قطع الأشجار واحدة من المشاكل الكبيرة جدًا التي تواجه الغابات في العالم، قطع الأشجار يؤدي إلى خسارة مصدر بيئي هام جدًا لتنقية الهواء والحد من الملوثات الكثيرة. قطع هنا وهناك، حرق لبعضها، لماذا؟ إلى متى؟ قطع الأشجار إلى أين؟ أسئلة كثيرة تستحق منا التوقف للحظة؛ لنعرف الإجابات. مشكلة باتت تدق ناقوس الخطر، فبينما اعتادت الأشجار على العطاء المستمر اعتدنا نحن على التدمير المستمر؛ فلم نعرف إلا لغة الجحود والنكران لبيئة لا تريد منا سوى السلام فقط.
مشكلة قطع الأشجار حول العالم وحلولها
الأشجار فوائد عظيمة
ندرك جميعاً أن الأشجار لها الكثير من المزايا والاستخدامات نقف عند بعض منها:
- مصدر للحرارة: فمن غابر الزمان والعصور والإنسان يستخدم الأخشاب كمصدر للطاقة حيث يقوم بحرقها جاعلاً منها مصدراً للطاقة والدفء.
- البناء قديماً: استخدم الإنسان الأخشاب لبناء مأوى له؛ فكان يجمع الأغصان والأخشاب من الأشجار ويضعها إلى جانب بعضها واحدةً تلو الأخرى؛ ليصنع منها بيتاً يقيه حر الصيف وبرد الشتاء.
- صناعة الأثاث: تطور الإنسان وتطورت حاجته فمن بيت يؤويه إلى أثاث يكمل له بيته فصنع الموائد والسرير والكرسي والخزانات والمكاتب وغيرها الكثير من الأثاث.
- صناعة الورق: عملية يتم فيها قطع الأشجار واستخلاص لحائها من الجذوع وتعريضه بعد ذلك للبخار؛ ليصبح كالعجينة ثم تؤخذ وتوضع في ماكينة؛ لتصنيع الورق ويتم التخلص من الماء ثم مرحلة التنقية من الشوائب؛ لتمس في أيدينا ورقة ناعمة الملمس.
- صناعة التحف: حيث أن بعضاً من هواة الفن يأخذون الأخشاب؛ لتحويلها إلى مجسمات ولوحات تستخدم الحرق عليها؛ لصنع لوحات فنية إضافةً إلى ذلك نحت التماثيل وأواني الزينة المتنوعة وغيرها من التحف.
ماهية قطع الأشجار
لعل المصطلح واضح جداً لا أحد منا يجهل ما المعنى ولكن لتذكير وبيان المجهول من الخطر نتناول المعنى لعلنا نقف لنفهم لا لنعرف فقط.
قطع الأشجار هي مشكلة عالمية متزايدة الخطر، ذات عواقب وخيمة وبعيدة المدى من جميع النواحي، حيث يتم قطع الأشجار لاستخدام في مجالات شتى من بناء وصنع الأثاث وغيرها من المجالات.
طرق قطع الأشجار
لقطع الأشجار ثلاث طرق والتقسيم يتم حسب الصناعة ونستعرضها كالتالي:
- القطع الطولي: حيث تقطع الأشجار في هذه الطريقة طولياً ثم تنتزع الأغصان والزوائد وتنقل بعد ذلك إلى مصانع خاصة وتشكل حسب الحاجة.
- القطع الكامل: تقطع الشجرة وتنقل إلى المصنع، كما هي ويتم هناك تقطيعها إلى أجزاء حسب الحاجة.
- القطع لأجزاء صغيرة: وتختلف هذه العملية عن سابقاتها في أن عملية التقطيع إلى أجزاء تتم كلها في مكان قطع الشجرة، ويتم قطع الأغصان وزوائد التي تخلف في الغابة كثيراً من المخلفات.
قطع الأشجار إلى أين؟
فوائد كثيرة وأضرار أكثر تضع عدة علامات استفهام إلى أين قطع الأشجار؟ إلى متى قطع الأشجار وغيرها العديد من التساؤلات. فما الأضرار والآثار السلبية لقطع الأشجار؟
- تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب مركبات النيتروجين إليها.
- المساهمة وتعميق ظاهرة الاحتباس الحراري.
- فقدان التنوع الأحيائي.
- فقدان الاستدامة الاقتصادية.
- انتشار التلوث بسبب قطع مصدر الأكسجين وانتشار غاز ثاني أكسيد الكربون الذي من المفترض أن تمتصه الأشجار.
- موت وانقراض كثير من الحيوانات التي تستخدم الأشجار مأوى لها بل وبعضاً منها يحصل على غذاؤه من الأشجار.
- زيادة ظاهرة التصحر.
- فقدان معلم مهم من معالم الترفيه وهو الغابات؛ فكثير من الناس يحبون التخييم في الغابات.
- ليس هذا فحسب، بل يوجد الكثير من الآثار السلبية فما هذا إلا غيض من فيض.
قطع الأشجار : ما الحل؟
بعد كل ما سبق هل يكمن الحل بوقف قطع الأشجار؟ هل يعني هذا ألا ننتفع بالأشجار؟ إن قطع الأشجار ضرب من المستحيل لكن علينا أن نوازن؛ فلا نسرف ونقطع الأشجار إلا لضرورة والتقليل من الزحف العمراني. وزرع شجرة بدلاً لكل شجرة مقطوعة، بالإضافة لتنظيم عملية قطع الأشجار وسن قوانين صارمة بحق من يقطع الأشجار بصورة غير مرخص بها؛ فالكثير من الشركات تقوم بعمليات قطع جائرة بل وغير منظمة مخلفة خلفها الكثير من الدمار.
إن علينا أيضاً إنشاء محميات طبيعية؛ لحماية الأشجار المهددة بالانقراض وحمايتها من الاندثار وإنشاء حملات توعية، وإرشاد الناس لمخاطر هذه العملية، ووضع هذه المشكلة في سلم أولوياتنا وأن نتساءل دوماً قطع الأشجار إلى أين؟ وقد اتخذت الكثير من المنظمات والدول خطوات ومواقف جادة للحد من تفاقم هذه المشكلة وحماية البيئة من هذه الكارثة ونستعرض بعضاً من هذه المنظمات والجمعيات:
- أولاً: جمعية أصدقاء الشجرة وهي جمعية أهلية تأسست في شهر أبريل عام 1993 على يد الأستاذ محمد الزروق المدهون، وتهتم هذه الجمعية بالأشجار بشكل خاص والبيئة بشكل عام؛ فتركز على زراعة الأشجار وتسعى جاهدة لحل مشاكل زراعة الأشجار، كما تتعاون مع مراكز البحوث العلمية العاملة في مجال زراعة الأشجار ومحاولة إنشاء محميات طبيعية.
- ثانياً: جمعية الشجرة وهي جمعية أردنية تأسست عام 2007 ويترأسها سمو الأمير حمزة بن الحسين، وهدفها الأساسي زيادة المساحات الخضراء في المملكة الأردنية من خلال زراعة الغابات وإنشاء محميات وتركز أيضاً على أساليب الإدارة الصحيحة للمناطق الخضراء وإقامة حملات لتنظيف ورعاية المناطق الخضراء.
ولا يقتصر هذا على هاتين الجمعيتين، بل هذه بعض من مئات الجمعيات المنتشرة حول العالم والتي تهتم بالأشجار والغابات وتحارب بشتى الوسائل قطع الأشجار ونشر حملات توعية بخصوص ذلك بل وجعل للشجرة يوم لها.
يوم الشجرة
لأهمية الأشجار تقرر يوم الشجرة في أمريكا سنة 1872 في الرابع من يناير وتم الاحتفال بهذا اليوم في العاشر من نفس الشهر. وفي هذا اليوم يحتفل الناس بأهمية الشجرة ومن الدول الأجنبية التي تحتفل بهذا اليوم كندا، كوريا الجنوبية، نيوزيلندا، إسبانيا، وغيرها. أما الدول العربية مثل: مصر، الجزائر، سوريا، الأردن، فلسطين وغيرها. ويشجع في هذا اليوم على زراعة الأشجار والاعتناء بها وحماية الغطاء الأخضر، ليس هذا فحسب بل وزرع غطاء جديد، والوقوف في وجه من يحاول قطع الغابات من أجل مستقبل أفضل لكوكبنا.
أضف تعليق