تسعة بيئة
محميات أستراليا
بيئة » الطبيعة » محميات أستراليا : جهود أسترالية جبارة في مجال حماية الحياة البرية

محميات أستراليا : جهود أسترالية جبارة في مجال حماية الحياة البرية

ملخص لأهم محميات أستراليا الوطنية مثل محمية يونجيلا وجرامبيانس ونيو إنجلاند وشبكة المحميات البحرية في أستراليا وتوضيح الجهود البيئية التي تقوم بها الدولة.

تحتضن أستراليا عدد كبير من المناطق الطبيعية وتتميز بوفرة التنوع الحيوي فيها مما يجعل محميات أستراليا من أهم المحميات الطبيعية في العالم بأسره، ولعل النقطة التي تتميز بها الدولة هو الاهتمام الكبير الذي تصبه الدولة من أجل تطوير تلك المناطق وضمان استمرارية دورة الحياة الطبيعية بصورة سليمة والتوسع في المشاريع البيئية وهذا ما سنتعرض إليه في فقرة تفصيلية، وفي خضم التلوث الهائل الذي يحدث لعالمنا بسبب التطور التكنولوجي فإن مثل تلك المحميات تعطينا أمل في مقدرتنا على الاستمتاع بجمال الطبيعة الأخاذ بعيدًا عن الصخب والتلوث، وفي الموضوع التالي نقدم لك قائمة بأهم محميات أستراليا مع أهم المعلومات الخاصة بتاريخها وتكوينها والحيوانات والنباتات المميزة فيها والتي تكون غالبًا من الكائنات المتوطنة بصفة أصلية وأصيلة، ونفتتح القائمة بمحمية يونجيلا التي تحتوي على كم كبير من البرمائيات الهامة والمتنوعة وتمتاز بمساحتها الكبيرة في المدينة ذات نفس الاسم، ثم ننتقل إلى محمية كاكادو التي تضم عدد من الحيوانات المتوطنة في أستراليا بصفة حصرية أو بكثافة مثل الدصيور الشمالي، ثم نتحدث عن محميتي جرامبيانس ونيو إنجلاند، وفي النهاية نتعرض باختصار إلى شبكة المحميات البحرية التي تسعى الدولة إلى إتمامها في أقرب وقت.

محمية يونجيلا

تقع محمية يونجيلا في مدينة يونجيلا (والتي تعني أرض السحاب) وهي تبعد 80 كيلومتر غرب مدينة ماكاي وتبعد 858 من شمال غرب مدينة بريزبن (العاصمة في ولاية كوينزلاند وأكبر مدن الولاية في عدد السكان والثالثة في أستراليا كلها)، وتوجد المدينة في نهاية وادي بايونير المرتبط بنهر بايونير الذي يمتد لما يقرب من 120 كيلومتر خلال مدينة ماكاي، ولعل أكثر ما يميز مدينة يونجيلا أنها محاطة بالامتداد الأكثر كثافة من الغابات المطيرة شبه الاستوائية في أستراليا بأكملها ومميزة تحديدًا بانتشار حيوان خلد الماء، وتحتوي على سد كبير لتزويد ثلاث مدن باحتياجات المياه وهي كولينسفيل وماكاي ومورانباه، وسكنها قديمًا شعب الويري الذي لم يتبق منهم أي شخص في وقتنا الحالي. ومن الجدير بالذكر أنه في سنة 1941 تم الاتفاق على أن يكون نطاق محمية يونجيلا الوطنية 49.610 هكتار، وفي سنة 1986 زاد النطاق ليصل إلى 52.900 هكتار.

معلومات هامة

تعتبر محمية يونجيلا من أهم محميات أستراليا لأسباب عديدة سنعرضها لك، ومن أهم الأسباب وجود كم كبير من الكائنات الحية المتوطنة فيها وغير الموجودة في أماكن أخرى، ومن ناحية النباتات فإنها تحتوي على 16 نوع مميز من الفطر و19 نوع من النباتات الحزازية بتنوع مميز (المعروفة أيضًا باسم النباتات الطحلبية وتقسم إلى مجموعة من الطوائف مثل الحزازيات الصخرية والحزازيات المستنقعية) و4 أنواع من شعبة المخروطيات (عاريات البذور مثل السرو والتنوب والصنوبر)، و92 نوع من السراخس أو خرزيات الشكل، و299 نوع مميز من ثنائيات الفلقة ونذكر على سبيل المثال شجرة إلايوكاربوس التي يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متر وتتواجد في المناطق الاستوائية الرطبة على مسافة 1200 متر فوق مستوى سطح البحر وتنتج فواكه لذيذة، وأيضًا شجيرة أزوثامنوس إريوسيفالوس التي تتواجد في نطاق ضيق جدًا وتم وصفها للمرة الأولى في العقد الأخير من القرن الماضي وهي شجيرة مستضيفة لنوع من العثث، وتحتوي المحمية أيضًا على 54 من أحاديات الفلقة.

حيوانات مميزة في المحمية

ستجد في المحمية 111 نوع من الطيور، ومن أبرز الطيور المتوطنة هناك آكل العسل اليونجيلي، وهو من الأنواع الحديثة المكتشفة حيث أن الاكتشاف الأول له كان في سنة 1975 وتم وصفه علميًا بعد سبع سنين، وبهذا فهو أحدث الطيور المكتشفة في أستراليا بأكملها حتى وقتنا الحالي. تحتوي المحمية على 28 نوع من الثدييات، أهمها الخفاش ذو الإصبع الطويل وأنواع أخرى من الخفافيش التي يعتبر بعضها بالغ الأهمية بسبب ندرته في مختلف محميات أستراليا ، وفي القوارض نجد 20 نوع منها وأبرزها نوعين من الثعابين.

البرمائيات في المحمية

تم تسجيل 16 نوع من البرمائيات في المحمية، مع العلم بأن البرمائيات – في النطاق العالمي – بدأ أعدادها بالتناقص بوتيرة سريعة وبنسبة أكثر بكثير من الثدييات وأنواع أخرى وذلك لأسباب عديدها أبرزها فقدان المسكن، وفي المحمية نجد بعض العوامل الممرضة (أبرزها الفطريات الأصيصية) والتي بدأت في إنقاص أعداد البرمائيات مثل الضفادع الموجودة في الغابات المطيرة، ولكن لم يتم التأكد حتى الآن من تأثير هذه الفطريات على الضفادع القاطنة في جداول المياه، وبصفة خاصة فإن الضفادع تحتل مكانة هامة في محمية يونجيلا حيث أنها تتواجد في 11 منطقة وتعتبر من أكثر الكائنات الحية المتوطنة فيها، فهناك ثلاثة أنواع متوطنة، وأغلب الأبحاث تؤكد أن نوع من الثلاثة قد انقرض بالفعل، فالرؤية الأخيرة له كانت في مارس 1985 مع أن اكتشافه الأول كان في شهر يناير من السنة السابقة، وكان نطاقه مقتصر على مناطق الغابات المطيرة الهادئة في ارتفاع بين 400 – 1000 متر فوق مستوى سطح البحر إلى أن اختفى فجأة دون أن يلاحظ العلماء وجود عوامل محددة تسببت في انقراضه المحتمل، والأنواع الثلاثة يسكنون الأرض ويتوزع نطاقهم في الجداول أو المناطق القريبة من التيارات المائية في منتصف أو أعلى ارتفاع الغابات المطيرة. وهذه الأنواع بالتحديد تجعل المحمية واحدة من أهم محميات أستراليا فيما يتعلق بوجود البرمائيات، وبالرغم من أن أحد الأنواع، وهو ضفدع النهار اليونجيلي كان متواجدًا بكثافة في العقود الماضية وحاليًا يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أنه لا يزال يشكل أهمية كبيرة للمحمية، ويمكن أن تجده يتناسل بكثافة في الفترة ما بين شهري يناير ومايو، ويمكنك أن تجد مختلف الأحجام منه في مختلف أوقات السنة، ولعل أهم صفات هذا الضفدع أنه يستخدم بعض الأشياء الواضحة في لغة الجسد مثل تحريكه لقدميه وذراعيه لجذب انتباه الضفادع الأخرى، وضفدع ليم مهدد بالانقراض في كوينزلاند ويتواجد في ارتفاع بين 180 متر إلى 1250 متر لكنه يتوزع بشكل مشتت جدًا ونادرًا ما قد تراه في جولتك داخل أراضي المحمية ويواجه خطر فقدان المسكن بسبب الفطريات الأصيصية في المقام الأول وبعض الأنواع المجتاحة مثل علجوم القصب.

محمية كاكادو

محمية كاكادو الطبيعية هي منطقة محمية في ولاية الإقليم الشمالي لأستراليا، وهي على بعد 171 كيلومتر من مدينة “داروين” عاصمة الولاية وتقع المحمية خلال منطقة نهر التماسيح وتغطي مساحة شاسعة قدرها 19.804 كيلومتر مربع (7.646 ميل مربع) وتمتد لحوالي 200 كيلومتر من الشمال حتى الجنوب و100 كيلومتر من الشرق حتى الغرب، أي أنها بحجم دولة سلوفينيا أو نصف حجم سويسرا مما يجعلها واحدة من أضخم محميات أستراليا الطبيعية، وتحاط المحمية بمنجم رانجر لليورانيوم الذي يعتبر واحدًا من أكثر مناجم اليورانيوم إنتاجية في العالم كله.

معلومات هامة عن المحمية

التاريخ الرسمي لافتتاح محمية كاكادو هو 5 أبريل 1979 ويزورها حوالي ربع مليون فرد (طبقًا لإحصاء سنة 2002 وهو آخر الإحصائيات الرسمية المتوفرة) وتديرها وزارة الاستدامة والبيئة والمياه والسكان والمجتمعات في أستراليا. وتشمل المحمية أربعة أنهار رئيسية وهي: نهر التمساح الشرقي ونهر التمساح الغربي ونهر الرجل البدائي ونهر التمساح الجنوبي.

تاريخ المحمية

هناك أكثر من نظرية لتفسير اسم المحمية الغريب، فقد يكون الاسم مجرد تحوير لكلمة “جاجودجو” وهو اسم لغة قديمة تحدث بها السكان الأصليون لأستراليا، فسابقًا كان يتم التحدث بهذه اللغة في الجزء الشمالي من المحمية، وقد يكون الاسم مشتقًا من الكلمة الإندونيسية “كاكاتواه” التي قد تكون مشتقة من الكلمة الألمانية “كاكادو”. السكان الأصليون الذين توطنوا في منطقة كاكادو تواجدوا هناك منذ أربعين ألف سنة على الأقل، وهناك أكثر من خمس آلاف موقع أثري يوضحون المآثر التي خلفتها هذه الثقافات البدائية والتي قد يكون عمرها من عشرين ألف سنة حتى أربعين ألف سنة حسب تقديرات العلماء، وقد تم اعتبار المحمية واحدة من أهم محميات أستراليا وتم ضمها إلى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

أهم الكائنات الحية

تحتوي المحمية على عدد كبير ومتنوع من الحيوانات والنباتات، حيث تضم أكثر من 280 نوع من الطيور وحوالي 60 نوع من الثدييات وأكثر من 50 نوع من الحيوانات التي تسبح في المياه العذبة وأكثر من عشر آلاف نوع من الحشرات مع أكثر من 1.600 نوع من النباتات وحوالي 117 نوع من الزواحف. من بين الأنواع المميزة من الثدييات الموجودة في المحمية نجد الكلب الأسترالي أو الدينجو وهو معروف بحجمه الضخم من بين مختلف أفراد عائلة الكلبيات حيث أنه يفضل البيئة شبه الصحراوية والموجودة بكثافة في أستراليا، وكذلك من المؤكد أنك ستصادف في جولتك الدصيور الشمالي الذي يعتبر من أهم الحيوانات المعرضة للانقراض والتي تحتضنها أستراليا، ويمتد نطاقه من منطقة بيلبرا وحتى ولاية الإقليم الشمالي، وكذلك كنغارو الأنتيلوبين.

محمية جرامبيانس

محمية جرامبيانس والتي يطلق عليها بعض الناس اسم محمية جاريويرد هي من محميات أستراليا الوطنية الواقعة في المنطقة المسماة بنفس الاسم في ولاية فيكتوريا الواقعة في جنوب شرق أستراليا وصاحبة الرقم الأول في نسبة الكثافة السكانية والثاني في عدد السكان الإجمالي في أستراليا ويبلغ حجمها 167.219 هكتار (413.210 فدان)، وتقع المحمية بين قريتي ستاويل وهورشام وتبعد مسافة 260 كيلومتر عن العاصمة ميلبورن من الغرب و460 كيلومتر عن أديلايد من الشرق. تمت تسمية المجموعة “جاريويرد” عبر قبائل السكان الأصليين لأستراليا ويحتمل أن أصحاب التسمية هم قبيلة دجاب وارنج المنقرضة، ويرجح آخرون أنها قبائل جاردوادجالي، أما الاسم الجديد فقد وضعه السير توماس ميتشيل بناء على جبال جرامبيان في موطنه اسكتلندا وأصبح هذا هو الاسم الرسمي والشائع حتى سنة 1991 عندما أعلنت الحكومة الأسترالية اسم جاريويرد القديم ليكون الاسم الرسمي.

معلومات هامة عن المحمية

الصخور التي تكون القمم العليا هي من الصخور الرملية التي أخرجتها الأنهار خلال العصر الديفوني (هو ضمن الحقبة الباليوزية ويعتبر العصر التالي للعصر السيلوري واسمه مأخوذ من الآثار الموجودة في ديفون في إنجلترا)، وهذه الكومات من الرواسب كانت بعمق 7 كيلومتر إلى أن ارتفعت فيما بعد لتشكل شكلها الحالي. أعلى قمة في المحمية هي قمة ويليام بطول 1167 متر، هناك العديد من شلالات المياه التي ستجدها في المحمية وستستطيع الوصول إليها بكل سهولة عبر شبكة طرق مطورة وبإمكانك الاستمتاع بهذا الكم الكبير من الكائنات الحية المختلفة والمناظر الطبيعية الخلابة في محمية جرامبيانس.

محمية نيو إنجلاند

محمية نيو إنجلاند هي أهم محميات أستراليا الواقعة في الجزر الأسترالية وربما تكون أهمها على الإطلاق وتوجد في الجزر المعروفة باسم تابلاندس الشمالية أو نيو إنجلاند تابلاندس في منطقة نيو ساوث ويلز، ويبلغ حجمها 67.303 هكتار (166.310 فدان)، وتم إنشائها في مايو 1932 وتوجد على بعد 560 كيلومتر شمالاً من سيدني و10 كيلومتر جنوبًا من طريق واترفول و85 كيلومتر شرقًا من أرميدال و65 كيلومتر غربًا من ميناء كوفس، والقرية الأقرب للمحمية هي قرية إيبور التي تبعد عنها 20 كيلومتر.

تاريخ المحمية

بدأ تاريخ المحمية في العشرينيات من القرن الماضي عندما أخذ فيليب رايت على عاتقه إعلان المنطقة ضمن محميات أستراليا وأغلب نطاق المحمية تم إعلانه بالفعل ضمن المحميات في سنة 1931 ليزيد الحجم بعد أربع سنين، والافتتاح الرسمي للمحمية تم في سنة 1937 على يد الجنرال لورد جوري بالرغم من أن المنطقة كانت معروفة بسحر الطبيعة فيها قبل ذلك بسنين عديدة، ولكن في الفترة بين 1934 و1956 تمت تدخلات صناعية وتجارية عندما سمحت الحكومة بتصاريح للتنقيب عن عنصر الأنتيمون الذي يصنف ضمن أشباه المعادن، إلا أنه منذ ذلك الوقت لم يحدث أي تدخل آخر في نطاق المحمية وأصبحت مخصصة بالكامل للكائنات الحية القاطنة فيها وزيارات الزوار، وفي سنة 1986 تم إدراج المحمية في قائمة التراث العالمي لليونسكو كجزء من مجموعة الغابات المطيرة لجوندوانا التي تم إدراجها بصفة مستقلة في قائمة التراث العالمي في سنة 2007.

نطاق المحمية

تقع المحمية في نطاق الغابات المعتدلة لشرق أستراليا من ناحية التقسيم البيئي وتحتوي على عدد كبير من أنواع النباتات والحيوانات، وتنوع النباتات فيها يكون ما بين النباتات شبه الاستوائية والمعتدلة الحارة والمعتدلة الباردة في المناطق الأكثر ارتفاعًا، وهناك بعض المناطق التي تحتوي على غابات الأراضي الخشبية التي تكون ذات كثافة قليلة ومليئة بالأعشاب وغابات البراح التي تحتوي على كمية كبيرة من النباتات القصيرة وكذلك غابات المستنقعات، ومن أبرز النباتات التي ستصادفها هناك نبات سيدريلا تونا الذي يتواجد في بعض الدول العربية مثل مصر.

أهم الكائنات الحية

لعل ما يميز المحمية عن العديد من محميات أستراليا هو احتوائها على كم كبير من الثدييات، ومن المعروف أن هذه الأنواع هي أكثر ما يجذب محبي الطبيعة من الهواة، فمثلاً خلال زيارتك ستجد عدد كبير من الشقبانيات مثل الكوالا وأنواع من الجرذان متوسطة الحجم وستجد الدصيور النمري الذي يعتبر من أهم الحيوانات الجرابية والتي يقتصر نطاقها على أستراليا دونًا عن أي منطقة في كوكبنا، وكذلك الكلب الأسترالي أو المعروف باسم الدينجو وبعض أنواع الخفافيش.

العائد الاقتصادي للمحميات

من المعروف أن محميات أستراليا وسائر المحميات في العالم تمثل ثروة قومية للبلاد، فمن ناحية فإنها تحتضن الكائنات الحية وتوفر لها مناخًا من الأمان بعيدًا عن تدخلات البشر، ومن ناحية أخرى فإنها تعطي الإنسان فرصة التأمل في الطبيعة والعودة إلى الروح القديمة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة والقيام بالأنشطة الحيوية التي غالبًا ما تكون مساعدة على تقويم الصحة البدنية، ومن ناحية ثالثة فإنها ذات نفع اقتصادي كبير للبلد، فهي توفر عدد ليس بالقليل في مختلف الوظائف سواء كانت تخصصية مثل البحث العلمي أو وظائف أخرى مثل العمل في الإرشاد السياحي، كما أن الزوار ينفقون كميات ليست بالقليلة من المال خلال زياراتهم، وعلى سبيل المثال فقد كشفت إحصائية رسمية عن أن عدد زوار محمية يونجيلا في سنة 2001 ينفقون ما يقرب من 11 مليون دولار في السنة الواحدة مع العلم بأنها ليست أكبر محميات أستراليا ولا أكثرها في عدد الزوار أو الخدمات الموجودة فيها.

شبكة المحميات البحرية

في منتصف شهر يونيو من سنة 2012، أعلنت الحكومة الأسترالية عن نيتها لإنشاء شبكة ضخمة من المحميات البحرية ستكون الأكبر من نوعها في العالم لضمان توفير الحماية لمساحة هائلة من الماء، ولهذه الخطوة تأثير مهم وحيوي على البيئة في نواحي عديدة، وهي من الخطوات الملحة التي يصر عليها نشطاء البيئة في مختلف دول العالم، فإعلان هذه المسطحات المائية ضمن محميات أستراليا سيوقف كافة الأنشطة المضرة مثل تنقيب النفط والغاز الطبيعي وكذلك ضمان التنوع الحيوي حيث يتم منع عمليات الصيد بمختلف أنواعها باستثناء أغراض البحث العلمي، وعبر هذه الخطوة فإن عدد المحميات البحرية سينتقل من سبع وعشرين محمية إلى ستين محمية، وحجم المياه المستهدفة هو ثلاثة مليون كليومتر مربع (حوالي ثلث المسطحات المائية في أستراليا)، وقد تم الإفصاح عن الخطة قبيل أسبوع من الاجتماع البيئي الهام الذي تم في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية والذي استهدف بصورة خاصة تأثيرات الاحترار العالمي وحضر فيه مئة وثلاثون رئيس ورئيس حكومة، ودعت الحكومة الأسترالية والمنظمات البيئية غير الهادفة للربح بقية الدول للاقتداء بتلك الخطوة لضمان حماية وأمان المسطحات البيئية من الأضرار المختلفة.

محميات أخرى هامة

هناك العديد من محميات أستراليا التي يجب ألا نغفل ذكرها مثل محمية نيتميلوك التي تقع في المقاطعة الشمالية على بعد 244 كيلومتر من مدينة داروين ويبلغ حجمها 2.946.64 كيلومتر مربع وتحتوي على مسطحات مائية مبهرة الجمال، وكذلك محمية كارنارفون التي تم تشييدها في العقد الثالث من القرن الماضي وفيها ستجد عدد متنوع من الحيوانات المميزة مثل حيوانات رتبة الأبسوم أو المعروف باسم الفأر الجرابي وكذلك ستجد أكثر من نوع من حيوان الظربان، وتحتوي على أكثر من 210 نوع من الطيور مثل الديك الرومي الأسترالي بالإضافة إلى 60 نوع من الثدييات، والمحمية غنية بعشرين نوع من الخفافيش مما يجعلها مميزة عن أية محمية أخرى في أستراليا، وأخيرًا نذكر محمية كيب لو جراند الواقعة في أستراليا الغربية ويشمل نطاقها 31.801 هكتار (78.580 فدان) وتم تأسيسها في سنة 1966 وفيها ستستمتع بالأنواع الجميلة والمتنوعة من النباتات مثل نباتات جنس البانكسيا (أو البنقسية) وأيضًا نباتات الفصيلة الكازارينية بالإضافة إلى الحيوانات المتنوعة.

محميات أستراليا والكائنات البحرية

أثبتت أستراليا للعالم أجمع أنها واحدة من أكثر البلدان المدافعة عن البيئة، ويظهر هذا لنا جليًا من خلال الجهود الكبيرة التي تقدمها المنظمات الحكومية والمنظمات الخاصة، وبسبب سيطرة الدولة أو القارة على جزء كبير من المسطحات المائية فإن جهودها تجاه الكائنات البحرية واضح جدًا ويمتد لما هو خارج نطاقها، وأكثر الأمثلة وضوحًا على هذا قضية صيد الحيتان، فهي من أكثر القضايا الشائكة التي تظهر فيها النوايا الحقيقية لمختلف البلاد، فهذه التجارة مربحة جدًا لكنها من أخطر أنواع التجارات البحرية ويمكن أن تتسبب في إخلال خطير في التنوع الحيوي، وتمت معارك بيئية محتدمة بسبب استمرارها حتى وقتنا الحالي في بعض البلاد، وهناك دول في مصاف دول العالم الأول والدول المدافعة عن البيئة إلا أنها لا تلقي بالاً للتأثيرات السلبية لصيد الحيتان مثل النرويج واليابان، وقد هاجمت أستراليا تلك الدول أكثر من مرة، فعلى مدار سنين هاجم المسئولون في وزارة البيئة الأسترالية ما تقوم به اليابان، وانتقل النقد من التشجيب والتنديد في المؤتمرات والاجتماعات والتصريحات الشخصية والرسمية إلى محكمة العدل الدولية وساندتها نيوزيلاندا في الإجراءات القانونية بالتوازي مع بعض المنظمات البيئية الهامة مثل منظمة السلام الأخضر، أما ردود اليابان فكانت مستفزة حيث صرح المسئولون أن البحث العلمي هو الغرض الأول لعمليات الصيد، وصرح آخرون بصورة مباشرة بأن أكل لحوم الحيتان هو ثقافة يابانية أصيلة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

سبعة عشر + 9 =