استنزاف المياه الجوفية مشكة يئن منها كوكبنا. فلو كان كوكب الأرض إنسانًا لاشتكي مما فعلناه به، فنحن لم نبقي على أي مورد من الموارد الطبيعية دون العبث فيا وإفساده واستنزافه واستغلاله أسوأ استغلال، فقد دمرنا الغابات والأنهار والبحار والمحيطات ولوثنا الهواء وتسببنا في ظهور كثير من المشاكل التي لن تضرنا نحن فقط وإنما تضر الأجيال القادمة أشد الضرر، وتضعهم أمام مشاكل لم يتسببوا فيها و معضلات يصعب حلها بعدما دمرت أساليب حلها.
استنزاف المياه الجوفية : المشكلة والحلول
مشكلة استنزاف المياه الجوفية
من أحد المشاكل التي تسببنا فيها نتيجة لاستهتارنا وإسرافنا هي مشكلة استنزاف مياه بكل أشكالها، إلا أن استنزاف المياه الجوفية يعتبر الأكثر خطورة، لأنه لا يعني استنزاف المياه الجوفية فقط وإنما يسبب ضررًا كبيرًا على التربة أيضًا. المياه الجوفية من الموارد الطبيعية النظيفة الغير متجددة في أغلب الحالات، والتي تكونت عبر العصور لكي نستفيد بها ونستثمرها جيدًا وقت الحاجة، وهناك أنواع من المياه الجوفية مثل المياه الجوفية العذبة والتي تصلح للشرب، والمياه الجوفية المالحة جدًا والتي لا تصلح للشرب وإنما تصلح لأغراض أخرى في الصناعة.
هناك نسبة ضئيلة جدًا هي المتجددة من نسبة المياه الجوفية حول العالم، وتتواجد تلك مياه المتجددة في المناطق المدارية والجبلية كما في إندونيسيا وحوض الأمارون والكونغو وسلاسل جبال الروك والإنديز الأمريكية.
تأثير استنزاف المياه الجوفية على البيئة
نتيجة لأزمة مياه التي يمر بها العالم، والتي تأثرت بها بعض الدول أكثر من غيرها نتيجة عدم توافر موارد مائية عذبة بها، فقد لجأ الكثيرون إلى حفر الآبار في مزارعهم وحقولهم، متجاهلين الآثار السلبية الناتجة من أفعالهم على التربة.
حيث أشارت إحدى الدراسات التي نشرت نتائجها الدورية العلمية “نيتشر جيوسينس” إلى أن معظم آبار مياه الموجودة في المناطق العربية خاصة، يتم استنزافها دون تجديد بشكل سيء للغاية، مثل اليمن والإمارات والكويت وعمان والسعودية والعراق وسوريا والأردن.
يؤدي استنزاف المياه الجوفية إلى انخفاض منسوب مياه العذبة في التربة، وهذا يسبب كثير من المشاكل للتربة والأراضي والنظام البيئي ككل مثل الهبوط المفاجئ للأراضي، والهزات الأرضية التي تنتج من الخلل الجيولوجي الناتج من سحب كمية كبيرة من المياه الجوفية في طبقات الأرض مما يتسبب في إحداث مساحات فارغة التي كانت تشغلها طبقات مياه.
حاجة الأجيال القادمة للمياه
بالإضافة إلى أن استنزاف المياه الجوفية بهذا المعدل وبدون حساب حاجة الأجيال القادمة، يعد تدمير للمخزون الإستراتيجي للمياه العذبة.
تقام كثير من الندوات ويتحدث الكثير من الوزراء والمسئولون، وتعقد كثير من الاجتماعات، بهدف مناقشة مشكلة استنزاف المياه الجوفية وتأثيرها على الدول والأفراد، وتؤخذ كثير من القرارات وتصدر كثير من التصريحات حول أهمية المياه الجوفية وضرورة الحفاظ عليها والتأثيرات السلبية الناتجة من استهلاك الأفراد الجشع، لكننا يمكن أن نلخص حل مشكلة استنزاف المياه الجوفية في نقطتين فقط إذا ركزنا عليهم جميعًا دولًا وأفرادًا وإذا التزمنا بهما أيضا. الأولى تكمن أولاً في زيادة الوعي البيئي للأفراد عن ما قد يحدث إذا قمنا باستنزاف كل موارد المياه الجوفية واستخدمناها بشكل سيء خاصة تلك الغير متجددة وإدراك الآثار السلبية لاستنزاف المياه الجوفية بشكل عام، والثانية في ضرورة اتخاذ الإجراءات الحاسمة والفورية، حيث يلاحظ أن هناك غياب للتشريعات والقوانين اللازمة لتنظيم استهلاك المياه الجوفية من ناحية الكميات وكيفية تقسيمها بين الأفراد المستفيدين منها، وكذلك وضع حدود للشركات التي تستغل وجودها إلى جوار آبار المياه الجوفية وتعتبر أنها قد امتلكت هذه الآبار ويحق لها أن تفعل بها ما تشاء متناسية أنها تؤثر على العامة بقراراتها وأفعالها.
أضف تعليق