ما هي أكثر أنواع فصائل الطيور المهددة بالانقراض ؟

الطيور المهددة بالانقراض زادت بنسبة كبيرة في القرن الماضي بسبب الإنسان والثورة الصناعية وفي كل سنة تزداد النسبة، وأصبحت المشكلة خطيرة ومؤثرة في التنوع الحيوي للبيئة بالتوازي مع الكوارث البيئية الهائلة التي تحدث، وفي القرون الخمسة الماضية انقرض أكثر من 500 نوع من الطيور منها بعض الأنواع الوحيدة في الفصيلة، وأصبح هناك آلاف الأنواع من الطيور المهددة بخطر الانقراض، في التالي سنستعرض لك أهم تلك الطيور بدايةً من طائر أبو منجل العملاق وهو طائر قديم أزاحه الإنسان عن بيئته بالقوة، مع بعض الأنواع الأخرى من الطيور مثل الكاجو وبومة الغابة والكندور الكاليفورني، وفي الفقرة الأخيرة سنذكر لك أهم الطيور التي انقرضت في القرون الأخيرة.

أكثر الطيور المهددة بالانقراض

أبو منجل العملاق (Giant ibis)

هو طائر ضخم من عائلة أبو منجل، وهو يتواجد في البحيرات والأنهار الواسعة وفي الغابات شبه المفتوحة بالإضافة إلى بعض الأماكن الأخرى مثل اقترابه من حمامات السباحة والأماكن التي تحتوي على مياه، كان منتشرًا إلى حد ما في إقليم دلتا ميكونج في الصين، إلا أن أعداده بدأت بالتقلص في القرن الماضي، يزن حوالي 4.2 كيلوجرام، وطوله يتراوح بين 102-106 سم. لدى هذا الطائر النادر صوت عالي وغريب عادةً ما يخرجه عند شروق الشمس أو غروبها، وقد تعرض الطائر إلى حملات هجوم قوية على الأماكن التي يسكن فيها، خاصةً عند قيام بعض الشركات الضخمة المصنعة للمطاط وبعض المواد الأخرى بإزالة كميات كبيرة من الغابات التي يسكنها في الصين، وعندما تزايد عدد البشر في كمبوديا أثر التوسع العمراني على وجود أبو منجل العملاق مع عوامل أخرى مثل جفاف بعض البحيرات، ليصبح عدد الأزواج الموجودين في العالم كله حوالي 100 زوج، وهو بهذا أحد أكثر أنواع الطيور المهددة بالانقراض على الإطلاق.

أيضًا هناك طائر مهدد بالانقراض وهو أبو منجل الناسك من نفس العائلة، وهو من أقدم أنواع الطيور الموجودة على الكوكب، حيث أن الكشوف الحفرية أثبتت وجوده منذ أكثر من 1.8 مليون سنة، وعدد الأفراد المتبقيين منه الآن 500 فرد تقريبًا تم اكتشافهم في جنوب المغرب العربي، وهناك حوالي عشرة أفراد في سوريا، وتم اكتشاف أفراد آخرين بكميات صغيرة جدًا في تركيا والنمسا وإسبانيا.

الكندور الكاليفورني (California condor)

هو أحد أنواع النسور، ولاشك أن هذا الطائر هو من أكثر أنواع الطيور المميزة في عدة نواحي، وزنه يصل إلى 12 كيلوجرام وهو بذلك يصنف كواحد من أضخم الطيور القادرة على التحليق في السماء لمسافات طويلة، وجناحه أكثر اتساعًا من أي طائر آخر في أمريكا الشمالية، وعمره قد يصل إلى ستين عامًا، وهو مع ذلك من أكثر الحيوانات المعرضة للانقراض، لذا فقد أمرت الحكومة الأمريكية في الثمانينيات من القرن الماضي بأسر كل الأفراد الموجودين والذين بلغ عددهم 27 فرد، إلا أنه تم اكتشاف بعض الأفراد الجدد في السنين التالية ووصل عددهم حتى الآن 425 فرد، وهنالك جهود كبيرة تقدمها الحكومة الأمريكية لتحاول أسر أي أفراد موجودين في البرية ومنع أية محاولات غير قانونية مثل الاتجار به. أيضًا فإن هذا الطائر معروف في الثقافة الأمريكية بشكل كبير، حيث أن هناك الكثير من الأساطير التي نُسجت عنه في القرن الماضي، حيث اعتقد السكان أنه مصاص دماء وأنه يقوم في بعض الأوقات بأسر البشر واختطافهم وقطع رؤوسهم.

الكاجو (Kagu)

هو طائر مميز جدًا، يطلق عليه لقب “شبح الغابة” وهو النوع الوحيد الباقي على قيد الحياة من عائلته، وبالرغم من ذلك فإن العلماء لم يتمكنوا من تصنيفه بشكل نهائي بسبب الصفات المختلفة التي يحملها وعدم توفر العينات الكافية من مناطق مختلفة، ريشه ناعم ذو لون أبيض. مع أن وزنه خفيف (حوالي نصف كيلو جرام) إلا أنه يطير بصعوبة، وهذا السبب جعله فريسة سهلة لعدد كبير من الحيوانات مثل الكلاب، مما وضعه في مصاف الطيور المهددة بالانقراض في العشرين سنة الأخيرة.

ببغاء الباراكيت الأخضر (Rose-ringed Parakeet)

هو أحد أنواع الببغاوات مرتفعة الثمن في الأسواق السوداء للطيور، وذلك بسبب شكل جسده القصير والجميل، والذي عادةً ما يكون ذا لون أخضر (بالإضافة إلى تموجات بعض الألوان الأخرى)، وهو يملك قدرة على نطق وتقليد بعض الكلمات، مما أكسبه شعبية وأصبح مطلوبًا لمحبي الطيور، وقد أدى هذا على مر السنين إلى تقليل الكميات الموجودة منه وقتله عن عمد أو بدون قصد بواسطة الصيادين والمزارعين، مما جعله معرضًا للانقراض في وقتنا الحالي.

بومة الغابة (Forest owlet)

هي بومة تتوطن في غابات وسط الهند، وهذه البومة على حافة الانقراض بشكل بالغ الخطورة، بل أن العلماء اعتقدوا أنها قد انقرضت منذ عام 1884، إلا أنه بعد انقضاء أكثر من مئة عام، تفاجأ العلماء باكتشاف بعض الأفراد في عام 1997، وتم إيداع العينات في المتحف البريطاني إلا أنها تعرضت للسرقة بعدها بفترة قصيرة، ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن أفراد يحتمل أن يكونوا متجمعين في مناطق في الهند، وعدد الأفراد الذين تم إيجادهم حول العالم هو أقل من 250 طائر.

غطاس جونين (Junin Grebe)

طائر غير قادر على الطيران، وهو عادةً ما يعيش في المياه وبالتحديد وحصرًا في البحيرات والقنوات في دولة بيرو في أمريكا اللاتينية، ويمكن للإنسان تمييزه بسهولة من بين الكثير من الطيور من خلال أعينه الحمراء اللامعة والتدرج اللوني الجميل لريشه فيما بين الأبيض والأسود، عادةً ما يقتات على الأسماك الصغيرة. عدد الأفراد المتبقيين حتى الآن أقل من 250 طائر، وهو بهذا من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، وتم اتخاذ بعض الإجراءات الصارمة في السنين الأخيرة للحد من العوامل التي يمكن أن تساعد في انقراضه مثل تقييد أنشطة التعدين واستخراج المعادن والتي تعتبر السبب الأساسي في تقلص أعداد طائر غطاس جونين.

العقاب الفلبيني (Philippine eagle)

أحد أنواع العقبان التي تتوطن في الفلبين حصرًا، وهو يعتبر أحد أضخم وأقوى الطيور في العالم كله وأكثرها ندرة أيضًا، لذا فإن الحكومة الفلبينية تحاول الحد من مشكلة نقصان أعداده بكل الطرق الممكنة، لدرجة قيامها بقانون يحظر اصطياده ووضع عقوبة بالسجن لـ 12 سنة مع الأشغال الشاقة لمن يشارك أو يساعد في اصطياده، والتقديرات تشير إلى وجود 180-500 فرد حتى الآن في الجزر الفلبينية فقط.

أهم الطيور المنقرضة في القرون الماضية

انقرض عدد كبير من الطيور في القرن الأخير والقرون السابقة بسبب العوامل البشرية بالشكل الأكبر، نذكر منها بط اللابرادور الذي انقرض بسبب ما يطلق عليه عمليات التبادل الكولومبي (وهي الآثار التي حدثت بعد اكتشاف كولومبوس لأمريكا وما تلاه من نقل للمحاصيل الزراعية والحيوانات، وهي أحد أخطر الكوارث البيئية)، والآن توجد 55 عينة محنطة لبط اللابرادور في متاحف العالم.

أيضًا هناك طائر الأوك الكبير أو العظيم، وهو طائر لا يطير وهو الجنس الوحيد المتبقي من فصيلته في العصر الحديث، وهو يعتبر خسارة للتنوع الحيوي في الأرض، انقرض النوع في القرن التاسع عشر وكان يفضل البقاء بالقرب من المحيطات. كذلك الحمام المهاجر الذي كان متوطنًا في أمريكا الشمالية بكميات ضخمة، إلا أنه انقرض تمامًا في القرن العشرين. البومة الضاحكة أيضًا تعرضت للانقراض في بدايات القرن العشرين وهي أحد الأنواع الهامة من البوم والتي توطنت في نيوزلاندا منذ مئات السنين.