لا شك أن العيش في المدن له مميزاته وسحره الخاص. فالسكنى في المدن المزدحمة والكبيرة؛ حيث المباني الشاهقة، والشوارع والمقاطعات الواسعة، بما تحمله في طياتها من فرص للعمل، ظروف معيشية أفضل، خدمات حكومية وترفيهية متنوعة، كل ذلك حمل الكثيرين على هجر معايشهم في الريف والتوجه للمدينة. على الجانب الآخر؛ أوضحت دراسات علمية أن سكان المدن المزدحمة يعانون من خطر الأمراض العقلية الناجمة عن ضغوطات الحياة؛ كاضطراب القلق، والاضطرابات المزاجية بنسبة 21% عن سكان الريف. فما الذي تجنيه علينا الحياة في المدن الكبرى؟ وإلى أي مدى تؤثر حياة المدينة على سلوكنا؟
محتويات
هل تختلف المدن المزدحمة في تأُثيرها على البشر؟
تشكل المدن الكبرى ما نسبته فقط 3% من مساحة اليابسة على كوكبنا. ومن مجموع البشر يقطنها ما يفوق 50% والنسبة مرشحة للزيادة بحلول عام 2050. لا تشكل المدن المزدحمة مجموعًا أو كلًا ثقافيًا موحدًا فقط، بل تتعدى ذلك لتشكل تكوينًا بيولوجيًا خاص بها. وعندما نتمعن في تلك النسبة التي تشكل ما يفوق نصف تعداد البشر، والذين يتمركزون في هذه المدن الكبرى، ندرك أن تلك المدن المزدحمة قد ساهمت في تقليص مساحة العالم، وجلب البشر لحيز تواصل أضيق؛ مكونين بذلك جسدًا فيزيائيًا، بيولوجيًا، وثقافيًا موحدًا. كما ساهمت التكنولوجيا، وتسارع تطور وسائل النقل على خلق هذا الحيز المشترك الذي ساهم في خلق شخصية متفردة لتلك المدن المزدحمة ، كما طوَّر من شخصية ساكنيها من البشر. إن هذا التجانس البشري، ونمط الحياة المتشابه بين تلك المدن الكبرى، يجعلها جميعًا أشبه بكيان واحد متعدد الأشكال. فلا يوجد فرق بين هونغ كونغ، نيويورك، لندن، القاهرة، كيب تاون. جميع تلك المدن قد شكلت مكونها البشري الخاص، الخاضع لظروف الحياة التي تفرضها أي مدينة كبرى. بوسعك أن تشاهد المباني الشاهقة، الأسواق، التجمعات البشرية، حركة النقل والمواصلات التي لا تهدأ، التنوع الإثني والعرقي في كل تلك المدن. كل هذا وأكثر يعد من شخصية المدن المزدحمة التي طورتها وأثرت بها على حياة ساكنيها من البشر، وما الاختلافات التي بينها، سوى اختلافات ظاهرية تتعلق بالخصوصية الثقافية للمكان وموقعه الجغرافي وحسب.
هل أثرت المدن المزدحمة على البشر بيولوجيًا؟
من الأمور التي لا يتنبه لها الكثيرون؛ أن المدن المزدحمة تؤثر علينا نحن البشر بيولوجيًا أيضًا. فالتنوع البيولوجي، والاختلافات الجذرية بين الأجناس البشرية، في طريقها للخفوت على يد المدن الكبرى. فبفضل تطور وسائل النقل والمواصلات، قام البشر بالانتقال من بلدانهم الأم والاختلاط بالعالم. وما تم على مدار مئات الأعوام من تطور وسائل النقل، تقوم المدن الكبرى باختزاله في بوتقتها. فالقوام البشري لتلك المدن الذي يشكل أكثر من نصف تعداد البشر، والاختلاف العرقي والإثني بين الأفراد الذين يقيمون في المدن المزدحمة حول العالم؛ كل ذلك جعل تلك المدن بمثابة معمل تطوير جيني، يضم بداخله مئات الأعراق والأجناس، ويشجع على الاختلاط والتقارب بين هؤلاء البشر من البيئات والمجتمعات المختلفة. فحسب عالم الجينات “ستيف جونز”؛ فالبشر الآن أكثر تشابهًا جينيًا عن أي وقت مضى خلال المائة ألف سنة الماضية. فتقوم المدن الكبرى بتعرية وإزالة تلك الاختلافات الجينية بين البشر ودمجها سويًا. فالبشر جينيًا اليوم، غير ما كانوا عليه من ألف سنة مضت.
كيف تؤثر المدن المزدحمة على صحتنا؟
بينما تقدم المدن الكبرى الكثير من المميزات والخدمات التي يندر تواجدها في الريف، نجدها على الجانب الآخر تأخذ الضريبة من صحتنا بشكل مباشر، فما تأثير المدن المزدحمة على الصحة؟ وكيف تستنزفنا هذه المدن؟
تلوث الهواء
ولمقاربة مشكلة تلوث الهواء، علينا أن ندرك أنه تم تسجيل 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم سنويًا جراء التعرض للهواء الخارجي الملوث. 80% من هذه الحالات تكون مصابة بأمراض القلب والجلطات، وباقي النسبة تكون من جراء أمراض الجهاز التنفسي والأورام المتعلقة بالتعرض لـ (المادة الجزيئية الدقيقة) والتي تعتبر أكثر المواد الملوثة خطورة. وحسب المسح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية وشمل 1600 مدينة كبرى حول العالم، فهناك 12% فقط من هذه المدن هي التي تتوافق معدل مستويات (المادة الجزيئية الدقيقة) الذي وضعته منظمة الصحة العالمية. ونجد أن هذه المعدلات تتضاعف من 4 – 12 مرة في باقي المدن الكبرى، خصوصًا تلك التي تنتمي للعالم النامي. كما أن معدلات (الكربون الأسود) الذي ينتج كمنتج ثانوي من عمليات حرق الوقود، يزداد بشكل كبير في المدن المزدحمة عنه في المناطق غير الحضارية. نظرًا للتوسع الحضاري وما يعقبه من تطور وتزايد وسائل النقل، والصناعة وعمليات حرق الوقود. ففي المدن المزدحمة كلما زادت نسبة الكربون الأسود يعقبها زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية، ومشاكل الجهاز التنفسي، كما أن الكربون الأسود مسئول عن 2.1 مليون وفاة مبكرة سنويًا، والتي تكثر في المدن الكبرى عنها في الريف. كما أن (مستوى الأوزون الأرضي) الناتج عن تفاعل العديد من الملوثات، يرفع من نسبة الإصابة بالربو، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، كما تنخفض إنتاجية المحاصيل في المدن المزدحمة لتواجد هذا الغاز أيضًا.
تأثير أزمة تلوث الهواء على سكان المدن المزدحمة
للأسف، فأزمة تلوث هواء المدن الكبرى في تفاقم، خصوصًا في الدول النامية ذات معدلات الدخل المحدود والمتوسط. وذلك مرهون بزيادة مسببات التلوث، من التوسع في محطات توليد الطاقة، واقتناء السيارات ووسائل النقل التي تسهم في زيادة نسبة حرق الوقود، كما زيادة نسبة أنظمة التكييف والتبريد، كل ذلك يرفع من نسبة تلوث الهواء في المدن المزدحمة عنها في القرى. وليس الأمر هنا متعلق فقط بتأثير ذلك على الرئة وأمراض الضجر والجهاز التنفسي. فالأنف هي إحدى المسالك إلى المخ. وتم تأكيد ذلك عقب الكثير من الدراسات العلمية التي بدأت بدراسة السلوك الغريب للكلاب الضالة في مدينة نيو ميكسيكو، حيث ترتفع نسبة الملوثات في الهواء، وتأثير ذلك على الجهاز العصبي. فنجد أن نسبة كبيرة من سكان المدن المزدحمة والملوثة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية؛ كالتوحد، النوبات العصبية، اختلال الإدراك في الشيخوخة.
المدن المزدحمة والصحة العقلية لقاطنيها
أوضح الباحثون أن سكان المدن الكبرى يعانون من ضغوط سيكولوجية بشكل أكبر من سكان الريف. وفي دراسة نشرت في مجلة (نيتشر,2011) وجد أن هناك زيادة بنسبة 21% من مرضى اضطراب القلق، وبنسبة 39% من مرضى اضطراب ثنائية القطب، وحوالي ضعف حالات السكيزوفرنيا عند قاطني المدن المزدحمة مقارنة بقاطني الريف. وذلك لنشاط أجزاء معينة في المخ عند ساكني المدن، هي المسئولة عن التحكم في الخوف، والضغط. وإذا وضعنا في الاعتبار البحث الذي أجري في البرتغال على قاطني (المناطق الرمادية)؛ المقتربة من المصانع ويكثر فيها تلوث الهواء، نجدهم أقل تفاؤلًا. والتفاؤل هنا ليس مصطلحًا عامًا، بل يقصد به قابليتهم على العمل، ممارسة الرياضة، التعافي من الأمراض، معدل الدهون في الدم، وباعتبار المدن المزدحمة هي أكثر رمادية من الريف، فعندها علينا أن نعلم أن الصحة العقلية لسكان المدينة هي أكثر سوداوية عنها بين سكان الريف.
ضوضاء المدينة، ليست خطرًا على الأذن فقط
بالطبع ترتفع نسب التلوث الضوضائي في المدن المزدحمة عنها في المناطق الريفية، ففي المدن نجد أنفسنا محاطين، بوسائل النقل من حولنا وأصوات محركاتها، سرينة الإسعاف، حركة الطائرات، الأسواق المزدحمة. كل ذلك يؤثر على صحة السمع لدينا ويتعدى ذلك لأخطار أخرى أيضًا. فحسب دراسة أجريت في عام 2015 على 8.6 مليون مواطن لندني، وجد أن هناك علاقة بين التعرض لصخب وضوضاء حركة المرور، وبين نسبة الوفيات. وبالنسبة للعجائز، يرتفع خطر السكتات الدماغية مع مستوى الضوضاء المرتفع.
المدن المزدحمة ، ومشكلة الغذاء
يرتبط الأمن الغذائي في المدن الكبرى خاصة في الدول النامية، بتردد أسعار الطعام. وارتفاع أسعار الغذاء في البلدان الفقيرة يترجم إلى أزمة جوع، وسوء تغذية بين فقراء هذه المدن. تنفق الأهالي الفقيرة من ساكني المدن المزدحمة ما يعادل 70% من دخلها على الطعام، ما يحول دون الإنفاق في أوجه أخرى كالتعليم أو الصحة. وتختص هذه المشكلة بالمدن الكبرى الفقيرة في العالم النامي. أما المشكلة الغذائية الأشمل، فهي انعدام القيمة الغذائية، وانتشار العادات الغذائية غير السليمة بين سكان المدن المزدحمة . فلسرعة الحياة، ويوم العمل الشاق الذي يستنزف الكثير من الوقت والجهد يلجأ الكثيرون من سكان المدن الكبرى لاستهلاك كميات كبيرة من الأطعمة السريعة التي تحوي كميات كبيرة من الملح، السكر المكرر، الإضافات، الدهون المشبعة، واللحوم غير المطهية جيدًا. ويقل استهلاكهم من الكربوهيدرات، الفاكهة، الخضروات، ومنتجات الألبان. وتتشابه تلك العادات الغذائية غير السليمة عند الكثير من سكان المدن المزدحمة وتنتج الكثير من الأمراض، كارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، السمنة، أمراض القلب. وكل ذلك متعلق بالتمسك بعادات غذائية تعتمد على الدهون المشبعة ونسبة سكر عالية. والحقيقة أنه في المدن المزدحمة الفقيرة منها والغنية تتراوح نسبة الإصابة بأمراض السمنة وغيرها من الأمراض المتعلقة بالنظام الغذائي غير السليم، لأنه وفي المدن الفقيرة سيلجأ السكان لاستهلاك الأطعمة الرخيصة التي بدورها تحتوي نسبة دهون مشبعة أكثر وتزيد من أخطار السمنة.
خطر العشوائيات
يشكل التخطيط السيئ للكثير من هياكل المدن الحضارية، خطرًا مقيمًا ومشكلة صحية تتفاقم مع الوقت. فبرغم انخفاض نسبة ساكني العشوائيات في المدن المزدحمة حول العالم من 39% إلى 33% إلا أن نسبة ساكني العشوائيات لا زالت كبيرة لتشكل حوالي ثلث مساحة المدن المخططة في الحضر. والأخطار التي تواجه ساكني العشوائيات هي أخطار حقيقية، وتهدد سبل المعيشة الكريمة. فساكني العشوائيات في المدن المزدحمة يفتقدوا المياه المؤمنة بشكل دائم، الكهرباء، المعيشة الصحية، الوظيفة المستدامة، التخطيط العمراني المعمر الذي يواجه الكوارث الطبيعية، ولا يكون بمنأى عن الخدمات الحضرية. كما أن السكنى في هذه الأماكن يضع حياة البشر الصحية في مأزق إثر تفشي العديد من الأمراض، والعدوى؛ كالدرن، التهاب الكبد الوبائي، الالتهاب الرئوي، الملاريا. كما أن عدم بناء هذه الثكنات بشكل صحي يجعل من سكانها عرضة للأخطار الطبيعية كتغيرات المناخ، موجات الحرارة، السيول وغيرها الكثير. فالعشوائيات من الأخطار المحدقة في المدن المزدحمة والتي تهدد كيان واستقرار هذه المدن.
هل تسهم المدن المزدحمة في تغير المناخ؟
كما تسهم المدن المزدحمة في رفع معدلات تغير المناخ، تتأثر بدورها أشد التأثر بهذا التغير في دائرة شبه مغلقة. فالمدن الكبرى، خصوصًا في الدول مرتفعة الدخل، تشكل وحدها ما يقارب 70% من معدلات استهلاك الطاقة في العالم بأسره، ويؤثر ذلك على البيئة وتغير المناخ أشد الأثر.
ثاني أكسيد الكربون
ليس وحده ثاني أكسيد الكربون الذي تخرجه تلك المدن المزدحمة ويسهم في تغيير المناخ، بل هناك من الملوثات الكثير، والتي بدورها تسهم في تغيير المناخ كالكربون الأسود. ووحده ثاني أكسيد الكربون هو الذي يبقى في غلافنا الجوي وتظل إشعاعاته مستمرة في الجو لقرون، وتصدر المدن المزدحمة حوالي ثلاثة أرباع نسبة ثاني أكيد الكربون المتواجد في الجو من المحروقات ويسهم بشكل أساسي في تغيير المناخ.
الكربون الأسود
يتعدى تأثير الكربون الأسود تأثير ثاني أكسيد الكربون، وبرغم بقائه في الغلاف الجوي لعدة أيام فقط، إلا أن تأثيره على تغير المناخ والاحتباس الحراري أكثر فعالية من ثاني أكسيد الكربون بـ3200 مرة. ويخرج كمكون ثانوي من محركات الديزل من مركبات، وأنظمة التدفئة.
الميثان
وينتج من تحلل مياه الصرف الصحي، والنفايات الصلبة. واستهلاك الفحم. وتأثيره على الاحتباس الحراري يتعدى تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون بـ 84 مرة.
الأوزون
وينتج من تمازج ملوثات المدن المزدحمة ؛ كأكاسيد الكربون، الميثان، الهيدروكربونات. ويسبب الأوزون مشاكل في الجهاز التنفسي كما يؤثر على معدل إنتاج المحاصيل.
كيف تتأثر المدن المزدحمة بتغير المناخ؟
تتأثر المدن الكبرى بتغير المناخ من طرق متنوعة. فارتفاع مستوى البحر يهدد المدن المزدحمة بالفيضانات، العواصف، شدة الأمطار. وهناك العديد من هذه المدن الكبرى التي تمتلك شواطئ ساحلية ويتهددها الخطر؛ كبيونيس آيرس في الأرجنتين، القاهرة في مصر، طوكيو في اليابان، شانغهاي في الصين، نيويورك في الولايات المتحدة. كما أن تأثير “الجزر الحرارية الحضارية” سيبلغ ذروته في المدن المزدحمة عند تغير المناخ، وارتفاع درجات الحرارة. ولارتفاع نسبة الطرق المرصوفة والمباني في المدن، كل ذلك يزيد من نسبة الخراسانة التي تمتص الحرارة وتساهم في رفع درجة الحرارة حوالي 3 – 5 درجات مئوية عن الريف. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الإقبال على أنظمة التكييف، وتزداد غازاتها التي تسهم في تغير المناخ، وتظل الدائرة مفرغة. وكما أسلفنا، فـ المدن المزدحمة يعتريها خطر العشوائيات، والعشوائيات هي الأكثر تضررًا في أزمة تغير المناخ؛ فنظرًا لعدم وجود هيكلة وتخطيط تنظيمي لتلك المنازل، فنجدها عرضة للأخطار الطبيعية؛ من فيضانات، سيول، أمطار شديدة، وموجات الحرارة المتلاحقة، التي ستزداد عقب تغير المناخ؛ جاعلة من تلك العشوائيات جحيم مقيم لا يصلح للسكنى.
هل المدن الكبرى تمثل أخطارًا فحسب؟
بعدما أسهبنا في سلبيات المدن المزدحمة وتأثيرها السلبي على الإنسان والبيئة فمن الإنصاف أن نتذكر أن هذه المدن ليست شرًا مقيمًا فحسب. فكما أسلفنا ووضحنا الدور البيولوجي المختلف الذي تلعبه هذه المدن، فثقافيًا تجعل المدن المزدحمة البشر أكثر تقبلًا للآخر، وللثقافات المختلفة. وحيث أن القوام البشري لتلك المدن الكبرى يشتمل العديد من الأعراق والأجناس والأديان بداخله، فلا نجد في المدن نفس التعصب القروي غير المحمود. كما ترتفع نسبة الأمان في المدينة عنها في القرى. فالمدن الكبرى دائمًا في يقظة، وبوسع أي فرد التجول وحده ليلًا بلا أي خطورة. كما أن هناك من الدراسات العلمية ما يؤيد انخفاض نسبة الانتحار في المدن المزدحمة عنها في الريف؛ بالمقارنة مع كتلة السكان في الجانبين بالطبع. فالمدن الكبرى وحركة السكان بداخلها تشجع على النشاط، وشغل الوقت الفارغ، وحرق الدهون نظرًا لنشاط سكانها.
ليست العبرة هنا تتمثل في ترك حياة المدن المزدحمة والعودة للريف، أو صب لعناتنا على الحضارة والتكنولوجيا الحديثة. بل بالعكس، علينا منح هذه الحضارة وتلك التكنولوجيا ولائنا من جديد وتجديد ثقتنا فيهما، للعمل على تخطي الآثار السلبية لمنتوجاتهما، وتوسيع دائرة الإفادة التي نجنيها عبرهما، مراعين في ذلك مصلحة البشرية، وصالح أرضنا الأم.
الكاتب: إسلام جابر
أضف تعليق