لا يمر أسبوع إلا ويحدث أحد زلازل اليابان المُعتادة، فهي تُعتبر الدولة رقم واحد على مستوى العالم من حيثُ التعرض للزلازل، وبالطبع يرجع هذا الأمر إلى طبيعة البلد الجغرافية والتضاريس التي تحدث بها، وقد كان الزلزال بالنسبة لليابان قبل قرنٍ من الآن موت لا بد منه، إلا أن التقدم الهائل في كيفية مواجهة هذه الزلازل جعل الأمر شيئًا فشيئًا يبدو وكأنه حدث عادي، لدرجة أنه قد أصبح من دواعي الاستغراب أن يمر أسبوع في اليابان دون وقوع أية زلازل، عمومًا، دعونا في السطور القليلة القادمة نتعرف سويًا على أشهر زلازل اليابان وكيفية مواجهة الدولة لها.
ما هي أهم زلازل اليابان ؟
ما هو الزلزال؟
قبل أن نتعرف على أشهر زلازل اليابان علينا أولًا التعرف على ما يعنيه الزلازل، وهو كما يبدو من اسمه خلل وهزة في القشرة الأرضية ينتج عنها حالة من عدم استقرار الأرض مما يؤدي إلى تدمير بعض الأشياء الموجودة عليها.
في الحقيقة أنه بالرغم من كون الأرض كتلة واحدة إلا أن الزلزال حين يحدث فلا يشعر به سوى جزء معين من هذه الكتلة، حيث يحدث هناك الدمار وما شابه، أما بقية أجزاء نفس الأرض فلا تشعر بأي شيء، ويرجع البعض سبب هذا الأمر إلى كون الأرض دائرية ومُستقرة، عمومًا، يكون السبب الأول للزلازل كما أسلفنا هو تضاريس البلد أو شكلها الجغرافي، وقد عرفت الأرض الزلازل منذ الانفجار العظيم، وهناك من يقول إنها قد عرفته قبل ذلك.
زلازل اليابان
لا تنفك اليابان عن محاربة الزلازل، ومحاربة الزلازل باستمرار تعني أنها تحدث كذلك باستمرار، وهذه هي الحقيقة بالفعل، ويكفي أن نقول بأن عام 2012 فقط شهد حدوث ثلاثة آلاف زلزال في دولة اليابان فقط، وهو رقم ربما لم يحدث ثلثه في نصف دول الأرض، وقد عرفت اليابان الزلازل منذ وقت طويل، لكنها لم تُعاني منه إلا في القرون العشر الأخيرة، والتي شهدت بدورها أشهر زلازل اليابان على مدار تاريخها، وبالطبع لا تُذكر الزلازل إلا ويُذكر خلفها زلزال تسونامي.
تسونامي، أكبر زلازل اليابان
لا أحد في العالم لم يشعر بزلزال تسونامي الذي وقع عام 2011، هذا بالرغم من الزلزال في الأساس قد وقع في اليابان فقط، إلا أن أثره قد فاق الحدود بكل ما تعنيه الكلمة من معان، كما تم اعتباره أحد أشهر 5 زلازل في تاريخ الكرة الأرضية، وما زالت ذكراه حاضرة حتى الآن في أذهان الجميع.
في الحادي عشر من مارس القابع في عام 2011 ضرب زلزال بقوة تسعة ريختر اليابان، وتحديدًا طوكيو وسنداي، وقد كانت قوة هذا الزلزال مفاجأة غير سارة بالمرة للجميع، وخاصةً لليابانيين، والذين راح منهم أكثر من ألف قتيل، إضافةً إلى آلاف الضحايا، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة، والتي تمثلت في تدمير منشآت وبيوت، هذا بالرغم من أن هذا الزلزال قد سبقه بيومين زلزال خفيف يُسمى هونشو، وقد شهد هذا الزلزال لأول مرة، بسبب قوته، تجاوزًا للمدى، حيث وصل إلى بعض المدن الأمريكية، ومن شدة وطأته أوقفت اليابان كل مصانع النفط والوقود، الحقيقة أن اليابان نفسها قد توقفت وأصبحت كملاكم مترنح تلقى ضربة قاضية للتو، لكن في النهاية استطاعت تجاوز الأمر ونهضت من جديد.
زلزال أوغاساوارا، شقيق تسونامي
في عام 2015 ضرب زلزال أوغاساوارا والذي يُعد أحد أشهر زلازل اليابان، كان الزلزال قد مهد له تمهيدًا طفيفًا قبل يومين من حدوثه، إلا أن أحدًا لم يلتفت لهذا التنبيه، خاصةً وأنه يُعد أمرًا طبيعيًا في بلد مثل اليابان، لكن صبيحة اليوم الثالث ضرب زلزال أوغاساوارا بقوة ثمانية ريختر، أي أقل من تسونامي بدرجة واحدة، لذلك يُطلق عليه لقب شقيق تسونامي.
أدى الزلزال إلى دمار يقل بدرجة بسيطة عن الدمار الذي سببه تسونامي، لكنه في نفس الوقت لم يتسبب لليابانيين بنفس درجة الذعر، وكأنهم ببساطة قد اعتادوا على مثل هذه الأمور، بيد أن التعود لم يكن شفيعًا لهم في بعض آثار الدمار التي خلفها الزلزال، والتي تمثلت في تدمير بعض البيوت والمنشآت وتوقف حركات القطار وبعض مصانع الطاقة، والأمر الأهم أنه قد تم تسجيلها ضمن قائمة أكبر عشر زلازل بالعالم، وقد امتاز عن تسونامي في نقطة واحدة، وهي أن عدد من شعروا به كان أكثر من عدد من شعروا بتسونامي عام 2011.
زلزال قناة نانكاي، الزلزال الأقدم
يُعتبر زلزال قناة نانكاي من أقدم زلازل اليابان إضافةً إلى كونه أحد أقوى الزلازل التي حدثت في اليابان والعالم بأكمله، حيث راح ضحيته عدد كبير لم يتم التعرف عليه حتى الآن بسبب تأخر تقنية حساب الكوارث في هذا الوقت، إضافةً إلى الخسائر المادية والحيوية التي تجرعتها الإمبراطورية اليابانية في هذا التوقيت.
حدث زلزال قناة نانكاي عام في نهاية القرن الخامس عشر، وتحديدًا عام 1498، وكانت قوته تقترب من الثمانية ريختر ونصف، حيث استعان في ذلك بقوة المحيط الهادي، مما جعله جحيمًا لا يُطاق على الإمبراطورية اليابانية في هذا التوقيت، والتي لم تُجدي حملات الاستنفار التي قامت بها ولم تستطع إيقاف الدمار الذي طال البلاد، حيث يُقال أن هناك مناطق تدمرت كليًا بسبب هذا الزلزال وظلت مهجورة لقرنين أو ثلاثة بعده اعتقادًا بأنه قد ترك آثارًا يستحيل محوها، وسبب دمارًا لا يُمكن إعادة إحيائه من جديد، اختصارًا، كان هذا الزلزال يستحق بالفعل أن يدخل ضمن قائمة أقوى زلازل اليابان.
لماذا زلازل اليابان؟
هناك من يبدي اندهاشه الشديد بسبب كثرة زلازل اليابان، لكنه في الحقيقة هذا الاندهاش يُصبح اندهاشًا غير مُبررًا إذا ما عرفنا أن اليابان تقع في جزء غير مستقر تمامًا من الكرة الأرضية، وهو ما يؤهلها لكل شيء يمكن تخيله، بداية من الزلازل، مرورًا بالبراكين، انتهاءً بالفيضانات، والتي توقفت بالطبع بفعل خاصية السدود، لكن كما أشرنا، تبقى الزلازل والبراكين هي أكثر ما يُرهق اليابان وسُكانها، حتى بعد التعود عليها وابتكار حلول جديدة لمواجهتها، لكنها في النهاية تحتمل نسبة خطر لا بأس بها، وهو ما لا تُريده أي بلد لها، خاصةً وإذا كانت هذه البلد واحدة من أكبر البلاد الموجودة على الخريطة مثل اليابان.
كيف تواجه اليابان الزلازل؟
مع كثرة أعداد زلازل اليابان أصبحت الحكومة معنية بوضع سيناريوهات لمواجهة الزلازل قبل حدوثها، وليس فقط مجرد محاولة تخفيف آثارها بعد الحدوث، والحقيقة أن هذا الأمر كان أشبه بالشغل الشاغل للحكومة والشعب الياباني خاصةً خلال القرن الواحد والعشرين، حيث التقدم الكبير والهائل في كافة المجالات، وكما يقال، أفضل طريقة لصد الهجوم هي توقعه، لذلك تحرص اليابان على عمل دورات تكثيفية لقوات خاصة، تكون مهمتها الوحيدة هي وضع أسوأ السيناريوهات لتلك الزلازل، ومحاولة التوصل لطرق مفاداة الخسائر الكبيرة، فالزلزال نفسه لا يمكن لأي مخلوق منعه، وإنما يمكن فقط تعلم النجاة عند حدوثه.
الله يحفظ كل الدول