لم يرى أحد حيوان الضفدع الذهبي إلا وفُتن به وبلونه الذهبي الجذاب، بالرغم من أنه في الأساس يحتوي على مادة سامة تفوق حيوانات شهيرة مثل الثعابين، لكن على كلٍ، يختلف الضفدع الذهبي عن الثعابين في أنه يقترب بشدة من الانقراض، الغريب أن ذلك الانقراض ليس بسبب كثرة صيده أو ما شابه، لكن بسبب البيئة، فالبيئة والظروف المناخية المُختلفة قادرة على قتل الضفدع الذهبي الذي يمتلأ جسده بالسم، عمومًا، في السطور القليلة القادمة سوف نتناول سويًا حياة هذا الحيوان ونعرف كل شيء عنه بما في ذلك حقيقة انقراضه أو اقترابه من الانقراض.
محتويات
ما هو الضفدع الذهبي؟
الضفدع الذهبي حيوان برمائي ذهبي اللون، والمقصود ببرمائي أي أنه يعيش بالقرب من المياه، سواء كان ذلك يتمثل في الغابات الممطرة أم بالقرب من البحيرات، وقد ظهر الضفدع الذهبي لأول مرة في عام 1656.
موطن الضفدع الذهبي الرئيسي هو الغابات كما ذكرنا، لكن ليس بالطبع كل الغابات، فهو يتواجد بكثرة في غابات كورديليرا، وطول هذا الضفدع يتراوح بين الاثنين والنصف بوصة إلى الثلاث بوصات، والمعروف أن إناث الضفدع الذهبي تكون أكبر من ذكورها، وهو أمر شبه طبيعي في أغلب الحيوانات.
حياة الضفدع الذهبي
يعيش الضفدع الذهبي في مختلف الغابات، وغالبًا ما تكون الغابات التي تُفضلها هي الغابات المطيرة، فهناك يتوافر الغذاء الرئيسي لذلك الضفادع من اللافقريات والحشرات، وبمناسبة الغذاء، يُعتبر الضفدع الذهبي محط أنظار ومطمع الكثير من الحيوانات مثل الثعابين والطيور والأسماك.
ينشط الضفدع الذهبي خلال النهار، وهذا الأمر في الحقيقة نادر جدًا، حيث أن أغلب أنواع الضفادع تختار الليل كي تقوم فيه بمهامها، عمومًا، يستطيع أفراد فصيلة الضفدع الذهبي التواصل بسهولة ومن خلال عدة طرق، منها اليدين، وهو تواصل نادر وقليل بعض الشيء، ومنها كذلك التواصل بالأصوات، وهو النوع الأرجح والأكثر استخدامًا كذلك.
أشكال الضفدع الذهبي
الضفدع الذهبي لا يأخذ اللون الذهبي دائمًا مثلما هو الظاهر من الاسم، وإنما يدخل في دائرة تدرج كبيرة حتى يصل إلى اللون الذهبي المشهور به في كافة الأرجاء.
عندما يكون الضفدع الذهبي صغيرًا فإن لونه يكاد يكون أسود، يقترب بشدة من الرمادي، أما عندما يشتد قليلًا ويُصبح متوسط الحجم والسن فإن لونه يميل قليلًا إلى الاخضرار، وتكون هناك علامات سوداء كثيرة تُغطي ظهره، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتشهد تحولًا كبيرًا في لون الضفدع، حيث يأخذ اللون الذهبي الذي نعرفه به، والحقيقة أن الضفدع الذهبي يُعد من الحيوانات القليلة التي تمر بمراحل تغيير الجلد، لكن هناك ما يتميز به الضفدع الذهبي وحده.
الضفدع الذهبي والتكاثر
يبدأ موسم التزاوج في الضفدع الذهبي بحلو شهر نوفمبر، ويستمر حتى بداية شهر فبراير، أي حوالي أربعة شهور، وخلال تلك الشهور الأربعة يذهب ذكر الضفدع الذهبي إلى الأنثى ويقوم بالتلويح لها، وفي حالة قبول دعوته يذهب إليها ويظل مُلازمًا لها حتى تضع البيض، ذلك البيض الذي لا يأخذ أكثر من تسعة أيام حتى يفقس وتخرج منه ضفادع صغيرة.
يأخذ الضفدع الذهبي الصغير حوالي ستة أشهر حتى يُصبح ضفدعًا متوسطًا قادر على الاعتماد على نفسه، والحقيقة أن الضفدع الذهبي الصغير لا يلقى أي عناية من والديه بعد الفقس، وإنما يقوم بمواجهة الحياة وحده حتى يُصبح قادرًا ويمتلئ جلده بالسم، وهي الطريقة المُثلى لحمايته، أما بالنسبة للسن الذي تصل إليه الضفادع الذهبية بشكل عام فهو غير مُحدد، لكنه في الظروف الطبيعية لا يقل عن تسع سنوات.
خصائص الضفدع الذهبي
يتميز الضفدع الذهبي بعدة خصائص، أهمها أنه بالرغم من حجمه الصغير الوديع الذي يدل على براءته إلا أنه يتميز بكون حيوان سام، يضخ السم في الفرائس مثلما تفعل الثعابين وغيرها من الحيوانات والزواحف السامة، ولكم أن تتخيلوا أن البعض لا يُصدق حتى الآن أن الضفدع الذهبي حيوان سام وخطير.
يمتلك الضفدع الذهبي يدين وقدمين مثل الانسان، بل أنه يتواصل من خلال هذين اليدين، سواء بالخير والسلام، أم بالشر والسوء عند الصيد والشجار، ولقد تمكن الضفدع الذهبي من كتابة تاريخ يُجبر باقي الحيوانات على احترامه، إلا أنه في الفترة الأخيرة عرف ما يُطلق عليه التهديد بالانقراض، وعندما يُهدد حيوان ما بالانقراض يُصبح الوضع مأسويًا.
الضفدع الذهبي والانقراض
في السنوات الأخيرة القليلة تم تصنيف حيوان الضفدع الذهبي ضمن قائمة الحيوانات المُهددة بالانقراض، والحقيقة أن دخول الضفدع الذهبي ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض مثّل مفاجأة، خاصة وأنه لم يكن يمتلك أي تهديد، أو بمعنى أدق، لم يكن هناك تهديد مُعلن.
السم الذي يمتلكه الضفدع الذهبي على جلده كان سببًا كذلك في إبعاد شبهة الانقراض عنه، إذ أن أغلب الحيوانات كانت تخشى مجرد الاقتراب منه، وربما البشر كذلك، إذًا، ما السبب الذي جعل حيوان يحظى بكل هذا الأمن يُهدد بالانقراض؟ هذا هو السؤال الذي حاول الجميع الإجابة عنه.
أسباب الانقراض
في الحقيقة أن أسباب انقراض الضفدع الذهبي أخذت وقتًا كبيرًا حتى اكتشافها، ثم أخذت وقتًا أكبر حتى تم استيعابها، ولكيلا نُبالغ في التشويق، دعونا نُخبركم بالسبب الأغرب بالنسبة لكم بالتأكيد، لقد انقرضت الضفادع الذهبية للسبب الوحيد الذي كان من المفترض ألا تنقرض من أجله، هل تعرفون ما هو؟ السم الذي تمتلكه.
في كولومبيا وبعض الدول الأخرى القريبة منها اكتُشف أن عمليات الصيد في هذه الغابات تتم بسهولة شديدة، بالرغم من حظر استخدام الأسلحة وعدم تواجدها في هذه الأماكن، وبالتحقيق والتقصي اكتُشف أيضًا أن الصيد يتم عن طريق السهام، وبمزيد من التحقيق اكتُشف أن هذه السهام ليست سهام عادية، وإنما مغمورة بالسم، ثم جاءت الصاعقة في النهاية، وهو أن ذلك السم تم استخراجه من الضفدع الذهبي.
تجارة السم
تسبب الضفدع الذهبي في رواج تجارة السم، إذ أن سُمه يُعتبر الأفضل والأكثر تأثيرًا، وبالتالي الأكثر طلبًا، والحقيقة أن عمليات صيد الضفدع الذهبي لم تكن تمر بأي صعوبات، فبعد أن يتم قتله بطريقة القنص أو الشباك يتم الإمساك به وتقطيعه واستخلاص السم منه، وقد يتعجب البعض من ذلك بالرغم من أننا ذكرنا أن جلد الضفدع الذهبي السام، والاجابة تكمن ببساطة في أنه بعد قتل الضفدع الذهبي يتحول جلده إلى جلد طبيعي لا يمتلك أي تأثير.
بعد أن يُستخلص السم من الضفدع الذهبي يتم عدّه للبيع، وهذه العملية برمتها لا تتكلف أي أموال أو مجهود، بل بالعكس، هي مُربحة جدًا، لذلك كان من الطبيعي أن تكون مطمعًا للصيادين، وكان من الطبيعي أيضًا أن يزداد الطلب على الضفادع الذهبية وتكثر عمليات الصيد بها، لكن بالتأكيد ليس بهذا القدر الذي يجعلها الآن مُهددة بالانقراض، هذا إذ لم تكن قد انقرضت بالفعل كما تقول أغلب المنظمات العالمية المهتمة بالحيوانات.
Řehãb Ťaişhuřy شفتي ما احلااااه