يُعتبر حمام الهزار أحد أهم أنواع فصيلة الطيور وأشهرها على الإطلاق، فهناك الكثير من الأمور التي تدل على أن عادة أو فعل الافتخار تم اشتقاقها منه، أي أنه مصدر تلك العادة، ولا يتنافى ذلك بالتأكيد مع كونها في الأصل غريزة فطرية، ما يعنينا هو الكيفية أو الطريقة التي كان يقف بها حمام الهزاز مُفتخرًا ويتم تقليدها من الإنسان حاليًا، كما أن الاسم كذلك يحمل سببًا من أسباب شهرة هذا النوع من الحمام وانتشاره، هذا قبل أن يتعرض للانقراض في الآونة الأخيرة، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف على حمام الهزاز وحياته وصفاته، وكيف أصبح مُعرضًا للانقراض مؤخرًا.
محتويات
ما هو حمام الهزاز؟
ينتمي حمام الهزاز إلى فصيلة الحمام الشهيرة، وقد نالت تلك الفصيلة شهرتها منذ ملايين السنين، كما أنها تُعد من الحيوانات المُنتشرة، لأنها تتواجد في كل مكان بالعالم تقريبًا، وتتوفر أمام الصغار قبل الكبار، وبالتأكيد تلك الفصيلة تحتوي على الكثير من الأنواع، منها الزاجل والسلام والهزاز أيضًا.
عُرف حمام الهزاز بوصفه أقدم أنواع فصيلة الحمام، فقد شاهده الانسان الأول، وقام برسمه على الجدران وتدوينه في الكتب، وكانت رؤيته هذا النوع من الحمام فأل غير لديه، ويُقال إن ترميز الحمام بالسلام كان في هذه الفترة، وأن النوع الذي كان مُحدد بذلك الترميز هو حمام الهزاز.
أوصاف حمام الهزاز
حمام الهزاز بالنسبة للونه ظاهرة بحد ذاته، فهو لا يمتلك لون مُحدد، لأنه قد شوهد بالأحمر والأزرق والأبيض، لكن الشيء الثابت في كل الألوان التي يأخذها حمام الهزار أن يمتلك بعض الشعيرات البيضاء في مناطق مُتفرقة تشمل الرأس والقدم وأسفل البطن، وهي علامة تُفرّقه عن باقي الأنواع.
الطول بالنسبة لحمام الهزار لا يختلف كثيرًا عن باقي أنواع الحمام، فهو لا يزيد عن ثلاثين أو أربعين سنتيمتر، أم الحجم فهو يتراوح بين الربع كيلو جرام والثلاثة أرباع كيلو جرام بحد أقصى، وغالبًا ما يكون ذلك الوزن مقصورًا على الإناث.
مميزات حمام الهزاز
كما ذكرنا، يتميز حمام الهزاز عن باقي أنواع الحمام بعدة مميزات، جعلته الأكثر شهرة ومعرفة لدى الانسان، منها مثلًا رقبته الطويلة بشكل مُلفت، فهي في الحقيقة تُمثل حجم لا بأس به من الجسم، والغالب أن هذا الطول جاء ليتماشى مع الميزة الثانية التي يتميز بها حمام الهزاز، وهي الهز، حيث يستطيع حمام الهزاز مباغتتك في كل مرة بحركات برأسه يُمكن تصنيفها بالمضحكة، تلك الحركات تتمثل في هز الرأس المتواصل لفترة تدوم لدقيقتين، أو يزيد، وعندما يأتي ذلك الهز مع حركة الفخر الشديدة يُصبح الأمر مُمتعًا بدرجة لا تُوصف.
حياة حمام الهزاز
يعيش حمام الهزاز حياة مُستقرة بعض الشيء، والاستقرار هنا يكمن في وجود مكان دائم للعيش، والمكان الدائم للعيش بالنسبة لحمام الهزار يُمكن أن يكون أي مكان، طالما توافر فيه الغذاء الذي يُفضلّه، والغذاء المُفضلّ لحمام الهزاز عبارة عن بعض الحشرات والقوارض، وقد ينضم إليهم أصناف مختلفة من النباتات، شريطة أن تكون سهلة المضغ، نظرًا لهشاشة أسنانه وقدرته الضعيفة على المضغ عمومًا.
في الشتاء يظل حمام الهزاز ملتزمًا بمكانه، أيًّا كان هذا المكان، المهم أنه لا يتحرك خلال تساقط الأمطار والثلوج، أما الصيف فهو الفصل المفضل له، ففيه يقوم بكافة العمليات الحيوية التي يحتاجها أي حيوان، وأهم هذه العمليات بالتأكيد عملية التكاثر، والتي تشهد العديد من الغرائب كذلك.
حمام الهزاز والتكاثر
التكاثر بالنسبة لحمام الهزاز عادة صيفية، لا تحدث سوى مرة واحدة في العام وفي فصل الصيف، وتبدأ تلك المرحلة بوضع البيض، والذي يتراوح بين العشرة والخمسة عشر بيضة، ثم بعد ذلك تبدأ مدة انتظار الفقس، والتي لا تتجاوز الشهر بأية حالٍ من الأحوال، بعده تخرج صغار حمام الهزاز.
يبدأ صغار حمام الهزاز حياتهم بعد شهرٍ من الولادة، حيث يُصبحون بعده قادرين على الاعتماد على أنفسهم، والاعتماد هنا يشمل الحصول على الغذاء وتعلم الطيران ومواجهة الأخطار التي بدأ حمام الهزاز يتعرض لها منذ نهاية القرن المنصرم، والتي تتمثل بشكل عام في الانقراض.
حمام الهزاز والانقراض
منذ نهاية القرن المنصرم بدأ حمام الهزاز يُعاني من ويلات الانقراض، والحقيقة أن الأعداد الموجودة منه في الأصل لم تكن كثيرة، إذ أن البيض الخاص بحمام الهزاز على الرغم من كثرته إلا أنه يجد صعوبة في فقسه، ولكن ذلك لم يكن سببًا أبدًا في انقراضه، إذ أن ذلك الأمر موجود ومعروف منذ وجود حمام الهزاز.
كانت الأعداد الموجودة من حمام الهزاز تتراوح بين العشرين الثلاثين ألف، يعيشون في مناطق متفرقة في العالم، ونحن نتحدث الآن عن نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، لكنه في منتصف القرن العشرين أصبح لا يتجاوز من حيث العدد الألف فرد، ثم تناقص هذا العدد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فما الذي حدث؟
أسباب التهديد بالانقراض
تهديد حمام الهزاز بالانقراض جاء نتيجة لعدة أسباب، أهمها تناقص أعداده بصورة طبيعية نتيجة لقلة فاعلية البيض وعدم قدرته على الفقس بشكل صحيح، وبالتالي موت صغار حمام الهزاز في بيضهم، أما السبب الثاني فهو يتعلق بالظروف المناخية التي يواجها حمام الهزاز، أو بمعنى أدق تغير الطقس من حينٍ إلى آخر، فكما ذكرنا من قبل، يُعتبر هذا النوع من الحمام أحد أضعف الأنواع، لذلك لا يتحمل مثل هذه الأمور.
السبب الثالث والأهم، والذي كان له اليد الأكبر في تهديد حمام الهزاز بالانقراض، هو ظهور ما يُسمى بتجارة حمام الهزاز، والتي تقوم على صيد ذلك الحيوان وبيعه للأغنياء بغرض التسلية والترفيه، فهو لا يقل شيء عن الببغاء وغيره من الحيوانات نظرًا لما يمتلكه من حركة فخر شهيرة تأسر كل من يشاهدها.
الفخر وحمام الهزاز
بالطبع أنتم تعرفون جيدًا عادة الفخر، وتعرفون أن الإنسان يُصاب بها حالة فعله لأمر جيد وحصوله على الثناء، وكذلك حمام الهزاز، يعرفها أكثر من البشر، ويقوم بفعلها بشكل مُتكرر، على الرغم من أن أحدًا ما لا يعرف حتى الآن الأسباب التي قد تجعل طائر مثل حمام الهزاز يشعر بالفخر، خاصةً وأنه لا يمتلك تأثيرًا ما قوي في البيئة المُحيطة به.
عندما يفتخر الإنسان فإنه يقوم بفرد صدره للأمام ورفع رأسه عاليًا، هل تعرفون من فعل هذه الفعلة أولًا؟ حمام الهزاز بالطبع، وقد تعلمها البشر منه وأصبحوا يعتبرونها علامة للفخر، وهذا ما يُفسر جهلنا للسبب الذي قد يجعل حمام الهزاز يفتخر بنفسه، فهو في الحقيقة لا يفتخر، وإنما هي مجرد حركة عشوائية وفطر فُطر عليها، وقد شاهده الإنسان يفعل ذلك وقام بتقليده وإلصاق هذا الفعل بالفخر، عمومًا، بعيدًا عن كل ذلك، لا يزال حمام الهزاز مُهددًا بالانقراض ويقترب منه.
أضف تعليق