تمثل الغابات رئة العالم الحقيقية فهي التي تزود الكرة الأرض بالكمية الأكبر من الاوكسجين بينما تخلصه من كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر المسؤول المباشر عن تفاقم الاحتباس الحراري , لكن بكل اسف تعاني معظم دول العالم من حرائق الغابات الهائلة التي تأكل الاف الهكتارات من الغابات التي يزيد عمرها على مئات السنين , ويمكن لحرائق الغابات ان تنتج بسبب تصرفات بشرية غير منضبطة او بفعل كوارث طبيعية مثل البراكين , لكن الثابت ان حرائق الغابات تسبب دمارا شاملا للنظام البيئي داخل الغابة وحولها وقد تسبب في مقتل مئات الأشخاص بالإضافة اغلى افناء اعداد هائلة من الكائنات الحية التي تعيش في تلك الغابة .
حرائق الغابات الأسباب والنتائج ووسائل المكافحة والوقاية منها
هناك في التاريخ القريب والبعيد مئات حرائق الغابات التي أتت على مساحات شاسعة من الغابات وادت الى خسائر مادية وبشرية فادحة ويحفظ التاريخ البشري بعض الحرائق التي استمرت عدة سنوات, وبحسب التحقيقات التي تقوم بها الهيئات المختصة لدراسة حرائق الغابات فإن أسباب نشوب الحرائق مختلفة ومتنوعة واهم هذه الأسباب :
اهم أسباب حرائق الغابات والطرق المتبعة للوقاية منها ومكافحتها
تؤكد معظم الهيئات الدولية ان 95% من حرائق الغابات تنتج عن نشاطات إنسانية خاطئة سواء كانت بدون قصد او بهدف اجرامي اما الباقي فيحدث نتيجة بعض الظواهر الطبيعية واهم الظاهر الطبيعية التي تسبب حرائق الغابات او تساعد على انتشارها هي الصواعق او الانفجارات البركانية ودرجات الحرارة العالية في مواسم الجفاف ومما يزيد من تأثيرها هو ارتباطها بهبوب عواصف قوية تعمل على انتشار النار بسرعة اكبر , اما الأخطاء البشرية فمتعددة متنوعة منها ما ينتج عن ترك المتنزهين الذين يقصدون الغابات للاستجمام لمواقد النار خلفهم دون اطفائها ومنها ما يقوم به بعض المزارعين من التخلص من مخلفات مزارعهم عن طريق الحرق, كذلك يلجأ بعض لصوص الاخشاب الى اشعال النيران في الغابات بهدف الحصول على كميات من الاخشاب التي تبقى بعد اخماد الحريق بينما يلجأ بعض المزارعين الى حرق مساحات من الغابات بهدف توفير مساحات زراعية إضافية , كما تشكل الحوادث المرورية التي تقع على الشوارع التي تمر عبر الغابات وكذلك رمي بعض السائقين لأعقاب السجائر او لأي اجسام مشتعلة أخرى على جنبات الطريق دون اكتراث أسباب أخرى مهمة لاشتعال حرائق الغابات .
تسعى كثير من الدول وبالتعاون مع الأمم المتحدة والهيئات الدولية الى محاربة التعدي المنظم على الغابات بهدف تحويلها الى أراضي زراعية كما يتم في بعض المناطق الاسيوية اذ تحرق الغابات ويتم ازالتها لا فساح المجال لزراعة المحاصيل الزراعية , فيما يتم مساعدة الدول النامية والفقيرة في توفير المعدات المناسبة للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها والحد من انتشارها سريعا في حال نشوبها كما يوجد في غالبية الدول المتقدمة وحدات للتدخل السريع حول العالم لمساعدة الدول غير القادرة على مواجهة حرائق الغابات .
تعتمد كل دول العالم على فرق إطفاء متخصصة عالية التدريب ومجهزة بأفضل الوسائل التي تمكنها من مواجهة الحرائق الضخمة دون التعرض للأذى ومن اهم أدوات هذه الفرق هي الطائرات المجهزة بمواد إطفاء للحريق وسيارات الاطفاء ومعدات الحفر وإزالة أجزاء من الغابة لضمان عدم انتشار الحرائق اليها , ويمكن لفرق الإطفاء ان تستعمل المياه ومواد مكافحة النيران والتي تتكون من املاح غير سامة تعمل على إيقاف تفاعل النيران مع الخشب والحشائش في الغابات وكذلك تقوم بعض الفرق بإشعال حرائق صغيرة في طريق الحريق والتي تساعد في إيقاف زحف الحريق نحو مناطق جديدة .
اضرار حرائق الغابات
تؤدي حرائق الغابات الى تدمير النظام البيئي في تلك الغابات وغالبا ما تقضي على كافة أنواع الحياة فيها اما بموت الكائنات الحية اثناء الحريق او هجرتها للغابة التي لا يتبقى منها سوى الرماد وبعض الأشجار المتفحمة وهو ما يجعلها غير مناسبة لعيش كثير من أنواع الكائنات الحية ويمكن تلخيص اضرار حرائق الغابات بما يلي :
- تدمير كميات هائلة من الاخشاب الثقيلة ذات القيمة العالية والتي تصل اعمارها أحيانا الى مئات السنين وهو ما يتسبب في خسائر مادية مباشرة للدول التي تحوي تلك الغابات اذ تشكل اخشاب الغابات جزء مهم من المواد الخام لكثير من الصناعات مثل صناعة الأثاث والانشاءات .
- التسبب في تسريع زحف التصحر نحو المناطق الخضراء اذ تشكل الغابات موانع ممتازة لحماية المناطق الخضراء من زحف الكثبان الرملية القادمة من المناطق الجافة كما تعمل على الحفاظ على التربة وتخصيبها وتمنع تدهور بينتها وبذلك تحميها من التصحر .
- تدمير المناطق السكنية المتاخمة للغابات وتهجير الاف البشر والتسبب بخسائر في الأرواح والتي قد تكون كبيرة في بعض الحرائق .
- تسبب حرائق الغابات في انتاج كميات هائلة من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالإضافة الى كميات أخرى لا تقل ضررا من دقائق الغبار التي تصل الى مناطق تبعد مئات الاميال عن منطقة الحريق ويمكن ان تسبب مشاكل صحية وبيئية , ونظرا لكميات غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تطلقها فإن حرائق الغابات تعد احد العوامل التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري .
اشهر الحرائق التي حدثت في العالم
لا يمكن حصر الحرائق الضخمة جميعها التي حدثت في العالم خلال الثلاثين سنة الماضية فقط لكن هناك حرائق طبعت في ذاكرة العالم كأسوأ الحرائق من حيث المساحات التي دمرتها من الغابات او عدد ضحاياه من البشر ومن اشهر هذه الحرائق والتي يمكن تصنيفها حسب الدولة التي وقعت فيها الى :
- حرائق غابات اندونيسيا وهي مجموعة حرائق متتالية بدأت في عام 1999 وانتهت في عام 2005 وامتدت على مساحات شاسعة في كل من كالماتانا وسومطرة وجاوة وغيرها, حيث أدت الى تدمير مئات الاف الكيلومترات من الغابات الاندونيسية في هذه المناطق, ومما زاد الوضع سوءا انها جاءت بعد حريق كالماتانا الذي نشب عام 1998 وتسبب في تدمير اكثر من 95 الف كيلومتر مربع , وتعتبر اندونيسيا من اكثر دول العالم التي يتم اشعال حرائق الغابات بشكل متعمد وذلك لإفساح المجال امام زراعة أشجار النخيل المخصصة لإنتاج الزيوت وكذلك توفير مساحات إضافية لإقامة مناطق سكنية جديدة لمواجهة متطلبات الزيادة السكانية ولذا نجد ان الحرائق الضخمة تعد من ابرز الكوارث البيئية التي تشتهر بها اندونيسيا منذ مطلع القرن العشرين .
- حرائق غابات استراليا المتكررة والتي كان اشهرها حرائق منطقة سيدني المتكررة في الأعوام1983 , 1995 1997 و2000 وكذلك حريق ولاية جنوب استراليا والذي حدث في صيف العام 2014 وادى الى تدمير اكثر من 240 كيلومتر مربع من الغابات وتعد الحرائق حدثا سنويا يتكرر حدوثه في عدة مناطق من استراليا ويعزو بعض خبراء المناخ هذه الحرائق الى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري .
- حرائق اليونان : شهدت اليونان حريقين هائلين في منطقة بيلوبونيس اعتبرا الأسوأ في اليونان منذ القرن التاسع عشر حيث أدت الحرائق الى قتل عشرات الأشخاص والى تدمير الاف الكيلومترات من الغابات.
- حرائق الولايات المتحدة الامريكية : تكاد الحرائق الكبيرة تحدث في الولايات المختلفة سنويا بل ان هناك بعض السنوات التي يسجل فيها اكثر من ثلاثين حريقا ضخما يؤدي الى ضحايا بشرية والى خسائر مادية فادحة ففي العام 2007 نشب اكثر من 20 حريقا في ولاية كالفورنيا وحدها بينما سجل العام 2004 حريقا في ولاية اوكلاهوما كان من اكثر الحرائق الحاقا للأذى بالممتلكات حيث دمر اكثر من 500 منزل واتى على اكثر من 200 كيلومتر مربع من الغابات المنتشرة في اكثر من 33 مقاطعة في الولاية , فيما اتى حريق في ولاية ايرزونا على اكثر من 340 كيلومتر من الغابات في العام 2003 والقائمة تطول وتضم مئات الحرائق التي راح ضحيتها مئات الأشخاص كان منهم بعض رجال الإطفاء .
وبالإضافة الى ما سبق تشهد عشرات الدول حرائق هائلة سنويا وهو ما جعل كثير من الدول وبالتعاون مع الأمم المتحدة الى اتخاذ تدابير صارمة من شأنها الحد من تفاقم المشكلة اذ تقدر الأمم المتحدة ان نصف غابات العالم قد تم تدميرها بالفعل خلال الثلاثين سنة الماضية فقط .
–
شكرا على هذه المعلومات التي كانت في المستوى و المنعشة للعقل وأثرك 1000شكر وشكرا مجددا