كارثة تشيرنوبل من أشهر الكوارث العالمية التي خلّفت الكثير من المشاكل التي مازالت أوكرانيا تعاني منها إلى الآن، ولقد كانت هذه الكارثة في عام 1991، ولقد كانت هذه الكارثة ناتجة عن انفجار أحد المفاعلات النووية التي كانت تقع على منطقة الحدود التي تقع بين أوكرانيا والاتحاد السوفييتي.
كارثة تشيرنوبل : تعرف عليها
تفاصيل كارثة تشيرنوبل
لقد قام الاتحاد السوفيتي بإخفاء الآثار التي نتجت عن الكارثة المذكورة للكثير من السنوات، ولكن نظراً لعظم أثرها قد تمّ الكشف عن المخاطر التي نتجت عن هذه الكارثة والتي ما يزالون يعانون منها إلى الآن، حيث أنّ هناك نسبة كبيرة من الإشعاعات النووية قد انتشرت في البلاد، وفي بداية الأمر أجهزة المراقبة في السويد قد وجدت نسبة من الإشعاعات في مدينة تسمى فورس مارك، وبعد هذا بيومين زادت كمية الإشعاعات وعندما قام فريق العمل بالبحث والتقصي اكتشفوا أنّ هذه الإشعاعات تأتي من الناحية الجنوبية الشرقية حيث توجد أوكرانيا، ولقد تمّ تقديم طلب رسمي من قبل الحكومة السويدية للاتصال بالسلطات السوفيتية من أجل التعرّف على مصدر الإشعاع .
في بداية الأمر بعد كارثة تشيرنوبل
تمّ عمل عدة اتصالات قبل الاستجابة للنداء، ولقد تم نشر الخبر في الأخبار حيث أنّ كميّة الإشعاعات قد زادت إلى حدّ كبير، ولقد كانت هذه الكارثة قد دخلت في إطار عدد كبير من القضايا الاجتماعية والأخلاقية.
تفاصيل دقيقة عن كارثة تشيرنوبل
لقد كانت هذه الحادثة في الساعات الأولى في الصباح من يوم السبت الموافق السادس والعشرون من عام 1986، ولقد كان هناك 200 موظف يعملون في هذه المحطة، وفي هذه الفترة كانوا يعملون على بناء وحدتين إضافيتين للمفاعل النووي، كما أنّهم كانوا يقومون بإجراء التجربة على الوحدة الرابعة في المحطة وفي أثناء التجربة قد حدث الانفجار الذي أدى إلى أشهر كوارث الطبيعية، حيث أنّ الانفجار تسبب في حدوث انفجارات متتالية أسفرت عن تهدم السقف وبالطبع قد تسبب هذا طبعاً انصهار قلب المفاعل النووي، وأدت الانفجارات إلى انتشار الإشعاعات النووية على محيط واسع، كما أنّ هناك دخان مرتفع إلى أكثر من كيلو متر بسبب الحرارة العالية، والدخان قد انتقل إلى دول أوروبا بسبب الرياح حتى أنّها قد وصلت إلى فرنسا وألمانيا وهذا هو السبب وراء الكشف في الأخبار عن كارثة تشيرنوبل.
كيفية مواجهة كارثة تشيرنوبل
لقد قامت السلطات على الفور بالإعلان عن حظر التجوّل في الشوارع وتوعية الأفراد بضرورة المكوث في المنازل مع بث قوافل طبيّة للأطفال باليود من أجل الأطفال لحمايتهم من سرطان الغدة الدرقية. أمّا عن السكان الذين كانوا يعيشون بالقرب من المنطقة المحيطة بالمفاعل فلقد تمّ إجلائهم عن المنطقة تماماً وخصوصاً أولئك الذين كانوا يقيمون في مدينة بربيبات، ولقد تمكنت السلطات من نقل ما يقرب من 135 ألف نسمة ما يقرب من 30 كيلو متراً. لقد تدخل رجال الجيش والقوات الإسعافية وبالرغم من هذا فإنّ الإشعاعات الضارة قد استمرت في الانتشار ما يقرب من 11 يوماً، ولكن القوات قد اضطرت إلى استخدام الهيليكوبتر لرمي ما يقرب من 5000 طن من الأسمنت فوق مكان المفاعل النووي، من أجل إخماد الإشعاعات حيث أنّ المياه كانت تتبخر نظراً للحرارة العالية ولم يكن منها فائدة.
الأضرار الناتجة عن كارثة تشيرنوبل
لقد كانت هذه الكارثة من أخطر الكوارث على الإطلاق ، ولقد عجزت أجهزة قياس الإشعاعات من معرفة المدى التي وصلت إليه الإشعاعات الناتجة عن هذا المفاعل النووي، ولقد أدت إلى القضاء على الثروة البشرية في الكثير من البلدان نظراً للوفيّات، وعلى ما يعتقد الخبراء فإنّ سكان المنطقة سوف يعانون لسنوات طويلة من أثر الإشعاعات الضارة الناتجة عن هذه الكارثة.
كارثة تشيرنوبل : تأثيراتها البيئية الخطيرة
كارثة تشيرنوبل إحدى الكوارث التي حلت على الطبيعة والتي أثرت على الحالة العامة للطبيعة، وقد هاجمتها الكثير من المشاكل وترتبت عليها التأثيرات السلبية، ففي يونيو عام 1991، نشر خطاب رسميا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، كان هذا الخاطب موجه إلى شعوب العالم بأكمله، حيث كشف عن تعرض التاريخ البشري إلى كارثة بيئية قد أثرت على الطبيعة بشكل عام، وهو أنه تم حدوث انفجار لمفاعل نووي موجود لتوليد الطاقة الكهربائية للاتحاد السوفيتي، وقد وقع هذا الانفجار في قرية تشيرنوبل والتي توجد على بعد 130 كيلوا متر في شمال أكبر مدن الاتحاد السوفيتي، وقد شمل بعض التأثيرات البيئية على مدينة كييف في أوكرانيا.
كارثة تشيرنوبل
فقد صرح قادة الاتحاد السوفيتي بأنهم لم يقدروا على السيطرة على الانفجار الذي حدث في عام 1991، وقد حاول المسئولون إقناع الدول بأن هذا الانفجار شيء بسيط، وقاموا بإقناعهم أكثر من خمس سنوات، وقد قالوا أن هذا الانفجار لا يشكل أي خطر أو قلق على السكان حول العالم، وقد حاولوا جاهدين أن يقللوا من خطورة هذا الانفجار، وقد اعتبروا هذا الحادث من الحوادث المحلية والتي تكون محدودة الأبعاد، وظلت تلزم الصمت لفترات طويلة، وقد قامت بإخفاء الحقائق التي تتعلق بالحادث على باقي الدول والمجتمع الدولي، ولكن الحقيقة قد أخفيت حول هذا الحادث عن طريق الأجهزة الخاصة بالمراقبة للإشعاع الآلي والتابعة لدولة السويد، حيث وجدت الكثير من الإشعاعات المرتفعة في مدينة فورس مارك، وقد اكتشفت التأثيرات السلبية الخاصة بهذا الخطر.
كارثة تشيرنوبل من أخطر الكوارث التي أثرت في البيئة، فتقع محطة تشيرنوبل في مدينة كييف التابعة لدولة أوكرانيا وتعد عاصمتها، وقد تم التخطيط إلى هذا المفاعل النووي الخاص بتوليد الكهرباء، وقدر كلا منهم 1000 ميجاوات فتم تشغيل المفاعل النووي عام 1977، وقد تم وضع المفاعل النووي الرابع والخامس تحت قيد الإنشاء، وقعت الحادثة الخاصة بالمفاعل تشيرنوبل في عام 1986، يوم السبت من شهر أبريل في هذا العام، حيث حدث هذا الحادث في الساعات الأولى من صباح هذا السبت، وحيث كان بعض الموظفون في المفاعل تشيرنوبل يعملون بشكل طبيعي.
كانوا يقوموا بعمل بعض الاختبارات على الوحدات المفاعلية، وقد قام أحد الموظفين بعمل تجربة في الوحدة الرابعة من المفاعل النووي، والتي قد نتج عنها أبشع الانفجارات والكوارث على مر التاريخ البشري، فقد كان أكثر من 300 موظف يعملون في الوردية الليلية لبناء الوحدات الإضافية من المفاعل، فحدث عطل في الدائرة الخاصة بالتبريد أثناء تجربة الوحدة الرابعة من المفاعل النووي، ومما نتج عنه ارتفاع درجة حرارة الغرفة الرابعة في المفاعل النووي، مما أدى إلى انصهار قلب المفاعل النووي، وقد تسبب هذا في انفجار المفاعل النووي بأكمله، وقد نتج عن هذا التفجير سقوط المباني الأسمنتية الخاصة بالمفاعل، وطارت الكثير من قطع الجرانيت في الهواء، وانتشرت النيران في قلب المفاعل النووي، وتصاعد الدخان والنيران، وقد تسبب الانفجار في خلق ثقب موجود في قلب المفاعل النووي، فقام الهواء بنقل السحابة المشعة إلى دول أوروبا المختلفة، وقد وصل إلى السويد وفنلندا وقد وصلت إلى ألمانيا وفرنسا ووسط أوروبا وشمال إيطاليا وتركيا، وانتقل البنتونيوم إلى السويد وكل الأماكن الموجودة فيها.
وقد قامت الحكومات المسئولة عن الحادث قد قامت بتنبيه السكان للمناطق التي تعرضت إلى التلوث الناتج عن انفجار المفاعل النووي، وقد وجهت لهم بعض التحذيرات بعدم الخروج من المنزل، وإغلاق الأبواب بشكل محكم والنوافذ، والعمل على اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تساعدهم على حمايتهم أنفسهم من الملوثات وتنفس مادة اليود والتي تكون سبب في خطر الإصابة بالعديد من الأمراض وخاصة الأطفال، فقد يكونوا عرضة إلى خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وأصبحت هذه المنطقة منطقة محذورة، بسبب ارتفاع نسبة الإشعاع النووي بها، وقد وصلت إلى درجة كبيرة، وفي غضون 6 أيام من الانفجار قامت الدول المسئولة عن الحادث بعمل الاحتياطات التي تلزم لتأمين السكان من استنشاق المواد السامة، وبدأ إخلاء المواطنين من هذه الأماكن، وقد استمر هذا الانفجار وإطلاق المواد السامة المشعة من المفاعل 11 يوما متواصلين، بالرغم من التدخلات التي طرأت من الجيش والقوات المسلحة لإيقاف هذا الانفجار والسيطرة عليه، وقاموا باستخدام النار في إخماد الحريق الناشب من الانفجار إلا أن الماء كان يتبخر نتيجة إلى درجة الحرارة المرتفعة.
فالماء لا يكون له أهمية في مثل هذه الحالات، فقد أصبح الماء يتحلل ويخرج منه الهيدروجين الذي يلزم إلى زيادة الانفجار، فقد لجأت القوات المسلحة إلى إخماد الحريق عن طريق وضع المواد الأسمنتية والرصاص والدولومايت التي تساعد في القضاء على الغازات التي تتطاير، وقد تم وضع مثل هذه المواد الثقيلة عن طريق استخدام الطائرات الهيليكوبتر والتي تساعد في منع انتشار المواد السامة التي تخرج من المفاعل، والعمل على تثبيت الخرسانة على عمق 40 متر حتى تتمكن من منع الإشعاعات من التسرب إلى الماء والأتربة، وقد تم دفن المفاعل النووي بالخرسانة بشكل كامل في عام 1986.
قد نتج عن هذا الانفجار للمفاعل النووي بعض الملوثات التي ضرت بالطبيعة وبصحة الإنسان، فالآن نتعرف عليها
قد نتج عن الانفجار موت الكثير من الأشخاص، حيث قتل أكثر من 33 شخص، وقد أصيب 300 شخص إلى المشفى، وقد توفي العديد من الآلاف بعد الإشعاع النووي بسنوات، فقد توفي أكثر من 10000 شخص، وقد هجرت العديد من الأسر المنازل الخاصة بها، والعمل على إخلاء أكثر من 85 قرية في جمهورية بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا، وقد تعرض المصابين إلى خطر الإصابة بالسرطان في الغدة الدرقية، وقد أصابوا ببعض من التسلخات الجلدية والتساقط في الشعر، وقد تعرض البعض إلى مشاكل زرع النخاع، والعديد من الإصابات في الغدد الجنسية والضعف الجنسي نتيجة إلى التسرب الإشعاعي، والخلل العام في الجينات الوراثية للإنسان، وقد تعرض الإنسان إلى الخلل في القدرات العقلية والكبد والجهاز التناسلي والضعف العام في جهاز المناعة، ووقد تعرض الكثير منهم إلى خطر الإصابة بسرطان الفم، وبعض التأثيرات النفسية والعصبية للإنسان، والتي نتجت عن التعرض للتسربات الإشعاعية.
التلوثات التي تعرضت لها المياه نتيجة للانفجار النووي
قد حدثت الكثير من التأثيرات السلبية على المياه، بسبب التعرض إلى الإشعاعات النووية التي خرجت من المفاعل النووي، فقد تأثرت المياه بشكل كبير، حيث أن المياه قد تتأثر بالعناصر المشعة التي تخرج من المفاعل النووي، فقد تلوث نهر الراين 80 ضعفاً من المواد المشعة، وقد تلوثت مياه المطر في إنجلترا حيث تحتوي على 3000 لتر من اليود، وقد بلغت حجم التأثيرات السلبية في ألمانيا من تلوث المياه نحو عشرة آلاف، وفقد زادت كمية الأمطار بصورة غزيرة وتحمل الكثير من المواد السامة، لذا فقد قررت الحكومة التابعة لها هذه المنطقة بعدم خروج الأطفال من المنازل في هذه الفترة العصيبة، كما أنها نبهت على عدم الاستحمام بالماء التي تسقط من المطار، والعمل على غسل الخضار والفواكه جيدا قبل تناولهم، وقد امتد خوفهم على الحيوانات أيضا، فقد أمروا بحبس الماشية والحيوانات في الإسطبلات الخاصة بها، حتى تحميها من خطر التلوث الإشعاعي، وتحمي مواطنيها من التعرض لمياه الأمطار.
التلوث للتربة والنباتات
قد يلحق التلوث الإشعاعي بعض من الملوثات على التربة وعلى النباتات، فقد تأثرت التربة بهذه الملوثات بشكل كبير جدا، مما أثر على الإنتاج، وعلى الأراضي الزراعية الموجودة حول المفاعل النووي، في دولة أوكرانيا وفي دولة بيلاروسيا التي تلوثت بالكامل بالإشعاعات التي تسقط مع الأمطار، وقد قامت الدولة بحرق الكثير من الأشجار والغابات خوفا من وصول الأمطار التي تحمل الإشعاعات إليها، وقامت الدول التي وصل إليها إشعاعات المفاعل النووي بالتحذير من تناول الخضروات التي تحمل الإشعاعات الملوثة، وقد عملوا على تجريف الطبقة الأولى من التربة حتى يتخلصون من الطبقة التي تحمل الملوثات، حتى لا تنبت النباتات التي تحتوي على الإشعاعات الملوثة، وقد تسببت هذه السحابات التي تحمل المواد الملوثة إلى تلوث بعض من المزارع والمحاصيل التي توجد في الأرض الزراعية، وحذروا الناس من تناول الفواكه والخضروات والتي تحمل المواد الملوثة والمسببة للأمراض الخطيرة لجسم الإنسان.
كما أن الإشعاعات النووية التي خرجت من الانفجار الخاص بالمفاعل النووي، قد تم التأثير على الحيوانات بشكل سلبي، فقد تتعرض الحيوانات والنباتات والمياه إلى التلوث، مما جعل المواد المضرة تنتشر في الجسم وفي الطبيعة بشكل عام، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، فقد ولدت بعض من سلالات البقر والخنازير في عام 1987، مشوهة، فقد ولدت أكثر من 64 بقرة بدون رأس، وبدون أعين وقد أصيبوا بالكثير من التشوهات، نتيجة إلى وجود اليود التي نتج عنها الكثير من المخاطر المشعة على الحيوانات، وقد أكددت بعض الدراسات أنه من المؤكد أن لحومهم هي الأخرى ملوثة بشكل كبير، والألبان الخاصة بها أيضا، حيث أن نسبة الإشعاع قد تسربت إلى الكثير من الحيوانات بكميات كبيرة، وقد وضعت الدول بعض التنبيهات حول عدم جعل الحيوانات يتناولون الأعشاب، حتى لا ينتقل لهم المواد الملوثة التي تؤثر على صحتهم بشكل كبير، وقد تجعلهم عرضة إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة، والاقتصار فقط على تناول الأعلاف التي تختزن، لما تحتوي عليه النباتات من ملوثات ضارة بالجسم.
الآثار الاقتصادية التي تنتج عن الإشعاعات النووية التي صدرت عن المفاعل النووي تشيرنوبل هي
قد وصلت تكلفة العمليات التي أجريت من أجل الحفاظ على صحة المواطنين، والبحث على أماكن أخرى ليسكنوها بدلا من الأماكن التي توجد فيها الملوثات، فقد تعرضت الدولة إلى دفع الكثير من الأموال والتعويضات التي بلغت قيمتها أكثر من 260 مليون مارك ألماني، للمزارعين التي تلفت المحاصيل الخاصة بهم، و132 للأشخاص اللاتي تعرض مواطنيهم إلى خلل في الألبان ووجود الملوثات في حليبهم، وقد تم دفع الكثير من الأموال من أجل تغطية المفاعل النووي ودفن المفاعل من أجل حصر الغازات التي تخرج من المفاعل النووي.
تعرفنا في هذا الموضوع عن المفاعل النووي الأشهر في العالم “تشيرنوبل”، والذي تم انفجاره في عام 1986، وقد نتج عنه بعض الآثار السلبية التي تسببت في ضرر في صحة الإنسان وفي الحيوانات وفي النباتات، وقد تعرضت الدولة إلى خسارة المبالغ الكثيرة في التصدي إلى هذه الخسائر، ولم تجد حلولا جذرية في السيطرة على الانفجار، فلجأت إلى بعض من الحلول التي تناسب أمن المواطنين وحمايتهم من الإشعاعات النووية.
وحتى الآن لم تقابلنا كارثة في مثل قوة وشدة هذه كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل فنسأل الله السلامة.
أضف تعليق