تُعتبر زلازل اليابان آية من الآيات التي يشهدها العالم، والتي لا تدل بالتأكيد إلا على وجود خالق قادر، فمنذ آلاف سنين، وبسبب الموقع الجغرافي لتلك الدولة، قامت العديد من الزلازل في الكثير من الأماكن، كان أغلبها يُسبب دمارًا قد يأخذ تصليحه مئات السنين، لكن، مع العادة، تمكنت اليابان من تجاوز ذلك الأمر وأصبحت قادرة على التعامل مع الزلازل وتمريرها كأنها أمر عادي، عدا بعض الزلازل، والتي يُطلق عليها زلازل اليابان الكبرى، فقد تسببت في دمار كبير وخسائر فادحة، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف على أقوى زلازل اليابان في تاريخها والدمار الذي خلّفته.
محتويات
ما هي الزلازل؟
قبل أن نتعرف على زلازل اليابان علينا أولًا التعرّف على الزلازل بشكل عام، فهي، كما تُعرف في الكتب والمواضع الرسمية، هزة أرضية تتسبب في تحريك الأشياء من موضعها، والمقصود بالأشياء هنا هو كل شيء موجود على الأرض يُمكن تخيله، ولقد عرف العالم الزلازل لأول مرة عقب الانفجار العظيم، هذه ما يُرجحه العلماء في الغالب ويعتقدون به.
عندما خلق الله الزلازل خلق مُضادات له، أشياء على الأقل قادرة على تقليل أثر هذه الزلازل وتخفيف حدتها، ومن أهم هذه الأشياء بالتأكيد الجبال، والتي مهمتها الأولى والرئيسية تثبيت الأرض، وهذا ما نجحت به بالفعل، لكن، بالرغم من كل ذلك، جاءت زلازل اليابان قوية ومُدمرة.
زلازل اليابان
يُمكن اعتبار الزلازل التي تحدث في العالم بأكمله شيء، وزلازل اليابان شيء آخر مُختلف تمامًا، فلا توجد دولة تقريبًا عانت مثلما عانت اليابان من دمار الزلازل، والذي يُلازمها حتى الآن بصورة شبه دائمة، والحقيقة أن التضاريس والموقع الجغرافي كانا سببًا مُباشرًا في حدوث ذلك الأمر وتكراره بالصورة التي جعلت سكان اليابان يشعرون أن حدوث مثل هذه الزلازل أمر شبه طبيعي، يجب التكيف معه، بل أن عدم حدوث الزلازل في اليابان لفترة شيء يبعث على الدهشة والقلق، وبهذا التعود، تمكن اليابانيين من مواكبة الزلال والتغلب عليها في أغلب الأوقات، عدا بعض الزلازل التي كان مواجهتها أو مُسايرتها أمر مُستحيل، وعلى رأس تلك الزلازل القوية يأتي زلزال تسونامي الذي حدث عام 2011.
زلزال تسونامي، أقوى زلازل اليابان
يُعتبر زلزال تسونامي الذي وقع في اليابان عام 2011 أقوى زلازل اليابان طوال تاريخها، كما أنه يُعتبر كذلك في المركز الثالث ضمن قائمة أقوى زلازل العالم في تاريخه كاملًا، كل ذلك وأكثر كان نتاجًا لما حدث في ذلك اليوم الأسود على اليابانيين والعالم كله بشكلٍ عام.
في الحادي عشر من مارس القابع في عام 2011 استيقظ اليابانيين على زلازل قوي تبلغ قوته ما يقرب من تسع درجات بمقدار الزلازل ريختر، وقد قيل إن بدايته كانت من الساحل الشرقي لليابان، أما عن نهايته والأضرار التي سببها فهذا أمر آخر ما زال يتحدث العالم عنه حتى الآن.
أضرار زلزال تسونامي
لا يُعد زلزال تسونامي أقوى زلازل اليابان من فراغ، وإنما بسبب ما خلفه من دمار وخراب، فقد راح ضحيته بشريًا أكثر من ألف شخص، كانوا قريبين من المناطق التي اندلع منها الزلزال، أما الخسائر المادية فحدث ولا حرج، حيثُ بدأت تلك الخسائر بتدمير كامل لأحد المطارات، تبعه تدمير لبعض المحاطات النفطية، والعديد من الخسائر في الأبنية، والتي صنفها البعض كأعلى مُعدل خسائر في المُنشآت في تاريخ الزلازل بأكمله.
الكارثة الأكبر الذي شهدها هذا الزلزال كانت في تدمير بعض المحطات النووية الموجودة باليابان، والتي لولا الإنقاذ السريع لتسببت في كارثة نوية لا أحد يعرف إلى حد كان من الممكن أن تصل، والحقيقة أن قوة الزلزال الحقيقية تبرز في تأثيره الذي تجاوز الحدود اليابانية ووصل إلى بعض الجزر الأمريكية ومناطق في استراليا وتايوان واندونيسيا والمكسيك، إجمالًا، كان الوضع جحيميًا، ولولا عناية القدير، لكان من الممكن أن ينتهي العالم بزلازل تسونامي، أقوى زلازل اليابان.
كانتو الكبير، زلزال القرن
لا يُعتبر زلزال كانتو الذي وقع في اليابان عام 1923 من أقوى زلازل اليابان فحسب، بل أنه يُعتبر كذلك أقوى زلزال في القرن العشرين بأكمله، وذلك نظرًا للخسائر المهولة التي تسبب بها، والتي كان أغلبها خسائر بشرية، على العكس تمامًا من زلزال تسونامي الذي كان أغلبه خسائره مادية.
في جزيرة هونشو، وتحديدًا في الثانية عشر صباحًا إلا دقيقتين من اليوم الأول من شهر سبتمبر، ضرب زلزال كانتو بمنطقة كانتو، وذلك بقوة تقترب من الثمانية ريختر ونصف، أي أنه كان أقل قوة من زلزال تسونامي بنصف ريختر تقريبًا، لكن الخسائر البشرية التي سببها كانت أكثر من تسونامي بكثير.
الخسائر البشرية
تمكن زلزال كانتو من كتابة اسمه بأحرف من دمار كأحد أضخم وأقوى زلازل اليابان بسبب الكم الكبير من الخسائر الذي تسبب به، فبعيدًا عن الخسائر المادية، والتي لم تكن كبيرة بسبب قلة المُنشآت اليابانية في هذا الوقت، دفع البشر الموجودين في كل شبرٍ من اليابان ثمن هذا الزلزال غاليًا.
تقول أبسط الإحصائيات وأقلها وطأة أن هذا الزلزال قد تسبب في مقتل ما لا يقل عن مائة وأربعين ألف شخص، إضافةً إلى اثنين وأربعين ألف مفقود لم يُسجل لنا التاريخ ما جرى لهم، أي أننا نقترب من المائتي ألف ضحية، في طوكيو وبعض المحافظات اليابانية الأخرى، والتي اتفقت جميعًا على شيء واحد فقط، وهو أن ما حدث كان زلزال القرن وليس مجرد زلزال عادي، كما أنه منذ ذلك اليوم أدرك اليابانيين أن الجحيم قادم لا محالة، وأن الزلازل لن تتركهم وشأنهم.
زلزال هانشين، زلزال موسوعة جينيس
يُعد زلزال هانيشين الذي وقع في السابع عشر من يناير القابع في عام 1995 أحد أقوى زلازل اليابان وأكثرها من ناحية الخسائر، وهذا الأمر ليس بُناءً على الاحصائيات فقط، وإنما أيضًا السجلات الرسمية لموسوعة جينيس في ذلك الوقت، والتي اعترفت به كأقوى زلزال من ناحية الأضرار والتبعات، هذا على الرغم من أن ذلك الزلزال لم يستمر لأكثر من عشرين ثانية، كان قوته سبعة ريختر ونصف فقط، لكن، كل ذلك لا يعني شيء مقارنة بالأضرار التي تسبب بها.
أضرار زلزال هانشين
على الرغم من زلزال هانشين لم يستمر سوى عشرين ثانية فقط كما ذكرنا إلا أن الأضرار التي تركها قد تحتاج إلى عشرين عام من أجل مُعالجتها، فقط دمر الزلزال نصف المُنشآت والمباني الموجودة في محافظة هيوجو، كما وصلت بعض تبعاته إلى مدينة طوكيو وأوقع بها بعض الخسائر أيضًا، حتى تم اعتباره من قِبل البعض الزلزال الأعنف في تاريخ زلازل اليابان وزلازل العالم بشكل عام، وهذا ما أكده دخوله في موسوعة جنيس، عمومًا، تعافت اليابان خلال عشر سنوات من تبعات هذا الزلزال، وبعدها تلقت زلزال آخر لا يقل دمارًا عنه، وهو زلزال تسونامي.
أضف تعليق