تُعتبر إوزة الثلج مثال حي على قدرة الله وإبداعه في خلق الحيوانات والإنسان وكل مخلوق يتنفس على ظهر ذلك الكوكب الذي يُعتبر تُحفة إبداعية بذاته، فتلك الإوزة الصغيرة، التي تأخذ لون الثلوج، تتواجد أصلًا في المناطق البعيدة من قارة أمريكا الشمالية، وربما يعتقد البعض أن هذا هو مكانها الوحيد، لأنه من النادر جدًا حدوث عمليات هجرة من الإوز، إلا أنه بالبحث تم العثور على أعداد من تلك الإوزة في كل مكان في العالم تقريبًا، فهي لا يشغلها أن يكون ذلك المكان حارًا أو باردًا أو حتى قطبي، في النهاية ما دام هواء التنفس موجودًا به فإنه سوف يُصبح مكانًا مثاليًا لها، والحقيقة أن قدرة إوزة الثلج الإعجازية هذه على التكيف مع كل الأنظمة البيئية كان مصدر حيرة ودهشة لدى جميع المُهتمين بالحيوانات ودراستها، ولهذا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على إوزة الثلج والكيفية التي استطاعت من خلالها التأقلم والتكيف مع كل الظروف الجوية والأنظمة البيئية بكل شبر بالعالم.
محتويات
معلومات عن إوزة الثلج
أول شيء بديهي يجب أن تعرفه عن إوزة الثلج أنها تنتمي لسلالة الإوز الشهيرة، وهي تلك السلالة التي يندرج تحتها الكثير من الأنواع، مما لا يترك أي مكان في العالم دون أن يكون به إوزة من أي نوع، وهذه بالطبع ميزة، لأن بعض الحيوانات والطيور تكون نادرة للدرجة التي لا تجعل لها وجود سوى في أماكن ومناطق معينة من العالم، أما فيما يتعلق بالنصف الثاني من الاسم فهو مجرد وصف، فالثلج أبيض، ولون إوزة الثلج أبيض، ولهذا يطلقون عليها ذلك الاسم، كما أن البعض يدعون أنها قد حظيت بذلك الاسم نظرًا لكونها متواجدة أكثر في المناطق الثلجية بالقارة الأوربية.
أكبر حجم قد تصل إليه إوزة الثلج هو العشرة كيلو جرام، أما أقل حجم فهو يكون غالبًا خمسة كيلو جرام، وفي كل الحالات فإن تلك الإوزة تحظى بحركة سريعة بعض الشيء تختلف عن بقية أنواع الإوز التي تجد عثر في الحركة، وبالنسبة للسباحة فهي أمر سهل بالنسبة لها تكاد لا تنفك عنه في يومٍ من الأيام، وهو ما يُفسر وجودها بكثرة بالقرب من البحيرات والأنهار، لكن ما المناطق التي تعيش بها تلك الإوزة على وجه التحديد؟
أماكن تواجد إوزة الثلج
كما ذكرنا من قبل، تتواجد إوزة الثلج في مناطق متفرقة من العالم بما يُشبه الكثافة، لكن بالتأكيد هناك بعض المناطق التي يتواجد بها ذلك النوع أكثر من مناطق أخرى، فمثالًا أمريكا الشمالية تُعتبر المكان الرئيسي والأصل كما يقولون، وهناك بعض الأعداد في سيبيريا وأيضًا في بريطانيا وبعض الأماكن في أسيا، والحقيقة أن المنظر الجيد لتلك الإوزة وقدرتها الكبيرة على خطف الألباب والحقول جعلتها تدخل ضمن الشحنات المنتقلة وتذهب إلى أماكن كثيرة في العالم هي في الأصل ليست متواجدة بها، أي أنه ترحيل بالإجبار، لكن المدهش حقًا أن إوزة الثلج تستطيع التكيف بسهولة مع أي أجواء تذهب إليها، وهذا غريب لكون بعض الحيوانات تموت بسبب تلك التنقلات وعدم قدرتها على التكيف مع الأماكن الجديدة.
إوزة الثلج والغذاء
غذاء إوزة الثلج بسيط تمامًا كبساطتها، فهي تكل كل الحبوب والأعشاب التي تلتقي بها ولا يشغلها إذا ما كانت تلك الأعشاب قد نمت في المناطق الباردة أو الاستوائية، فكل الأحوال تكون الحبوب بالنسبة لها مادة دسمة بالإضافة إلى الأعشاب، وهذا بالطبع لا يمنع من وجود الفواكه ضمن قائمة الطعام تلك، لكننا فقط نتحدث عن الغالب، والغالب كذلك أن إوزة الثلج لا تتنقل كثيرًا حتى تحصل على غذائها، فكل ما عليه هو التحرك شرقًا أو غربًا كي تجد ما يُناسبها من طعام، والواقع أن عملية دخولها السريع للقلوب وتوددها للبشر أكثر من اللازم جعل البعض يزرع لها أعشاب خاصة حول المكان الذي يزرع به زرعه الخاص، الغريب حقًا أنها لا تقترب من زرع المُزارع وتأكل فقط الأعشاب المخصصة لها!
إوزة الثلج ودورة الحياة
دورة حياة إوزة الثلج تبدأ بعض أربعٍ وعشرين ساعة فقط من تواجدها في هذا العالم، لكن أولًا تحدث عملية التزاوج التي تصلح من عمر ستة أشهر بالنسبة للإناث، حيث تمتلك الأنثى القدرة على وضع خمس أو ست بيضات في العام الواحد، وكما ذكرنا، فإن يوم واحد فقط بعد الفقس كفيل بتحرير إوزة الثلج الصغيرة وجعلها قادرة على السباحة، لكن لا تحتاج أقل من شهر حتى تُصبح قادرة على الاعتماد بشكل كبير على نفسها في الحصول على الطعام والشراب، والذين يكون متوافرًا بسهولة كما ذكرنا، عمومًا، إوزة الثلج المحظوظة يُمكن أن يصل عمرها إلى خمس سنوات، أما الغير كذلك فهي لا تتجاوز غالبًا العام الواحد، والعوامل التي تؤدي إلى إنهاء حياتها بهذه السرعة كثيرة ومُتعددة.
إوزة الثلج والتكيف مع الأنظمة البيئية
تبعًا للإرهاصات التي تتبع تغير الفصول فإن إوزة الثلج تتغير معها وتتكيف في أي بيئة مهما كانت، سواء تحدثنا عن البيئة الباردة التي تكاد تقترب من الثلج أو البيئة الحارة الحارقة، والحقيقة أن البعض يدعي أن ثمة بعض القدرات الخاصة في جلدها وريشها تؤدي إلى تلك النتيجة الإعجازية التي لا تتوافر بالمناسبة مع أعتى الحيوانات، فالنمر مثلًا لا يُمكنه ترك بيئته أو مسايرة التغير السريع الذي يحدث بها، لكن إوزة الثلج تفعل.
في الآونة الأخيرة تمكن العلماء من إجراء التجارب على تلك الإوزة وعدم انتظار الوقت الذي تُغير فيه بيئتها، فقد أخذوها من أماكن باردة إلى أماكن حارة والعكس، والواقع أن ردة الفعل كانت شبه ثابتة، حتى تلك الأعداد التي كانت حديثة الولادة ولم تُغير بيئتها من قبل تمكنت بسهولة من التكيف مع المُثيرات حولها، ونقصد هنا بالمثيرات تلك الأمور التي تتغير في البيئة وبالتالي من المفترض أن تؤثر في الكائنات الموجودة بها، لكن هذا لم يحدث مع إوزة الثلج، وإن كان ثمة وصف يُمكننا حقًا إطلاقه على تلك الظاهرة فهو بالتأكيد وصف المعجزة.
إوزة الثلج وخطر الانقراض
الأمور لا تسير على ما يُرام دائمًا، فبالرغم من الحياة الهانئة لإوزة الثلج إلا أنها في بعض الفترات، وتحديدًا في عام 1916، تعرضت لخطر الانقراض بأمريكا الجنوبية، المكان الرئيسي لتواجدها، وقد كان ذلك بسبب بعض العوامل المتعلقة جميعها بشجع الإنسان وشره الصيد، مما أدى بالطبع إلى تجريم صيد الإوز ومعاقبة كل من يُقدم عليه، لكن بعد حوالي خمسة عقود عادت الأمور إلى نصابها وأصبح الصيد مباحًا لإوزة الثلج، وفي هذا الوقت كانت إوزة الثلج أصلًا شبه مُختفية، وهي بالطبع لم تنقرض، لكنها قد وعت للوضع الذي تمر به سريعًا وقررت الاحتماء والاختباء بعيدًا عن أعين البشر، فهل فقدت إوزتنا قدرتها على التكيف مع كافة الأنظمة البيئية؟
أضف تعليق