إذا نظرنا إلى أقوى الزلازل التي ضربت كوكب الأرض على مر السنين سنجد أن غالبيتها العظمى حدثت في مناطق مختلفة في قارة آسيا، وفي القائمة التالية سنعرض لك بإيجاز أهم تفاصيل تلك الزلازل والتي تكاثرت بالتحديد في الصين التي ضربها أقوى زلزال مدمر على الإطلاق ثم يليه في حصيلة الوفيات الزلزال الذي حدث في مدينة حلب السورية في القرن الحادي عشر الميلادي وقد حول شكل المدينة بالكامل وغيرها من الحوادث الأخرى بالترتيب التنازلي وفقًا لعدد الوفيات وشدة التأثير باعتبار مقياس ريختر في قياس شدة الزلازل.
تعرف على أقوى الزلازل على مر التاريخ
شينسي – الصين
- عدد الوفيات: 830,000
- شدة الزلزال: 8 درجات
هو بلا شك أقوى الزلازل التي عصفت بعالمنا من ناحية عدد الموتى والمصابين وكذلك المساكن والمنشآت التي تعرضت إلى الدمار الكامل، حدث الزلزال في يوم 23 يوليو من سنة 1556 وفي ذلك الوقت لم تكن منطقة شينسي مرتبطة بشكل قوي بالمناطق الأخرى في الصين مما جعل من الصعب على الجرحى تلقي العلاج فزاد ذلك من حصيلة الوفيات، ومنطقة شينسي هو الاسم القديم لمقاطعة شانكسي الحالية وهي منطقة شبه معزولة تبعد عن عاصمتها حوالي 50 ميل، لكن الزلزال القوي لم يؤثر عليها فقط بل على بضعة مناطق بعيدة عنها مثل هونان التي تبعد عنها أكثر من 500 ميل، وحدثت كل الآثار التي يمكن أن يسببها أي زلزال وتعرضت غالبية المنشآت إلى حطام كامل.
حلب – سوريا
- عدد الوفيات: 230,000
- شدة الزلزال: غير معروفة
يؤرخ تاريخ الزلزال بيوم 9 أغسطس من سنة 1138 ميلادية، ذكرت المصادر أن هذه الظاهرة الكونية دمرت بوابات وحيطان وقواعد مدينة حلب السورية وأوصلت البيوت إلى أنقاضها لدرجة مهولة، ولم يصدق الناجون ما حدث وتوالت الروايات الأسطورية عما حدث في هذا اليوم، فقلعة حلب الكبيرة انهارت على من فيها وغيرها من المنشآت الحيوية في المدينة التي كانت تعتبر مركز سياسي هام في تلك الفترة، لكن وبالرغم من الآثار السيئة التي تعرض لها أهل حلب إلا أنهم لم يكونوا الوحيدين، فبالقرب من المدينة أنشأت القوات الفرنسية وغيرها من حلفائها خلال فترة الحروب الصليبية معسكرات تدريب وحصن ضخم، فتعرض عدد كبير منهم إلى الموت ودمر الحصن بالكامل، وقد سمع أيضًا صوت الزلزال وشعر السكان بأثره في دمشق التي تبعد حوالي 220 ميل من الجنوب.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن مدينة حلب ومناطق مجاورة لها تعرضت إلى كميات كبيرة من أقوى الزلازل المدمرة أو المتوسطة وذلك في فترات تاريخية مختلفة، فهذا الزلزال ليس الوحيد الذي حدث في نفس السنة والسنة التي تليها في المدينة نفسها أو في منطقة شمال سوريا وغرب تركيا، وقد جعل الحياة شبه مستحيلة لسكانها في تلك الفترة واحتاج الأمر سنين طويلة ليعود الهدوء والرخاء إلى المدينة، ونذكر أيضًا الزلزال الذي حدث في سنة 1822 والذي تبعه بثماني سنين، وفيهما تعرض أكثر من ثلث السكان إلى الفناء ودمرت الكثير من الآثار القديمة.
سومطرة – إندونيسيا
- عدد الوفيات: 227,898
- شدة الزلزال: 9.1 درجة
هو ثالث أقوى الزلازل التي هزت الأرض في القرن العشرين وهو الأقوى منذ الزلزال الذي هز ألاسكا في سنة 1964، وقد حدث الزلزال في يوم 26 ديسمبر من سنة 2004 في جزيرة سومطرة التي تعتبر من أغنى المناطق في آسيا والعالم من حيث التنوع الحيوي ووجود قبائل بدائية، وهذا العدد الضخم من الوفيات الذي جاوز الربع مليون إنسان لا يقارن بعدد المتضررين من الآثار التي أجبرت 1.7 مليون إنسان إلى النزوح والبحث عن ملجأ بعد خراب منازلهم وهذا ليس بسبب آثار الزلزال وحده بل بالآثار التابعة التي خلفتها أمواج تسونامي في 14 بلد في جنوب آسيا وشرق أفريقيا، مما يجعله أحد أسوأ الكوارث الطبيعية وواحد من أقوى الزلازل التي حلت على كوكبنا منذ عقود.
دامغان – إيران
- عدد الوفيات: 200,000
- شدة الزلزال: غير معروفة
يؤرخ للزلزال بأنه حدث في يوم 22 ديسمبر من سنة 856 ميلادية في إيران، وقد امتد إلى الشمال الشرقي لإيران على بعد 200 ميل مع وجود التركيز الأكبر في مقاطعة دامغان والتي كانت تضم عدد كبير من السكان في ذلك الوقت وتعرض غالبيتهم إلى الفناء.
نينجكسيا – الصين
- عدد الوفيات: 200,000
- شدة الزلزال: 7.8
حدث الزلزال في يوم 16 ديسمبر من سنة 1920 وهو يعتبر ثاني أسوأ و أقوى الزلازل التي مرت بها الصين، ولعل ما يميزه أنه انتقل إلى عدد مختلف وكبير من القرى المجاورة التي تعرضت غالبيتها إلى الدمار الكامل، وامتد الزلزال إلى بعد 125 ميل وامتد تأثيره ليشمل تغييره لاتجاه مجرى الأنهار وتخريب النظام الزراعي الذي أخذ عشرات السنين ليتم إصلاحه بشكل جزئي فيما بعد.
كانتو – اليابان
- عدد الوفيات: 142,800
- شدة الزلزال: 7.9 درجة
في سنة 1923 حل الدمار في منطقة طوكيو-يوكوهاما على إثر هزة أرضية تسببت في توابع لاحقة مثل حرائق غابات مهولة من المستحيل السيطرة عليها ودمرت حوالي 381,000 منزل من أصل 694,000 منزل سواء كان ذلك بشكل جزئي أو كلي، وقد تداولت وسائل الإعلام الكارثة باسم حريق طوكيو الكبير أو زلزال طوكيو الكبير على الرغم من أن الدمار الأكثر حدة حدث في يوكوهاما، واعتبر من أقوى الزلازل التي حدثت في القرن العشرين خاصةً أنه أثر على البنية التحتية للمدينة وتسبب في إزاحة لجزء كبير من التكتلات الأرضية.
عشق آباد – تركمانستان
- عدد الوفيات: 110,00
- شدة الزلزال: 7.3 درجة
مدينة عشق آباد هي عاصمة تركمانستان وهي تعتبر أحد أهم المراكز الحيوية في المنطقة وسكانها خليط من أعراق متعددة من الأرمن والترك والروس، وفي يوم 5 أكتوبر من سنة 1948 ضربت هزة أرضية قوية المدينة لتدمر المباني الرئيسية فيها والبنايات الخرسانية وامتد التأثير ليشمل منطقة مجاورة في إيران، وتعرض السطح إلى خراب جزئي وكلي في الكثير من المناطق في الشمال الغربي والجنوبي الشرقي للمدينة، ومع هذا الكم الكبير من الوفيات فإن الحكومة السوفيتية التي كانت تسيطر على المدينة في ذلك الوقت ومناطق أخرى في آسيا أخفت العدد الحقيقي لضحايا الكارثة وصرحت بأنه عشر آلاف قتيل فقط وأخفت كل المعلومات عن وسائل الإعلام، إلا أنه تم التأكد من العدد الحقيقي بعد ذلك.
فالديفيا – تشيلي
- عدد الوفيات: 6,000
- شدة الزلزال: 9.5 درجة
في سنة 1960 ضرب زلزال عنيف دولة تشيلي ووصلت شدته إلى 9.5 درجة وتسبب في انهيار وتغيير ضخم لبنية مدينة فالديفيا، وبالرغم من تلك الشدة المهولة للزلزال إلا أنه خلف 6,000 قتيل فقط وهو رقم ضئيل جدًا بالتناسب مع أقوى الزلازل الأخرى الأقل درجة منه، فقوة تلك الهزة يمكننا مقارنتها بقوة ألف قنبلة نووية أو 178 جيجا طن من مادة التي إن تي المتفجرة، ببساطة فإنه زلزال أعاد رسم خارطة دولة تشيلي ودمر أقوى المباني الموجودة والتي كانت غالبيتها مبنية بطريقة هشة، وامتد ليصل إلى هاواي على بعد 435 ميل ودمر أغلب ممتلكات السكان، ويجب أن نضع في الاعتبار أن تشيلي من أفقر الدول في العالم وهذه الكارثة فقط تسببت في خسارة تزيد عن المليار دولار.
أضف تعليق