام، نتيجة استخدام غازات وأبخرة ضارة وعدم الاكتراث بتلك النتائج، ما بيدنا الآن هو أن نعي هذه المخاطر ونبدأ جميعًا حكومة وشعبًا في اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لحل مشكلة الاحتباس الحراري، بهدف تخفيف الضرر الواقع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإصلاح ما أفسدناه بأيدينا. ربما حينئذ، لن تتحقق تلك النبوءات التي تتوقع غرق أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري.
أضف تعليق