تسعة بيئة
إنتاج الورق حول العالم
بيئة » الزراعة والغذاء » إنتاج الورق حول العالم : التأثيرات البيئية له

إنتاج الورق حول العالم : التأثيرات البيئية له

يعتبر إنتاج الورق حول العالم واحد من أهم مسببات قطع الغابات وتبوير مساحات شاسعة منها، نستعرض الأثر البيئي السلبي لإنتاج الورق حول العالم في السطور المقبلة.

إنتاج الورق حول العالم تحول مؤخرًا إلى أحد الصناعات التي باتت تؤرق الحكومات المختلفة نتيجة التأثير السلبي الشديد لهذه الصناعة، وحاليًا تحول إنتاج الورق حول العالم -أو ما يطلق عليه صناعة “الورقة البيضاء”- إلى سلاح يدمر البيئة بسبب دورة صناعته التي تحمل في جعبتها العديد من التأثيرات السلبية؛ بداية من عمليات قطع الأشجار مرورًا بتأثيرات الصناعة نفسها، نهاية بطرق التخلص من الأوراق وعمليات الحرق التي باتت تعتمد عليها العديد من الدول من أجل التخلص من الأوراق والنفايات الناجمة عنها خلال الفترة الحالية، بجانب ذلك فدائمًا ما يشار إلى أن الورقة الناصعة البياض تحتوي على عدد كبير من جزيئات السموم والتي تحتاج إلى ميكروسكوب للتعرف عليها لصعوبة اكتشافها بالعين المجردة، لذلك فأي إنسان يحاول التعمق في مجال صناعة و إنتاج الورق حول العالم، يتبادر إلى ذهنه عشرات التساؤلات حول التأثيرات السلبية لـ ” إنتاج الورق ” على البيئة، ويبدأ في طرح أسئلة تتمحور حول ماذا يخفيه إنتاج الورق حول العالم من مخاطر؟، وما هو السبب الخفي وراء عملية منع حرق الأوراق أو القيام بدفنها؟.

التأثيرات السلبية لصناعة إنتاج الورق حول العالم

خلال السنوات الماضية بادرت العديد من الجهات حول العالم بالتحذير من تأثيرات إنتاج الورق والتي دائمًا ما تتسبب في العديد من الأمراض والجوانب السلبية على البيئة، فمع بدء تطور حياة الإنسان وزيادة أوجه المعرفة منذ مئات السنين فقد بدأ الاعتماد على الورق حول العالم يتزايد بصورة لافتة للنظر، الأمر الذي عاد بنتائج سلبية على البيئة، ووصل الصراع مع البيئة والمواد الطبيعية إلى أقصى منتهاه، ومن بين التأثيرات السلبية لـ ” إنتاج الورق “، هو الاستهلاك المتنامي للمياه المتواجدة بشكل أساسي في إنتاج الورق حول العالم ، إلى جانب إطلاق هذه الصناعة للعديد من المواد التي من شأنها تلويث المياه بدرجة كبيرة، بجانب ذلك فهناك العديد من الأضرار الناجمة من عمليات التخلص من نفايات الأوراق سواء من خلال عمليات حرقها أو دفنها وذلك على صحة المواطنين نتيجة احتواء الورق على العديد من المواد السامة، ويؤكد العديد من الخبراء أن إنتاج الورق يدخل في صناعته إلى جانب الخشب مادة تسمى “الدايكسين” والتي تعد أحد المواد السامة التي يتم الاعتماد عليها في إنتاج الورق حول العالم ، ويشير الخبراء إلى أن هذه المادة من المواد سريعة الانتشار في الهواء والتي يؤثر استنشاقها على الجهاز التنفسي للمواطنين.

إنتاج الورق وتدمير الغابات

لعل تدمير الغابات حول العالم من أجل إنتاج الورق هو أحد الكوارث التي تضر بالموارد الطبيعية والبيئية، ووفقًا للعديد من المؤشرات العالمية فقد أشارت إلى أن هناك قرابة الـ 40 % من إجمالي الغابات حول العالم يتم القضاء عليها وتقطيعها كي تدخل في صناعة و إنتاج الورق لتتزايد بذلك حصيلة التأثيرات البيئية لهذه الصناعة، وفيما يتعلق بالنسبة المتبقية من الغابات والأشجار حول العالم فإن هناك قرابة الـ 80% من هذه المساحات مهددة بالانقراض والتعرض لعمليات التقطيع حاليًا كي يتم إدراجها ضمن إجمالي الأخشاب المستخدمة في عمليات إنتاج الورق ، بجانب ذلك فإن القضاء على الغابات من أجل هذه الصناعة الضارة – كما يطلق عليها البعض – يمثل خسائر فادحة نتيجة تدمير عنصرًا هامًا من عناصر امتصاص الكربون، حيث كانت الغابات قديمًا تعد الواقي الأقوى للتغيرات المناخية نتيجة امتصاصها لقرابة الـ 50% من إجمالي نسبة الكربون حول العالم.

إنتاج الورق وزيادة غازات الاحتباس الحراري

يعد التصارع والتكالب على إنتاج الورق في العالم أحد العوامل التي تسببت في زيادة عمليات انتشار ” غازات الاحتباس الحراري “، نتيجة المواد الناجمة عن هذه الصناعة الأمر الذي زاد من تأثر البيئة سلبيًا والتسبب في تغير المناخ عالميًا جراء عملية ” إنتاج الورق ” حول العالم، وتتسبب إنتاج الورق حول العالم عالميًا في انبعاث العديد من الغازات الضارة والغازات الدفيئة ” غازات الاحتباس الحراري” ، ويعد أحد هذه الغازات هو الناتج عن عمليات تحلل الورق وانبعاث غاز الميثان، كما أن هذه الصناعة تعد أحد الصناعات التي تتسبب في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك في أوقات حرق الأوراق أو دفنها بما يزيد من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.

إعادة تدوير الورق لتقليل التلوث البيئي

نتيجة للتأثير السلبي الكبير على البيئة الذي يحدث بسبب عملية إنتاج الورق حول العالم فقد بدأ الحديث يتزايد حول ابتكار طرق جديدة لتقليص الآثار الناجمة عن إنتاج الورق في العالم سواء للحفاظ على البيئة أو على حياة الإنسان، ومن بين الطرق التي تم ابتكارها هو ما يسمى “بإعادة تدوير الورق” والذي يساهم بدرجة كبيرة في الحفاظ على البيئة ويقلل من الآثار السلبية الناجمة عن عمليات حرق ودفن الورق في التربة، إلى جانب ذلك فمن بين المزايا العديدة لعمليات إعادة تدوير الورق هو الشق الاقتصادي والذي يقلل من الخسائر المادية الناجمة عن عمليات التخلص من الورق بطرق تقليدية، وتتمثل عملية إعادة تدوير الورق في تجميع كميات كبيرة من الأوراق المستخدمة من عدد من الجهات والعمل على إعادة تصنيعها مرة أخرى بحيث تكون قابلة للاستخدام من جديد بدلا من حرقها والتخلص منها وإهدارها لتتحول إلى مورد اقتصادي جيد.

أنواع الورق المُنتج عالميًا

أنواع عديدة ومختلفة من الورق المنتج عالميًا، والتي تلبي جميعها أهداف واحتياجات المواطنين والمؤسسات في دول العالم، ومن بين أنواع الورق الذي يتم صناعته عالميًا هو الورق الخاص بـ “الطباعة” والذي يعد واحدًا من أفضل أنواع الورق وذلك لمتانته، إلى جانب ورق “التصوير” الذي يعد النوع الأفضل من حيث المتانة والنعومة ولا يختلف كثيرًا عن ورق الطباعة لكنه يتميز بكونه أكثر لمعانًا، أما بالنسبة لورق “الجرائد” فهو من أرق أنواع الورق لقلة وزنة بما يتسبب في عدم قدرته على التحمل وبالتالي يتم فقد كميات كبيرة منه، يضاف إلى ذلك فهناك نوع آخر وهو الخاص بـ “المجلات” والذي يتمتع بدرجة كبيرة من اللمعان والنعومة، وأخيرًا هناك نوع آخر وهو ورق “الكارتون” الذي يعد من كثر الأنواع متانة نظرًا لكونه من الورق المقوى الذي يرتفع وزنه بدرجة كبيرة ويتميز بقدرته على التحمل بشكل جيد وفعال.

خلال السنوات الماضية تزايد إنتاج الورق حول العالم نتيجة الاعتماد عليه بشكل أساسي في حياتنا، ومع تزايد معدل الاستهلاك بدأ يتنامى إلى العقل البشري خطورة وتأثير الورق بشكل سلبي على البيئة كما ذكرنا، ومنذ ذلك الحين وقد بدأت الأمم المتحدة في التحرك سريعًا نحو محاولة التوصل إلى مجموعة من الآليات التي يجب على حكومات الدول اتباعها لتقليل الآثار الناجمة عن إنتاج الورق حول العالم، وبالفعل سارعت في الاتجاه إلى سن مجموعة من القوانين والتشريعات التي تجرم عملية الاعتداء بشكل وحشي على الأشجار والغابات، ونتيجة لذلك قامت مجموعة من الدول بالتوقيع على هذه القوانين، لكن سرعان ما عادت دول العالم وبالتحديد التي وقعت على مثل هذه المواثيق إلى التعدي بشكل كبير على المساحات الخضراء وتقطيع الغابات والأشجار التي تدخل في عملية إنتاج الورق حول العالم ، الأمر الذي ينذر بمزيد من التأثيرات السلبية على البيئة نتيجة هذه الصناعة الضارة، لذلك أصبح العمل على إيجاد حلول جذرية حول التأثيرات السلبية لـ ” إنتاج الورق “، وتطوير صناعة إعادة تدوير الكميات الهالكة من الأوراق، والتوسع في هذه الصناعة هي الحلول الواجب اتباعها حاليًا قبل فوات الأوان لتقليل التأثير السلبي لـ ” إنتاج الورق “.

 

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

1 تعليق

ستة عشر + 18 =