تسعة بيئة
عيش الغراب او الفطر المشروم من بدائل اللحوم الحيوانية
بيئة » الزراعة والغذاء » عيش الغراب او الفطر المشروم من بدائل اللحوم الحيوانية

عيش الغراب او الفطر المشروم من بدائل اللحوم الحيوانية

ما هي مزايا زراعة الفطر المشروم او عيش الغراب ؟، وما هي العقبات التي تقف في طريق انتشار زراعة المشروم في الوطن العربي ؟، وما هي أصناف المشروم الزراعية ؟

عيش الغراب او الفطر المشروم هو نوع من أنواع الفطر غير السام وهو غني بالبروتينات والفيتامينات, وتعتبر المناطق الرطبة في ظلال أشجار الغابات او في ظل الصخور المناطق المناسبة لنمو الفطر وتكاثره , ونظرا للقيمة الغذائية له فإنه يتم زراعته في كثير من دول العالم , ويمكن للبروتين المنتج من عيش الغراب ان يكون بديلا جيدا للحوم الحيوانية, ولذا يسمى عيش الغراب او المشروم في بعض الثقافات  لحم الفقراء  .

ما هي مزايا المشروم وعيوبه وما هي اهم انواعه الزراعية

ينتمي عيش الغراب الى عائلة الفطريات وهي عائلة كبيرة تضم مئات الاف الاصناف منها ما يعيش متطفلا على الكائنات الحية الاخرى مسببا لها الاذى ومنها ما يعيش متعايشا مع النباتات فيؤمن لها الغذاء او الحماية مقابل الغذاء , ومنها ما يعيش مترمما على مخلفات النباتات والحيوانات, وهذا النوع الأخير هو الذي ينتمي اليه عيش الغراب بأنواعه المختلفة, اذ يتغذى على بقايا النباتات ومخلفات الحيوانات الغنية بالسليلوز والمواد العضوية منتجا أنواع مميزة من البروتين , ويتكون الفطر المشروم من جزئين هما الجسم والقلنسوة التي تعلوه وتحتوي الابواغ التي تستعمل في التكاثر , وتعتبر القلنسوة او القبعة هي ثمرة المشروم , حيث يتم قطافها عند النضج .

 يبلغ عدد أصناف الفطر المشروم او عيش الغراب المعروفة في الطبيعة اكثر من خمسة الاف صنف فإنه لا يتم استعمال الا عشرة  أصناف او احدى عشرة صنفا لأغراض الزراعة التجارية وذلك كون غالبية أصناف المشروم اما سامة او غير مربحة اقتصاديا, وينتج العالم سنويا حوالي 7مليون طن من المشروم تتوزع على اكثر من 120 دولة وقد تضاعفت زراعة الفطر المشروم في العالم خلال السنوات العشرين الماضية عدة مرات وذلك للمزايا التي يتمتع بها واهمها  :

مزايا زراعة الفطر المشروم

  1. حجم الاستثمار اللازم لإنشاء مزرعة لإنتاج المشروع قليل نسبيا اذا ما تمت مقارنته بالاستثمارات الضخمة اللازمة في المزراع العادية وهذا
  2. تمتاز كل أنواع المشروم الزراعية بقصر دورة الحياة حيث يحتاج الى ثلاثة اشهر فقط من لحظة الزراعة حتى النضوج وهذا يمكن المزارع من تكرار الزراعة ثلاث او اربع مرات سنويا , وهذا مناسب لأصحاب الاستثمارات الصغيرة غير القادرين على ضخ الأموال لعدة سنوات قبل الحصول على مردود من المشروع .
  3. لا يحتاج المشروم الى أراض زراعية شاسعة بل يمكن ان يزرع في أي غرفة من المنزل او المرآب وهذا يجعله مناسبا للزراعة في أي مكان سواء في القرية او المدينة .
  4. معظم أنواع المشروم اتو عيش الغراب تعتمد على القش الناتج من القمح او الشعير او الأرز وهذه مواد غير مكلفة .
  5. يحتوي المشروم على اكثر نسبة عالية من البروتينات التي تصل الى 50% من كتلته الجافة مما يجعله بديلا مناسبا للحوم الحيوانية , وهذا يشكل حلا لمرضى القلب والسكري وغيرهم ممن لا يستطيعون تناول اللحوم الحيوانية لوجود الدهون فيها .
  6. يحتوي المشروم على فيتامينات ومواد مغذية قيمة للجسم واهمها فيتامين C وD والسيلينيوم كما ينشط عمل جهاز المناعة من خلال تحفيز انتاج البروتينات المضادة للفيروسات .
  7. يمكن استخدام المخلفات الناتجة عن مزارع عيش الغراب كعلف للحيوانات بعد معالجتها او استعمالها كسماد عضوي لبعض أنواع المزروعات .

العقبات التي تقف في طريق انتشار زراعة المشروم في الوطن العربي

برغم كل  المزايا الا ان زراعة الفطر  او عيش الغراب لم تلق الرواج المتوقع في كثير من البلدان العربية وذلك لعدة أسباب أهمها :

  1. عدم انتشار ثقافة استهلاك المشروم كبديل مناسب للحوم , حيث ان كثير من الشعوب العربية لم تتقبل استبدال قوائم طعامها التقليدية لصالح المشروم , او إدخاله في وجبات أسبوعية او حتى شهرية , بل ان بعض العائلات ترفض تناوله أصلا وكل ذلك مرده الى غياب الوعي بمدى قيمة هذا المنتج والفوائد الصحية التي يقدمها .
  2. تحتوي غالبية أنواع المشروم على نسبة عالية من المياه تصل من 85-90% وهذا يجعل عمليات خزينه في المتاجر العادية او الشعبية امرا مستحيلا لأنه سيخسر نسبة عالية من وزنه يوميا وهذا يشكل خسارة كبيرة للتاجر مما يضيف سببا اخر للمتاجر لعدم التعامل مع هذا المنتج بكثرة , كما ان المشروم سريع التلف حتى عند وضعه في الثلاجة ففترة صلاحيته داخل الثلاجة لا تتجاوز الخمسة أيام وهي اقل من يوم واحد اذا ترك خارج الثلاجة خاصة في فصل الصيف .
  3. ضعف الاستثمارات التي يتم ضخها في مجال زراعة الفطر فمعظم المزارع يقوم عليها صغار المستثمرين , وغالبا ما تكون عبارة عن مشاريع مدعومة لأصحاب الدخل المحدود او للشباب مما يجعل فرص تطوير هذه المزارع محدودة.
  4. غياب مصانع التعليب في غالبية الدول العربية كذلك عدم وجود تجارب حقيقية لتصدير الإنتاج الى الخارج وذلك لصعوبة ذلك فينيا والحاجة الى تخطي معايير صارمة تزيد من كلفة الإنتاج بشكل كبير.

ومن اهم العقبات التي تواجه المزارعين الجدد هو عدم المامهم بكافة التحديات التي تواجههم في زراعة المشروم وتسويقه, وكذلك تجنب التسمم بغبار الابواغ عندما تنضج ,  وهو ما يجعلهم يفشلون بسرعة وغالبا ما يتركون زراعة المشروم سريعا.

أصناف المشروم الزراعية

يوجد في العالم اليوم عشرة أصناف من المشروم الزراعي الذي يمكن انتاجه في المزارع واهم هذه الأنواع

  • البوتون او الشامبيون الأبيض وهو اكثر أنواع المشروم جاذبية من حيث الشكل ويحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث الإنتاج بأكثر من 35% من كميات المشروم المنتج عالميا , ولكن انتاجه يحتاج الى مزارع متخصصة يتم التحكم فيها بالحرارة والرطوبة بشكل دقيق وكذلك يحتاج الى مواد مغذية إضافية ترفع من كلفة انتاجه .
  • المحاري وسمي بذلك كونه شبيه بالمحار , وهذا الصنف هو اكثر الأصناف ملائمة للاستثمارات الصغيرة فهو لا يحتاج الى تجهيزات خاصة ويمكن زراعته في بيئات مختلفة ولا يحتاج الا الى القش كبيئة حاضنة كما انه يمكن انتاج التقاوي في نفس المزرعة, ولذا تتركز كثير من الجهود في زيادة انتشار هذا النوع من عيش الغراب في كثير من الدول النامية لتوفير جزء مهم من البروتين بتكاليف بسيطة .
  • فطر الشيتاكي وهو من الأصناف المنتشرة بكثرة في العالم وخاصة في جنوب شرق اسيا وقد اخذ تسميته من اللغة اليابانية , ويأتي في المرتبة الثانية او الثالثة متنافسا مع الفطر المحاري من حيث كميات الإنتاج العالمية منه
  • الفطر الصيني وهو شبيه بفطر الشامبيون تقريبا وهو من الأصناف المنتشرة في جنوب شرق اسيا.
  • فطر العسل وسمي بذلك للونه القريب من لون العسل وهذا النوع له رائحة زكية وطعم لذيد يؤهله للاستخدام في الوجبات الخفيفة طازجا .

وبالإضافة الى الأصناف الشائعة السابقة هناك أصناف تستخدم في بعض الدول او تزرع في بعض المختبرات لإجراء بحوث في علاج بعض الامراض مثل السرطان ومن هذه الأصناف فطر الاويستر والنفاث والماتسوتساكي وفطر كالجان وفطر اللحية البيضاء وغيرها , ويمكن ان يتحول أي صنف من الأصناف السابقة لإنشاء مزارع تجارية لإنتاج أنواع تصلح للأكل او لاستعمالها في انتاج الادوية المقاومة للأمراض .

في ظل الارتفاعات الجنونية في أسعار اللحوم في كل العالم وهو ما اثر  سلبا على الفئات الفقيرة في الدول النامية , قامت العديد من الجمعيات بتبني فكرة نشر ثقافة زراعة المشروم واستهلاكه في الاحياء الفقيرة ليكون بديلا جزئيا عن غياب البروتين الحيوانية , لكن تعرضت معظم الجهود لنكسات كبيرة وذلك اما لعدم تجاوب السكان المحليين مع الكميات المنتجة واضطرار المنتجين الصغار الى إيقاف انتاجهم بسبب عدم الجدوى واما لعدم وجود قابلية لدى كثير من المنتجين للتعامل مع بعض المتطلبات الفنية اللازمة لا نشاء مزارع المشروم  وهو ما جعل نسبة مساهمة الدول.

بلال الشايب

- مرحبا ، انا بلال الشايب ، بكالوريوس هندسة كيميائية وباحث بيئي من فلسطين
اعمل في مجال الطاقة المتجددة والمياه وعضو في جمعية مركز الاعلام البيئي.
ناشط متطوع في عدة جمعيات منها جمعية الحياة البرية وجمعية اصدقاء البيئة العرب اساعد في تحريرالمقالات العلمية التي تنشر في الصحف المحلية ومواقع الاخبار وتتحدث عن الواقع البيئي المحلي

أضف تعليق

16 − عشرة =