عملية تكرير النفط لها الكثير من الآثار الجانبية البيئية الضارة حيث أنها تؤثر في جميع الأشياء التي تجاورها أو حتى يمر أثرها عليها، فالنفط المسرب أثناء عملية التكرير يصل إلى الكثير من الأشياء مثل التربة والمياه والهواء، وهذه الأشياء بالطبع هي المكونة للحياة ولولاهم لما تمكن الإنسان من العيش فوق هذه الأرض، فماذا لو تلوث الهواء الذي يستنشق من قبل الإنسان بالتأكيد سيصيبه بالكثير من الأمراض والمشكلات، التي مع مرور الوقت قد تقضي على حياته إذا لم تتم المعالجة منها مع تراكم الهواء الملوث مرة تلو الأخرى، زد على ذلك أن تلوث البحار والأنهار ومحطات تكرير المياه سيزيد الطين بلة وسيؤذي البشر من جانب أخر عند شربهم لتلك المياه، وإذا نظرنا للحيوان والنبات فسنجد أنهم سوف يشربون من نفس الكأس حيث أن المياه والهواء الواصل لتلك الأشياء سيكون فاسد وبالتالي سيفسدون هم أيضًا، والتربة نفسها قد وصل إليها التسرب يعني هلاك كل شيء نتيجة عملية تكرير النفط ، فلذلك يجب علينا معرفة كيف نتجنب مثل هذه الآثار البيئية الخطيرة.
محتويات
التلوث النفطي
قبل أن نتحدث عن الآثار البيئية المحتملة لعملية تكرير النفط يتوجب علينا معرفة حقيقة التلوث النفطي وكيف يتم، ففي البداية التلوث النفطي هذا عبارة عن تسرب يحدث في جزئيات النفط المستخرج سواء كان سائل أو صلب ويصل إلى العناصر التي تتكون منها البيئة أساسًا، وهذا ما ينتج عنه تغيرًا في عناصر تكوين البيئة التي تعد أساس هذه الحياة، ومن الجدير بالذكر أن البيئة هنا يقصد بها التربة والهواء والماء، ويعتبر الماء الموجود في البحار هو أكثر عناصر البيئة إصابة بضرر تكرير النفط ونتائجه تظهر على كل ما فوق الأرض، حيث أن المحيطات والبحار تتلوث بتكرير النفط وعندما يتم تركها لفترة كبيرة بدون أي معالجة أو تطهير يتغلغل التلوث ويبدأ في نشر تأثيره.
حيث أنه من الممكن أن يقضي على الإنسان والنبات والطيور والحيوانات البرية والبحرية، فهذا يحدث من خلال تلويث شواطئ المياه ومحطات تنقية وتحلية المياه التي يشرب منها البشر، وأيضًا تأثيره على الأسماك والقشريات واليرقات الموجودة في البحار والمحيطات وبعدها تأتي الطيور لأكل تلك اليرقات فتصاب هي الأخرى بهذه المشكلة الخطيرة، ولا ننسى أن الإنسان هو الأخر يتغذى على الأسماك والقشريات وإن أصابها ضرر فبالتأكيد سينتقل للإنسان بعد أكله لتلك الكائنات البحرية، لذلك فالتلوث النفطي الناتج عن التكرير أمر خطير جدًا يجب تجنبه قدر الإمكان حتى لا نقضي على أنفسنا بأنفسنا.
تأثير تكرير النفط على التربة
هناك العديد من الآثار السلبية التي يسببها تكرير النفط على البيئة كل مجموعة من تلك الآثار مختصة بالضرر على شيء معين، فمثلًا التربة تتأثر بتكرير النفط حيث أنه مع مرور الوقت وزيادة تسرب النفط إليها تصبح تربة فاسدة وغير صالحة للبشر أو النباتات أو حتى الحيوانات، حيث أن النفط بصورته الخام يحتوي على الكثير من المركبات العضوية السامة وهذه المركبات تتكون من مجموعة عناصر خطيرة جدًا على التربة، فهي على سبيل المثال تحتوي على مركبات السيانيد ومركبات الفينول ومركبات الكبريتيدات، هذا بجانب المواد الهيدروكربونية وجزيئات المعادن السامة وغيرها من المركبات الأخرى، فكل هذه الأشياء تدمر التربة وتجعله غير صالحة للمعيشة ولا الزراعة ولا أكل الحيوانات منها.
وإذا وصل النفط السائل إلى التربة فهذا سيجعله يقف كحجر عثرة أمام وصول الهواء إلى التربة، وبالتالي تلفها وتلف من يقتات منها سواء إنسان أو حيوان، وتذكر بعض التقارير العلمية أنه هناك أيضًا تأثيرًا مباشرًا من قبل النفط على النباتات والحيوانات بعيدًا عن التربة وما تسببه بشكل غير مباشر، كل هذا وأكثر تتسبب به عملية تكرير النفط الخطيرة لذلك لابد من إيجاد حل بديل لتلك العملية أو معرفة ما يقضي على أثار النفط السلبية ويمنعها من التأثير على أي شيء.
تأثير النفط على الهواء
من الآثار السلبية التي يتركها تكرير النفط هو تأثيره على الهواء والذي يعد الخطر الأسرع من ناحية الوصول إلى الإنسان، فعدما يتم تكرير النفط يخرج منه العديد من الغازات وهذه الغازات تبقى في الهواء لمدة ليست بالقليلة ولذلك ينتج عنها إصابة الإنسان بمشكلة ما، ومن الجدير بالذكر أن تلك الغازات سامة وضارة جدًا ونتائجها الضارة تصيب الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، ومن ضمن تلك الغازات هو ثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وأيضًا ثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين ونسبة كبيرة من السخام والتي تصل إلى خمسة وشرين بالمائة تقريبًا، ولا ننسى أيضًا أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والمركبات الهيدروكربونية وكلوريد الصوديوم.
كل هذا وأكثر يطير في الهواء أثناء عملية تكرير النفط وبكل تأكيد نتائجه ستكون ضارة جدًا بكل ما هو موجود على البيئة أو بالأحرى كل من يستنشق الهواء الموجود به تلك الغازات، فمثلًا إذا قمنا بالنظر إلى الأضرار التي تتسبب بها الغازات الخارجة من تكرير النفط على صحة البشر، فسنجد أنها على الأقل سوف تؤذي الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي هذا على الأقل أما إذا تطور الأمر بعض الشيء فسيحدث طفح جلدي للإنسان، وضعف في المناعة، وخمول وإرهاق وتعب، وصداع شبه دائم، ومشاكل في الذاكرة، وهناك أضرار خاصة بالنساء فقط مثل الإجهاض إذا كانت امرأة حامل، أو الولادة المبكرة إن كانت في شهورها الأخيرة، وقد يصل الأمر إلى حد السرطان للكبار والعيوب الخلقية للصغار.
تأثير النفط على المياه
نأتي هنا للحديث عن تأثير النفط على المياه سواء سطح المياه أو البحار أو المحيطات فكلاهم يتأثر بعملية تكرير النفط ، أما عن تأثيره على سطح المياه فهو يتسبب في تلوث المياه الجوفية عن طريق تسربه إلى مكونات المياه هذه، وأيضًا عند وصول غازات النفط وسوائله إلى سطح الماء فهي تحول دون وصول الضوء والهواء اللازم لما تحت الماء من كائنات حية، فمثلًا لن يصل الضوء والهواء إلى الهوائم النباتية الأهم من بين العوالق، وهذا سيعوق عملية الغذاء لدى الأسماك فتقل بنسبة لا بأس بها وهذا أمر مرفوض جدًا بالسبة للبشر، فالسمك يعد غذاء هام وضروري جدًا لصحة الإنسان وتناوله مطلوب بشكل أسبوعي أو شهري على الأكثر.
أما عن تلوث البحار والمحيطات بعملية تكرير النفط فهي تؤدي إلى التسبب في الضرر بكافة الكائنات الحية البحرية، من أسماك وطحالب وثدييات وطيور البحر واللافقاريات التي تعيش في البحر والزواحف والشعب المرجانية وغيرها، حيث أنها قد تموت أو تصبح سامة ومضرة لمن سيأكلها وبالتالي عزوف البشر عن الاعتماد على الكائنات البحرية كغذاء لها، حيث أن الإنسان بالتأكيد سيخاف من شراء أسماك قد تكون مضرة وسامة، وأيضًا عدم شراء أسماك ذات طعام رديء، وأيضًا عدم قيام الصيادين بالاصطياد في بعض الأماكن المعرضة لغازات وسوائل تكرير النفط نظرًا لأنها لن تبتاع وستؤدي لتلف المعدات التي يصطادون بها.
الكاتب: أحمد حمد
أضف تعليق