تسعة بيئة
ملوحة التربة
بيئة » الزراعة والغذاء » ملوحة التربة : مشكلة عالمية تهدد الزراعة

ملوحة التربة : مشكلة عالمية تهدد الزراعة

تعتبر مشكلة ملوحة التربة من أكثر المشاكل تهديدًا والتي تواجه الزراعة في العالم، في هذه السطور نتعرف على مشكلة ملوحة التربة وكيفية إيجاد الحلول الفعالة لها.

كيف نواجه مشكلة ملوحة التربة ؟ سؤال يحمل في طياته خطراً كبيراً ولابد من أن يكون له جواب شافِ، لقد أدى توسع أنشطة الإنسان المختلفة على كوكب الأرض إلى الإضرار به، وذلك من خلال النشاطات الممارسة والمتبعة في إجهاد كوكب الأرض بجميع مكوناته وسنتناول اليوم موضوع يعتبر من أهم الموضوعات الذي يخصنا بشكل كبير وذو أهمية كبيرة ألا وهو موضوع ملوحة التربة فما هي ملوحة التربة؟ وما أسباب ملوحة التربة؟ وكيف الحد من هذه الظاهرة والتي كادت تنتشر بشكل كبير واسع في جميع أنحاء الكرة الأرضية والتي باتت تشكل خطر على صحة الإنسان والحيوان وكل ما له علاقة بالتنوع الحيوي والبيئي.

ملوحة التربة : المشكلة والحلول

ما هو تعريف ملوحة التربة؟

ملوحة التربة هي عبارة عن ارتفاع مستوي مستوى الملح في التربة بشكل كبير ويكون ذلك بسبب تراكم الأملاح الزائدة فيها وهي تكون أكثر وضوحا للعيان على وجه التربة وسطحها بشكل واضح وظاهر من الأملاح الذائبة في الماء والتي تؤدي إلى تدهور التربة وانخفاض جودتها وبالتالي تأثيرها على أنشطة الإنسان بشكل كبير.

ما هي أسباب ملوحة التربة؟

هناك الكثير من الأسباب المؤدية إلى عملية تملح التربة سنذكر بعض منها:

  • مستويات عالية للملح وتركزه بشكل كبير في التربة.
  • الأرض وطبيعتها والتي تسمح للملح بالتحرك ونقصد هنا بالأرض وحركتها بالتأثير على المياه الجوفية.
  • المناخ وتأثيره على التربة والذي يسمح بتراكم الأملاح.
  • الأنشطة البشرية المختلفة.
  • قطع الأشجار، حيث يساعد قطع الأشجار على زيادة نسبة الملوحة في التربة وذلك أن الأشجار تساعد في امتصاص الأملاح في التربة وتحافظ عليها وتساعد في عملية البناء الضوئي وتنفس التربة والحد من انجرافها والحد من ظاهرة الملوحة.
  • سوء إدارة التربة واستغلالها.
  • الإسراف في استخدام مياه الري مما يؤدي إلى إشباع التربة بالمياه.

السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى مشكلة ملوحة التربة

هذا وبعد ذكرنا للأسباب المؤدية إلى ملوحة التربة من خلال السلوكيات الخاطئة والتي يتبعها البعض حيث تسهم في إجهاد التربة، والجدير بالذكر بأن دراسات علمية أثبتت أن هناك ما نسبته 7% من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية تعاني وبشكل كبير بسبب هذه الظواهر والممارسات تشكل خطرا على البيئة إذا ما سمح بانتشارها، وهناك ما نسبته 15% من مجموع الأرض المناسبة للزراعة العالم من التملح الزائد بسبب الرعي الجائر وممارسات الإنسان الخاطئة في استخدامه للتربة وبالتالي سيؤدي إلى زيادة تملحها، وتعتبر هذه الزيادة الكبيرة في نسبة الأملاح في التربة وفي مياه الري وحتى في الجو مشكلة خطيرة وذلك بسبب ما تنتجه من مشاكل قد لا تساعد البتة في الحل على الحد من مشكلة تملح التربة، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث إجهادٍ ملحي في التربة وبالتالي على النباتات، ويعمل هذا الإجهاد على الإنقاص في كمية المحاصيل الزراعية وجودتها هذا وكما يؤدي كذلك إلى ظهور ظاهرة تقزم النباتات وبقائها صغيرة دون التغير في نموها أو عدم نموها في بعض الأحيان وذلك بسبب ازدياد مستوى نسبة مادة الكلور والصوديوم في النبات تؤدي إلى حدوث اضطرابات في النبتة وبالتالي عدم نموها وموتها والبقاء على ظاهرة الملوحة وعدم تغير شيء في مكافحة هذه المشكلة والظاهرة المقلقة.

الآثار الضارة لمشكلة ملوحة التربة

هذا ويؤدي ازدياد تركيز الأملاح في التربة إلى جفاف الجذور للنباتات لأنه من المعروف أن أملاح التربة تعمل على سحب الماء من الجذور، وبالتالي يزيد تأثير الأملاح على النبات خلال الأجواء الجافة والحارة في فصل الصيف بشكل كبير وفي الأشجار التي تتساقط أوراقها.

فائدة الأمطار لحل مشكلة ملوحة التربة

ولكن لا داعي للقلق لأصحاب البلاد المطيرة، وذلك لان التملح لا يحدث في الأراضي التي تزيد معدل نزول الأمطار فيها عن 450 مليمتر سنويا هذا بالإضافة إلى تجنب إتباع بعض الممارسات كعدم استخدام السماد الكيميائي والمبيدات الحشرية الضارة إذا ما توفر السماد الطبيعي فذلك له إثر إيجابي وكبير في الحد من ظاهرة التملح والمحافظة على التربة بشكل أكبر ولفترة أطول وتقي الأرض من أخطار التملح.

نباتات تقاوم مشكلة التملح

أيضا من الحلول التي ظهرت في الآونة الأخيرة أصناف كبيرة من النباتات والتي لها الدور الأكبر في الحد من المشكلة والقضاء عليها وتقليلها حيث تعتبر هذه النباتات من الأنواع المتحملة لملوحة التربة وتقاوم ملوحة التربة والتي ما أصبحت اليوم تشكل الأمل الكبير في عملية إعادة زراعة الصحاري واستغلالها وفي الأراضي الغير قابلة للزراعة من خلال زراعتها بمحاصيل للاستهلاك البشري مثل نبات الساليكورنيا، حيث يمكن لهذه النباتات تحمل ملوحة التربة لدرجة تصل إلى درجة مساوية لملوحة مياه البحر وتتحمل الملوحة الكبيرة ويذكر أن هناك ما يزيد عن 2500 نوع من النباتات من النوع المقاوم للأملاح تتوزع في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية وتعمل بشكل كبير على الحد من ظاهرة ملوحة التربة وتدميرها.

كيف يمكن معالجة التربة التي بها نسبة ملوحة عالية؟

هناك العديد من العوامل والعلاجات والمحسنات والتي تساعد بشكل كبير في الحد والتغلب على مشكلة ملوحة التربة واستعادة الأرض لخصائصها الطبيعية وإعادة تأهيلها للزراعة وإعادة الاستخدام نذكر من هذه الطرق ما يلي:

  • العمل على استخدام محسنات التربة الطبيعية كالسماد البلدي والجبس الزراعي والكبريت الزراعي فهذه تساعد على استعادة التربة لخصائصها والمحافظة عليها.
  • استخدام محسنات المياه والتي تساعد على تحسين جودة المياه المستخدم في عملية الري من خلال استخدام حمض الكبريتيك وحمض النيتريك ولكن قبل الاستخدام احرص على استشارة المهندس الزراعي الخاص بك ولا تقم بعمل نسب عشوائية فذلك قد يضر بالتربة.
  • استخدام المواد الكيماوية والتي تعادل قلوية المياه وتحسن من جودتها للتربة.
  • زراعة النباتات المقاومة لملوحة التربة كما ذكرنا في السابق.
  • الغسيل الدائم للتربة واستخدام الري بالتنقيط.

إن التربة عنصر مهم جدا لدي الإنسان بل هي عنصر مهم لجميع الكائنات الحية على وجه الكرة الأرضية لما لها من استخدامات عديدة فمن الزراعة إلى البنيان إلى الكثير من الأنشطة حيث تساعد المكونات التي تحتويها التربة على استغلالها، حيث تتكون من مواد معدنية وهي تشكل الأساس في تكون التربة ومن المواد العضوية والتي تنتج عن تحلل الكائنات الحية حيث تتكون التربة من عوامل التعرية الجوية وعمليات ألحت والترسيب والعديد من العمليات البيئية والتي تساعد في تكون التربة.

ما هي أهمية التربة؟

  • تساعد التربة في عملية تثبيت جذور النباتات في الأرض لكي تنمو بشكل أكبر.
  • تزود النباتات بالأملاح والمواد المعدنية اللازمة لها.
  • تعتبر مكان للراحة للكائنات الحية.

وفي النهاية تعمل التربة على القيام بواجباتها تجاه جميع الكائنات الحية على الأرض فماذا نحن فاعلين للحد من ظاهرة ملوحة التربة التي تهدد بقائنا والتي تعتبر التربة جزء مهم وأساسي من خلاله، فعلينا المحافظة عليها نظيفة صحية وعدم الإضرار بها بالمداومة على استخدام المواد التي تساعد في تعزيز التربة بدلا من قتلها مع توعية وتثقيف المجتمع حول هذه المواضيع ذات الأهمية من خلال الجامعات والمناهج والندوات العلمية لإدراك وتوعية البشر حول هذا الموضوع لضمان مستقبل أفضل للبشرية.

محمد حماد

مهندس حاسوب، أعمل في مجال الشبكات والبرمجة، لدي خبرة في مجال الكتابة لدى العديد من الصحف والمجلات الإلكترونية، منفتح على جميع الثقافات، أهوى السفر والمطالعة ولعب الشطرنج.

أضف تعليق

20 − 5 =