تأثيرات الصناعة زادت منذ بداية الثورة الصناعية، إلا أنه تحديدًا في العقدين الأخيرين أصبحت المشكلة بالغة الخطورة على البيئة والكائنات الحية، خاصةً التلوث في بعض المناطق كمياه المحيطات ووجود بعض الملوثات المدمرة مثل البلاستيك الذي يهدد الحياة البحرية بأكملها، لذا فإنه قد حان الوقت ليتحد البشر مع بعضهم البعض ويقفوا أمام هذا التأثير الخطير للحركة الصناعية حول العالم، وهذا ما سنوضحه لك في هذا الموضوع، حيث سنتعرض إلى خطورة بعض الأنواع من الصناعات مثل صناعة الفحم التي يمكن أن تتسبب في تدمير البيئة والكائنات الحية، وأيضًا صناعة البلاستيك وغيرها من الصناعات التي تنتج كميات كبيرة من الانبعاثات الضارة والتي تؤثر في مشاكل مصيرية مثل التغير المناخي والمطر الحمضي وغيرهم الكثير.
تعرف على تأثيرات الصناعة السلبية على البيئة
آثار صناعة الفحم في أمريكا والعالم
في كل سنة في الولايات الأمريكية وبسبب صناعة الفحم فقط، فإن هناك 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون يخرج إلى الغلاف الجوي، وهو العامل الأكثر تأثيرًا في الاحتباس الحراري، ومع ذلك فإنه حتى الآن لا توجد أية قوانين في أمريكا تقيد من صناعة واستخدام الفحم بالرغم من الآثار المدمرة على البيئة وصحة الإنسان والحيوانات والنباتات، وأمريكا هي ثاني أكبر البلدان إنتاجًا للفحم بعد الصين التي تستحوذ على قرابة 47% من الإنتاج العالمي السنوي للفحم، ويليهما كل من أستراليا والهند وإندنوسيا، كما أنها تتسبب في خروج 10,000 طن من ثاني أكسيد الكبريت سنويًا وهو المسبب الرئيسي للمطر الحمضي والذي يتسبب في تدمير الغابات والبحيرات والبنايات المختلفة، وأيضًا 10,200 طن من أكسيد النيتروجين وهو السبب الأساسي في ظهور الضباب وأيضًا يساهم في تشكيل الأمراض الحمضية. كذلك حوالي 720 طن من أول أكسيد الكربون وهو غاز سام ويساهم في التغير المناخي، مع نسبة ضخمة من الغبار والتي يصل حجمها إلى حوالي 125,000 طن، يمكن أن يدخل هذا الغبار إلى جسدك إذا كنت في منطقة قريبة من مصنع فحم أو إلى أي حيوان أو نبات.
تأثير الفحم على البيئة والإنسان
تتسبب صناعة الفحم سنويًا في ظهور 225 باوند من الزرنيخ المعروف بطبيعته القاتلة، و114 باوند من الرصاص و4 باوندات من الكادميوم، ونسب صغيرة من بعض المعادن الثقيلة السامة الأخرى، مثل انبعاثات الزئبق الخارجة من مصانع الفحم والتي تسببت في تلوث هائل لعدد كبير من البحيرات والأنهار في ولايات أمريكا الشمالية والموجودة في الشمال الشرقي وأيضًا في كندا وبعض المناطق الأخرى، ففي ولاية ويسكونسن وحدها تلوث أكثر من 200 نهر وبحيرة بالزئبق، وأطلقت وزارة الصحة تحذيرات مستمرة بعدم تناول أية أسماك موجودة في تلك المياه أو أية حيوانات يمكن أن تعتمد على الشرب منها، حيث أن الزئبق يمكن أن يتسبب في مشاكل خلقية في الولادة وفي تلف الدماغ وأعراض أخرى. وأيضًا فإن من أسوأ مخاطر الفحم هو ما ينتج من المحروقات (الهيدروكربونات) حيث أنها لا تحترق بشكل كامل، لذا فإنها تنتشر في الجو لتتكون فيما بعد وتسبب الجو الضبابي.
الاحتباس الحراري نتاج الصناعة يهدد المدن الساحلية بالغرق
بسبب كثرة الانبعاثات الضارة بالغلاف الجوي، فإن التغير المناخي يحدث باستمرار ويزيد، ويمكن أن يتسبب في كارثة محققة مثل ارتفاع منسوب المياه يمكن أن يهدد عدد كبير من المدن الساحلية والتي غالبًا ما تشمل نسبة كبيرة من السكان الأصليين بالإضافة إلى عدد كبير من السياح، وهذا يشمل دولاً في كل قارات العالم ومنها بعض الدول العربية. فبسبب ذوبان الثلوج وبعد ارتفاع المنسوب بشكل ملحوظ ستكون للفيضانات قدرة تدميرية أكبر بعد عشرات السنين من الآن أو ربما أقل طالما أنه لا توجد جهود دولية ثابتة في محاربة أسباب ارتفاع منسوب المياه، ومع ذلك فإن بعض العلماء يشيرون إلى أن السلطات قد تملك قدرة على التحكم بجزء كبير من الخسائر التي قد تحدث بسبب الفيضانات مثل بناء السدود، لكن حتى الآن لا توجد أية تحركات فعلية في المدن المهددة، والأمور كلها رهن الاحتمالات. من أكثر المدن الساحلية المعرضة للغرق: نيو يورك وميامي (أمريكا) – مومباي (الهند) – الإسكندرية (مصر) – ناجويا (اليابان) – شينزن (الصين).
تأثير صناعة البلاستيك على البيئة
البلاستيك يقتل سنويًا أكثر من مليون طائر بحري وأكثر من 100,000 من الثدييات البحرية، ووجد الباحثون أن 44% من كل أنواع الطيور البحرية تملك قطعًا من البلاستيك داخل جسدها وتؤثر على تطور جسدها بشكل خطير نسبيًا، وأيضًا 22% من الحيتان وكل السلاحف البحرية وأنواع كثيرة من الأسماك، أي أن البلاستيك يهدد الحياة البحرية بشكل مباشر، ومع ذلك وخلال العشرة سنين الأخيرة، أنتج البشر كميات من البلاستيك أكبر من الكميات التي أنتجها في المئة عام السابقة، أي أن الإنتاج يزيد بشكل مهول، حيث أخبرتنا آخر الأرقام الإحصائية أن الأمريكيين فقط يلقون حوالي 35 مليار زجاجة بلاستيكية كل عام، وهي تعتبر بالغة الخطورة على البيئة لأن البلاستيك قد يستغرق ألف سنة كاملة ليتحلل وربما أقل أو أكثر، لذا فإن أغلب المنتجات البلاستيكية التي نستخدمها تظل موجودة بصورة أو بأخرى في الطبيعة، والبشر لا يقومون إلا بمعالجة 5% من البلاستيك المستخدم، ويعتبر العنصر الأكثر خطورة بالنسبة لتلوث أسطح المحيطات، حيث أنه يشكل نسبة 90% من النفايات الموجودة فيها.
البلاستيك منتج قاتل
يمكن أن تكون المنتجات البلاستيكية مانعة للحياة أيضًا، وذلك من خلال الكميات الكبيرة الطافية على أسطح البحار والتي تمنع وصول أشعة الشمس إلى المناطق السفلى خاصةً المناطق الأكثر عمقًا والتي تعتمد على نسبة ضئيلة من ضوء الشمس في الظروف العادية، بل وأنه قد يكون أحد المسببات الضارة للإنسان على المدى البعيد، وإذا أردت أن تدرك خطورة البلاستيك، فاعلم أنه يكون 10% من كل المخلفات والنفايات الخارجة من العمليات الصناعية، ومع ذلك فإن أغلب الحكومات حول العالم لم تقدم أية اقتراحات أو قرارات جادة فيما يخص منع وتقييد الصناعات البلاستيكية وتوعية المستهلكين بمدى الضرر البيئي الذي يسببه.
تأثير صناعة لحوم الحيوانات
في السابق كانت الصناعات الغذائية موجودة على نطاق صغير، لكن الآن أصبح هناك عدد كبير من الشركات العملاقة التي تدير أعمالاً في أغلب دول العالم، وتلك الشركات تتعامل مع مئات الملايين من الحيوانات وتضعها في مجموعات كبيرة العدد، وتضطر لاستخدام بعض الإجراءات التي قد تؤثر على البيئة والصحة، فهناك حوالي 10 مليار حيوان في الولايات المتحدة يتم استخدامهم للحصول على منتجات الألبان واللحوم والبيض سنويًا، وتؤثر تلك الصناعة في إخراج 37% من انبعاثات غاز الميثان، والتي تعتبر بالغة التأثير في تغير المناخ وقد تكون أقوى بعشرين مرة من ثاني أكسيد الكربون في تأثيره على التغير المناخي، أيضًا فإن حرق الوقود الحفري لإنتاج سماد الحيوانات يتسبب في انبعاث 41 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في أمريكا فقط، وأيضًا هناك زيادة في انبعاثات هذا الغاز الضار بحوالي 2.4 مليار طن بسبب قطع وإزالة الغابات وذلك في العالم كله.
الشركات الضخمة المصنعة للحوم عادةً ما تعطي الحيوانات مضادات حيوية لزيادة النمو، أو للعلاج من الأمراض الناتجة عن تزاحم الحيوانات، وهذه المضادات تدخل البيئة وتتداخل في السلسلة الغذائية، وتلك الشركات مسئولة عن التلوث الجوي بشكل كبير خاصةً في إنتاجها لكميات ضخمة من كبريتيد الهيدروجين والأمونيا.
أضف تعليق