تعيش حيوانات أنتاركتيكا حياة بعيدة عن البشر وتستوطن مستعمرات ضخمة وبأعداد ضخمة مثل البطاريق أو الحيتان التي تجوب مياه القارة والمياه المحيطة بها والطيور التي تحلق في سماء القارة وتعتمد على الأسماك في غذاءها مثل طيور القطرس والكائنات البحرية التي تعيش في المياه بأعداد هائلة مثل أنواع مختلفة من المصفليات والكريليات، ولكن تأثير البشر قد وصل بالفعل عبر التغيرات المناخية وأثر في البيئة التي تعيش فيها بعض تلك الأنواع وظهرت تهديدات قوية تواجه أنواع من البطاريق كما سنوضح بالتفصيل، أما حيوانات أنتاركتيكا المنقرضة فتشمل حيوانات مثل قرود الجبل وسحلية المجرفة وكلبي الفك.
محتويات
معاهدة أنتاركتيكا أو معاهدة القارة القطبية الجنوبية
عندما تم توقيع معاهدة القارة القطبية الجنوبية في سنة 1959 في بوينس آيرس وبالرغم من أن الاهتمام كان حول سيادة الدول على القارة الجليدية إلا أن هناك دوافع بيئية كانت محط اهتمام المسئولين، وفي العقود اللاحقة بدأت المنظمات البيئية العالمية بالبوح بسيل من الاتهامات للكثير من الدول التي تخالف مبادئ الاتفاقية التي تنص على عدم صيد حيوانات معينة بالإضافة إلى منع أي عمليات لاستخراج المعادن لمدن نصف قرن على الأقل، ولكن للأسف فإن حتى الوقت الحالي لم توقع إلا 53 دولة على المعاهدة، وهناك دول وقعت بالفعل لكنها غير ملتزمة بالبنود أو تحاول التحايل عليها.
البطاريق وتهديد خطر الانقراض
منذ بضعة عقود فقط ظهرت دراسات تطمئننا بأن تغير المناخ لن يكون مؤثرًا على البيئة اللازمة لاستمرار وجود وتكاثر الأنواع المختلفة من البطاريق، لكن على ما يبدو فإن تقديرات العلماء كانت خاطئة وبالفعل وجدنا أنواع قليلة الحجم تتعرض إلى مخاطر مباشرة وحتى انقراض أعداد كبيرة من أكبر أنواع البطاريق في العدد والحجم، ومن المتوقع اختفاء فصيلة بطاريق أديلي بنسبة بين 60% إلى 70% من البطاريق قبل سنة 2100 بسبب التغير المناخي وزيادة درجة الحرارة في القطب بالجنوبي، وفي دراسة قام بها أستاذ في جامعة لوس أنجيليس مع مجموعة بحثية فقد تأكدنا من أن تغير المناخ هو السبب الأول في التأثير على مسكن بطاريق أديلي، وبالفعل في مناطق معينة اختفى عدد الأفراد بنسبة حوالي 80%، ومع أن حيوانات أنتاركتيكا تعاني بشكل مباشر من ذوبان الجليد إلا أنه علينا ألا نغفل أن تأثير تغير المناخ سيكون على نطاق عالمي، فمثلاً بطاريق ماجلان التي تستوطن الأرجنتين يتعرض الآلاف من صغارها إلى الموت كل عام بسبب زيادة التغير المناخي.
تهديدات تواجه البطريق الملكي
هناك الكثير من الدراسات الجديدة التي تؤكد على أن بعض الأنواع ستعاني في وقت قريب مثل البطريق الملكي الذي يتميز بنظام مختلف في التكاثر، فهو يتكاثر في جزر منعزلة وذات ممرات مؤدية إلى البحر بدون مشقة، مما يعطيه الفرصة للحصول على الغذاء لنفسه ولصغاره، وبسبب ارتفاع حرارة المحيطات فقد تسبب هذا في دفع مياه القطب الجنوبي وبالتحديد منطقته الأمامية نحو الجنوب، وهي منطقة كانت مميزة بتياراتها المائية الغنية بمواد غذائية، وعند اختلاطها بمياه البحر فإن هذا يعني توفير الغذاء لأعداد كبيرة جدًا من حيوانات أنتاركتيكا ، وفي حالة البطاريق الملكية فإنها ستضطر إلى السير لمسافات طويلة جدًا من أجل البحث عن الغذاء للصغار مما يعني تعريضهم للخطر، وسيؤدي هذا إلى خلل في تلك المستعمرات الضخم ومن ثم اختفاء تدريجي لهم، وهذا النوع من البطاريق هو الأكبر حجمًا بين البطاريق بعد بطريق الإمبراطور.
أنواع أخرى من البطاريق المعرضة لخطر الانقراض
يعاني بطريق المكرونة أيضًا والذي يعرف – بالبطريق الذهبي – من خطر الانقراض وتم إدراجه في هذا التصنيف الأقل خطورة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، ومع أن عدد أفراده حوالي 22 مليون إلا أن بعض المناطق مثلما في جوروجيا الجنوبية فقد تقلصت النسبة إلى حوالي النصف في خلال عقدين فقط ويعيش هذا البطريق في جزر شتلاند وتشيلي وجزر فوكلاند، ويعود هذا في المقام الأول بسبب تلوث مياه البحار. وأيضًا طيور البطريق الأفريقية مهددة بخطر الانقراض في المستقبل.
طيور خطاف البحر في أنتاركتيكا
هذا الطائر المنسق بالأنماط الملونة بالأبيض والأسود والذي يملك أجنحة طويلة مميزة قد تصل إلى مترين هو من أكثر الطيور البحرية المميزة في القارة القطبية الجنوبية، ومع أن بعض أنواعه في وضع مستقر إلا أن بعض الأنواع تتناقص أعدادها بوتيرة سريعة في بعض الأماكن، ويعرف خطاف البحر كذلك باسم بترل، والنوع الذي يواجه الخطر الأكبر هو بترل كيرماديك الذي تقدر أعداده بين 150 ألف و 200 ألف.
الحيتان والتهديد في قارة أنتاركتيكا
تذهلنا الحيتان بحجمها الضخم، فلسان الحوت الأزرق وحده قد يفوق وزن الفيل وقلبه أكبر من السيارة التي تركبها، وكنتيجة لهذا فإن نظام الحيتان الغذائي يعني أطنان من الكائنات البحرية خاصةً الصغيرة منها، أي ملايين الأعداد من تلك الحيوانات وبالتحديد الكريليات، ويقدر العلماء أن أعداد الحيتان الأزرق بين عشر آلاف وخمس وعشرين ألف فرد يسبحون في المحيطات، وبسبب ضخامة حجم الحوت فإنه لا يعتبر فريسة إلا لأنواع محدودة جدًا من الكائنات كأنواع أخرى من الحيتان وأسماك القرش، أما الإنسان فهو السبب الأول في إنقاص عدد الحيتان وذلك عبر الصيد المباشر أو اصطدام الحيتان بالسفن أو تغير المناخ، وحاليًا تم تصنيف أنواع متعددة من الحيتان كأنواع مهددة بخطر الانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي.
صيد الحيتان في أنتاركتيكا
يصطاد البشر الحيتان لأسباب مختلفة، فأولاً حجم الحوت ضخم جدًا وهذا يعني غذاء لعدد كبير من الناس وكذلك وجود بعض المكونات الفريدة في جسم الحوت والتي تعد وجبات فاخرة في مطاعم آسيوية كالمطعم الياباني، ويستخدم جلد الحوت في صناعات جلدية وكذلك الشحوم والدهون لتلك الكائنات الضخمة، وبين حيوانات أنتاركتيكا فقد كان الحوت الأزرق بمئات الآلاف منذ وقت غير بعيد، لكن بدأت سلسلة من التغيرات التي أثرت عليه والتي بدأت في مطلع القرن العشرين، مما أدى إلى إبرام اتفاقية عالمية لتجريم صيد الحيتان في سنة 1986 وتبعتها اتفاقيات أخرى لكن لم توقع عليها كل الدول. وبالفعل تستمر اليابان في صيد كميات كبيرة من الحيتان مع دول إسكندنافية بالرغم من كل شيء.
أجمل حيوانات أنتاركتيكا : طائر القطرس
طائر القطرس هو طائر يتميز بشكله الجميل بين العديد من الطيور البحرية، ولكن شكله غير مألوف للإنسان بالرغم من أننا تعرفنا عليه منذ حوالي 5 آلاف سنة وهناك 21 نوع منه ويزيد تواجده في دول أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا وأستراليا، لكن الأنواع المميزة وذات الأعداد القليلة تستوطن في ألاسكا وهاواي ومناطق أخرى في أمريكا الشمالية وذلك تبعًا لأنواع معينة من البيئة التي عادةً ما تكون مياه البحار والمحيطات. لكن ومع وجود كم كبير من المقومات التي تعين الطائر على البقاء على قيد الحياة والتكاثر وزيادة أعداده وقلة مفترسيه، إلا أن هناك عوامل مؤثرة بقوة مثل تعرضه للصيد وتغير المناخ، مما جعله واحدًا من حيوانات أنتاركتيكا المهددة بخطر الانقراض.
أضف تعليق