طبعًا لا خلاف على أن وجود بعض الأنواع المهددة بالانقراض خطر مُحدق ربما لن يتمكن أحد من إيقافه لاحقًا إذا لم يتم التدخل من أجل إيقافه في الوقت الحالي، فبكل أسف تلك الأنواع التي تُعاني من التهديد معروف تمامًا الأسباب التي تقود إليه ومعروف كذلك كيفية إيقاف هذا الخطر ومنع أسباب الانقراض، لكن على الجانب الآخر لا نجد أي استجابة تُذكر من قِبل القائمين على الأمر، والنتيجة ببساطة هي زيادة التهديد ومن ثم الانقراض، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتناول سويًا أهم الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الحيوانات أو تهديدها مع التعرض لأبرز الحيوانات التي تُعاني من هذا الخطر على كوكب الأرض حاليًا، ببساطة شديدة، نحن سنقربكم أكثر من الخطر ونُخبركم بما يمكن أن يؤدي إلى الخطر أساسًا، ثم بعد ذلك تكون المحافظة والاهتمام مسئولية مُلقاة على عاتقكم.
الأنواع المهددة بالانقراض حاليًا
ثمة مجموعة من الحيوانات التي تعرضت بالفعل لخطر الانقراض، أي أنها ببساطة لم تعد موجودة ولم يعد من الممكن وجودها، فقد اختفى آخر فرد منها بكل أسف وأصبح من المستحيل إعادته مجددًا لهذه الحياة، لكن ربما الأمر المتاح في الوقت الحالي أن يتم الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض في الوقت الحالي، وهو ما لا يُمكن في الوقت الحالي إلا عندما يتم أولًا التعرف على أهم هذه الأنواع، والتي منها على سبيل المثال قرد البونوبو.
قرد البونوبو
داخل غابات الكونغو ثمة نوع مميز جدًا من القردة يُعرف باسم قرد البونوبو، وطبعًا جميعنا يعرف التعلق الشديد من البشر بالقردة، لكن هذا القرد على وجه التحديد يأخذ نصيب الأسد من هذا التعلق، إذ أنه ثمة ما يتراوح بين الخمسة آلاف والخمسين ألف فرد من هذا النوع بسبب التكثيف في صيده، فالصيادون يحاولون طوال الوقت استبداله باللحوم ويُقدرون قيمته نظرًا لكونه شديد التودد ويُعتبر من أخف القردة، وقد دخل قرد البونوبو في فخ التهديد بالانقراض منذ مطلع هذا القرن، ومن المتوقع أن يحدث الانقراض بالفعل بعد أقل من عشرين عام نظرًا لمعدل تناقصه، هذا على الرغم من سعي الجهات المسئولة الشديد من أجل المحافظة عليه، لكن في النهاية تبقى سلطة الصيادين أقوى وأشد فتكًا.
النمر السايبيري
حيوان آخر من الأنواع المهددة بالانقراض ، وهو النمر السايبيري الذي يُعتبر من أهم أنواع القطط الكبيرة وتواجده في الطبيعة أمر لا خلاف على ضروريته، وقد كان بالفعل موجودًا بكثرة في أجزاء متفرقة من قارة أسيا، لكن في الآونة الأخيرة بات تواجده مقصورًا فقط على بعض حدائق الحيوان الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، أيضًا تشير الإحصائيات والدراسات أنه لم يتبقى منه على وجه الأرض سوى أربعمائة وخمسين فرد فقط، بمعنى أننا نتحدث يأخذ طريقه ركضًا نحو الانقراض، وربما السبب الرئيسي والأهم لذلك الخطر هو دخول أعضاء هذا النمر بشدة في العلاج الصيني، طبعًا العلاج غير الرسمي الذي يعتمد على التخاريف والأمور الغير منطقية، في نفس الوقت التي تتواجد فيه أدوية بنفس درجة الكفاءة ولا تُكلف حيوات حيوانات هامة مثل النمر السايبيري، لكن لا حياة لمن تنادي.
الغوريلا الجبلي
لطالما أكدت الأفلام والقصص الخيالية على كون الغوريلا الجبلي من الحيوانات المُخيفة والمُرعبة على الرغم من أنها في الحقيقة تُعتبر النقيض تمامًا، فهي حيوان أليف من المتوقع أن يشهد انقراضًا سريعًا خلال السنوات العشر المقبلة بسبب زيادة عملية الصيد عليه لدرجة أنه لم يبقى من هذا الحيوان سوى سبعمائة فرد فقط، وربما المشكلة الأكبر هي كون الغوريلا الجبلي في الأساس تشهد تهديدًا غير مباشر من البشر، حيث أنها من الحيوانات الغريبة التي يُمكن أن تُصاب بالعدوى لمجرد احتكاكها بالبشر وتأخذ منهم الأمراض الخطيرة، أجل هذا يحدث بالفعل ونحن لا نبالغ.
الباندا العملاق
مع حيوان آخر يُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، وهو حيوان الباندا العملاق، ذلك الحيوان الذي يعيش في بيئات طبيعية بامتياز، وربما تلك البيئات هي التي كانت أساسًا في دخوله ضمن الحيوانات التي تُعاني من هذا الخطر نظرًا لكونه يتغذى على البامبو المتواجد بكثافة في البيئات الطبيعية، وتلك البيئات يُريد الإنسان بطبيعة الحال استغلالها في الزراعة والأغراض الأخرى، ولأن حجم الباندا كبير للغاية فإن الإنسان أصبح يرى فيه الخطر الأعظم ويُحاربه ويسعى للقضاء عليه، وهذا ما نجح فيه بكل أسف، إذ أن أعداد الباندا في الوقت الحالي بالكاد تقترب من الألفين، ومن المتوقع انقراضه 2030.
وحيد القرن الأسود
بعض الناس قد يندهشون أساسًا بمجرد معرفتهم بوجود وحيد القرن حتى وقتنا الحالي، لكن على أية حال لا داعي أبدًا للدهشة، فنحن نتحدث عن حيوان يقترب بشدة من هذا الخطر ويُعتبر من أبرز الأنواع المهددة بالانقراض في الوقت الحالي، وربما هذا الأمر قد ظهرت بوادره بجلاء على مدار السبعين عام الماضية، فتلك الفترة الزمنية القصيرة للغاية قد شهدت تعرض أكثر من تسعين بالمئة من نسبة وحيد القرن الأسود للموت، وبالتالي لم يعد موجودًا في وقتنا الحالي سوى 4000 فرد فقط.
القرد السومطري
داخل جزيرة إندونيسية تُعرف باسم سومطرة ثمة نوع خاص من القرود يُعرف باسم القرد السومطري، والحقيقة أن ذلك القرد قد شهد في السنوات العشر الأخيرة فقط تقلص يصل إلى الثمانين بالمئة، وربما يكون السبب الرئيسي في تقلص أعداده في هذه الفترة القصيرة عمليات الصيد التي أعقبت تسونامي 2004، فقد قضى على نسبة كبيرة من القرد السومطري وجعل النسبة المتبقية منه أشبه بالدرر والكنوز التي يسعى الجميع لها، على العموم، في الوقت الحالي يوجد فقط 7000 آلاف من هذا النوع، ومن المتوقع حدوث الانقراض الكامل بكل أسف خلال السنوات العشر القادمة.
سلحفاة منقار الصقر
لا نزال مع تلك الحيوانات التي تقع ضمن الأنواع المهددة بالانقراض ، وبهذا الصدد لا يُمكننا بالتأكيد إغفال سلحفاة منقار الصقر، وهي سُلحفاة بحرية تعرضت في الأجيال الثلاث الماضية فقط إلى تقلص زادت نسبته عن الخمسة والستين بالمئة لدرجة أنه لم يبقى منها سوى 8000 فقط، والمشكلة هنا أن عمليات الصيد بها لا تتوقف، فالجميع يُريدها نظرًا لاستخدامها في تجارة الصدف بالمقام الأول، هذا بخلاف استغلال بيضها والإكثار من اللحوم الخاصة بها، كما أن الأثرياء يُفضلون هذا النوع من السلحفاة ومستعدون لدفع أي مبلغ من أجل الحصول عليها، ولهذا تكثر تجارتها وتكثر عمليات صيدها.
نمر آمور
أغرب شيء يُمكنكم معرفته عن نمر آمور أنه كان قبل فترة ليست بالطويلة من أكثر الأنواع انتشارًا في قارة أسيا بالكامل، حيث أن تواجده كان يفوق تواجد العديد من الحيوانات الأخرى التي نعرف بوجود كميات كبيرة منها في كل شبر من العالم، لكن بين يوم وليلة تغير كل ذلك وأصبح نمر آمور من الأنواع المُهددة بالانقراض والمتعرضة للانقراض فعلًا في بعض دول أسيا مثل الصين، ويُقال من قِبل الخبراء والمتخصصين أن تعرض نمر آمور لهذا الخطر لم يكن لأسباب بعيدة عنه، فقد أرجع البعض الأمر إلى العدوانية الشديدة التي يتمتع بها هذا النوع ودخوله في صراعات حتى مع بني جنسه، وهو ما أدى إلى قلة أعداده شيء فشيئًا حتى الوصول للانقراض حاليًا.
أهم أسباب الانقراض
الآن بعد أن تعرفنا سويًا على أهم الأنواع المُهددة بالانقراض فبالتأكيد سيكون لديك شغف لمعرفة أبرز الأسباب التي تقود إلى ذلك الأمر، فذلك يحدث نتيجة لعدة أسباب أبرزها الصيد الجائر للحيوانات.
الصيد الجائر للحيوانات
لا شك أن الصيد الجائر من أهم الأسباب التي تقود إلى وجود الأنواع المهددة بالانقراض وتؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الانقراض، فالبشر بطبيعتهم لا يتبعون القواعد واللوائح، عندما يُقال ممنوع المرور من هنا فهذا يعني بالنسبة للناس أن أفضل مكان للمرور هو هنا، وهكذا الحال بالنسبة للحيوانات التي يُمنع صيدها من أجل الحفاظ عليها فتجد أنها قد أصبحت مرغوبة وبشدة ويزيد الصيد الجائر عليها، والصيد الجائر في الأساس يعني الصيد دون حساب أو دون اتباع أية قوانين، لكن ما هي فائدة القوانين بالأساس إذا لم تكن هناك رقابة تُحافظ وتُراقب على تطبيق هذه القوانين!
عدم وجود أي رقابة
السبب الثاني من أسباب الانقراض، وهو مترتب أساسًا على السبب الأول، يتعلق بعدم وجود أية رقابة على عمليات الصيد، فلا يوجد أحد يُجرم الصيد بشكل عام، وإنما تكون هناك بعض القوانين التي مع تحقيقها يُصبح الصيد مقبولًا، وفي حالة عدم تحقيقها يُصبح جريمة وليس صيدًا، وكل هذا يأتي من الرقابة ووجودها أو عدم وجودها، على العموم، بعض الجهات الرقابية لا تعرف أصلًا قيمة وجود الحيوانات وبعض الكائنات الحية بشكل عام، وبالتالي لا تكون هناك رقابة على عملية الحفاظ عليها، إنه كابوس حقيقي، لكنه يحدث بكل أسف.
قلة المحميات الطبيعية
أيضًا من الأمور التي تؤدي إلى الانقراض كما ذكرنا من قبل هو قلة وجود المحميات الطبيعية في الوضع العادي، فالناس في كل مكان في العالم معتادون على التحرك بعدما تحدث الكارثة، لكن في مسألة وجود بعض الأنواع المهددة بالانقراض فإن التحرك أيضًا لا يحدث بعد الكارثة، فمع وجود كارثة مثل تهديد حيوانات كثيرة بالانقراض لا تزال هناك قلة وندرة في أعداد المحميات الطبيعية إلى الحد الذي يُمكن ملاحظته وبشدة، حتى عندما تتوفر تلك المحميات تُصبح مُحاطة بلا اهتمام غير عادي، وكأن كل شيء حولنا يقودنا إلى نفس الكارثة!
عدم الشعور بالمسئولية
أيضًا ضمن الأسباب التي تجعلنا أمام وضع مأسوي وكارثي على البيئة مثل التهديد بالانقراض أن البشر لم يعودوا يمتلكون أي شكل من أشكال الشعور بالمسئولية، وبالتالي يبذلون كامل جهدهم من أجل تحقيق أعلى نسبة من الربح دون أن يكون هناك أي اعتباط للطريقة التي سيحصلون من خلالها هذا الربح، فالله قد خلق لنا الحيوانات والكائنات حولنا لنستفيد منها طبعًا، لكن الطرق المتواجدة والمُتبعة في الاستفادة ليست بكل تأكيد الطرق الأفضل، على العموم، في النهاية يبقى عدم الشعور بالمسئولية مُخولًا لارتكاب مثل هذه الأفعال.
ختامًا عزيزي القارئ، كما هو واضح للجميع في السطور الماضية فإن الأنواع المهددة بالانقراض قد وصلت إلى ذلك التهديد لعدة أسباب كلها تتعلق بالبشر وإهمالهم أو طمعهم، فالنهاية نحن من نكتب كلمة النهاية لهذه الحيوانات بكل أسف.
أضف تعليق