تسعة بيئة
مشروعات الطاقة الشمسية
بيئة » الطاقة الشمسية » مشروعات الطاقة الشمسية : مشاريع اعتمدت على الشمس فقط

مشروعات الطاقة الشمسية : مشاريع اعتمدت على الشمس فقط

مشروعات الطاقة الشمسية كثيرة، ففي الآونة الأخيرة ظهرت العديد من المشروعات التي تعتمد على الشمس فقط، فما هي يا تُرى أبرز تلك المشاريع؟

إن ما يجعل مشروعات الطاقة الشمسية تلقى كل هذا الاهتمام ليس فقط كونها تعمل بالشمس، أو لأنها لا تحتاج إلى رأس مال ضخم، فكل هذه أمور يُمكن الحرص عليها في بقية المشاريع الأخرى التي لا تدخل الشمس بها، وإنما السبب الرئيسي يكمن في كونها طاقة جديدة متجددة ونظيفة، ببساطة شديدة، لقد أدرك العالم أخيرًا ما كان يحاول الوصول إليه منذ زمنٍ طويل، وما من شأنه أن يضمن حياة قادمة أفضل للأجيال القادمة، أو بمعنى أدق، إزالة القلق من تلك الطاقة الغير متجددة التي كان يتم استخدامها ويُهدد نفادها حياة البشرية بأكملها، والحقيقة أن المشروعات التي دخلت فيها الطاقة الشمسية أصبحت الآن كثيرة ومُتعمقة أكثر في حياة البشر، أي يمكننا القول إننا خلال سنوات قليلة سوف نقول أن تلك المشروعات ليس هناك غنى عنها فيما هو قادم، عمومًا، في السطور المُقبلة سوف نتعرف سويًا على الطاقة الشمسية وأهم المشروعات التي تدخل بها وتعتمد عليها اعتمادًا كُليًا.

ما المقصود بالطاقة الشمسية؟

مما لا شك فيه أن البداية المنطقية لموضوع مثل هذا أن نتعرف أولًا على ما تعنيه الطاقة الشمسية، تلك الطاقة الذهبية التي ظهرت خلال القرن الماضي وأذهلت العالم، بل إنها قد جعلته يحلم بحياة أفضل بكثير من التي يعيشها الآن، فالطاقة الشمسية هي تلك الطاقة النظيفة التي تعتمد في المقام الأول على الشمس، فهي تستمد إلهامها منها، ثم بعد ذلك يُمكننا تحويلها إلى عدة أشكال من أشكال الطاقة، أهمها طبعًا وأكثرها استخدامًا الطاقة الكهربائية، فقد أصبحت نسبة لا تقل عن خمسين بالمئة من الكهرباء الموجودة في العالم الآن نابعة أصلًا من الطاقة الشمسية وليس الطرق القديمة.

نشأت الطاقة الشمسية كومضة إبداعية مُتأخرة من قِبل الإنسان، فالشمس في الأساس موجودة من قبل وجوده، إلا أنه لم يُفكر أبدًا في استخدامها بهذا الغرض الهام، لكنه في الحقيقة قد عوض ذلك التأخر في التفكير بالشمس عن طريق استغلالها استغلالًا أمثل وإشراكها في الكثير والكثير من المشروعات، فما هي أبرز تلك المشروعات يا تُرى؟

مشروعات الطاقة الشمسية

كما ذكرنا، منذ ظهور الطاقة الشمسية وحتى الآن تم إشراكها في عدة مشاريع حيوية هامة، وبنسبة تسعين بالمئة أثبتت تلك الطاقة السحرية نجاحها في تحقيق كافة مهامها، لدرجة أن الأشياء القديمة التي كانت تستخدم الطاقة العادية قامت باستبدالها بالطاقة الشمسية بعد إثبات نجاحها، وللتدليل على ذلك سوف نذكر بعض تلك المشروعات التي أصبح لها صيتًا كبيرًا الآن في كل مكان بالعالم، ولتكن البداية مثلًا مع الزهرة الشمسية الذكية.

الزهرة الشمسية الذكية، مشروع الكهرباء بالمجان

ربما لا يبدو مشروع مثل زهرة الشمس الذكية أو زهرة السولار الذكية مشروعًا غريبًا على الأذهان، فذلك المشروع، الذي بدأ العمل عليه خلال العقد الماضي وحقق نجاحًا كبيرًا خلال العقد الحالي، لم يعد مشروعًا وليدًا من مشروعات الطاقة الشمسية ، بل يُمكننا القول بثقة أنه أحد أعظم إنجازات تلك الطاقة، ولمن لا يعرف، فإن زهرة السولار الذكية مجسم مثل النخلة الصغيرة يوضع أعلى المنازل ويُسهم في توليد الكهرباء الذاتية، بمعنى أدق، يكفي أي منزل امتلاكه لتلك الزهرة على سقفه كي يبدأ في استقبال الكهرباء التي تكفيه دون الحاجة إلى أي مصدر كهرباء خارجي.

شفاتيك واوفرمان، هذان الاسمان تحديدًا هما من عملا على إخراج زهرة السولار، وهما بالمناسبة مهندسان نمساويان، لكنهما كانا سعيدا الحظ بحصولهما على الدعم الكافي لإقامة المشروع منذ الوهلة الأولى التي أعلنا فيها عند بداية مشروعهما، حتى عندما كان ذلك المشروع المعتمد على الشمس مجرد رسومات على الورق، عمومًا، خرج المشروع بالشكل المطلوب، وأصبح، حسب تصريح المهندسان، يُغطي خمسين بالمئة من كهرباء أوروبا، ومن المتوقع أن يُصبح بحلول عام 2030 الراعي الرسمي للكهرباء في كل مكانٍ بالعالم.

كيف استفادت الزهرة من الشمس؟

من المعروف أن زهرة السولار الذكية تُعد من أبرز المشروعات التي اعتمدت على الشمس والطاقة الشمسية في المقام الأول، لكن البعض لا يعرف كيفية حصول ذلك الأمر، وهو ببساطة يحدث من خلال تعليق الزهرة أعلى المنزل مع توجيهها بأحد الطرق وبزاوية مُحددة أيضًا، ثم بعد ذلك يُطلق العنان للشمس، وهنا يجب التنويه على بعض الأمور الهامة المتعلقة بطريقة العمل مثلًا، منها أن الزهرة غير صالحة للتعامل من قِبل الأطفال أو غير الحذرين لأنها تُصدر شحنات كهربائية قوية، كما يجب أن تكون مُركبة من قِبل مهندس الشركة، وأيضًا مما يجب معرفته أن الزهرة تحصل على القدر الذي تحتاجه من الشمس في الصباح ثم تقوم بتخزينه داخل بطريات خاصة من أجل استخدامه في المساء، فقد يظن البعض أنها جهاز نهاري يعمل في وجود الشمس فقط، وهذا ليس صحيحًا كما ذكرنا، وختامًا فإنه من المتوقع أن يصل ذلك المشروع المهم من مشروعات الطاقة الشمسية خلال سنوات قليلة إلى الانتشار التام المُوفر النظيف.

الطائرة الشمسية، مشروع سولار إمبلس الأسطوري

قبل حوالي خمسة أعوام، وتحديدًا في الخامس من يونيو القابع في عام 2012، انتشر في العالم خبر سير وسيلة مواصلات بطاقة شمسية كاملة دون الحاجة إلى أي نوع آخر من أنواع الطاقات، وربما يكون قد تبادر في ذهنكم الآن نفس ما تبادر في أذهان الجميع بذلك التوقيت، وهو أن المشروع يتعلق بسيارة أو قطار على أقصى تقدير، فهذه الأشياء يُتوقع أن تسير بالطاقة الشمسية في أي وقت، هذا إذ لم تكن قد سارت بالفعل، لكن الحقيقة أن المشروع الذي نتحدث عنه كان أكثر جنونًا من ذلك، فقد تمكن بعض الطيارين من ابتكار طائرة تُحلق في السماء بالطاقة الشمسية، وهذه الطائرة هي سولار إمبلس، أو المُعجزة كما يُقال عنها منذ ظهورها وحتى الآن.

الطائرة كانت من تصميم وابتكار طيارين من مواطني سويسرا، بورشبرج وبيكارد، وقد قيل أنهما قد فكرا في هذا المشروع منذ عام 2001، لكن وقتها لم تكن الطاقة الشمسية بكل هذا القدر من الأمن، بمعنى أدق، لم يكن ثمة مجنون قادر على التصديق بقرار إقلاع طائرة من مطار اعتمادًا على طاقة الشمس، ذلك القرص المُنير المتواجد في العالم منذ ملايين السنين، والحقيقة أن السؤال الذي كان مطروحًا وقت عرض المشروع كان منطقيًا لأبعد درجة ممكنة من المنطق، ببساطة، إذا كانت الشمس ستُطير الطائرة، فلماذا نحتاج إلى كل وسائل الطاقة والوقود من أجل تحريكها من مكانها؟ والإجابة أن السر في الطاقة الشمسية المستمدة من الشمس وليست الشمس نفسها، لكن كيف تُعد تلك الطائرة أحد مشاريع الشمس؟

كيف تُعد إمبلس من مشاريع الطاقة الشمسية؟

كما ذكرنا، في الخامس من يونيو القابع في عام 2012 انطلقت سولار إمبلس من مدريد متجهة إلى المغرب، كان ذلك في رحلة طويلة امتدت لعشرين ساعة متواصلة، وكان العالم في هذا التوقيت يضع يده على قلبه خشية السقوط المنتظر في أي لحظة، لكن، وكمعجزة من معجزات هذا العالم الغريب، لم تسقط الطائرة، جابت بين قارتين لما يقرب من اليوم ولم تسقط، وكل هذا بسبب الطاقة الشمسية التي ما زال البعض لا يعرف حتى الآن بأهميتها ودورها في استمرار الحياة.

يُقال إن تلك الطائرة عندما أقلعت كانت تعتمد على توفيق الله بالإضافة إلى اثنا عشر ألف خلية شمسية، وهو رقم ضخم بالتأكيد يحتاج إلى مجهود شاق من أجل السيطرة عليه، ولهذا نقول أن مشروع الإعداد لهذه المعجزة استغرق ما يزيد عن العشرة أعوام، وقد انطلقت تلك الطائرة مرة أخرى في عام 2015، لكن هذه المرة كانت من دبي وخاضت رحلة طويلة مرت فيها بالقاهرة، ولكي نكون دقيقين فإن أحد الطيارين الذين خاضوا رحلة الطائرة الأولى قد قال في مقابلة خاصة أن إمبلس كانت ستسقط أو تتجهز للسقوط في أحد منعرجات الرحلة، لكن الأمور مرت بخير في اللحظات الأخيرة، وهذا ما دفع الجهات الرسمية إلى عدم الاتجاه لإعلان تلك الطائرة طائرة مُرخصة للطيران في الوقت الحالي.

القارب الشمسي، مشروع قيد التجريب

أيضًا من ضمن مشروعات الطاقة الشمسية التي ظهرت في الآونة الأخيرة ويتم تجريبها الآن من أجل الوصول إلى أفضل صيغة ممكنة لها مشروع القارب الشمسي أو السفينة الشمسية كما يُطلق عليها البعض، فقد قيل إنه في عام 2013، وفي أوج ازدهار الطاقة الشمسية، تم تصميم قارب مُتكامل كل مشتقاته تعمل من خلال الطاقة الشمسية، فقد كل ما عليك هو أن تضعه في قلب البحر ولا تنطلق به إلا بعد أن يقوم بشحن بطارياته والتي ستُشحن من خلال الشمس، بعد ذلك، وخلال الرحلة، وحتى أثناء اختفاء الشمس وحلول الظلام، فإن القارب الشمسي سوف يظل يعمل بالصورة الطبيعية عن طريق المخزون المتواجد خلال عملية الشحن، إنها بحق عملية مُدهشة، لكنها لا تزال قيد التجريب مثلما هو الحال مع أغلب المشروعات التي تعتمد على هذه الطاقة، فأجل تلك الطاقة جميلة، لكن حياتنا أجمل وتستحق عدم المغامرة بها.

المُتعلقات الشمسية، مشروع الشحن السريع

أيضًا من مشروعات الطاقة الشمسية التي غزت العالم في الآونة الأخيرة ذلك المشروع الذي يتمثل في المتعلقات الشمسية، سواء الساعات أو الكاب الذي يُلبس على الرأس أو الحقيبة العادية، فقد ظهرت صيحات جديدة من هذه المُتعلقات مهمتها الرئيسية أن تقوم بامتصاص طاقة الشمس المُنتشرة في كل مكان وتزود بها الهواتف والبطاريات وكل شيء آخر يستحق الشحن، فقد أثبتت هذه الطريقة نجاحًا كبيرًا، ولم يعد الناس في حاجة إلى كهرباء كي يقوموا بهذه المهام، فقط كل ما يلزمهم أن يتواجدوا في مكان يستجيب مع الطاقة الشمسية ويتفاعل معها، وطبعًا كل الأماكن خلال فترة الصباح تتوافر بها تلك المقومات الأساسية.

ما ننتظره من الطاقة الشمسية

ذكرنا الآن مُعظم مشروعات الطاقة الشمسية التي كانت الشمس فيها هي الدعامة الأولى والأساس الذي قامت عليه كل المشروعات، فالشمس كما نعرف جميعًا ليست مجرد ضوء يُضيء الأرض نهارًا، وإنما هي كنز حقيقي يُمكن استغلاله في عمل الكثير والكثير من المشروعات، حيث يُمكننا في المستقبل إدخال الطاقة الشمسية في كل شيء نستخدمه في حياتنا ونستغني عن كافة مصادر الطاقة الأُخرى التي تُسبب في كثيرٍ من الأحيان المشاكل لكل الذين يتعاملون بها، ونضرب على ذلك الأمثلة بالفحم والبترول، فإذا استبدلنا هذان المصدران من الطاقة بالطاقة الشمسية سوف تكون الحياة أكثر أمنًا بكثير، هل تعرفون يا سادة ما الذي ننتظره من الطاقة الشمسية بالضبط؟ حياة آمنة وأكثر نظافة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر − أربعة عشر =