تسعة بيئة
طبيعة الكهوف
بيئة » الطبيعة » طبيعة الكهوف : تعرف على الكهوف وأهميتها في النظام البيئي

طبيعة الكهوف : تعرف على الكهوف وأهميتها في النظام البيئي

تعتبر الكهوف أحد المكونات البديعة في النظام البيئي من حولنا، نتعرف على معلومات شديدة الإثارة عن طبيعة الكهوف ، ثم نصحبك في رحلة شيقة إلى أهم الكهوف.

تعرف الإنسان إلى طبيعة الكهوف منذ القدم وسكنها باعتبارها المأوى الأفضل بالنسبة له خاصةً في الظروف البيئية الصعبة، واعتبرت بعض الشعوب مثل حضارة المايا أن الكهف هو مكان مقدس والأكثر ملائمة لإقامة الطقوس الدينية، وقد حملت الكهوف بعض الأفكار المثيرة للخيال عند الناس قديمًا، فهي طرق مظلمة متداخلة تحت الأرض، وبعضها بالغ الضخامة ويمكن أن يمتد لعشرات الكيلومترات، لكن الآن أصبح استكشاف الكهوف من الأشياء الموجودة بكثرة بين المتخصصين والهواة خاصةً التي تحتوي على الثلوج المتدلية والحجرات الضخمة والمياه الصافية، والتي تتميز أيضًا بظروف الجو الاستثنائية.

طبيعة الكهوف وأهم الكهوف حول العالم

ما هي الكهوف؟

التعريف المصطلح عليه للكهف وفقًا لاتحاد حماية الموارد البيئية للكهوف هو: أي تجويف أو خواء أو انحسار لنظام طبيعي متكون من ممرات متصلة تحت سطح الأرض. مدخل منطقة الكهوف عادةً ما يكون موطن أساسي لبعض الحيوانات مثل الثعابين والفئران والعناكب، لكن في عمق الكهوف لن تجد إلا القليل من الحيوانات والكائنات الحية بشكل عام، حيث أنك قد تجد بعض الخفافيش وحشرات صرصور الكهف.

تتواجد الكهوف في كل مكان حول العالم وتختلف طبيعة الكهوف بشكل متباين وتوجد في هيئة صور وأشكال متعددة، بعض الكهوف قد يكون لها مدخل موجود على سطح الأرض لكن النسبة الأكبر لا تحتوي على مداخل. وبعض الكهوف قد تحتوي على مياه في صور مختلفة، وبشكل غالب فإنها تحتوي على الرمال والطين والطمي.

طبيعة الكهوف

يمكن أن يستفيد العلماء من الكهوف في بعض المسائل العلمية الهامة الخاصة بتاريخ تكون الأرض وتأثير العوامل البيئية، فهي بمثابة السجل التاريخي للمناطق التي لم تتعرض إلى تدخل البشر إلا على نطاق ضيق، فهي شبه معزولة عما يحدث فوق الأرض. وعند اكتشاف أية كهوف جديدة فإنها تدخل ضمن تصرف المنظمات البيئية المسئولة سواء كانت حكومية أو مستقلة، فالكهوف قد تكون هشة ومعرضة للدمار بفعل أبسط العوامل الطبيعية مثل دخول الضوء إلى الكهوف بعد ظلام طويل أو الكميات المختلفة من الهواء التي لم تعتد عليها طبيعة الكهوف وكذلك مكونات أخرى مثل البكتيريا، وذلك بغض النظر عن التدخل البشري الذي قد ينتج كوارث حقيقية في حالة عدم خبرة المكتشفين.

كيف تكون الحياة ممكنة داخل الكهف؟

الكهوف هي من المناطق القليلة التي نجد فيها ندرة البشر والثدييات وعدد كبير من الحيوانات وذلك بسبب أسباب عديدة تخص طبيعة الكهوف ، فمثلاً نجد أنه من المستحيل أن تقدر عين البشر على الرؤية أو حتى إدراك الأشياء الموجودة داخل الكهوف العميقة، لذا فإن كل الكائنات الحية الموجودة هناك تمتلك قوة سمع ممتازة وتحاول تطويرها وتطويعها مع الظروف أو أن لديها قدرة على الاستشعار، ولولاها لما استطاعت البقاء على قيد الحياة. لكن من خلال المعرفة الدقيقة للكهوف الآن، أصبح بإمكان غير المتخصصين زيارة الكهوف وربما استكشافها أيضًا والبقاء فيها لأيام، حيث عرفت باسم هواية ريادة الكهوف والتي بدأت في فرنسا لتجذب أنظار المتحمسين للمغامرة.

الكهوف وبداية الفن

ظهر الفن مع ظهور المجتمعات حتى البدائية منها، وأقدم الرسومات الفنية التي وجدت حتى الآن هي عبارة عن رسومات لحيوانات، ويرجح أن عمرها يتراوح بين 35,000-40,000 سنة، ووجدت داخل كهف بيتاكيري في إحدى الجزر الإندنوسية، وهذا يدل على أن طبيعة الكهوف كانت مميزة بالنسبة للإنسان القديم والتي استغلها لوضع أولى الأعمال الفنية في التاريخ.

كهف كروبيرا: أعمق كهف في العالم

في منطقة قريبة من دولة جورجيا تسمى أبخازيا وهي مستقلة ذاتيًا، يوجد الكهف الأعمق في كوكب الأرض، وقد تم اكتشافه في بداية القرن العشرين، لكن مر وقت طويل حتى استطاع العلماء فحص مكوناته بشكل كامل، ويبلغ عمقه 2,080 متر (6,800 قدم)، ووجدت بعض الأنواع من الكائنات الحية في عمق 300 متر مثل صرصور الكهف وأنواع من الديدان والأسماك، ونلاحظ أنها تعيش في برودة قارصة لدرجة غريبة وكان من الصعب سابقًا تفسير طريقة تكيفهم مع ذلك، وعندما حاول بعض الهواة مؤخرًا اكتشاف كهف كروبيرا بشكل واسع مروا بمخاطر كبيرة مثل السباحة في مياه أعلى ذات درجة أعلى من درجة التجمد، وأيضًا فيضان من الماء حاصرهم لأكثر من ثلاثين ساعة.

كهف آيسريزنفيلت: أضخم الكهوف الثلجية

يوجد هذا الكهف الغريب من ناحية شكله وتكوينه في النمسا، ويمتد لحوالي 50 كيلومتر، وهي مسافة شاسعة جدًا بالنسبة للثلوج الثلجية، والترجمة الحرفية لاسمه تعني “عالم عمالقة الجليد”، وقد تم اكتشافه في سنة 1879، وهو مليء بالحجرات الضخمة والمتوسطة والصغيرة في الحجم ومتصلة من خلال مداخل متعددة، مما يسمح للهواء بالتدفق في خلال كل الحجرات، مما يتسبب في زيادة البرودة بنسبة كبيرة، وتتميز تلك المتاهات الجليدية بألوانها المختلفة جدًا والتي يتم إضاءتها باستخدام استحثاث المغنسيوم لإضافة جو مثير للكهف وذلك يجعله أحد أكثر الكهوف الغريبة والتي تدعو السياح والهواة إلى زيارتها كل سنة، ومع ذلك فإن أغلب أجزاء الكهوف ممنوعة الزيارة بسبب خطورتها وإمكانية سقوط قطع الجليد.

كهف أوردا: الكهف الغامض

يحمل هذا الكهف بعض المميزات التي قد تجعله أحد أهم الكهوف وهو يعطينا صورة مذهلة عن تنوع طبيعة الكهوف حول العالم، فهو أطول كهف يوجد تحت الماء في روسيا، وهو الكهف الجيري الوحيد المكون من الجبس (الجص) الموجود تحت الماء، ويبلغ طوله 5 كيلومتر وهو مكون من مياه ذات نسبة صفاء عالية جدًا لدرجة أن الغواصين يمكن أن يروا لمسافة 45 متر أمامهم بوضوح، كما أنه لا توجد أية تيارات مائية في الكهف، لكنه في نفس الوقت ليس الكهف الذي سيريد الغواص أن يتوه فيه، فهو يحتوي على ممرات صغيرة جدًا يمكن أن تؤدي إلى أماكن بعيدة تمامًا عن الكهف وهي مناطق غير مأهولة بالسكان وقد يكون من المستحيل العودة من نفس المكان، كما أن البرودة تصل إلى -20 درجة مئوية على السطح، وإذا لمست أي شيء من مكونات الكهف فإنه قد يتحطم بسهولة، لذا فإن الذهاب مغامرة صعبة.

كهف الحظ السعيد

الاسم الرسمي له هو كهف لوبانج ناسيب باجوس، ويقع في متنزه وطني في جزيرة بورينو، والمميز فيه أنه يحتوي على الحجرة الأضخم على الإطلاق من بين كل كهوف الكوكب، حيث أن ارتفاع السقف يصل في الحجرة إلى 100 متر، وعرضها ضخم جدًا لدرجة أنك قد تشعر أنك داخل فيلم فانتازيا، وهو من أقدم الكهوف الموجودة والتي قدر العلماء أنها تشكلت ودب فيها الماء منذ عشرات آلاف السنين، والجدير بالذكر أيضًا أن الجزيرة تحتوي على عدد كبير من الكهوف المميزة مما يجعلها الوجهة الأكثر إثارة بالنسبة لمحبي اكتشاف الكهوف.

كهف الكاتدرائية العجيبة

يقع في الحدود بين تشيلي والأرجنتين، لكن إذا أردت زيارته فعليك السفر من العاصمة إلى مدينة كوهايك ثم قطع مسافة 320 كيلومتر فقط لتصل إلى الكهف، لكن الرحلة قد تستحق العناء، حيث سترى مياه بلورية صافية تمامًا ومناظر طبيعية جميلة مثل النباتات ذات الألوان المميزة، كما أنه بإمكانك الإبحار بقارب لترى أغلب أجزاء الكهف، ويعتبر الكهف حديث نسبيًا حيث أنه تكون منذ 6,000 سنة من خلال الأمواج القوية التي أثرت على ذوبان مسام الصخور وتحويلها إلى كربونات الكالسيوم لتتراكم فيما بعد.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

أربعة + 18 =