يُعتبر حيوان قرش الثور أحد أبرز أنواع الأسماك، وأكثرها شهرة وقوة، وكما نعلم جميعًا، الأسماك ليست سوى نوع من الحيوانات، وكذلك النباتات، وحتى الإنسان نفسه، كل هذه أشياء تندرج تحت وصف الحيوانات، لكن قرش الثور استطاع إثبات حضوره بقوة داخل عالم الماء والأسماك، وذلك لما يمتلكه من قوه هائلة جعلته أشبه بالأسد في البحر، هذا بالتأكيد قبل أن يدخل دوامة الحيوانات المُنقرضة ويُصبح مُهددًا بإدراج اسمه على رأس قائمتها، عمومًا في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على قرش الثور وصفاته وحياته وكيف أصبح في الفترة الأخيرة مُهددًا بالانقراض.
محتويات
ما هو قرش الثور؟
قرش الثور هو نوع من أنواع السمك كما ذكرنا، لكنه ليس نوعًا عاديًا مثل باقي الأنواع، بل أنه يُصنف كثالث أضخم وأقوى وأشرس قرش، والقرش بشكل عام سمكة متوحشة لا تعرف سوى القتل ولا تُعرف سوى بتخويفها للناس وبث الذعر والهلع في نفوس الصيادين، لذلك لكم أن تتخيلوا أن قرش الثور تُصنف على أنها ثالث أشرس نوع في القروش!
عُرف قرش الثور منذ أن عُرف البحر، فالمُرجح أنه شوهد قبل أن يُرى السمك الصغير، وربما ذلك الأمر يُفسر نفير الإنسان الأول من البحر وابتعاده عنه بسبب رؤيته لأسماك ضخمة متوحشة مثل القرش، وسمكة قرش الثور خاصةً، والحقيقة أن الإنسان الأول كان مُحقًا، خاصةً إذا عرفنا أوصاف ذلك الحيوان البحري الضخم.
أوصاف قرش الثور
طول سمكة قرش الثور هو أول شيء يلفت الأنظار إليه، لأنه في الحقيقة ليس طول عادي مُقارنة بسمكة، فهو يصل في الأغلب إلى أحد عشر قدمًا، أما الحجم فهو لا يحتاج الحديث، والحقيقة أن يتفاوت، لكنه في النهاية لا يقل عن مئتي كيلو جرام، وهي بذلك تزيد بقليل عن أغلب أحجام القرش الأخرى.
بالنسبة للزعانف فهي كذلك من الأشياء المميزة لسمكة قرش الثور، فهي تمتلك ثلاثة زعانف في ثلاثة أماكن مُختلفة، وقد حظيت تلك السمكة بطول ووزن كبيرين بالفعل، لكنها حظيت كذلك بتقسيمه جسم رائعة جعلت منها سريعة الحركة بشكل مُذهل، وهذا كله بالتأكيد يُضاف إلى أهم شيء في قرش الثور، وأي قرش عمومًا، وهو الفك والأسنان، والتي تمنحها القدرة على أي شيء مهما كان، حتى ولو كان ذلك الشيء إنسان.
أين يعيش قرش الثور؟
يعيش قرش الثور هذا في أي ماء موجود في العالم، فهو لا يُفرّق بين الماء المالح والعذب، ولا يتأثر بأي من كلاهما، لذلك قد تجده في أي بلد في العالم، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعد أكثر الدول امتلاكًا لسمكة قرش الثور، حيث يتواجد بها ما لا يقل عن نصف الموجود في العالم، وخاصة عند النهر الشهير المسيسبي.
في الآونة الأخيرة تم العثور على أعداد كبيرة من قرش الثور في دول نائية بأفريقيا، وقد كان هذا الأمر في الحقيقة أشبه بظاهرة مُحيرة للعلماء، لكن تم تفسيرها في النهاية بأن أسماك قرش الثور تُفضل المياه الدافئة، والتي تتوافر أكثر في أفريقيا، كما عُرف أيضًا مُصطلح الهجرة لدى قرش الثور منذ زمن بعيد.
قرش الثور والهجرة
مثل الطيور التي تترك أعشاشها وتخرج إلى مكانٍ آخر، يستطيع قرش الثور الهجرة من مكانٍ إلى آخر فقط من أجل البحث عن طعامه ومواكبة التغيرات التي تحدث في البيئة، فمثلًا وقع إعصار كبير قديمًا يُسمى إعصار كاترينا، وقد تسبب ذلك الإعصار في أن تترك أسماك قرش الثور أماكنها وتذهب إلى أماكن أخرى باحثةً عن الغذاء.
غذاء قرش الثور في الغالب يكون مثل غذاء أي قرش آخر، فهي تتغذى على الأسماك الصغيرة والطيور المتهورة التي تنسى نفسها وتقترب من البحر، وكذلك بعض الثدييات والقشريات، لكن الغذاء الذي تناولته سمكة قرش الثور وجعلت البشر يخافون منها كان الإنسان نفسه.
هل يأكل قرش الثور الإنسان؟
هل يأكل القرش الإنسان؟ الإجابة بالطبع نعم، لكن هل يأكل قرش الثور الإنسان؟ بالتأكيد الإجابة تختلف، لأنه لم يثبت أن شاهد أحد سمكة قرش الثور وهي تأكل الإنسان، لكن لو أقحمنا العقل في هذا الأمر، فبالتأكيد قرش الثور الذي يُعد ثالث أضخم سمكة قرش، لن يستعصي عليه أكل إنسان، خاصةً وأننا عندما ذكرنا أوصاف ذلك القرش أبرزنا أنه يمتلك فك يكفي لالتهام إنسان بشحمه ولحمه، ورغم بعض المشاهدات الفردية كما ذكرنا، إلا أنه لم يثبت بالدليل القاطع أن ثمة قرش ثور حاول التهام إنسان من باب اعتباره غذاء له، أما إذا كنا نتحدث عن أكله عن مهاجمة الإنسان له فهذا أمر آخر، إذ أن الدفاع عن النفس فطرة في الحيوان كما هي في الإنسان تمامًا.
قرش الثور والانقراض
ذكرنا للتو أن الدفاع عن النفس فطرة في كل كائن على هذه الأرض، بما في ذلك الانسان والحيوان، والحقيقة أن تناقص أعداد أسماك قرش الثور في الآونة الأخيرة واقترابه من الولوج في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، لم يكن أمرًا فُجائيًا، وإنما ترتب على تخطي الانسان حدود العقل والانتفاض للدفاع عن نفسه.
قلنا من قبل أن قرش الثور قد تخطى حدوده مسبقًا وبدأ في قتل الانسان لمجرد الاقتراب منه، لذلك لم يكن من الطبيعي أن يصمت الانسان على هذا الاعتداء، خاصةً وأن البحر من الأماكن التي لا يمكن أن يمنع الانسان نفسه عنها نظرًا لما يحتويه من مصادر رزق وطعام مُتمثلة في صيد الأسماك، عمومًا.
الحماية وأسباب أخرى
بكل أسف بدأت حملات صيد قرش الثور بداية القرن العشرين، والحقيقة أن حفاظ الانسان على نفسه لم يكن السبب الوحيد لتناقص أعداد ذلك النوع الخطير من الأسماك، بل إن نوعية الدماء التي تجري في عروقه كانت سببًا كذلك في تفاقم الأمر، لأنها كما يُعتقد تُستخدم في الأغراض الطبية والأمور المُتعلقة بالسحر والشعوذة، والآن، بعد أن اتفقنا على وجود أسباب مُقنعة تدفع البشر إلى التخلص من قرش الثور، هل يمكنكم التوقع كيف يُمكن صيد ذلك الحيوان الخطير؟
صيد قرش الثور
المُعضلة الوحيدة في عملية صيد قرش الثور لا تكمن فقط في صيده وتكبيد البيئة خسائر فادحة بتهديدها بانقراض فرد آخر من أفرادها، وإنما كذلك في الطريقة التي يمكن من خلالها صيد حيوان يمتلك كل هذا القدر من الشراسة، لذلك ظهرت طريقة صيد أكثر شراسة، وهي طريقة صيد السمك بالتفجير.
ظهرت طريقة صيد السمك بالتفجير بداية القرن العشرين، قُبيل الحرب العالمية الأولى تحديدًا، وقد تم استخدامها لأول مرة في الفلبين، حيث كان الصيادون يبغون من خلال تلك الطريقة الحصول على كمية صيد أكبر في وقت أصغر، والحقيقة أن تلك الطريقة قد نجحت نجاحًا كبيرًا عند استخدامها في صيد قرش الثور وتسبب في القضاء على أعداد كبيرة منه، لكن السؤال الآن، هل هذا ما تحتاجه البيئة من الانسان فعلًا؟ أم أنه شرٌ لابد منه؟
أضف تعليق