تسعة بيئة
انقراض الهولوسين
بيئة » الطبيعة » انقراض الهولوسين : كل ما تريد معرفه عن الانقراض السادس

انقراض الهولوسين : كل ما تريد معرفه عن الانقراض السادس

ما هو انقراض الهولوسين أو الانقراض السادس ومعلومات حول الأنواع المنقرضة والانقراضات الأخرى مثل انقراض العصر الطباشيري الذي انقرضت فيه الديناصورات، والأسباب التي أدت إلى أشهر انقراضات الكائنات على كوكب الأرض قديمًا وحديثًا.

مرت الحياة في كوكب الأرض بست أنواع من الانقراض آخرها انقراض الهولوسين أو الانقراض الهولوسيني، وهي مرحلة ممتدة ومختلفة عن الأنواع السابقة من الانقراضات التي قضت على أغلب الأنواع من الكائنات الحية والتي لا نستطيع حصرها، وبشكل خاص يشتهر انقراض العصر الطباشيري الثلاثي بسبب أنه المسئول عن اختفاء الديناصورات وعدد مهول من الكائنات الحية لكنه ليس الأكثر عنفًا، فانقراض العصر البرمي الذي حدث قبل 248 مليون سنة قد تسبب في اختفاء أكثر من 96% من الكائنات الحية وفقًا للتقديرات الحالية، أما انقراض الهولوسين فهو يبدأ منذ عشرة آلاف سنة وممتد حتى وقتنا الحالي، لكن المرحلة الأكثر شدة والتي يشار إليها في الأغلب هي البداية والتي يرجح أنها حدثت بسبب فعل التغير المناخي والصيد الجائر للإنسان، هناك الكثير من النظريات المختلفة التي سنعرضها في الفقرات التالية بعد إشارة لأهم الانقراضات الستة في تاريخ كوكب الأرض.

انقراض الهولوسين والتهديدات الخطيرة

برغم من وجود الكثير من الدلائل التي تخبرنا بأن هناك خلل خطير في البيئة من حولنا بسبب تداعيات الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي إلا أن الخطوات الفعلية التي يقوم بها صناع القرار حول العالم لا تعطينا بشائر إيجابية، مما جعل العلماء يعتبرون الانقراض الحادث وهو انقراض الهولوسين تهديد حقيقي وغير عادي قد يسبب الفناء لكائنات حية بالغة الأهمية، مما قد يسبب خلل في السلسلة الغذائية وفي النهاية سينعكس هذا على نباتات وحيوانات وكائنات هامة جدًا بالنسبة للإنسان نفسه وبالنسبة للطبيعة، ويشكك بعض العلماء في قدرتنا على احتواء الأزمة إذا لم تبدأ مبادرات حقيقية في إيقاف كل الأسباب المؤدية إلى زيادة خطر الانقراض بالنسبة لبعض الأنواع الهامة والتي تعتمد عليها كائنات أخرى بدرجة أساسية في حياتها.

هل الإنسان سبب انقراض الهولوسين ؟

طبقًا لدراسات علمية مختلفة فإن الفترة التي تبدأ منذ حوالي قبل 130 ألف سنة فيما قبل الميلاد صادفت زيادة استثنائية في عدد الحيوانات التي تعرضت إلى خطر الانقراض أو تواجه بالفعل أهم الأنواع فيها الخطر بسبب فقدان المسكن أو الصيد الجائر أو التغير المناخي، وبالفعل كان الإنسان هو المتسبب الأول خاصةً بعد تكون المجتمعات الكبيرة واندلاع الحروب الدامية، فمثلاً يكفينا الإشارة إلى المذابح التي قام بها جنكيز خان والتي سببت مقتل حوالي خُمس سكان الأرض، فهنا نحن أمام شخص واحد تسبب في خلل بيئي هائل وخراب بالنسبة لكوكب الأرض وليس بالنسبة لعائلات القتلى، فهذا العدد الهائل يعني حدوث تغير مناخي مفاجئ مما له آثار مباشرة على الكثير من الكائنات الحية.

ما هو أول انقراض حدث في كوكب الأرض؟

الانقراض الأوردوفيشي هو الانقراض الأول في سلسلة الانقراضات التي مر بها كوكب الأرض، ويقدر العلماء وقت وقوعه بين 450 إلى 400 مليون سنة، والترجيح الغالب هو أن ما حدث هو انقراضين في فترتين بينهما فترة فاصلة تقدر بمليون سنة، ومن ناحية التأثير فهو الانقراض الثاني، وفيه تعرضت الكائنات البحرية إلى الفناء بالدرجة الكبرى، وهذا طبيعي لأنها كانت الفئة الغالبة من الحيوانات في ذلك الزمن السحيق. وفي هذه المرة انقرضت نسبة 60% من حيوانات اللافقاريات وحيوانات مثل المفصليّات ثلاثية الفصوص وذراعيات الأرجل، وانقرضت أنواع أخرى بسبب حلول العصر الجليدي وهو الكابوس الأسوأ، فتغير المناخ يعني تخريب دورة الحياة وإفساد تكوين مياه البحيرات والمحيطات.

انقراض العصر الديفوني المتأخر

في تلك الفترة اختفت حوالي ثلاثة أرباع الكائنات الحية، ولكن لم يحدث هذا بسبب عوامل مفاجأة بل استمرت العديد من الكائنات بالانقراض على مدار ملايين السنين، وهذا ينقلنا إلى نقطة هامة وهي أن الانقراض من أسس التطور، والكائنات الضعيفة هي التي تتعرض إلى الفناء، ومن بين النوع الواحد قد يبقى نوع فرعي أو أكثر ليواجه مخاطر الطبيعة، والأنواع القوية هي التي تسيطر وتتيح لسلالتها اجتذاب الصفات الملائمة للتماهي مع التغيرات واستيطان مواقع معينة تكون فيها البيئة صالحة وحتى الهجرة إلى أماكن بعيدة، ولكن في فترات معينة كان نقص الأوكسجين في قيعان البحار سبب مباشر في قتل الكائنات التي تعيش في الأسفل باستثناء البكتيريا، وتزايد عدد الحيوانات الفانية على سطح البحار بسبب تغير مناخي تسبب في تقليل مستوى المياه، وأيضًا يرجح العلماء اصطدام أجسام خارجية كالنيازك بكوكب الأرض وكذلك وجود أنواع دخيلة من النباتات التي أثرت على مكونات التربة. وتقدر فترة الحدوث بحوالي 374 مليون سنة والمرحلة الأولى تسببت في فناء حوالي 19% من فصائل الكائنات الحية ويعرف باسم انقراض كيلواسر والفترة الثانية هي انقراض هانجنبرج.

انقراض العصر البرمي الثلاثي

يعرف أيضًا باسم الموت العظيم بسبب اختفاء حوالي 96% من الكائنات الحية، وبشكل خاص انقرضت أغلب أنواع الحشرات بنسبة حوالي 83% والكائنات البحرية، ويعتقد العلماء انتشار غازات الميثان المميتة بنسبة كبيرة وقلة نسبة الأوكسجين وانخفاض مستويات البحار وكذلك حدث براكين وظواهر طبيعية مميتة، ويعرف باسم الانقراض الثلاثي بسبب وجود 3 مراحل في حدوث الأسباب سابقة الذكر.

انقراض العصر الترياسي-الجوراسي

لم يستطع العلماء تحديد الأسباب المباشرة التي أدت إلى انقراض عدد كبير من البرمائيات خاصةً ذات الحجم الكبيرة والزواحف التي تعيش في البحار وأنواع كثيرة من الرخويات، لكن الترجيحات هي حدوث تغير مناخي أو زلازل وبراكين في مناطق مختلفة، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20% من فصائل الكائنات البحرية تعرضت إلى الانقراض.

انقراض العصر الطباشيري الثلاثي

بالرغم من أنه ليس أقوى الانقراضات إلا أنه الأكثر شهرة، ففي هذه الفترة اختفت أكبر الكائنات وأكثرها قوة على كوكبنا وهي الديناصورات، وقد حدث هذا منذ حوالي 65 مليون سنة، وفيه اختفت ما بين 60% إلى 80% من الكائنات الحية، والنظرية الأكثر شيوعًا هي اصطدام كويكب ضخم نسبيًا وتسببت الغازات فيه بخلل في الغلاف الجوي وحجب أشعة الشمس مما تسبب في تغير مناخي في الكثير من المناطق، مع العلم بأن هناك بعض العلماء ممن يعتقدون بأن الديناصورات لم تنقرض في هذا العصر، وحاليًا لا توجد لدينا أدلة مؤكدة بشأن كل تلك النظريات، وفي هذا الانقراض اختفى عدد هائل من الصدفيات والمرجان واللافقاريات البحرية وكذلك مخلوقات مجهرية مثل أنواع كثيرة من العوالق.

خاتمة

يظل انقراض الهولوسين واحدًا من أهم المشاكل التي تثير الذعر لدى الكثيرين، فمع مرور السنوات ينخرط البشر أكثر وأكثر في الصناعات التي يندرج كم كبير منها تحت المنتجات الترفيهية وذلك دون إعارة الانتباه إلى الآثار البيئية المترتبة والخلل الذي قد يحدث في الغلاف الجوي والذي يعني نهاية محتمة للعديد من الكائنات الحية، ويؤكد العلماء على أننا قد نواجه كوارث شديدة الخطورة في العقود التالية وسنشهد انقراض أنواع هامة من الحيوانات مثل بعض أنواع البطاريق وأنواع من الفهود والنمور، ومع استمرار النظم الزراعية التقليدية فإن التربة الخصبة ستقل مع مرور الوقت وسيقل حجم الغابات التي تعتبر المنقذ الأهم بالنسبة لنا لأنها تعمل على حفظ كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وبدونها ستخرج الغازات إلى الغلاف الجوي.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

18 + 9 =