تسعة بيئة
تطور الاحتباس الحراري
بيئة » المناخ » تاريخ تطور الاحتباس الحراري عبر السنين إلى الآن

تاريخ تطور الاحتباس الحراري عبر السنين إلى الآن

مشكلة الاحتباس الحراري هي مشكلة مكتشفة حديثًا فقط، لكن جذور هذه المشكلة تعتبر قديمة بعض الشئ، هنا نتحدث عن تطور الاحتباس الحراري عبر السنين إلى الآن.

تطور الاحتباس الحراري وتزايده أخذ منحنيات علمية واجتماعية وسياسية عبر السنين، وحتى الآن يوجد خلاف علمي حول التأثير الممكن للتغير المناخي الذي سببه البشر، والبعض ينظر إلى المشكلة باعتبارها نظرية مؤامرة، في النقاط التالية سنشرح لك بإيجاز أهم التطورات التي حدثت من خلال تسلسل زمني، بدايةً من التعرف الأول للمشكلة وتعامل العلماء معها وملاحظاتهم مع ذكر الحلول المقترحة التي يتم تنفيذها، بالإضافة إلى الجوانب المختلفة وردود الأفعال تجاه المشكلة من قبل الدول الكبرى والتأثير القوي لشركات الوقود الضخمة.

تعرف على تطور الاحتباس الحراري عبر السنين

ما هو الاحتباس الحراري؟

الاحتباس الحراري هو زيادة متوسط درجة حرارة الطبقة القريبة من الغلاف الجوي، والتي لم يكن للإنسان يد فيها قبل القرن التاسع عشر، لكن مع صناعات الوقود والزيوت زادت الغازات المضرة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان. وزاد الخوف من انصهار جبال الثلوج وغيرها من الكوارث التي يمكن أن تقضي على الحياة.

الدول ذات الكمية الأكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

تحتل الصين المركز الأول في القائمة وفيها حوالي ثلث كمية الانبعاثات في العالم كله (تقريبًا 11 مليون طن)، يليها أمريكا والهند، ثم روسيا واليابان وألمانيا، والدولة العربية الأكثر تلوثًا هي المملكة العربية السعودية، وأقل الدول عمان ورومانيا وتشيلي.

تاريخ وتطور ظاهرة الاحتباس الحراري

1850-1890: قدر العلماء نسبة متوسط درجة حرارة السطح في كوكب الأرض 13.7 درجة مئوية في تلك السنين، ولكن بعد الثورة الصناعية وانتشار المصانع مثل مصانع الفحم والسكك الحديد بدأت كميات ضخمة من الغازات بالمساهمة في التأثير على نسبة الطبقة القريبة من سطح الأرض وبدأ ما يعرف باسم تغير المناخ أو الاحتباس الحراري بفعل البشر، ونلاحظ أنه بدأ تدريجيًا في البداية، لكن في العقود الأخيرة أصبحت الزيادة مخيفة.

1859: أول من تحدث عن تأثير الاحتباس الحراري، وهو الفيزيائي جون تيندال والذي نشر ورقة علمية وضح فيها أن الغاز في الغلاف الجوي يمتص الحرارة لنسب مختلفة جدًا وأن انتشار بعض الغازات قد يحجب الأشعة تحت الحمراء.

1896: الكيميائي السويدي سفانت أرنيوس الحائز على جائزة نوبل يحسب للمرة الأولى نسبة التغير المناخي الحادثة بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أول من وضع مصطلح تغير المناخ.

1930: أصبح تغير المناخ من المواضيع الشائعة بين العلماء، ومن أهم الأبحاث التي ظهرت ما عرف باسم دوائر أو آلية ميلانكوفيتش والتي توقع فيها العالم الصربي ميلانكوفيتش أن العصر الجليدي سيحدث لا محالة بسبب محور دوران الأرض حول الشمس كما حدث في العصور القديمة، ومن هنا بدأ الفريق المؤيد لاحتمالية أكبر لحدوث التبريد في الغلاف الجوي.

1945: بدأت الحكومة الأمريكية بتخصيص تمويل مالي كبير للأبحاث العلمية الخاصة بتغير المناخ.

1956: الفيزيائي الكندي جيلبرت بلاس ينشر ورقة علمية بحساب الأرقام يوضح فيها أن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ستؤثر بشكل كبير على توازن أشعة الشمس. في نفس السنة أيضًا أنتجت شركة الإلكترونيات فيليبس نموذج مصنع من قبل الكومبيوتر يصور الغلاف الجوي بدقة.

1957: أطلق الاتحاد السوفيتي القمر الصناعي الأول في التاريخ سبوتنك-1، وبعدما قامت أمريكا بإطلاق قمرها الخاص وفي خضم الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا زاد الاهتمام بقضية تغير المناخ والجيوفيزيائية العالمية، مما زاد من كمية التمويل للأبحاث. وفي نفس السنة وضح روجر ريفال أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الزائدة لن تمتصها المحيطات كما اعتقد البعض، ولاحظ أيضًا بعض التغيرات في تحرك صفائح الأرض الداخلية.

1958: أول كشف تلسكوبي لكوكب الزهرة يوضح حدوث تأثير البيت الزجاجي (أو الاحتباس الحراري) في الطبقات القريبة من الغلاف الجوي للزهرة.

1960: تشارلز كيلنج يقيس بدقة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ويحدد الزيادة السنوية، وفي تلك السنة وصلت الدرجة إلى 13.9 درجة مئوية.

1966: من خلال فحص العالم والاس بروكر للمرجان ومكونات داخلية للبحار، وجد أن توقيت حدوث العصور الجليدية كان بسبب تغير بسيط في محور الأرض، وأن المناخ حساس جدًا بالنسبة لأقل التغيرات.

1968: بدايةً من تلك الفترة بدأت قضية احترار الأرض بأن تصبح معروفة بالنسبة لقطاع كبير من الشعوب، وظهرت دراسات علمية تؤكد احتمالية حدوث تصادم بين الثلوج العملاقة في القطب الشمالي وأن مستوى البحر سيرتفع ليغمر الأرض بشكل جزئي على الأقل.

1969: القمر الصناعي نيمبوس يزود العلماء بقياسات دقيقة لمتوسط درجة حرارة الغلاف الجوي والطبقة القريبة من سطح الأرض.

1971: للمرة الأولى يجتمع أبرز العلماء في العالم لبحث مخاطر التغير المناخي وينادون بالتعاون ومشاركة المعلومات وتنظيم الجهود.

1979: الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم تصدر تقريرًا ترجح فيه أن مضاعفة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستزيد نسبة الاحترار بحوالي 1.5-4.5 درجة مئوية، وفي نفس السنة انعقد البرنامج العالمي لبحوث المناخ لتنظيم الجهود الدولية، في نفس الوقت الذي ظهرت فيه احتجاجات أصحاب شركات الوقود التي اعتبرت المشكلة ليست إلا كذبة.

1981: بدأت قضية الاحتباس الحراري بأخذ منحنى سياسي في الولايات المتحدة عقب انتخاب الرئيس ريجان الذي لم يهتم بمطالب المنظمات البيئية واعتبرت الإدارة الأمريكية أن القضية مجرد وهم وأنه لا توجد تأكيدات تخص مخاطر محتملة، وهو نفس المسار الذي سار عليه الرؤساء الجمهوريين في التعامل مع القضية. وفي نفس السنة تم تسجيل الرقم القياسي للسنة ذات متوسط درجة الحرارة الأعلى.

1988: انعقاد مؤتمر تورنتو الذي نادت به مارجريت ثاتشر والذي نادى بفرض ضوابط وقيود على المصانع المتسببة في خروج الغازات المسببة لثقب الأوزون، وبدأت المؤتمرات الدولية والمحلية في الانعقاد بكثرة في السنين التالية.

1989: شركات الوقود وغيرها من الشركات الكبرى تصرح وتخرج حملات إعلانية لتوضح أن الاحتباس الحراري غير مؤكد ولا يوجد داعي لاتخاذ أية إجراءات غير ضرورية، كما ظهرت بعض الأوراق العلمية التي تقف إلى جانب وجهة النظر هذه، وحتى اليوم هناك فريق مؤيد ومعارض لمدى خطورة الاحترار.

1993: بعد فحص الأجزاء الداخلية الأساسية في ثلوج جرينلاند، توقع بعض العلماء أن التغير المناخي يمكن أن يكون بالغ السرعة لدرجة أنه قد يحدث في نطاق عقد واحد.

1997: شركة تويوتا تصدر سيارة بريوس في اليابان، وهي سيارة تحتوي على محرك كهربائي للتشغيل ومحرك بنزين إضافي للحد من الانبعاثات الضارة المؤثرة على الغلاف الجوي، وهي المبادرة البيئية الأولى من هذا النوع.

1999: الأقمار الصناعية تكتشف سحابة بنية عملاقة في جنوب آسيا، وهي المنطقة الأكثر تلوثًا بالغازات الضارة في العالم.

2000: ظهرت بدايات فكرة المزارع الكربونية، وهي مزارع يتم فيها زرع نبات القحطة (جتروفا كوركاس) الذي ينبت في الأماكن الجافة القريبة من السواحل ويمكن أن يمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، حتى الآن لم يتم تنفيذ الفكرة على النطاق المطلوب ليتمكن العلماء من التحكم بدرجة حرارة الطبقة القريبة من الغلاف الجوي، إلا أنها تعتبر أفضل الحلول المطروحة حتى الآن.

2007: اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تعقد جلستها الرابعة وتعلن أن تأثير الاحتباس الحراري أصبح واضحًا وأن الخسائر ستكون ضخمة في حال حدوث التغير السريع.

2008: بعض العلماء يؤكدون أن التغير السريع في درجة الحرارة قد يستمر لألف سنة في حال حدوثه.

2015: درجة الاحتباس الحراري وصل إلى 14.7 درجة مئوية، وهي الدرجة الأكثر ارتفاعًا منذ آلاف السنين، ونسبة ثاني أكسيد الكربون أعلى من أية نسبة كانت موجودة منذ ملايين السنين، ولا تزال الجهود الدولية مستمرة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 3 =