تُعتبر حادثة حرائق غابات روسيا التي عصفت بأوروبا والعالم بأكمله عام 2010 واحدة من أهم الحوادث وأشدها خطورة، فقد زعم البعض أن تلك الحرائق لشدتها كانت أن تتسبب في كوارث وخسائر فادحة على الدب الروسي، أعظمها ما توقعه الخبراء بأن يتم حرق روسيا بأكملها، والحقيقة أن ذلك التوقع كان يستند إلى قوة الحرائق والأشياء الخطيرة الموجودة على الأراضي الروسية مثل المفاعلات النووية وغيرها، عمومًا مرت مرحلة الخطر بسلام، لكن لم تنتهي سطوة الحرائق حتى الآن، لذلك دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على كل شيء يتعلق بحادثة حرائق غابات روسيا وأهم أضرارها بيئيًا.
محتويات
ما المقصود بحرائق الغابات؟
قبل أن نتعرف على تفاصيل حادثة حرائق غابات روسيا علينا أولًا التعرّف على المقصود بظاهرة حرائق الغابات في الأساس، فبالرغم من أن الحريق من المعروف عنه أنه ينتج بسبب أخطاء بشرية أو للبشر دخل فيها بطريقة من الطرق، إلا أنه يُعد من الظواهر الطبيعية مثل البراكين والزلازل والأعاصير، كما أن البعض يُطلق على حرائق الغابات اسم غضب الطبيعة، وذلك لما تحمله من نيران مُلتهبة لا تدل إلا على الغضب.
عرف الإنسان حرائق الغابات منذ أن عرف الغابات نفسها، والحقيقة أن حرائق الغابات يُمكن أن تحدث كظاهرة طبيعية بمفردها، أو نتيجة ظاهرة أخرى مثل الرعد مثلًا أو العواصف، عمومًا، في النهاية تُعد حرائق الغابات إيذانًا ببدء موجة من الخراب والدمار، تمامًا كما حدث في واقعة حرائق غابات روسيا.
حرائق غابات روسيا
بدأت حرائق غابات روسيا في يوليو 2010، والحقيقة أنها لم تكن حريقة أو اثنين أو حتى ثلاثة، وإنما كانت سلسلة طويلة من الحرائق تمتد إلى مئة حريق أو يزيد، كما أنها لم تحدث في عام واحد كذلك، وإنما استمرت لمدة خمسة أعوام على نفس المنوال، ثم هدأ الأمر قليلًا في الفترة الأخيرة، لكن ذلك لم يمنع من تصنيفها كواحدة من أشد الحرائق في التاريخ.
في الحقيقة كانت حرائق غابات روسيا بمثابة معجزة صغيرة بعيدًا عن كونها كارثة كبيرة، فالمعجزة تكمن في أن الحرائق بالرغم من كونها دليلًا على الارتفاع الشديد في الحرارة إلا أنها حدثت في أشد المناطق برودة في العالم، والتي تُسمى بمنطقة الجليد الحية، روسيًا، لذلك كان من المنطقي أن يكون السؤال الأول للعالم في هذا الصدد عن السبب.
سبب حرائق غابات روسيا
اختُلف كثيرًا في السبب الحقيقي لحرائق غابات روسيا، لكن الجميع اتفق على أن ذلك السبب لم يكن للبشر أي دخل فيه، وأنه كان طبيعيًا مئة بالمئة، فقد قيل مثلًا بأن الحرارة قد شهدت في شهر يوليو الذي وقع في الحريق ارتفاعًا غير مسبوقًا في منطقة لا تُعاني من شيء أكثر من البرودة، كما أنه قد حدث كذلك جفاف في المنطقة، عمومًا، يمكن القول بصراحة أن عدم انتظار تلك الحرائق من الروس كان سببًا كبيرًا في تفاقم الأضرار وعدم السيطرة عليها في البداية.
أضرار حرائق غابات روسيا
لا توجد حرائق دون أضرار، فما بالكم بحريقة تحدث على أرض لا يُتوقع حدوث ذلك بها، لذلك لم يستطع السكان فعل الشيء المنطقي الأول في هذه الحالة، وهو إخلاء الأماكن المُحيطة بالغابة، ولذلك قضى أكثر من خمسين شخصًا حتفهم في الوهلة الأولى، وكانت هذه الأضرار البشرية الوحيدة، والأقل وطأة في الحقيقة.
تسببت الحرائق كذلك في سحابة دخان كبير، لدرجة أنها تمكنت من الوصول إلى قلب عاصمة روسيا، موسكو، كان الأمر كارثيًا بكل تأكيد، وكانت الأشياء البسيطة مثل تدمير ألفي منزل وحرق بعض السيارات أمر شبه طبيعي في كل الحرائق، لكن الخسائر والأضرار المادية في هذه الحرائق بشكل خاص كانت كارثة بحد ذاتها.
الخسائر المادية للحرائق
كانت الخسائر المادية العظمى تتمثل في المنشآت العظمى التي تم تدميرها، والحقيقة أنها لم تكن تتعلق بالبيوت والمصانع فقط، وإنما شملت كذلك بعض البنوك والقواعد العسكرية، وكانت هذه الكارثة الكُبرى في سلسلة حرائق غابات روسيا، لأن تدمير القواعد العسكرية، مع كونها تتكلف المليارات، إلا أنه قد يتسبب في زيادة النيران والحرائق أكثر، وبالتأكيد دفع ذلك الأمر تحديدًا إلى إعلان الرئيس الروسي في هذا الوقت لحالة الطوارئ، بل إنه قد استعان بالجيش أيضًا في مواجهة الحرائق، كان الأمر أصعب من أن يتم السيطرة عليه من دول عُظمى مثل روسيا، وكان ثمة إجراء آخر لابد منه.
إجراء احترازي
بعد سلسلة حرائق غابات روسيا بأسابيع قليلة شعر الرئيس الروسي أن الأمر بدأ يتجاوز الحد، فلم يجد بُد من إعلان حالة الطوارئ من أجل الحفاظ على سلامة الناس، كان ذلك في الثاني من أغسطس القابع في نفس العام، وقد بدا جليًا وقتها أن ذلك الحريق لن يمرّ بسلام.
مع الوقت بدأت الأمور تتفاقم، وبدأت آثار الحريق تصل إلى قلب موسكو، لدرجة أن الرئيس الروسي في ذلك الوقت قرر الاستعانة بالجيش، نفس الجيش الذي أقال أغلب قيادته متهمًا إياهم بالتقصير في التصدي للحريق وإنقاد الأمر، كان الوضع كارثيًا بحق، لكن، كان هناك شيء هام لابد من الحفاظ عليه، لأن تدميره قد يجعل الكارثة تتخطى روسيا وتعم العالم بأكمله، بالتأكيد نحن نقصد بذلك الأسلحة النووية.
الحرائق والأسلحة النووية
كانت حرائق غابات روسيا على موعد قريب من الكارثة الكبرى بسبب اقترابها من أماكن وجود الأسلحة النووية، فروسيا لمن لا يعرف تُعد ثاني أكبر دولة في العالم من حيث امتلاك الأسلحة النووية، وبعد تدمير أحد القواعد العسكرية كان من الممكن جدًا أن يطال الحريق قاعدة نووية، وتدمير الأسلحة النووية خراب لا يُمكن تخيله.
الحل الوحيد لتجنب هذه الكارثة كان في انشاء قناة مائية بمدينة ساروف، تلك القناة التي شُقت بطول خمسة أميال تمكنت من احتواء تسعين بالمئة من الأسلحة النووية الموجودة في روسيا، كان ذلك بمثابة إجراء احترازي، تمامًا مثلما حدث مع أغلب النقاط الحيوية الموجودة في البلاد، وقد وصلت آثار حرائق غابات روسيا الجانبية إلى حد تأجيل أحد مباريات كرة القدم الدولية بين منتخبي روسيا وبلغاريا، حيث أن رئيس الاتحاد الروسي قال في تصريحات وقتها أن إقامة المباراة وسط هذا الدخان الكثيف أشبه بالانتحار، وبالفعل لم يخلو الأمر من بعض المساعدات من الدول العظمى مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا، واللذين تنوعت مساعدتهم بين طائرة إطفاء وأدوات تصدي للحريق ورجال انقاذ مُتخصصين.
حرائق غابات روسيا والبيئة
بلا شك كانت سلسلة حرائق غابات روسيا ضربة مُوجعة للبيئة، فقد أدت إلى تدمير معظم النباتات وحرمان أخرى من الانبات مرة أخرى، كما أن الهواء في روسيا ظل قرابة الشهر غير صالح للتنفس، ولولا الاعتماد على أنابيب الغاز الصناعية لكانت هناك كارثة أخرى لا يعرف أحد كم الخسائر التي كان من الممكن أن تُخلّفها.
أضف تعليق