عندما نتحدث عن بيئة الأرض فإننا نتحدث عن سلامة الغلاف الجوي والغابات والنباتات والحيوانات وبقية الكائنات وكل الأنظمة البيئية، كل شيء بدايةً من جذور الأشجار تحت الأرض وحتى الطبقات الأولى من الغلاف الجوي مرورًا بكل ما يحيط بنا والوسائط كالهواء والمياه، وتعمل تلك النظم البيئية بتطور مذهل وتوافق يشكل في النهاية استمرار بقاء الحياة على كوكب الأرض وصحة العناصر الأساسية فيه والمؤدية لسلامة الإنسان والكائنات الأخرى، وللأسف فإن هناك أخطار محدقة تحيط بالبيئة مثل تغير المناخ وتلوث الهواء وإزالة الغابات وغيرها، حديثنا اليوم عن العلاقة بين الفرد والبيئة .
محتويات
البيئة وتأثيرها على الفرد والمجتمع
منذ خمس عقود مضت، لم نكن نعلم الكثير من الآثار البيئية السلبية التي سببتها الثورة الصناعية منذ قرن ونصف، فهناك تلوث هائل في أرجاء العالم خاصةً الدول الفقيرة، وكل هذا ينعكس بالدرجة الأولى على الإنسان نفسه. وأصبحنا الآن أمام احتمالات كارثية مثل غمر مياه المحيط لبعض المناطق مثل جزر المالديف، أو التلوث الخانق في الهند والصين الذي يسبب مخاطر أكثر من التدخين نفسه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كل ظواهر التلوث هذه تجعلنا أمام ممرات خانقة ومستقبل غير مطمئن.
هل دور الفرد الإيجابي مؤثر على البيئة؟
هناك من يعتقدون بأن المبادرات البيئية لن تشكل أي تغير في ظل وجود غياب الوعي البيئي والصحي، لكن هذه الفكرة السلبية تجعل الكل متساوون في النهاية، فمثلاً في النظم الديمقراطية، لو أن كل الناس اعتقدوا بأن أصواتهم لن تسبب فرق، فلن يصوت أحد ولن يعمل النظام من الأساس، والمشاركة الفعالة بين الفرد والبيئة وتوعية الآخرين هو السبيل الوحيد للنهوض بسلامة البيئة في ظل التحديات الخطيرة الراهنة والمستقبلية.
ماذا نفعل لتحسين تأثير الفرد على البيئة؟
هناك الكثير من الأنشطة اليومية التي يمكن أن تجعلنا أكثر قدرة على حماية بيئتنا، فأولاً كلنا نستطيع المشاركة في إعادة التدوير وإعادة استخدامها أو الاستفادة منها بأي طريقة، مع العلم بأن إعادة التدوير يشمل التقليل من المخلفات والطاقة المستهلكة وعلى سبيل المثال استخدام الزجاجات البلاستيكية في شيء مفيد، لكن إذا أردنا التحدث عن أكثر الأنشطة المؤثرة فيجب أن نذكر تأثير وسائل النقل التي تشكل العنصر الحرج في تغير المناخ، فيمكنك مثلاً استبدال سيارتك التقليدية بسيارة تعمل بالغاز الطبيعي أو الكهرباء. انظر من حولك وستجد هذا الكم الهائل من الناس يهدرون طاقة مهولة عبر أشياء يمكن تفاديها أو التقليل من أخطارها، هنا يكمن الترابط الحقيقي بين الفرد والبيئة .
الفرد والبيئة : واجبات الطرف الأول على الطرف الثاني
أنت لا تعيش وحدك في هذا العالم، والدوائر كلها تجتمع في النهاية لنجد التأثير السلبي طاغيًا فيما حولنا، لكن البداية هي الفرد، وكل إنسان يستطيع أن يقلل من تأثير تأثير الصناعة والتوسع العمراني والمشاكل البيئية الأخرى. قم بتلك الخطوات وشجع الآخرين على القيام بها:
لا تنس إطفاء الأنوار أو المراوح أو غيرها من الأجهزة التي تستهلك الكهرباء.
حاول تجنب استخدام الأجهزة غير الضرورية قدر الإمكان أو حتى حاول التقليل من استخدامك لها، فمثلاً بإمكانك وضع الأشياء المبتلة في الشمس لتجف بدلاً من استخدام مجفف يعمل بالكهرباء.
الجأ إلى الحلول الذكية مثل الطهي عبر استخدام تسخين المياه بالطاقة الشمسية، أو تقنية الأكوابونيك التي تعمل في نظام متبادل متكامل لإنتاج الأسماك والنباتات.
اركب دراجة في المسافات القصيرة بدلاً من السيارة أو الدراجة النارية.
ازرع الأشجار والنباتات في الأماكن القريبة منك.
استخدم القدر الأقل من المياه قدر الإمكان وتأكد من عدم وجود تسريب في أي وقت، واستغل المياه المخلوطة بالصابون في أغراض أخرى بدلاً من إهدارها، وهناك خيار مثالي وهو تجميع مياه الأمطار لاستخدامها فيما بعد.
ابتعد عن استخدام الأكياس البلاستيكية.
أضف تعليق