تسعة بيئة
خطر الانقراض
بيئة » الطبيعة » الزرافات ونمور الثلج : حيوانات تواجه خطر الانقراض والموت

الزرافات ونمور الثلج : حيوانات تواجه خطر الانقراض والموت

مع السطو على بيئاتها الطبيعية، والتغيرات المناخية المتعاقبة، تواجه الكثير من الحيوانات خطر الانقراض مثل الزراف ونمور الثلج كما سنرى في السطور التالي.

تواجه الكثير من الحيوانات خطر الانقراض ، فلم يعد هناك أي نوع من أنواع الحيوانات النادرة يأمن على نفسه من الانقراض في أية لحظة، خاصةً وأن السعي نحو اصطياد الحيوانات النادرة تزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولم تتمكن المحميات الطبيعية والبيئية من التصدي له، وفي هذا السياق نستعرض في السطور التالية اثنين من الحيوانات القريبة جدًا من خطر الانقراض، وهما الزرافات ونمور الثلج، فدعونا نتعرف عليهما ونعرف كيف أصبحوا مُهددين بالانقراض.

حيوانات تواجه خطر الانقراض بدون أن نشعر

الزرافات والانقراض الصامت

من منا لا يعرف الزرافة؟ ذلك الحيوان المُضحك طويل الرقبة مُزركش الجلد غريب المِشية، والذي يمتاز بالرشاقة والخفة، والذي كان مُلهمًا منذ بداية التاريخ للكثير من اللوحات والأغاني والفنون والكتب، لا نحتاج وقتًا للتفكير، فبالطبع جميعنا يعرف الزرافة، لكن ما لا يعرفه البعض أن الزرافات دخلت مؤخرًا ما يُسمى بالقائمة الحمراء للحيوانات، وهذا يعني ببساطة أن الزرافات قد عرفت خطر الانقراض.

في كل حديقة حيوان لابد من وجود زرافة وأسد وقرد، فهؤلاء الثلاثة تقريبًا أشهر الحيوانات الموجودة على الأرض، وقد كانت أعداد الزراف قبل ثلاثة عقود تتجاوز المائتي ألف، وكانت تقريبًا مُنتشرة في كافة أنحاء العالم، إذ لم تكن في الغابات الطبيعية ففي الغابات التجارية، لكن، بمرور الوقت وكثرة الصيد واجهت الزرافات خطر الانقراض.

الزرافات وخطر الانقراض

عرفت الزرافات خطر الانقراض منذ أن عُرفت هي نفسها، بمعنى، أن الزرافات وإن كانت ليست للطعام، فإنها تُصبح غذاء الجميع في وقت المجاعات والمِحن، وما أكثر المجاعات التي تعرض لها العالم على في تاريخه، كما أن جلودها تُصبح سلعة رائجة للبيع، فهي زهيدة الثمن وحسنة الجودة، ثم إنه من منا لا يُريد أن جلس أو يرتدي شيء صُنع من جلد حيوان الزرافة الذي يدخل إلى القلب بالفطرة، لكن، إن كان الخطر موجودًا على مدار التاريخ، فلماذا الآن تحديدًا دخلت الزرافات القائمة الحمراء للحيوانات التي تقترب من خطر الانقراض، ببساطة، ما الذي حدث؟

كيف تنقرض الزرافات

عرفت الزرافات خطر الانقراض في الآونة الأخيرة بسبب التناقص الهائل في الأعداد الموجودة منها، فكما أسلفنا كان هناك حاولي مائتي ألف زرافة قبل ثلاثة عقود وأصبحوا الآن ثمانين ألف فقط، بينما كانت الأعداد قديما لا تتفاوت بسبب قدرة الزرافات على سد العجز بعمليات الإنتاج المستمر التي تحدث على شكل التكاثر والولادة، لكن مع كثرة الأمراض الموجودة حاليًا بدأت الزرافات في فقدان قدرتها الإنجابية، أو بمعنى أدق فقدت خصوبتها، وهذا جعلها غير قادرة على تعويض ما يتم صيده من قِبل المُزارعين، والذين لم يكتفوا بصيدها فقط، بل قاموا أيضًا بإزالة الغابات التي من المفترض أن تعيش فيها وحولوها إلى أراضي زراعية لسد حاجتهم الغذائية.

حفظ الزرافات من خطر الانقراض

بجوار المحميات الطبيعية بدأت عمليات توزيع أكبر عدد من الزرافات إلى الغابات التجارية أو كما تُعرف باسم حدائق الحيوان، حيث أنها تُعد المكان الأكثر أمنًا حاليًا، فالزرافات الموجودة في مكانٍ كهذا تكون للرؤية والاستمتاع فقط، بخلاف زرافات الغابات التي تقع فريسة للصيد، إضافةً إلى أن بعض رجال الأعمال حاليًا بدأوا في الاستثمار عن طريق تربية الزراف وبيعها إلى تلك الحدائق، مما يعني أن عملية حفظ الزرافات سوف تشمل أكبر عدد ممكن منها، وهذا هو المرجو.

نمور الثلج، حيوانات الجبال الثلجية

تُعد نمور الثلج من الحيوانات التي تقترب بشدة من خطر الانقراض، وهذا النوع من النمور معروف أنه يستوطن المناطق القطبية الثلجية، وخاصةً الجبال، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لتسميتها بهذا الاسم، إضافةً إلى لونها الأبيض الذي يقترب من اللون الثلجي، وهي تنتمي لسُلالة السنوريات.

أيضًا ربما يعتقد البعض من الاسم أن نمور الثلج تنتمي إلى النمور بشكلٍ أو آخر، لكن هذا ليس صحيحًا، فهي مجرد حيوان بري يُشبه الماعز والجاموس الثلجي، لكن ربما جاءت التسمية من قبيل التشابه في الصفات فقط، والاختلاف هنا موجود منذ العثور على أول فرد من النمور الثلجية في عام 1940، فهي تُعد من أحدث الحيوانات تعرفًا على البيئة، وبالرغم من ذلك تم تصنيفها سريعًا ضمن الحيوانات المُعرضة لخطر كبير مثل خطر الانقراض والانقراض.

تواجد نمور الثلج

قبل أن نعرف كيفية تعرض نمور الثلج لخطر الانقراض يجب أن نعرف أولًا عن تواجد نمور الثلج في العالم، فهي تتواجد بكثرة في ثلوج باكستان وأفغانستان، وتحديدًا على الحدود الهندية المشتركة بين البلدين، فهي مناطق جبلية ثلجية كثيفة، والأهم من ذلك أنها غير مأهولة، لذلك تجد النمور البيضاء الثلجية غايتها هناك، وقد كانت الأعداد في بداية اكتشافها تتجاوز المئة ألف، مُقسمة على جماعات، كل جماعة كانت تستوطن منطقة مناطق جبال البلدين، لكن، قبل سنواتٍ قليلة، خرجت أجهزة الإحصاء لتُفجر كارثة كبيرة وتقول أن عدد النمور الثلجية الموجود في العالم حاليًا لا يتجاوز الخمسة آلاف، الأدهى من ذلك أن عدد ربع هذا العدد فقط يستطيع الإنجاب والتكاثر مرة أخرى، أما البقية فقد فقدوا قدرتهم على ذلك ، وبالطبع نحن لسنا بحاجة عن كيفية حدوث هذا العجز في الأعداد الموجودة، فبالتأكيد قد واجهوا خطر الانقراض.

نمور الثلج وخطر الانقراض

خطر الانقراض المُخيف بدأ يُطارد النمور الثلجية منذ اليوم الأول الذي عرف العالم بوجودها فيه، فتقريبًا لا أحد من المناطق المُحيطة بجبال تواجد النمور الثلجية لم يحاول مُهاجمة فصيل منها والقضاء عليها، حتى قيل أن مُعدل القتل في كل عام يتزايد حتى أصبح في عام 2008 ستمائة رأس سنويًا، ومع أن أسباب القتل تتفاوت إلا أنها تشترك جميعًا في كونها تدل على جهل القائمين بها، فأغلبهم من المُزارعين، الذين يعتقدون أن النمور الثلجية قد تنقض على خرافهم ونباتتهم، والبعض الباقي يقومون بقتلها وبيع جلودها بفتات الأموال، لكن الحقيقة التي لا يعرفها كلاهما أن النمور الثلجية حيوانات مُسالمة للغاية، وأن جلودها تبلغ قيمتها ستين ألف دولارٍ على الأقل حسب الإحصائيات الأخيرة.

وبالطبع يمكنكم التوقع أن مافيا النمور الثلجية البيضاء تجد رواجًا كبيرًا، وذلك اعتمادًا على قتل أكبر عدد مُمكن سنويًا، حيث أن الجلود الذي يتم استخراجها تُباع في أسواق غير مُرخصة في الخفاء، ويُصنع منها المقاعد والحقائب الثمينة، والمقصود بالثمينة هنا تلك التي يتجاوز ثمنها آلاف الدولارات، فهي تُعتبر شبه نادرة، لذلك الحصول عليها انتصار في حد ذاته، خاصةً إذا ما وضعنا في الاعتبار أن المحاولات الأخيرة لإنقاذ النمور الثلجية قد نجحت.

المحاولات الأخيرة

عندما شعر المسئولون بإحداق خطر الانقراض على نمور الثلج بدأ الالتفات إليها أخيرًا ومحاولة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، ولأن ما يُمكن إنقاذه كما أسلفنا هم خمسة آلاف فقط، قامت عدة حملات بجلب أكبر عدد من النمور الثلجية ووضعها في المحميات الطبيعية، والتي تكون تحت إشراف حكومي وتأمين شديد، لذلك بدأت النمور الثلجية في الخمس سنوات الأخيرة عيش حياة هادئة ومُستقرة، لا تخشى فيها من خطر الانقراض، بل ويمكن القول أن عملية الإنقاذ للنمور الثلجية التي حدثت بعد ستين عامًا من الاستغاثة قد نجحت وآتت آُكلها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

17 + عشرة =