لا شك طبعًا أن عملية دفن النفايات التي تحدث من أجل التخلص منها لا تزال العملية الأكثر قبولًا لدى الكثير من المسئولين عن هذا الأمر، والحل الأقل ضررًا على البيئة في نفس التوقيت، ففي النهاية النفايات هي ما يتم إفرازه من استخدام البشر ويُصبح بلا قيمة وباعث أكثر على الضرر والأمراض، والواقع أننا عندما نرغب في التخلص من تلك الإفرازات السيئة فسوف نجد أنفسنا أمام مجموعة كبيرة من الخيارات التي تتفاوت في السوء، وعلى الرغم من كون طريقة دفن النفايات هي الطريقة البدائية والأكثر في الاستخدام على مر العصور إلا أننا في نفس الوقت نجد أنها الأكثر استخدامًا في وقتنا الحالي بين كل الطرق المختلفة والتي يُمكن وصفها بالمتطورة، فلماذا يا تُرى لا تزال عملية الدفن هي الأرجح والأكثر قبولًا؟ هذا هو السؤال المُحير الذي سنحاول وضع إجابات هامة وواضحة له في السطور القليلة المُقبلة.
محتويات
لماذا يُعتبر الدفن حلًا مثاليًا؟
مباشرة ندلف إلى لُب موضوعنا، فنحن نتحدث عن دفن النفايات وعن كونه حلًا مثاليًا، وطبعًا ماهيته أن يتم حفر حفرة كبيرة في قعر الأرض، تحديدًا أرض بعيدة عن السكان والعمران، وفي هذه الأرض يتم وضع النفايات ثم ردم الحفرة مجددًا، هذا هو الأمر باختصار وكما يعرفه الجميع، لكن ما نريد الإجابة عنه هنا هو كون هذا الحل في الأساس حلًا مثاليًا ومستخدمًا في الكثير من الدول مع تفاوت الظروف الاقتصادية وكذلك تفاوت تقدمها وتأخرها، والواقع أن تبرير ذلك يأتي من خلال عدة أسباب في غاية الأهمية، أهما على سبيل المثال كون الدفن غير مُكلف بالمرة.
قلة تكاليف دفن النفايات
السبب الأول البديهي الذي يجعل دفن النفايات حلًا مقبولًا من أجل التخلص من هذه المشكلة هو كون عملية الدفن تُعتبر الأقل من حيث التكاليف، ولا نقول طبعًا أنها تأتي بلا تكاليف تمامًا، ففي النهاية أنت ستدفع تكاليف الحفر، وهي تنقسم بين أموال مُعدات وأموال عمال وأموال شاحنات، والكثير من التكاليف المدفوعة والتي تبقى في النهاية الأقل على الإطلاق، حتى ولو كانت وسيلة مثل الحرق قليلة التكاليف أيضًا فإن الدفن يُنازعها في هذا الأمر، وربما الدليل الأكبر والأهم على ذلك هو كون أغلب دول العالم تتبع أسلوب الدفن للتخلص من إفرازات النفايات الخاصة بها، فكيف سيحدث ذلك إذا لم تكن الأقل؟
عدم المخاطرة بوجود آثار كبيرة
كل طريقة في العالم من طرق التخلص من النفايات تمتلك في نهاية المطاف بعض المخاطر والأضرار التي تنتج عنها، لكن ما يجعل دفن النفايات يحظى بإقبال كبير من كامل العالم هو كونه في الأساس لا يمتلك عنصر المخاطرة الذي نتحدث عنه، أو ربما يمتلكها بنسبة قليلة جدًا تمنحه الأفضلية، والحقيقة عزيزي القارئ أنك إذا فكرت في الأمر فستجده منطقي مئة بالمئة، ففي النهاية أنت تحفر قطعة من الأرض على شكل حفرة ثم تضع كامل النفايات بها وتردمها بالرمال مجددًا وتترك الأرض لتتفاعل هي والزمن، الأمر في الواقع أسهل من ذلك إذا استفضنا فيه، وبالتالي ليس هناك ما يدعو للدهشة على الإطلاق إذا ما قلنا بميل العالم إلى هذه الطريقة أكثر من غيرها.
توافر المساحات الفارغة
قلنا قبل قليل أن ما تحتاجه فقط عزيزي القارئ من أجل تنفيذ عملية دفن النفايات والتخلص من هذا الوباء بصورة مثالية أن تكون هناك مساحات فارغة يُمكن عمل حفر بها وبالتالي التخلص من النفايات، وفي الواقع يقع سبب مثل وجود الكثير من المساحات الفارغة المتاحة ضمن الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه المسألة متاحة وبشدة، ففي أي دولة في العالم ثمة منطقة يُطلق عليها منطقة سكانية، وهي التي لا يُمكن فيها ممارسة هذا الأمر، ومنطقة أخرى جبلية أو حتى بعيدة عن العمران، في النهاية يُمكننا بسهولة توفير مكان صالح لمثل هذه العملية، وبالتالي لا يُصبح الأمر صعبًا، وكما هو واضح فإن هذا سبب آخر من أسباب الاتجاه نحو دفن النفايات من قِبل العالم.
إمكانية استغلال عملية التخلص
من الأمور المدهشة أيضًا والتي تجعل توجه العالم نحو دفن النفايات أمر منطقي ووارد هو كون عملية دفن النفايات تُفرز أساسًا غاز يُمكن تطويره إلى غاز طبيعي، وهو ما يُعد إنجازًا حقيقيًا وخصوصًا مع وجود الأجهزة التي يُمكنها القيام بعملية التحويل تلك، بمعنى أدق، نحن هنا نتحدث عن أمر إيجابي واستثمار يأتي فقط عن طريق ممارسة عملية سهلة مثل دفن النفايات ، إنه بلا شك سبب آخر من أسباب الإقبال على هذه العملية بكثرة.
لماذا نتخلص من النفايات؟
الآن بعد أن بتنا نعرف يقينًا أن دفن النفايات الطريقة الأمثل للتخلص منها وأنه حل مُستخدم من أغلب دول العالم فنحن بالطبع في حاجة للمرور السريع على الأسباب التي تدفعنا أساسًا للتخلص من النفايات والسعي لتحقيق ذلك الأمر، بمعنى أدق، معرفة آثار وأضرار النفايات أولًا، وهو أمر لا يحتاج بالطبع إلى الكثير من الشرح، فمن المعروف أن النفايات هي المرادف لكلمة الملوثات، فبقاء النفايات يعني تلويث البيئة، بالإضافة طبعًا إلى شغل مساحة ليست بالبسيطة من الأرض وإمكانية إفراز تلك النفايات لغازات سامة مع وجود تطور غير محسوب لإفرازات أنواع معينة من تلك المواد الداخلة ضمن النفايات، إنها ببساطة شديدة كارثة، والحل الوحيد هو التخلص منها بأي شكل وبأي ثمن.
طرق أخرى للتخلص من النفايات
كما هو واضح فقد ذكرنا أسباب التخلص من النفايات عن طريق الدفن وكيف أنه من الممكن جدًا الاستفادة من هذه العملية ولماذا نُحارب النفايات من الأساس، لكن من الأشياء الهامة التي تستحق الذكر أنه ثمة العديد من الطرق الأخرى التي يُمكن من خلالها أيضًا التخلص من النفايات، وذلك مثل الحرق، وهو غني تمامًا عن التعريف طبعًا، أيضًا هناك إعادة التدوير والتبخير، لكن تبقى كل طريقة لها ما لها وعليها ما عليها، كما تبقى طريقة الدفن هي الطريقة الأفضل للأسباب التي ذكرناها، ورغم أننا قد أشرنا إلى كون هذه الطريقة من أول الطرق التي اهتدى إليها الإنسان في التخلص من النفايات إلا أننا لم نذكر أبدًا كون هذه الطريقة قد جاءت أساسًا، من خلال رؤية ذلك الغراب الذي قتل أخاه ودفنه ليُعلم البشر كيفية الدفن بعد حادثة هابيل وقابيل، إنها بلا شك طريقة لا غبار عليها.
ختامًا عزيزي القارئ، لو كنا سنكتب كلمات عن النفايات وأضرارها فبكل تأكيد لن يكون كافيًا بالمرة تناولها في سطور قليلة، لكن ربما تكون الفكرة قد وصلت لكم من خلال ما تم ذكره وربما أنتم الآن تشعرون بأهمية التعرف على طريقة مثل دفن النفايات ، لكن في الحقيقة ثمة ما هو أولى وأهم من ذلك، وهو أن نسعى للتقليل أساسًا من كمية النفايات التي نفرزها.
أضف تعليق