يُعتبر ببغاء كوريلا أحد أهم الحيوانات، وخاصةً الطيور، بالنسبة للبشر، فقد عرفه العالم منذ ملايين السنين، وحرص الإنسان على تقريبه منه وتقضية أوقات التسلية معه، فقد اشتُقت مهنة التمثيل في الأساس من عمل الببغاء، فقد كان يستهوي الجميع أن يتم تقليدهم من قِبل أشياء أخرى، حتى ولو كان ذلك الشيء مُجرد ببغاء، ناهيك عن الشكل المُزخرف الجميل الذي يأخذه الببغاء ويجعله ضمن أجمل الطيور، لكن، في الفترة الأخيرة، تعرضت جماعة الببغاء، وخاصةً ببغاء كوريلا، لهجمة شرسة، وأصبحت شبه مُعرضة للانقراض، لذلك دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على حياة ببغاء كوريلا وهل هو حقًا معرض للانقراض في القريب العاجل؟
ما هو ببغاء كوريلا؟
الببغاء الرمادي الأفريقي، الببغاء طويل المنقار، كل هذه أسماء تُطلق على ببغاء كوريلا الذي يُعتبر أحد أشهر الطيور كما ذكرنا، والحقيقة أن شهرتها لا تكمن فقط في ألوانه الجميلة وقدرته على تقليد أصوات الآخرين، وإنما أيضًا اشتراكه في الكثير من المواقف التاريخية والحروب القديمة، وخاصةً الأفريقية، لأن القارة السمراء هي الموطن الأصلي له.
ببغاء كوريلا ليس شهيرًا فقط، وإنما أيضًا ينعم بحب الجميع، وخاصةً البشر، فهم يُقربونه ويجعلونه ملاذًا لهم في أوقات الضيق ويستخدمونه كأداة مثالية للترفيه، وكذلك الحيوانات البرية المُفترسة، تجد منها غالبًا عزوفًا عن صيد الببغاء أو الاقتراب منه، وكأنه مُقدس بالنسبة لهم، لكن الحقيقة أن ذلك الأمر يُعد ميزة إضافية منحها الله إلى الببغاء بشكل عام وببغاء كوريلا بشكل خاص، إضافةً بالطبع إلى أوصافه الساحرة.
أوصاف ببغاء كوريلا
إذا ما تطرقنا إلى أوصاف ببغاء كوريلا فإن أول ما سنبدأ به بالتأكيد هو الوجه، والوجه في هذا الببغاء يمتاز بأنه غليظ يعلوه منقار طويل إلى حدٍ ما، تحت الوجه توجد رقبة صغيرة، وفي نهاية الجسم نجد المخلبين اللذين يتمكن من خلالها من صيد طعامه أو الإمساك به، ويتولى المنقار الذي ذكرناه من قبل عملية الأكل.
ألوان ببغاء كوريلا تختلف، لكن الأغلبية تمتاز باللون الرمادي، وهناك الأحمر والأصفر والأخضر، أما ما يتعلق بالاختلاف حول الأسماء والأنواع فهو أمر طبيعي، حيث أن البعض يُطلق على ببغاء كوريلا أسماء للتمييز، فيأتي آخرين ويعتقدون أنها أنواع له، وهذا خطأ شائع وطبيعي كما ذكرنا، وإن كان لا يُحمد تكراره أو التغاضي عنه.
أين يتواجد ببغاء كوريلا؟
أي منطقة دافئة على هذه الأرض يُمكن أن يتواجد بها ببغاء كوريلا، هذه قاعدة يعرفها الجميع، وقد أثبت تلك القاعدة تواجد ببغاء كوريلا بالفعل في أماكن بعيدة عن بعضها تمامًا، فهو يتواجد في أفريقيا كما ذكرنا في البداية، ويتواجد أيضًا في الهند، وأسيا بشكل عام، كما يتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها في الكثير من النقاط الدافئة بالعالم، وبالتأكيد لا يتنافى ذلك مع تواجد ببغاء كوريلا أحيانًا في مناطق ليست بالدافئة، وذلك لأسباب قهرية مثل البيع لأحد رجال الأعمال واصطحابه معه في كافة الأماكن، فكما ذكرنا، ببغاء كوريلا صديق الإنسان وأداة من أدوات تسليته، لذلك لم يكن ليتخلى عنه، وخاصةً فيما مضى، قبل اختراع أساليب الترفيه الحديثة.
ببغاء كوريلا والذكاء
دائمًا ما يتم وصف ببغاء كوريلا بالذكاء الشديد، بل أن هناك من يعتبره أذكى من البشر، والحقيقة أن هؤلاء يبدون مُحقين، خاصةً إذا عرفنا أن ببغاء كوريلا قادر على حفظ أكثر من 800 كلمة ونطقهم دفعة واحدة إذا تتطلب الأمر، كما أن الذكاء الحقيقي يكمن في قدرته على مجاراة البشر والتفريق بينهم وبين رفاقه من الحيوانات.
قد يعتقد البعض أن ببغاء كوريلا، ولأنه مُجرد ببغاء، فإنه يُقدم على تقليد كل الأصوات التي يسمعها مهما كانت، لكن في الحقيقة هذا لا يحدث، فعندما يكون ببغاء كوريلا بالقرب من الإنسان فإنه يحرص على مُداعبته وتقليد أصواته لجذب الانتباه، لكن، عندما يتواجد نفس الببغاء مع رفقته من الحيوانات فإنه يصدر أصوات الحيوانات العادية ولا يُقلّد الأصوات التي يسمعها لمجرد سماعها، وهذا ما يُثبت ذكاء ببغاء كوريلا وأنه ليس مجرد آلة لتقليد الأصوات.
ببغاء كوريلا والانقراض
ذكرنا من قبل أن ببغاء كوريلا يحظى في الغالب بقبول وحب من البشر والحيوانات، وأن صيده أمر شبه محظور أو غير مطروق من الأساس، لكن بالرغم من ذلك، اكتُشف في القرن المنصرم، أن أعداد ببغاء كوريلا تأخذ في التناقص، وأنه أصبح بكل أسف يقترب من الانقراض، ليس ذلك فحسب، بل إن تواجده في أماكن شبه بديهية أصبح أمر ليس بديهي بالمرة، وكالعادة، لا يستفيق البشر إلا عندما يُحدق عليهم الخطر، فقد بدأوا بعد تلك الدراسات، التي أظهرت تناقص أعداد ببغاء كوريلا، البحث خلف أسباب نقصان أعداده وإيجاد حلول لها.
أسباب الاقتراب من الانقراض
لماذا أصبح ببغاء كوريلا مُحببًا لدى البشر، ببساطة لأنه مصدر بهجة وترفيه لهم، تحديدًا في الماضي، أما الآن فقد ظهرت وسائل ترفيه أخرى أحدث، لكن، ماذا لو ظل ببغاء كوريلا لدى البعض وظيفة الترفيه الأولى؟
وكأن الزمن يعود للوراء، فمع تقدم الزمن وظهور أدوات ترفيه أخرى ارتفعت أسعار ببغاء كوريلا، وأصبح امتلاكه مقصورًا على الأغنياء وأصحاب الجاه، فهو بالنسبة لهم وسيلة الترفيه الأرقى، والتي على الأقل لا تتوافر بالنسبة للعامة، وأي شيء يملكه الأغنياء ولا يعرفه العامة فهو شيء نفيس، وبالتأكيد الأشياء النفيسة يتم استغلالها بشكل أمثل.
تجارة ببغاء كوريلا
أصبح ببغاء كوريلا بعد أن كان وسيلة ترفيه راقية مجرد سلعة يتم العبث بها، وتجارة كأي تجارة أخرى، لها بائع ومُشتري وسعر يفصل بينهما، والحقيقة أن أسعار ببغاء كوريلا كانت عنصر جذب بحد ذاتها.
تراوحت أسعار ببغاء كوريلا بين العشرة آلاف دولار والعشرين ألف، وهو سعر مرتفع مُقارنة بطائر لكنه في النهاية يجد مشترٍ، وغالبًا ما يكون أسيويًا عربيًا خليجيًا، لأن أثرياء أوروبا، وإن كانوا يُقدرون الجمال، إلا أنهم لا يُعيروا مثل هذه الأشياء أهمية قصوى، على كلٍ، بيعت أعداد كبيرة من ببغاء كوريلا في الآونة الأخيرة حتى أصبح ذلك الطائر المسكين مُهددًا بالانقراض، لكن بالتأكيد يبقى السؤال الأهم، كيف يحدث ذلك الانقراض؟
كيف يحدث الانقراض؟
قد يتعجب البعض من كيفية حدوث الانقراض في طائر ببغاء كوريلا بالرغم من أنه لا يُذبح أو يُقتل في الأساس، وإنما فقط يتم بيعه لأحد الأثرياء، والإجابة ببساطة تكمن في منع ذلك الطائر من التكاثر، فالشخص الذي يُقدم على شراء أحد أفراد فصيلة ببغاء كوريلا لن يهتم بالتأكيد ما إذا كانت ستحظى بشريك له يمكن التكاثر من خلاله التكاثر أم لا، هو فقط يبتغي التسلية وإمتاع نفسه، والحقيقة أن الأمر يتم بهذه الطريقة دون اكتراث أو انتباه لما يُمكن أن ينجم عنه، والذي بالتأكيد لن يكون أقل من تهديد ببغاء كوريلا بالانقراض، أو الانقراض إذا تمادى ذلك الوضع.
أضف تعليق