لا ريب أن هناك الكثير من المخاطر التي تترتب على مخلفات المنظفات المنزلية مثل سائل تنظيف الأطباق أو المبيدات الحشرية أو الزيوت ومعطرات الجو والكلور ومنظفات الملابس وغيرها، وتشير بعض الدراسات إلى أن نحو 12 بالمائة من حالات التسمم في بعض البلدان كالمملكة المتحدة تحدث عن طريق مخلفات المنظفات المنزلية ، لذلك فإن المنظفات المنزلية واحدة من أكثر ما يهدد البيئة ويهدد صحة الإنسان وسلامته.
أثر مخلفات المنظفات المنزلية السلبي على البيئة
ما تحتويه المنظفات المنزلية من عناصر كيميائية خطرة
وقد أشار المختصين بدراسات تكنولوجيا الصناعات الكيماوية إلى أن العديد من المركبات الكيميائية التي تشكل خطرًا على صحة الإنسان وتهدد سلامته تدخل في تصنيع المنظفات المنزلية المنظفات وذلك مثل الأنزيمات العضوية، النفثالين والفينول وكبريتات الصوديوم و النشادر و الهيبوكلورات والفسفور وغيرها.
ما تسببه مخلفات المنظفات المنزلية من أمراض وتشكل به خطرًا على صحة الإنسان
لا ريب أن المنظفات المنزلية ومخلفاتها واحدة من أهم الأسباب التي تعرض صحة الإنسان للخطر وتعمل على تلويث البيئة وعدم وجود بيئة نظيفة أو أجواء صحية لمعيشة الإنسان، وقد أشار الباحثون إلى أن هذه المنظفات المنزلية قد يكون لها تأثير مباشر على صحة الإنسان، حيث يكمن الضرر الذي تسببه هذه المواد في تركيبها الكيميائي بالأساس، وبالطبع على طبيعة الشخص الذي قد يتعامل معها ومدى استجابته للتعرض لأضرارها.
لكن بشكل إجمالي تقوم هذه المنظفات المنزلية بالعمل على إصابة الإنسان الذي يتعامل معها على حساسية الجلد، ولها تأثير أيضًا على الوظائف الحيوية في جسم الإنسان كالطحال والبنكرياس والتأثير أيضًا على وظائف الكبد والكلى، وتؤثر بالسلب على عمل الجهاز العصبي المركزي.. كما تتسبب بعض هذه المواد والتي تحتوي على تركيبات كيميائية معينة للمنظفات المنزلية بالإصابة بمرض السرطان. كما أن بعض هذه المواد قد تؤدي إلى الوفاة بشكلٍ مباشر، لاسيما وأنها تحتوي على مواد سامة.
وقد أشار المختصين إلى أن هناك بعض المواد تظهر أعراض أضرارها بشكلٍ فوري، أو على مدى قريب نسبيًا من التعرض لها، أما هناك بعض المواد فإن الأعراض الناتجة عن التعامل معها أو التعرض لأضرارها قد يظهر على مدى بعيد قد يصل إلى عشرين عامًا في بعض الأحيان، وهذا قد يرجع إلى الشكل الذي تم التعامل به مع هذه المنظفات، ومدى التعرض، وقد تمت الإشارة أيضًا إلى أن الأكثر تعرضًا لهذه الأضرار الناتجة من مخلفات المنظفات المنزلية هم الأطفال والمسنين وذلك بسبب ضعف وظائف الكلى لديهم وتراجع قدرتها على إصلاح التالف وغسل الجسم من المواد الضارة.
تأثير هذه المواد على البيئة والزراعة والأطعمة
أشارت الدراسات البيئية إلى أن رمي مخلفات المنظفات المنزلية قريبة من المنازل أو قريبة من الحقول الزراعية أو التخلص منها بإلقائها في المجاري أو في مسارات الصرف الصحي أو بالقرب من التجمعات السكنية قد يؤدي هذا إلى تلوث التربة الخصبة والتي يتم الزراعة بها مما ينتج عنه تلوث الخضروات والفواكه الناتجة من هذه التربة والمحاصيل المأخوذة منها، واحتواءها على مواد تضر بصحة الإنسان.
أيضًا من أهم أضرار التخلص من مخلفات المنظفات المنزلية في مسارات الصرف الصحي وفي أنابيب المجري هو تلوث محطات التنقية والتي ينتج عنها تلوث التربة التي تروى بالماء الناتج عن هذه المحطات والتي تنتج محاصيل يتناولها الإنسان أو من خلال تلوث مياه الشرب نفسها.
بدائل طبيعية لهذه المواد يمكن استخدامها
يمكن لسيدة المنزل أن تقوم بالاستغناء عن المنظفات المنزلية التقليدية وتستبدلها بأخرى طبيعية لا تتسبب في تلويث البيئة ولا تشكل خطرًا على صحة الإنسان، ولا تهدد سلامته، وإليك أبرز البدائل الطبيعية الآمنة للمنظفات المنزلية الضارة:
منظفات الأثاث
أضرار المنظف التقليدي: ضيق التنفس، والحساسية بالصدر ويلقي بآثاره على الجهاز التنفسي للإنسان بأكمله، وذلك لأنه يدخل في تكوينه عنصر الفينول الضار بصحة الإنسان عامة، وللجهاز التنفسي للإنسان بشكلٍ خاص.
البديل الطبيعي له: خليط من عصير الليمون مع زيت الزيتون، مع مراعاة أن تكون النسبة الأكثر المكونة للخليط من زيت الزيتون بحيث يتم تقليل نسبة عصير الليمون في الخليط عن زيت الزيتون.
منظفات الأسطح الزجاجية
أضرار المنظف التقليدي: يحدث ضيقًا بالجهاز التنفسي للإنسان كما يتأثر به الجلد فيتسبب بحساسية الجلد واحمراره، كما أنه يقوم بالتأثير على عين الإنسان فيسبب التهابات بالعين، ذلك وأنه يدخل في تكوينه مادة الأمونيا الضارة بصحة الإنسان والتي تؤثر على عمل الجهاز التنفسي للإنسان وتؤثر على جلد الإنسان عند ملامسته له.
البديل الطبيعي له: من الأفضل استعمال بديلاً طبيعيًا لهذا المنظف المحتوي على مواد كيماوية، وهذا البديل هو الخل الأبيض العادي، ولكن عن طريق إضافة الماء له لتخفيفه، وبذلك يحل محل المنظف الكيماوي الضار بصحة الإنسان.
منظفات الأرضيات والباركيه والسيراميك
أضرار المنظف التقليدي: يتسبب هذا المركب الكيماوي الخطير في إحداث خلل بالجهاز التنفسي للإنسان ويتسبب في اضطراب التنفس لدى الإنسان كما أنه يحدث حروقًا لجلد الإنسان والتهابات جلدية، وحساسية للجلد أيضًا ذلك وأن بعض المركبات تحتوي على مواد حارقة كالصودا الكاوية وغيرها، وهناك بعض المواد الأخرى التي يتم استخدام بعض الغازات السامة فيها والتي من الممكن أن تتسبب في غيبوبة للإنسان الذي يتعرض لها خاصة لو كان في منطقة مغلقة وليس بها مصدر للتهوية.
البديل الطبيعي له: من الممكن استبدال هذا المركب الكيماوي الخطر والضار بصحة الإنسان وبجهازه التنفسي والمسبب لالتهابات وحساسية جلدية بإحضار قليل من الرمل الناعم مع مسحوق البيكنج بودر العادي، وخلطهما بالماء حتى يصبح الخليط أشبه بالعجين، ثم يتم تنظيف الأرضيات بهذا الخليط بوسيلة الدعك.
مبيدات الحشرات
أضرار المبيدات الحشرية على صحة الإنسان: بالطبع كثيرًا ما نسمع عن أضرار المبيدات الحشرية والنصائح المتوالية بتجنب استعمالها أو على الأقل تقليلها، وتعد المبيدات الحشرية من أخطر المواد على جسم الإنسان وأكبر المهددات لسلامته وصحته، خاصة وأنها تحتوي على مادة اسمها: السيانثيد ذات خطر قوي على صحة الإنسان، وتتسبب في إحداث أضرار بالغة بالجهاز التنفسي ينتج عنه ضيق في التنفس، كما تسبب أضرار بالعين وتعمل على التهابها وإحداث آلام بها.
البديل الطبيعي للمبيدات الحشرية
يمكن استعمال مساحيق الغسيل وذلك من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن المبيدات الحشرية وذلك بوضع القليل من مسحوق الغسيل في بخاخة بلاستيكية فارغة عادية، ووضع الماء له ورجه ليصبح لدينا سائل من مسحوق الغسيل، ثم رشه على الحشرات المزعجة الطائرة ليقوم هذا السائل مقام المبيد الحشري المضر.
وبالنسبة للحشرات الزاحفة كالصراصير والنمل وغيرها فمن الممكن استبدال السم التقليدي أو المبيدات الحشرية العادية بعجينة نقوم بصنعها من البطاطس المهروسة، مضافًا إليها قليل من السكر ومسحوق البيكنج بودر العادي، ونضع هذه العجينة في المناطق والممرات التي توجد بها مثل هذه الحشرات.
منظفات الأفران
أضراره: يتكون من بعض العناصر الكيماوية الضارة بصحة الإنسان وخصوصًا الجهاز التنفسي ويتسبب بالتهابات للأنف أيضًا.
البديل الطبيعي له: القليل من مسحوق البيكنج بودر مضافًا إليه الماء، ويتم دعك سطح الفرن به، أو المنطقة المراد تنظيفها.
خاتمة
تعد مخلفات المنظفات المنزلية مثل سوائل تنظيف الأطباق ومنظفات الملابس والمبيدات الحشرية ومعطرات الجو وغيرها من القنابل الموقوتة في المنازل وفي البيئة بأسرها ويجب التخلص منها بشكل آمن وسليم ويجب استشارة الجهات المعنية لئلا يتم تلويث البيئة أكثر من ذلك وللحفاظ على صحة الإنسان وسلامته والوقاية من الأمراض.
أضف تعليق