تُعتبر الدعسوقة واحدة من أهم الحشرات الموجودة على الأرض، بالرغم من أنها في الأساس لا تحظى بشهرة واسعة، وتأتي أهمية الدعسوقة في مساعدتها الكبيرة للفلاح في تخليصه من أعداء تُربته، وتتغذى على المن، ولا تعرف سوى الحقول الأوروبية أو الأمريكية، فالأعداد الموجودة منها في أفريقيا وأسيا قليلة جدًا، ولا تُغطي مساحات الأراضي الزراعية الشاسعة، لكن، بعيدًا عن كل، أُثيرت في الفترة الأخيرة بعض الأنباء عن تهديد الدعسوقة بالدخول ضمن الحيوانات، أو الحشرات تفصيلًا، المُهددة بالانقراض، لذلك، دعونا في السطور الآتية نتعرف أولًا على الدعسوقة ثم نستوضح أكثر حقيقة اقترابها من الانقراض والأسباب التي قد تقود إلى ذلك.
محتويات
ما هي الدعسوقة؟
الدعسوقة حشرة مثل باقي الحشرات، تتبع في الأصل فصيلة الخنافس، لكنها بالرغم من ذلك تنبثق إلى خمسة آلاف نوع آخر منها، أي أنه ثمة خمسة آلاف نوع الدعسوقة، كل نوع له صفاته وأشكاله وخصائصه، ويُعتقد أن أمريكا الشمالية بها حوالي خمسمائة نوع وحدها، أما البقية فتتواجد في أوروبا موزعة على بلادها.
عرف الإنسان حشرة الدعسوقة منذ أن عرف الزراعة، وليس هناك شخص أسعد بالدعسوقة من الفلاح، فهي تُعتبر صديقته الأولى، وذلك لما تُقدمه له من فوائد سوف نتعرف عليها فيما بعد، لكن دعونا أولًا نتعرف على أوصاف تلك الحشرة، والتي بالرغم من صغرها إلا أنها تمتلك أوصاف مُميزة.
أوصاف الدعسوقة
أول شيء سيجذبك بالتأكيد في أي شيء هو ألوانه، وألوان الدعسوقة تختلف من نوع إلى نوع، لكنها لا تخرج في النهاية عن الأحمر والأبيض والأصفر، أما الحجم فبالتأكيد ليس من المنطقي أن نتحدث عن حجم ووزن حشرة، لأنها في النهاية تُعتبر لا شيء في الهواء، لكنا قد يهمنا طولها بعض الشيء، وهو أيضًا لا يُذكر، إذ أنه يتراوح ما بين واحد إلى ثمانية من الألف متر، وهو طول غير مذكور كما أشرنا، وعمومًا هذه طبيعة الحشرات الصغيرة، لا يُمكنك أن تتفرس فيها وتصف العيون والأقدام وهذه الأشياء، وإنما تؤخذ بطريقة تقديرية، كأن نقول مثلًا أن الدعسوقة تمتلك قلب قوي يدق أكثر من ستين مرة في الدقيقة الواحدة، بالرغم من أن أحدث آلات التشريح لا يُمكنها الوصول إلى ذلك القلب.
حياة الدعسوقة
حياة حشرة الدعسوقة مليئة بالسفر والترحال والتنقل، فمن المُستحيل أن تظل تلك الحشرة في مكانٍ واحد طوال فترة تزيد على اليومين، فهي تتنقل بين الحقول والمزارع المُختلفة، وكأن الأمر أشبه بمهمة ودورية، تتسلمها دعسوقة من أُخرى، وهكذا تستمر حياتهم، أما ما يتعلق بهجرتهم الكبرى من بلد إلى آخر أو قارة إلى أخرى فهذا أمر مُختلف تمامًا.
تُقدم الدعسوقة أحيانًا على ترك موطنها والسفر إلى مكانٍ آخر مُختلف تمامًا عن ذلك الذي كانت تعيش به، وغالبًا ما يحدث ذلك لأسباب تتعلق بالمناخ وتغير الجو، وقد يتعجب البعض من قدرة حشرة صغيرة مثل الدعسوقة على السفر لمسافات طويل، إلا أن ذلك، حتى ولو كان يستغرق شهور كثيرة، يحدث بالفعل.
طعام الدعسوقة
تأكل الدعسوقة أي شيء أخضر يخرج من الأرض، فهي عاشقة لأوراق النباتات، والزروع المُختلفة بشكل عام، حيث أنها في كل مرة تكون فيها بالحقول لا تتوانى عن الأكل منها، كما أنها كذلك تأكل الحشرات، الأصغر والأضعف منها بالتأكيد، وخاصة ما يُعرف بالمنة، وتُفضل بشدة يرقات أي دعسوقة سواها، وهي طريقة همجية ووحشية بعض الشيء.
تأكل الدعسوقة في كل وقت، لذلك من الطبيعي أن يكون حجم ما تأكله كثيرًا، لذلك يتعجب البعض من أنه بالرغم من كمية الطعام الكبيرة التي تتناولها الدعسوقة إلا أن ذلك لا يظهر عليها غالبًا، ويبقى وزنها كما هو، لا شيء يُذكر.
الدعسوقة والتكاثر
التكاثر عند حشرة الدعسوقة يُعد أمرًا عجيبًا يستحق الدراسة والتأمل، فمع أن كل حشرة دعسوقة تُشبه قرينتها، إلا أنك قد تجد أن دعسوقة قد وضعت ثلاث بيضات فقط، بينما تضع الأخرى ثلاثمئة بيضة دفعة واحدة، وبالطبع لا يكون البيض بالحجم الذي نتخيله جميعًا، وإنما حجم آخر مُختلف يُناسب كثيرًا الدعسوقة.
مواسم التكاثر في الدعسوقة هي فصول الربيع والصيف، ففيها تحدث جميع العمليات المُتعلقة بالتكاثر، والتي لا تستغرق في الغالب أكثر من أسبوع واحد، أما عن مدة حياة الدعسوقة فقد اختُلف فيها ولم يستقر أحد على المادة الحقيقية حتى الآن، لكن هناك من يقول إنها لا تتجاوز بأية حال الثلاثة أسابيع!
فوائد الدعسوقة
هل للدعسوقة فوائد؟ بالتأكيد ثمة العديد من الفوائد للدعسوقة، وربما ذلك ما جعل البعض يُطلق اسم صديقة الفلاح، فهي تُساعده في أكثر شيء يُمكن أن يُحيل حياته إلى جحيم، وهو الحشرات، حيث تتغذى الدعسوقة في الأساس على الحشرات الموجودة على الأوراق، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى القضاء على الخطر المُحدق بالنسبة للفلاح.
قتل الدعسوقة للحشرات المضرة بالتربة الزراعية كان في البداية مُجرد أمر عشوائي يتم على سبيل التكرّم من قبل الدعسوقة، لكن في الآونة الأخيرة، وخاصةً في إسبانيا، نشأت تجارة يُطلق عليها تجارة تربية الدعسوقة المُبيدة، وهي أشبه بالمبيدات الحشرية التي نستخدمها، لكن بشكل مُختلف، حيث تُربى أعداد كبيرة من حشرة الدعسوقة ثم تُطلق على المكان الذي تتواجد به الحشرات، فتتكفل هي بالقضاء عليها في وقت قصير، وبفاعلية أكبر من فاعلية المبيدات الحشرية، وكما أشرنا، ينتشر هذا الأمر بكثرة في إسبانيا، وربما لهذا تُعرف الدعسوقة في بعض الكتب باسم الحشرة الإسبانية.
تهديد الدعسوقة بالانقراض
قد يتعجب البعض من تهديد حشرة مثل الدعسوقة بالانقراض بالرغم من أنها كما ذكرنا تُعد صديقة الفلاح الأولى، وليست مُغرية بذلك القدر الذي يجعلها تُصبح محل طمعٍ من الصيادين، لذلك ليس من المنطقي أن يكون تهديدها بالانقراض راجع لرغبة أحدهم في قتلها، مع الوضع في الاعتبار كذلك أن أعداد الدعسوقة تتجاوز الملايين، لكن الحقيقة أن الأعداد مهما كثرت فإنها مُعرضة ذات يوم للنفاذ، والأسباب مهما كانت قواعد وبديهيات فإنها معرضة ذات يوم للكسر، فبالرغم من أن الدعسوقة لا تمتلك أعداء إلا أنها بدأت تتناقص بصورة غريبة في الفترة الأخيرة لأسباب أغرب في الحقيقة.
أسباب تهديد الدعسوقة بالانقراض
مع الدراسة والأبحاث اتضح أن تهديد الدعسوقة بالانقراض راجع إلى سبب غير مقصود، وهو أنها تأكل من النباتات، والتي أصبحت مؤخرًا تُرش بالكيماوي والمواد السامة، والتي تودي بحياتها في الحال، وبالتأكيد لم تظهر تلك الأسمدة سوى الفترة الأخيرة، كما أن عمر الدعسوقة الصغير، والذي يُقدر بثلاثة أسابيع كما ذكرنا، يُعتبر كذلك من أسباب انقراضها الغير مُباشرة، وإن كان ذلك لا يُؤخذ في الاعتبار من قبل، وذلك بسبب عدم وجود المُبيدات الحشرية السامة، والتي يكون مقصودًا بها قتل الحيوانات السامة الضارة للأرض، لكنها في النهاية تأخذ الحابل بالنابل.
أضف تعليق